الأربعاء، 01 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

399 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

هذا ديننا

hdguy 

عبادة: التحاور مع عقلاء ومنصفي الغرب للتأكيد أن الإسلام دين سلام ورحمة

د.ياسر عبدالعزيز: الإعلام الغربي والدراما العربية مشتركان في الإساءة للإسلام

د.خليل: الإسلاموفوبيا مترسخة في ذهنية المواطن الغربي بشكل عام

د.زكريا: الجاليات الإسلامية عليهادور كبير في نشر التسامح وقبول الآخر

القاهرة- آدم مهران:

لا تزال قطاعات عريضة في أوروبا وأمريكا والغرب عامة تتعامل مع الإسلام باعتباره خطرًا يهدد وجودها ويعادي حضارتها وتماسكها واستقرارها. وتعمل العديد من الدوائر، خاصة الإعلامية، على تشويه كل ما هو إسلامي، وبث الرعب في نفوس من يجهلون حقيقة الإسلام في إطار ما  يُعرف باسم "الإسلاموفوبيا"، مستثمرة في ذلك بعض الأحداث الإرهابية التي تقع هنا أو هناك ويتم إلصاقها إلى منتمين للإسلام حتى من قبل إجراء أي تحقيق، إضافة إلى بعض التنظيمات المشبوهة التي تزعم انتماءها إلى الإسلام وتأتي بأفعال لا تمت لسماحته بصلة.

بداية، يرى الداعية المصري الشيخ صبري عبادة أن ممارسات التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة" المنتسبة زورًا وبهتانًا أساءت إلى صورة الإسلام في الغرب وجعلت العلاقة بين الإسلام والغرب قائمة على الشك والريبة في كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، فالغرب بدأ يستحضر الإسلام كدين يحث على العنف والإرهاب وفي الوقت نفسه بدأ العرب والمسلمون النظر إلى كل تصرف أمني تقوم به الأجهزة الأوروبية ضدهم باعتباره استعادة لأجواء الحرب الصليبية ضد الإسلام والدول العربية، ما يزيد من الاحتقان بين الشعوب الغربية ضد عموم المسلمين.

وأوضح عبادة أن السنوات الأخيرة شهدت تزايدًا ملحوظًا في أعداد المسلمين في الغرب نتيجة زيادة معدلات الهجرة إلى الدول الأوروبية بشكل جعل المسلمين يشكلون قوة لا يستهان بها في تلك المجتمعات، أضف إلى ذلك ارتفاع عدد معتنقي الإسلام من المواطنين الغربيين، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى زيادة العداء للدين الإسلامي، خاصة أن كثيرًا من علماء الغرب توقعوا ظهور الإسلام وانتشاره في أوروبا في القرن الحادي والعشرين، لدرجة أن أحد علماء الغرب قال إن القرن الحالي سيكون "قرن الإسلام".

وأوضح أن العمليات التي تقوم بها تنظيمات إرهابية وتستهدف المدنيين العزل ستضاعف حملات العداء ضد الإسلام وضد أتباعه، وقد انتشرت بالفعل مقولات تحض على كراهية المسلمين وتصورهم على أنهم أعداء للغرب، وفي ظل هذا التوتر يظهر دور المؤسسات الدينية الرسمية الفاعلة في الوطن العربي والتي تصب جهودها في ترسيخ مفهوم الحوار المثمر القائم على أرضية البحث عن القواسم المشتركة وتضييق الفجوة بين العالم الإسلامي والغرب. وفي هذا الإطار، لا بد من التحاور مع العقلاء والمنصفين في الغرب بحيث يتخذون من منابرهم الفكرية والإعلامية وسيلة يؤكدون من خلالها للرأي العام الغربي أن الإسلام دين السلام والرحمة وليس دين العنف والإرهاب.

وأشار عبادة إلى وجود جماعات يمينية متطرفة في الغرب تستغل الأحداث الإرهابية لتشويه صورة الإسلام وتحذير المواطنين من أتباعه، والتحريض على المواطنين المسلمين في أوروبا، موضحًا أن تلك الجماعات تروج للإسلام بأنه العدو، رغم أن الإسلام بشهادة المنصفين من مفكري وعلماء الغرب هو المنهل الذي استقت منه حضارتهم أسس ومبادئ قيامها وقوتها.

وشدد على أن رسالة الإسلام في جوهرها قائمة على احترام وإجلال الرسالات السماوية السابقة وعدم الحط من شأن أتباعها، والمولى سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم مخاطبًا كفار قريش على لسان نبيه: "لكم دينكم ولي دين"، ويقول أيضًا: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وهو ما يدل على أن الإسلام لا يجبر أحدًا على اعتناقه، فلكل إنسان الحق في اعتناق ما يشاء، وفي الإسلام تتوقف حرية الأشخاص عند إيذاء الآخرين، فكل شخص حر ما لم يضر.

كما طالب بإعداد الكوادر المؤهلة لمخاطبة الآخر، وتحديد الموضوعات الملائمة، وليس الخطب والمواعظ، إنما تحديد ومعرفة قضايا العلم والبيئة وحقوق الإنسان والتعايش وقبول الآخر ومدى واقعية الدين والحياة في العصر الحديث، إضافة إلى كيفية التواصل مع ثقافات وحضارات الغرب، لأن هذه الأمور غائبة عن الحناجر التي تدير المؤسسات الدينية، لأنهم يديرونها بمنطق الخطابة الوعظية والتصريحات الوردية والرنانة، مشددًا على أن الإسلام ليس متهمًا فيدافع عنه ولا مدانًا فيعتذر عنه ولكن الإسلام دعوة سمحة قال الله تعالي: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

وأكد أن المواطن الغربي، ورغم ما يمارس عليه من إرهاب فكري من وسائل الإعلام المملوكة في أغلبها ليهود لا همَّ لهم إلا الذم في الإسلام، لديه رصيد كبير من الفطرة الإنسانية تجعله يتقبل الحقيقة إذا عرضت عليه بذكاء وقدمت له في صورتها النقية، ومن هنا لا بد من صياغة حوار مشترك مع الآخر يكون متحررًا من ثقافة الكراهية التي يحملها كل طرف للطرف الآخر وبعيدًا تمامًا عن لهجة الاستعلاء، كما يجب أن تكون هناك منهجية علمية تدرك ببصيرة نفاذة قيمة ثوابت الإسلام وتتفاعل أيضًا بوعي كامل مع كل متغيرات الزمان والمكان وتقدر جهود العقلاء بين أطراف الحوار من أجل إيجاد صيغة محترمة للعلاقات الدولية تعمل على تفعيل القواسم المشتركة للعيش بين جميع الأطراف، كذلك ترفض أصوات الذين يسعون لإشعال نار الصراع والخلافات مهما علت ومهما كانت قوتها.

غياب الحياد الإعلامي

أما الخبير الإعلامي د.ياسر عبدالعزيز فأكد أن تناول وسائل الإعلام الغربية لكل ما يتعلق بقضايا الإسلام غير محايد وبعيد تمامًا عن النزاهة والشفافية، مشيرًا إلى أن رؤوس أموال الصحف والقنوات التليفزيونية في أمريكا وأوربا تلعب دورًا كبيرًا في تشويه كل ما يمت للإسلام بصلة، كما أن مختلف وسائل الإعلام الأجنبية ما زالت حتى اللحظة تستخدم مصطلح "تنظيم الدولة الإسلامية" في تغطية أخبار تنظيم "داعش الإرهابي"، على الرغم من توضيح علماء المسلمين أن الإسلام بريء من هذا التنظيم الإرهابي.

وحمّل عبدالعزيز صناع السينما والدراما مسؤولية كبيرة في تشويه صورة الإسلام في الغرب، موضحًا أن الإسلامي في الأفلام والمسلسلات الدرامية لا يظهر إلا إرهابيًا أو شخصًا يلعب بالبيضة والحجر ويستخدم الدين لتحقيق أهدافه الشخصية، مشددًا على أهمية السينما في صناعة وجدان الشعوب وفي تقديم صورة مشرقة عن الإسلام، خصوصًا في الأفلام التي تشارك في مهرجانات عالمية.

عبدالعزيز أكد على أهمية مجموعة من العوامل لتحسين الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين في الغرب، تتمثل في تجديد الفكر والخطاب الإسلامي المتبع، ومن دونه تستمر معاناة المسلمين، وكذلك اتباع الدول العربية والإسلامية أساليب إعلامية احترافية تتعامل بمهنية ونشرها على مستوى دولي, حتى يُمكنها من مواجهة التيار الإعلامي المضاد.

ودعا عبدالعزيز إلى تأسيس فضائية ناطقة باللغة الإنجليزية وعدة لغات أخرى تكون موجهة إلى الغرب، ويقدمها شباب إسلامي متفتح ومنفتح على الغرب، وتتولى الرد على كل ما يثار من شبهات، وتنتج أعمالًا توضح الطبيعة السمحة للإسلام، مشيرًا إلى أن مشكلة العرب والمسلمين أنهم يتكلمون مع أنفسهم طوال الوقت وصوتهم ليس مسموعًا لدى المواطن الغربي الذي لا تزال صورة العربي أو المسلم عنده هي نفس صورة المسلم منذ أيام الجاهلية.

وأوضح الخبير الإعلامي أن هناك قوى ناعمة يمكن استغلالها في حملة دولية للتعريف بصحيح الإسلام، مثل العلماء المتفوقين في مختلف المجالات، مع الاستعانة بكل النابغين العرب الذين لديهم صلات وعلاقات مع المؤسسات الغربية، وبشكل عام لا بد من توظيف العقليات المسلمة التي تميزت في مجالاتها المختلفة وتقيم في الغرب لتوضيح أن الإسلام دين حضارة، وهؤلاء المسلمون الذين يقيمون في الغرب من الممكن أن يلعبوا دورًا مهمًا لتضييق الفجوة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي والوقوف على أرضية مشتركة.

خطف ذهني

من جانبها، أكدت خبيرة علم الاجتماع السياسي د.هدى زكريا أن المواطن الأوروبي لديه صورة ذهنية بعيدة كل البعد عن الواقع حول الإسلام كدين وحول المسلمين كشعوب تعيش على الأرض وتقدم إسهامات لا يستهان بها في تطور البشرية، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام في الغرب نجحت عبر سنوات عديدة فيما يمكن تسميته بخطف المواطنين ذهنيًا، وإعطاء صورة نمطية عن المسلمين وعن أفكارهم، والادعاء بأنها تحض على العنف والكراهية حسب مزاعم مؤسسات رأي فاعلة في أوروبا وأمريكا.

وأشارت إلى أن الشعوب الغربية مختلفة تمامًا في تركيبتها ومنهج تفكيرها عن الشعوب العربية، ففي الغرب يعطون قيمة عظيمة للإنسان وتجد هناك تضامنًا كبيرًا حتى بين المختلفين في الآراء حال حدوث كارثة بشرية أو سقوط قتلى في الأحداث الإرهابية، وفي الغالب يميل المواطن الغربي إلى التنميط والتعميم، لذلك أغلب مواطني أوروبا ينظرون إلى المسلمين نظرة شك وريبة ويعتبرونهم نواة حقيقة لانتشار الإرهاب والعنف في بلدانهم، وحين وقوع أي حوادث تتجه أصابع الاتهام مباشرة إلى المسلمين.

وأوضحت هدى أن العلاقات الاجتماعية وأواصر التعاون بين المسلمين المقيمين في الدول الغربية ينبغي أن تلعب دورًا في إظهار روح التسامح وقبول الآخر والانفتاح على الحضارة الغربية، وعدم التقوقع داخل التجمعات الإسلامية، ومن الممكن تكوين مجموعات بين المسلمين في الغرب لتوضيح الحقائق عبر وسائل الإعلام أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تشكل عنصرًا مهمًا ورافدًا أساسيًا في نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة.

ظاهرة مترسخة

بينما قلل د.محمود خليل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، من أهمية الإعلام في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا المنتشرة في أوروبا والمترسخة في ذهنية المواطن الغربي بشكل عام، مشددًا على أن التعصب والتسامح طبيعة بشرية، وفي أوروبا توجد فئة متسامحة مع الإسلام والمسلمين، وأخرى متعصبة، وهناك أحزاب سياسية قائمة على هذا الفكر المتشدد، ومع ارتكاب أحداث دموية من قبل جماعات متطرفة تدعي الانتساب إلى الدين الإسلامي تتُاح الفرصة أمام تلك الجماعات للانتقام.

1algmal ebada 

د.دويدار: الإسلام هو الفطرة والطبيعة بجمالها وسحرها المنضبط

الشافعي: إبداع خلق الله وجماله في كل شيء.. وهناك أنواع للجمال

بدير: سلوكيات الإسلام صنعت "إتيكيتًا" خاصًاأصبح عِلْمًا بعد ذلك

د.صابر: تربية النشء على الآداب الجميلة تخرج جيلًا يبني وطنًا راقيًا

د.عثمان: ديننا اهتم بجماليات المدينة والعمارة الإسلامية من كل جوانبها

د.حسين: حث الإسلام على الجمال باعتباره نمطًا مكملًا للإيمان

القاهرة - عبدالله شريف، آية سرور:

عني الإسلام أيما عناية بالجمال في شتى صوره، جمال الهيئة، الخُلق، البيئة، الأبنية، وحفلت آيات القرآن الكريم بتأكيد هذا التوجه، ومن ذلك قوله تعالى "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ"، وقوله "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ"، وقوله "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ"، ومن السنة المطهرة قوله صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْجَمَالَ".. "الوعي الإسلامي" التقت عددًا من العلماء والأكاديميين ليتحدثوا عن الجمال في الدين الخاتم.

بداية، يؤكد د.بركات عبدالفتاح دويدار، أستاذ بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن الإسلام لم يترك أي ناحية تخص الإنسان نفسية كانت أو بدنية إلا وتناولها و"جمّلها" سواء من خلال آيات من القرآن الكريم أو السنة النبوة الشريفة، مشيرًا إلى أن الإسلام شريعة وعقيدة وسلوك.

وأضاف أن الإسلام هو الفطرة والطبيعة بجمالها وسحرها المنضبط بأخلاق ومعانٍ تزيد من إدراك الجمال والشعور به، ففي حديث عبدالله بنِ مَسْعُودٍ الذي رواه الإمامُ مسلمٌ في صحيحه "إن الله جميل يحب الجمال"، وفي قوله "يحب الجمال" قال المفسرون أي يحب التجمّلَ في الهيئة، في الثوب والبدن، وكذلك يحب النظافة، لأن تنظيفَ الثوبِ والبدن مطلوبٌ شرعًا وعُرفًا، فضلًا عن التعبد له بحسن الخلق. فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وهيأ له ما يعينه على طاعته وراحته النفسية والبدنية، بل ووعده بجمال أكثر مما لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر.

الذي أحسن كل شيء خلقه

وأشار د.بركات إلى ورود اسم الله "الجميل" في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وغيرهما من حديث عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس"، مضيفًا أن من أسماء الله الحسنى "البديع"، وهو الذي أحسن كل شيء خلقه، وفي حديث أنس قال: "كنت جالسًا مع النبي في المسجد ورجل يصلي، فقال اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنّان المنّان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيّوم، فقال النبي: دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"، كما أخرج أبو داود عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال ألك مال، قال نعم، قال من أي المال، قال قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال فإذا أتاك الله مالًا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته".

وأوضح د.بركات أن المسلمين في الماضي فقهوا مفهوم الجمال من خلال تعاملات الرسول الكريم معهم، فوجههم إلى خفض الصوت وإماطة الأذى عن الطريق، وتجنب الغيبة والنميمة، والحث على الطهارة وتنظيف الجسم داخليًا وخارجيًا، مشيرًا أن من كان يريد الدخول في الإسلام عليه أن يغتسل ليعلن مرحلة جديدة من الطهارة والجمال.

وانتقد ما أسماه تراجع المسلمين في عصرنا الحاضر عن هذا الفكر العميق، فنجد مظاهر تقليد للغرب بعيدة تمامًا عن مفهوم "الجمال البريء الفطري" في الإسلام، فليس من الجمال كشف الجسم أو قصات الشعر الغريبة، وليس من الجمال أن ترتدي النساء ملابس الرجال وعكسه، وليس من الجمال وضع المساحيق وتغيير سنة الله في الحياة، مضيفًا أن المسلمين الآن يضربون مثالًا في عدم الانضباط بل وفي الإهمال وإفساد الأرض وليس إعمارها.

وأشار إلى قول الله عز وجل "يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، موضحًا أن هذه الآية ترفض مظاهر الفساد، حيث كان المشركون يطوفون بالبيت عراة، فأنزل الله آية تحث على الستر والتزين وأنه يستحب التجمل عند الصلاة، ولاسيما يوم الجمعة ويوم العيد، قال عليه الصلاة والسلام: "من اغتسَلَ يومَ الجمعةِ وتَطَهَّرَ بما استطاع من طهرٍ ثمَّ ادَّهَنَ أو مسَّ من طيبٍ ثمَّ راحَ فلمْ يفرق بينَ اثنين فصلى ما