الأربعاء، 01 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

474 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

هذا ديننا

arton7393 

د.عبدالمهدي: أحكام الشرع ثابتة.. والفتوى تتغير باختلاف الأحوال

د. واصل: صعود أشباه العلماء عبر الفضائيات ساعد في نشر الضلال

د.طه ريان: أدعياء العلم عاثوا في التراث والفقه الإسلامي فسادًا

د.حسن الشافعي: المفتي يجب أن يكون عالمًا مستنير العقل مراقبًا لله

د.صفوت العالم: وسائل الإعلام تتعمد إبراز الفتاوى المثيرة والشاذة

القاهرة - عبد الله شريف، محمد عبدالعزيز:

وضع الله عز وجل قواعد في كتابه العزيز لتحقيق الإسلام الصحيح في حياة كل مسلم.. ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ* بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»، وقوله تعالى «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ»، وكلا الآيتين تحثان على  سؤال العلماء الثقات بغرض الوصول إلى إجابة لكل حائر، وربط كثير من العلماء بين الآيتين وعلم الإفتاء.. "الوعي الإسلامي" تسلط الضوء على الفتوى، وشروطها، وحلول الأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية في فوضى الفتاوى والأحكام الشرعية.

werqt

القاهرة - الوعي الشبابي:

«رغم أن عهد الإمبراطوريات انتهى مع الحرب العالمية الثانية، فتلك تعد الأفضل على الإطلاق».. بهذه العبارة بدأت مجلة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية، تقريرها الذي ضم أفضل 10 إمبراطوريات في التاريخ البشري ورصدت من بينها تاريخ الخلافة الإسلامية الراشدة.

23663253

د. مسعود صبري:

لم تكن هجرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- حدثًا تاريخيًّا يتوقف عند حدود الزمان ( زمن النبوة) أو حدود المكان ( من مكة إلى المدينة)، وهو وإن  كان حدثًا له زمانه ومكانه، إلا أن أحداث النبوة أعمق من ذلك بكثير، لأن لها امتدادًا عبر الأزمنة المتلاحقة إلى أن يقوم الناس لرب العالمين، ذلك أن أحداث النبوة مرتبطة بالوحي والدعوة ، ولأنها جزء من حضارة الأمة، ومن ذلك الماضي المتجدد الذي يقصد به أخذ العبرة والعظة، لا أن نقف عند حده باعتباره ماضيا انتهى، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111]

إن النظر إلى مقاصد الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة لهي مقاصد دائمة متجددة، وإنه لمطلوب منا أن ننظر ما وراء الحدث، لنعرف مقاصده وأهدافه، فنتعلم منه ما ينفع حياتنا، ويدعم مسيرتنا الحضارية، وما يعود بالنفع علينا، على مستوى الفرد، والمجتمع.

إن الهجرة ليست انتقال رجل وجد فرصة عمل سانحة في بلد آخر؛ ليحسن من وضعه المالي أو الاجتماعي، وإنما هي إكراه رجل آمن في بلده على تركه وترك مصالحه وتضحيته بكل ما يملك فرارا بنفسه إلى مستقبل غامض مجهول ظاهرا، لكنه مع كل هذا واثق بموعود الله الذي لا يخيب، وبنصره الذي يتنزل على عباده الصالحين، ولا تكون الهجرة بهذا المعنى إلا من قلب امتلأ بالإيمان بالله، والتوكل عليه، وإحسان الظن به، وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين.

لقد جاءت الهجرة النبوية تجسيدا لمقاصد الشريعة العظمى، من أهمها:

الدرس الأول: حفظ النفس البشرية:

فقد جسدت الهجرة النبوية مقصد حماية الأنفس التي تعرضت للتعذيب والأذى، ولا تجد ما تدافع بها عن نفسها من ظلم الظالمين، وطغيان الطغاة، فقد تعرض الصحابة – رضوان الله عليهم- لألوان من العذاب الذي لا يطاق، فهم مستضعفون لا يقوون على الدفاع عن أنفسهم، فجاء الأمر الإلهي بالهجرة؛ حفاظا على النفس من القتل والتعذيب والتشريد والهلاك.

إن حكمة التشريع تجعل المسلمين حكماء في تصرفاتهم وقت ضعفهم، فمواجهة الظالم الغاشم ليست مقصدا من مقاصد التشريع إن كان المسلمون في ضعف، بل تتوجب الهجرة عند القدرة عليها حفاظا على الروح والنفس ، ولو كان مواجهة الطغيان مع الضعف مقصدا لوقف الصحابة – رضوان الله عليهم- أمام الكافرين في مكة،  ولماتوا جميعا ؛ مواجهة للظالمين المعتدين، لكنهم لم يفعلوا.

وما أروع فهم الصحابة لهذا المقصد، ففي غزوة مؤتة التي قتل فيها ثلاثة من كبار الصحابة كانوا هم قادة الجيش المسلم، ولما تولى خالد القيادة رأى بفهمه وحكمته أن البقاء في أرض المعركة خسارة أكبر، فراوغ الظالمين، وغير هيئة الجيش فجعل الميمنة مكان الميسرة والميسرة مكان الميمنة، والأمام خلفا، والخلف أماما، حتى يوهم الكافرين أن هناك مددا من المدينة جاء له، واستطاع بحنكته أن ينسحب بجيش المسلمين، ويترك ملاقاة العدو، ويخرج من أرض المعركة، فلما عاد بالجيش إلى المدينة منسحبا خرج الفتيان يعيرونه وجنوده ويقولون لهم: يا فرار يا فرار، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم منهم ذلك، قال: " بل الكرار إن شاء الله"، وبسبب حكمة خالد سماه النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الجهاد وقد عرف ما حصل فسماه " سيف الله المسلول".

 إنها هجرة ليس بقصد الفر، بل بقصد الكر والعودة، ولما هاجر الصحابة -رضوان الله عليهم- من مكة بلدهم وموطنهم إلى المدينة، ومكثوا فيها ثماني سنوات لكنهم عادوا إلى مكة بعد ذلك فاتحين منتصرين.

وهو درس عملي للأمة والمسلمين أن قتل النفس ليس مقصودا شرعيا، وأنه ليس من الفرح أن يُقتل المسلم، فنيل الشهادة أثر للجهاد وليست مقصدا من مقاصد تشريع الجهاد، فحفظ النفس من أكبر مقاصد التشريع، ولهذا جاء تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البقاء في بلاد المشركين لما فيها من اضطهاد وظلم وقتل للنفس المعصومة عند الله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي وأبو داود في السنن:" أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين"، والبراءة هنا يجب أن يفهم مقاصدها ومراميها، لما فيها من الفتنة في الدين، وتعريض النفس التي هي أمانة الله عند الإنسان للهلاك، فإن أقام المسلم في دار شرك، لكنه أمن على دينه ونفسه؛ جاز له الإقامة، بل تصل الإقامة أحيانا إلى درجة الاستحباب، وأحيانا أخرى إلى درجة الوجوب.

إن كثيرًا من الناس يعرض نفسه للهلاك والتعذيب بسبب جهله بالحكم الشرعي، ولأن مقاييس الأمور أضحت الآن بالهوى بعيدًا عن سؤال أهل العلم، والأخذ برأي العلماء، في زمن غلب فيه الرأي والهوى، وأن تلبس بثياب الصلاح والتقوى، لكنه ثياب جهل مع حسن قصد.

الدرس الثاني: حفظ الدين والعقيدة:

لقد كانت الهجرة النبوية تهدف إلى الحفاظ على الدين الناشئ في بيئة قست قلوبها، فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وبدلا من الفرح بالدين الحق، قاوم أهل الجاهلية هذا الدين، وسعوا كل مسعى كي لا يستقر في الجزيرة العربية خوفا على مصالحهم التجارية ومناصبهم القيادية، ولذا حاربوا الإسلام؛ لأنهم لن يستطيعوا أن يخدعوا الناس بحيلهم ومكرهم في وجوده، ولن يكونوا معه قادة، وظنوا أنه يهدد مصالحهم، وسعى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى إقناعهم أن الإسلام ما جاء ليشاركهم القيادة والرئاسة أو يتسلط على مصالحهم، لكنهم أبوا أن يسمعوا لذلك.

 من هنا كان من أهم أسباب الهجرة تعرض دين المسلم للفساد والهلاك، فوجب عليه أن يهاجر إلى الله تعالى تاركا وطنه الذي نشأ فيه، وبلده الذي تربى فيه إلى أرض لله أخرى، يجد فيها بغيته في إقامة الشريعة، والحفاظ على الملة السمحة.

إن المسلم بلا دين لا قيمة له، وإن الأرض التي لا تسمح للإنسان بإقامة شريعة الله تعالى، فلا تأذن له بإقامة الصلاة، ولا الصوم ولا الحج ولا العدل ولا صلة الرحم، ولا تقوى الله، لحري أن يتركها الإنسان حتى يحافظ على دينه، فإن الردة عن الدين هي أكبر خسارة للإنسان، وإن وازنا بين بقاء الإنسان في أرضه ووطنه وبين الحفاظ على دينه وخشية الكفر، كان تقديم حفظ الدين مقدما على البقاء في أرضه ؛ تحقيقا لقوله تعالى: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت: 56].

لقد عاب الله تعالى على القادرين على الفرار بأنفسهم ودينهم أمام الكفر والشرك وتعرضهم للأذى والفتنة في الدين، ولم يستثن من ذلك إلا العجزة من النساء والولدان والرجال، وجعل البقاء في دار الكفر التي يعذب الإنسان فيها ويفتن فيها عن دينه من الإثم الذي يحاسب عليه، كما قال تعالى: {نَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا . إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} [النساء: 97، 98]

ومع هذه الهجرة لابد من الصبر، فدوام الحال من المحال، والبقاء على حال لا يستمر، لكن مع حسن طاعة الله والتوكل عليه يكون الفرج من الله للمسلمين، كما قال تعالى: {وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر: 10].

الدرس الثالث: العيش في بيئة صالحة:

إن الهجرة تجسيد حقيقي لفطرة الإنسان الذي يعيش في بيئة لم تحترمه ولم تقدره ليبحث عن بيئة أخرى مملوءة بالخير بدلا من بيئة الشر، " فلم تكن الهجرة تخلّصا فقط من الفتنة والاستهزاء، بل كانت تعاونا عاما على إقامة مجتمع جديد في بلد آمن.

وأصبح فرضا على كلّ مسلم قادر أن يسهم في بناء هذا الوطن الجديد، وأن يبذل جهده في تحصينه، ورفع شأنه، وأصبح ترك المدينة- بعد الهجرة إليها- نكوصًا عن تكاليف الحق، وعن نصر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالحياة بها دين، لأنّ قيام الدين يعتمد على إعزازها" . فقه السيرة (ص: 165)

لقد كانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم تجسيدًا لتحقيق مقاصد الشريعة من الحفاظ على النفس، والحفاظ على الدين، والحفاظ على المال؛ لأن اضطهاد المؤمنين يصحبه أن يتعرض الكافرون لمال المسلمين فيأخذونه منهم، ويصادرون ممتلكاتهم كما فعل كفار قريش مع المؤمنين المهاجرين، إذ أخذوا ديارهم وتجارتهم وأموالهم، أما إن أمن المسلمون من الكافرين على دينهم وأموالهم وأرواحهم، فقد انتفى معه النهي الشرعي بوجوب الهجرة.

إن الهجرة لم تكن حدثا عابرا، بل هو درس تاريخي حضاري ممتد منذ نشأته إلى أن يقوم الناس لرب العالمين، يتجاوز الزمان والمكان، ليكون عبرة للأمة، وينهل منه كل جيل ما يعالج به حاضره، وما يخطط به لمستقبله.

1413067908051

بقلم - محمد بن ابراهيم الحمد:

 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: 
لقد بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بدعوة تملأ القلوب نوراً، وتشرف بها العقول رشداً؛ فسابق إلى قبولها رجال عقلاء، ونساء فاضلات، وصبيان لا زالوا على فطرة الله. وبقيت تلك الدعوة على شيء من الخفاء، وكفار قريش لا يلقون لها بالاً؛ فلما صدع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أغاظ المشركين، وحفزهم على مناوأة الدعوة والصد عن سبيلها؛ فوجدوا في أيديهم وسيلة هي أن يفتنوا المؤمنين، ويسومونهم سوء العذاب، حتى يعودوا إلى ظلمات الشرك، وحتى يرهبوا غيرهم ممن تحدثهم نفوسهم بالدخول في دين القيّمة. 
أما المسلمون فمنهم من كانت له قوة من نحو عشيرة، أو حلفاء يكفون عنه كل يد تمتد إليه بأذى، ومنهم المستضعفون، وهؤلاء هم الذين وصلت إليهم أيدي المشركين، وبلغوا في تعذيبهم كل مبلغ. 
ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقاسيه أصحابه من البلاء، وليس في استطاعته حينئذ حمايتهم، أذن لهم في الهجرة إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، ثم لحق بهم في المدينة. 
والناظر في الهجرة النبوية يلحظ فيها حكماً باهرة، ويستفيد دروساً عظيمة، ويستخلص فوائد جمة يفيد منها الأفراد، وتفيد منها الأمة بعامة. فمن ذلك على سبيل الإجمال ما يلي: 

1 - ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله:
ويتجلى ذلك من خلال استبقاء النبي صلى الله عليه وسلم لعلي وأبي بكر معه؛ حيث لم يهاجرا إلى المدينة مع المسلمين، فعليّ رضي الله عنه بات في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه صحبه في الرحلة. 
ويتجلى كذلك في استعانته بعبدالله بن أريقط الليثي وكان خبيراً ماهراً بالطريق. 
ويتجلى كذلك في كتم أسرار مسيره إلا من لهم صلة ماسّة، ومع ذلك فلم يتوسع في إطلاعهم إلا بقدر العمل المنوط بهم، ومع أخذه بتلك الأسباب وغيرها لم يكن ملتفتاً إليها بل كان قلبه مطوياً على التوكل على الله عز وجل. 

2 - ضرورة الإخلاص والسلامة من الأغراض الشخصية:
فما كان عليه الصلاة والسلام خاملاً، فيطلب بهذه الدعوة نباهة شأن، وما كان مقلاً حريصاً على بسطة العيش؛ فيبغي بهذه الدعوة ثراء؛ فإن عيشه يوم كان الذهب يصبّ في مسجده ركاماً كعيشه يوم يلاقي في سبيل الدعوة أذىً كثيراً. 

3 - الإعتدال حال السراء والضراء:
فيوم خرج عليه الصلاة والسلام من مكة مكرهاً لم يخنع، ولم يذل، ولم يفقد ثقته بربه، ولما فتح الله عليه ما فتح وأقر عينه بعز الإسلام وظهور المسلمين لم يطش زهواً، ولم يتعاظم تيهاً؛ فعيشته يوم أخرج من مكة كارهاً كعيشته يوم دخلها فاتحاً ظافراً، وعيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى من سفهاء الأحلام كعيشته يوم أطلت رايته البلاد العربية، وأطلت على ممالك قيصر ناحية تبوك. 

4 - اليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين:
فالذي ينظر في الهجرة بادئ الرأي يظن أن الدعوة إلى زوال واضمحلال. 
ولكن الهجرة في حقيقتها تعطي درساً واضحاً في أن العاقبة للتقوى وللمتقين. فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلّم بسيرته المجاهد في سبيل الله الحق أن يثبت في وجه أشياع الباطل، ولا يهن في دفاعهم وتقويم عوجهم، ولا يهوله أن تقبل الأيام عليهم، فيشتد بأسهم، ويجلبوا بخيلهم ورجالهم؛ فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة، أما العاقبة فإنما هي للذين صبروا والذين هم مصلحون. 

5 - ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة: 
ذلك في جواب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه لمّا كان في الغار. 
وذلك لما قال أبو بكر: والله يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى موقع قدمه لأبصرنا. 
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم مطمئناً له: { ما ظنّك باثنين الله ثالثهما }. 
فهذا مثل من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والإتكال عليه عند الشدائد، واليقين بأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة. 
هذه حال أهل الإيمان، بخلاف أهل الكذب والنفاق؛ فهم سرعان ما يتهاونون عند المخاوف وينهارون عند الشدائد، ثم لا نجد لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً. 

6 - أن من حفظ الله حفظه الله:
ويؤخذ هذا المعنى من حال النبي صلى الله عليه وسلم لما ائتمر به زعماء قريش ليعتقلوه، أو يقتلوه، أو يخرجوه، فأنجاه الله منهم بعد أن حثا في وجوههم التراب، وخرج من بينهم سليماً معافى. 
وهذه سنة ماضية، فمن حفظ الله حفظه الله، وأعظم ما يحفظ به أن يحفظ في دينه، وهذا الحفظ شامل لحفظ البدن، وليس بالضرورة أن يعصم الإنسان؛ فلا يخلص إليه البتة؛ فقد يصاب لترفع درجاته، وتقال عثراته، ولكن الشأن كل الشأن في حفظ الدين والدعوة. 

7 - أن النصر مع الصبر:
فقد كان هيناً على الله عز وجل أن يصرف الأذى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة، ولكنها سنة الإبتلاء يؤخذ بها النبي الأكرم؛ ليستبين صبره، ويعظم عند الله أجره، وليعلم دعاة الإصلاح كيف يقتحمون الشدائد، ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيراً كان أم كبيراً. 

8 - الحاجة إلى الحلم، وملاقاة الإساءة بالإحسان:
فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقى في مكة قبل الهجرة من الطغاة والطغام أذىً كثيراً، فيضرب عنها صفحاً أو عفواً، ولما عاد إلى مكة فاتحاً ظافراً عفا وصفح عمن أذاه. 

9 - إستبانة أثر الإيمان:
حيث رفع المسلمون رؤوسهم به، وصبروا على ما واجهوه من الشدائد، فصارت مظاهر أولئك الطغاة حقيرة في نفوسهم. 

10 - إنتشار الإسلام وقوته:
وهذه من فوائد الهجرة، فلقد كان الإسلام بمكة مغموراً بشخب الباطل، وكان أهل الحق في بلاء شديد؛ فجاءت الهجرة ورفعت صوت الحق على صخب الباطل، وخلصت أهل الحق من ذلك الجائر، وأورثتهم حياة عزيزة ومقاماً كريماً. 

11 - أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه:
فلما ترك المهاجرون ديارهم، وأهليهم، وأموالهم التي هي أحب شيء إليهم، لما تركوا ذلك كله لله، أعاضهم الله بأن فتح عليهم الدنيا، وملّكهم شرقها وغربها. 

12 - قيام الحكومة الإسلامية والمجتمع المسلم.

13 - إجتماع كلمة العرب وارتفاع شأنهم.

14 - التنبيه على فضل المهاجرين والأنصار.

15 - ظهور مزية المدينة:
فالمدينة لم تكن معروفة قبل الإسلام بشيء من الفضل على غيرها من البلاد، وإنما أحرزت فضلها بهجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أصحابه إليها، وبهجرة الوحي إلى ربوعها حتى أكمل الله الدين، وأتم النعمة، وبهذا ظهرت مزايا المدينة، وأفردت المصنفات لذكر فضائلها ومزاياها. 

16 - سلامة التربية النبوية:
فقد دلّت الهجرة على ذلك؛ فقد صار الصحابة مؤهلين للاستخلاف، وتحكيم شرع الله، والقيام بأمره، والجهاد في سبيله. 

17 - التنبيه على عظم دور المسجد في الأمة:
ويتجلى ذلك في أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم فور وصوله المدينة، حيث بنى المسجد؛ لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المسلم برب العالمين، وليكون منطلقاً لجيوش العلم، والدعوة والجهاد. 

18 - التنبيه على عظم دور المرأة:
ويتجلى ذلك من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة؛ فلم يخذلا أباهما أبا بكر مع علمهما بخطر المغامرة، ولم يفشيا سرّ الرحلة لأحد، ولم يتوانيا في تجهيز الراحلة تجهيزاً كاملاً، إلى غير ذلك مما قامتا به. 

19 - عظم دور الشباب في نصرة الحق:
ويتجلى ذلك في الدور الذي قام به علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة. 
ويتجلى من خلال ما قام به عبدالله بن أبي بكر؛ حيث كان يستمع أخبار قريش، ويزود بها النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر. 

20 - حصول الأخوة وذوبان العصبيات.

 

 hjrah

بقلم – حسن أبو مطير:

في هذه القبسات لا أتعمد سرد أحداث الهجرة سردا تاريخيا، لكني سأقف عند بعض المشاهد لأخذ العبرة منها..

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال