الثلاثاء، 21 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

255 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

arton7393 

د.عبدالمهدي: أحكام الشرع ثابتة.. والفتوى تتغير باختلاف الأحوال

د. واصل: صعود أشباه العلماء عبر الفضائيات ساعد في نشر الضلال

د.طه ريان: أدعياء العلم عاثوا في التراث والفقه الإسلامي فسادًا

د.حسن الشافعي: المفتي يجب أن يكون عالمًا مستنير العقل مراقبًا لله

د.صفوت العالم: وسائل الإعلام تتعمد إبراز الفتاوى المثيرة والشاذة

القاهرة - عبد الله شريف، محمد عبدالعزيز:

وضع الله عز وجل قواعد في كتابه العزيز لتحقيق الإسلام الصحيح في حياة كل مسلم.. ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ* بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»، وقوله تعالى «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ»، وكلا الآيتين تحثان على  سؤال العلماء الثقات بغرض الوصول إلى إجابة لكل حائر، وربط كثير من العلماء بين الآيتين وعلم الإفتاء.. "الوعي الإسلامي" تسلط الضوء على الفتوى، وشروطها، وحلول الأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية في فوضى الفتاوى والأحكام الشرعية.

"من يفتي بغير علم فهو كاذب على الله".. بهذه العبارة المختصرة بدأ حديثه د.عبدالمهدي عبدالقادر، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وأستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، مستشهدًا بقول الله تعالى: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) [النحل: 116]، وبقوله تعالى:(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 33].

ونوه د.عبدالمهدي إلى قول الإمام ابن القيم الجوزية: "لا يجوز للمفتي أن يشهد على اللَّه ورسوله بأنه أحل كذا أو حرمه أو أوجبه أو كرهه إلا لما يعلم أن الأمر فيه كذلك مما نصَّ اللَّه ورسوله على إباحته أو تحريمه أو إيجابه أو كراهته".

وأضاف موضحًا أن كل من يسمى "مفتيًا" لا بد أن يكون لديه من العلم ما يستطيع من خلاله أن يسوق الحكم الشرعي ويوظفه على حسب المسألة التي أمامه ولا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا لرجل عارف بكتاب الله والمتشابهات وبآراء العلماء الذين سبقوه وتحليلاتهم وفهمهم للدين،  فضلًا عن العلم والبلوغ وحسن الخلق ومراقبة الله وأن تكون لديه القدرة على استنباط الأحكام وتحليلها وتفسيرها من القرآن الكريم والسنة النبوية والإلمام بآراء العلماء السابقين، وكذلك اللغة العربية، لأن الألفاظ في الفتوى ربما تغيرها.

وأضاف أن الحكم الشرعي ثابت لا يتغير، على عكس الفتوى، إذ تتغير باختلاف الأشخاص والزمان والمكان، فأكل لحم الخنزير حكمه الشرعي حرام أما لو أكله مضطرًا فُيفتى له بجواز ذلك للاضطرار، قال الله تعالى «إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ* فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ».

الاستهانة بالفتوى

تتعدد أوجه الاستهانة بالفتوى والتساهل في البحث عن الإجابة لها، في ضوء ذلك يوضح د.عبدالمهدي أنه ربما يستهين العالم في إجابة السائل فيعطيه فتوى ناقصة أو غير واضحة، فيتصرف بشكل خاطئ، وربما يتساهل السائل في البحث عن العالم الثقة ليستفتيه ويبحث عمن يعطيه "فتوى تحت الطلب"، وكلا الوجهين يضر صاحب الفتوى ويحمله ذنب عظيم، فقد قال عبيد الله بن أبي جعفر إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «أجرؤكم على الفُتيا أجرؤكم على النار».

وتابع أن على من يفتي الناس أن يكون ملمًا بجميع الآراء في المسألة الفقهية حتى يخلص إلى رأي ينقذ به السائل.

وشدد على أن من أبرز الآفات التي ضربت الأمة الإسلامية عدم الفهم الشرعي، فالشباب يستمع إلى الدين عن طريق المشايخ، وقد يكون فيهم المتشددون الذين ينصبون أنفسهم حكامًا بأمر الله ويصدرون فتاوى لا تتفق مع صحيح الإسلام وسماحته.

تتغير الفتوى ولا تتغير الأحكام

بدوره، يؤكد مفتي مصر الأسبق د.نصر فريد واصل أن الاستهانة بالفتوى أمرٌ جلل، يتسبب في هدم المجتمعات وإعلان حروب وتدمير روابط أسرية، بينما العلمَ الشرعيَ الصحيحَ وتبصير الناس بأمور دينهم حتى يستطيعوا من خلالها الالتزام خلال دنياهم من سبل الاستقرار والأمن.

وأشار إلى أن الأحكام الشرعية التي استنبطها العلماء والمذكورة في الكتاب والسنة غير قابلة للتغيير باختلاف الزمان والمكان، فالزنا من أكبر الكبائر وهو محرم بحكم شرعي لن يتغير في زمان أو مكان متغير، أما الفتوى فتتغير، ومعنى ذلك أن تناسب الحالة والمسألة بشرط ألا تخرج عن الأصول الشرعية، وكذلك أيضًا الحكم الشرعي في زكاة الفطر الوجوب ومقدارها ولكن نوعية الطعام المخرج أو هل تخرج أموالًا تتغير باختلاف المكان والزمان.

وأكد د.واصل أنه على العامة ألا يتجهوا إلى أي إمام أو داعية ويسألونه عن مسألة فقهية معقدة بغرض الوصول إلى منفعة، فإثم ذلك على الطرفين، ويتوجب سؤال العلماء الثقات المعروفين بعلمهم وليس بظهورهم في وسائل الإعلام، ويفضل الرجوع إلى مؤسسات الإفتاء لتأصيل الفتوى وتبيينها بدقة، حفاظًا على الدين.

وكذلك، الإفتاء عبر الفضائيات، فعلى الرغم من فائدته الكبيرة في نشر العلم، إلا أن صعود أشباه العلماء الذين يلعبون بالدين ويكذبون على الناس يعدم الأمة والدين ويساعد في نشر الضلال.

وتابع: لا ينبغي على المفتي إذا اختلطت عليه مسألة أن يستحي من مراجعة العلماء، فمن سبقونا تربوا على ذلك، ومن قال لا أدري فقد أفتى.

مرجعية الإنترنت

وفي ذات الصدد، يقول عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الفقه المالكي الدكتور طه ريان إن الاستهانة بالفتوى والتجرؤ على الإفتاء أخرج أجيالًا من أدعياء العلم عاثوا في التراث وفي الفقه الإسلامي فسادًا، ونحتاج إلى سنوات للتخلص من هذه الآفة، فـ"مهزلة الفتوى" في الفضائيات التي بحت ألسنة العلماء في منعها لا زالت تزيد، و"الفتاوى الشاذة والمضطربة نفسيًا" يستخدمها الأعداء في الإساءة للدين.

كما أن كثيرين خاصة من فئة الشباب أصبحوا الآن لا يأتمنون أي عالم، وتحول الإنترنت وما ينشر عليه إلى مرجعية لهم، وهذا بالطبع أمر كارثي يعمل الأزهر والأوقاف على تداركه، لكن التحرك بطيء.

وأوضح ريان أن السائل يبحث عن مخرج شرعي من أزمة وقع فيها، وعلى العالِم أن يكون يقظًا ولا يعتمد توجه التشدد مع الناس خشية التساهل، كما لا تصح الفتوى بدون علم، إذ هي بذلك كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حذرنا من ذلك قائلًا: «من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» أخرجه البخاري ومسلم، وعن سلمة بن الأكوع قَال: «سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار» صحيح البخاري، وعن ‏عامر بن عبد اللَّه بن الزبير‏ ‏عن ‏‏أبيه ‏قَال: «قلت ‏للزبير:‏ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: أمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كانَ لِي مِنْهُ وَجْهٌ وَمَنْزِلَةٌ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ‏‏فَلْيَتَبَوَّأْ ‏‏مَقْعَدَهُ مِنْ النَّار» سنن أبي داوود.

شروط الفتوى

أما عن شروط الفتوى، فبالإضافة إلى شروط البلوغ عن الرجل، والمحيض عند النساء، والعقل والإلمام بالأحكام الشرعية، يقول د.طه ريان: يجب أيضًا على من يريد الإفتاء أن يدرس قواعد الفقه والأصول وأن يكون على علم بتغيرات العصر ويستطيع توظيفها فيما لا يخل بالشرع.

بينما يحدد د.نصر فريد واصل الشروط التي يجب توافرها في المفتي، وفقًا لما حدده الإمام الشافعي: أن "لا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا رجل عارف بكتاب الله، بناسخه ومنسوخه، وبمحكمه ومتشابهه، وتأويله وتنزيله، ومكيه ومدنيه، وما أريد به، وفيما أنزل، ثم يكون بعد ذلك بصيرًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالناسخ والمنسوخ، ويعرف من الحديث ما عرف من القرآن، ويكون بصيرًا باللغة، بصيرًا بالشعر، وبما يحتاج إليه للعلم والقرآن، ويستعمل هذا مع الإنصاف وقلة الكلام، ويكون بعد هذا مشرفًا على اختلاف هذه الأمصار، وتكون له قريحة بعد هذا، فإذا كان هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام، وإذا لم يكن هكذا فليس له أن يتكلم في العلم ولا يفتي".

وتابع د.واصل: لا يخرج طلاب العلم الشرعي خارج الإطار، إذ هم حملة الدين في المستقبل وعليهم ألا يستسهلوا في تحصل العلم وأن يجتهدوا طالما اختاروا هذا الطريق الشائك، لأنه تعامل مع الله ومع كلامه وكلام رسوله صلى الله ليه وسلم ولا يجوز الاستهانة أو التلاعب، فيجب عليهم تحمل المشايخ والعلماء والأخذ منهم والسماع عنهم.

وكذلك على العلماء أيضًا أن ينظروا إلى الشباب المشتت التائه بين الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد لا يفرق بين العالم وغيره، بعين الرحمة واللين.

من جانبه، يؤكد رئيس مجمع اللغة العربية وعضو هيئة كبار العلماء د.حسن الشافعيأنالفتاوى من الأمور الخاصة جدًا والتي يجب الحذر من التجرؤ عليها، ويحتاج صاحبها إلى أن يكون مستنير العقل مراقبًا لله عالمًا في اللغة والعلم الشرعي، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا أسند الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة» وهو حال الأزمة التي نتحدث عنها، إذ كل "من هب ودب" يتحدث في هذه الأمور الخاصة جدًا في الدين.

بينما يطالب د.عبدالمهدي بإصدار تشريعات قانونية وضوابط إعلامية فيما يتعلق بكل أمور الدين وليس الفتوى فقط، مبررًا ذلك بأن الإسلام استبيح باسم الحريات وتعمدت وسائل الإعلام للأسف الإساءة للدين لأسباب سياسية وتحكمات لرأس مال أو كره للإسلام.

إلا أن د.حسن الشافعي يؤكد أنه رغم ضرورة وضع التشريعات والقوانين لضبط مسألة الفتوى، إلا أنه ينبغي أولًا الاهتمام بطلبة العلم وإخراج جيل يحفظ الدين ويلم بنصوص القرآن وعلوم الحديث والفقه والتفسير والقدرة على الاستنباط والتحليل، ولا نخرج أجيالًا تتبنى التشدد بأفكار كاذبة ومفاهيم مغلوطة.

إشكالية الإعلام والفتوى

وبينما تعاني الأمة الإسلامية الآن أشد معاناة بسبب بعدها عن الدين ووضع الأمور في غير محلها الصحيح، يؤكد مفتي مصر الأسبق نصر فريد واصل أنه يجب على كل عالم شرعي حقيقي أن يستمر في دفاعه عن دينه ودحر كل الأكاذيب التي تدور حوله وإيقاف من يستحلون الكذب باسم الله وباسم رسوله صلى الله عليه وسلم.

موضحًا أن علماء الأزهر والإفتاء حاولوا على مدار سنوات التصدي لإشكالة الإعلام في الفتوى، بعدما أساء كثيرون استخدام وسائل الإعلام واستعملوها لهدم الدين وليس لإنمائه ونشره، فما نشاهده الآن من فوضى وأخطاء، حيث نتباهى بالشواذ من الأفكار ونتصيد الأخطاء والنواقص.

بينما يشدد د.حسن الشافعي على أن وسائل الإعلام وكل من يقدمون الفتوى بغير غرض العلم الشرعي سيحاسبون أمام الله عز وجل عما اقترفوه في حق الأمة الإسلامية، ويعتبرون أحد أسباب انتشار الظلم والتكفير والإرهاب والقتل.

خطأ فادح

في السياق ذاته، يؤكد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة د.صفوت العالم أن أهداف وسائل الإعلام باختلافاتها تتنوع بين تقديم معلومة صحيحة أو ترويج سلعة أو الترفيه عن المواطنين، فعندما نتحدث عن الفتوى والطريقة التي تقدم بها في وسائل الإعلام نجدها خاطئة و"تُقدّم على أنها وسيلة للترفيه، وهذا خطأ فادح".

ولعلاج ذلك، يقول العالم إن الخطاب الديني يحتاج أشياء كثيرة لتفعيله، أولها الاهتمام بإعداد علماء دين يتبنون وسطية الأزهر الحقيقية ولديهم علم كبير في النواحي المختلفة للدين ويستطيعون الإجابة على السائلين بطريقة علمية مبسطة، إذ اختفاء العلماء وانتشار تجار الدين والفتاوى المجانية أساء إلى الإسلام في الأساس، وأخرج لنا أشخاصًا ادعوا زورًا قدرتهم على الفتوى وتبصير الناس بأمور دينهم.

وتابع: كما يتحمل الإعلام جزءًا كبيرًا في هذه القضية، حيث يتسارع كثيرون لتناقل الفتاوى الشاذة التي تستعمل على سبيل الترفيه أو الإثارة ولا تهم القارئ ولا تفيده، وقد انتشرت هذه الأخطاء في جميع الوسائل، فالبعض ينشرها في الصحف لجذب القراء وآخرون ربما يستقبلون صاحب الفتوى في الفضائيات.. وهناك وسائل إعلام أخرى لها أفكار مختلفة تستغل هذه الفتاوى الخاطئة للإساءة للدين والتراث الإسلامي، وينبغي أن يحكم الضمير والدقة والمهنية وضوابط المجتمع كيفية تداول الفتوى إعلاميًا، فمن المفترض أن تقدم وسائل الإعلام الحلول للسائل وليس تشتيته في فتاوى شاذة.

وأوضح العالم أن الأزهر الشريف ودور الإفتاء في العالم الإسلامي، عليهم عبء كبير، وطالبوا مرارًا وتكرارًا وسائل الإعلام بعدم استضافة غير المتخصصين في مجال الفتوى في البرامج الخاصة بهم، للحد من الفوضى، وهذا لا يكفي، فلا بد من تفعيل وتشريع القوانين التي تواجه ذلك لآثاره المدمرة على المجتمع.

وختم حديثه قائلا: نخلص إلى أن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين يمكن استعماله في الخير والشر، في نشر الإسلام الصحيح وتقديم الفتاوى السليمة، والبرامج الدينية غير المتشددة والعلماء الثقات، كما يمكن استغلاله لإحداث الفتن ومهاجمة العلماء ونشر التطرف والفتاوى الكاذبة.

فتاوى شاذة ومثيرة للجدل

من أبرز الفتاوى الغريبة التي ظهرت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، إباحة التدخين في الصيام باعتباره يشبه البخور والعطور، وكذا إباحة النظر إلى المرأة التي ينوي الرجل الزواج بها وهي تستحم بشرط وجود نية أكيدة للزواج.

ومن الفتاوى أيضا القول بأن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تمامًا وتوازيه، بل أحيانا تفضل عنه، بالإضافة إلى فتوى اعتبار النظر إلى المرأة المتبرجة حلال، حيث قال أحد الشيوخ "المرأة المُحجبة لها رخصة، ولا يجوز النظر إليها إلا بإذنها، أما المُتبرجة فقد تنازلت عن تلك الرخصة، وأصبح النظر إليها لا حُرمة فيه".

ومن الفتاوى التي أثارت جدلا تحريم البوفيه المفتوح الذي يعني أن يدفع الشخص مبلغا ثابتًا من المال، مقابل أن يأكل ويشرب ما يشاء، وأن الشرط الأساسي في البيع والشراء هو أن يكونا معلومين ومحددين، ومن يأكل ويشرب ما يشاء في البوفيه وهو محدد السعر فهو مجهول.

وكذا فتوى إباحة إرضاع المرأة العاملة زميلها في العمل منعا للخلوة المحرمة، إذا كان وجودهما في غرفة مغلقة وكذلك أن ترضع السيدة سائقها خمس رضعات مشبعات مما يبيح الخلوة ولا يحرم الزواج.

مجنون

كان السلف الصالح - رحمة الله عليهم - من الصحابة والتابعين يكرهون التسرع في الفتوى، ويود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره، فإذا رأى أنها قد تعينت عليه بذل اجتهاده في معرفة حكمها من الكتاب والسنة أو أقوال الصحابة، ثم أفتى بما تبين له.

قال ابن أبي ليلى: "أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله - أراه قال -: في المسجد، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفتٍ إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا".

وقال ابن عباس: "إن كل من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون".

وقال سمنون بن سعيد: "أجسر الناس على الفتيا أقلهم علمًا، يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه".

وقال ابن سيرين: "قال حذيفة - رضي الله عنه -: إنما يفتي أحد ثلاثة: رجل يعلم بناسخ القرآن ومنسوخه، وأمير لا يجد بدًّا، وأحمق متكلف"، قال ابن سيرين: "فلست بواحد من هذين، ولا أحب أن أكون الثالث".

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال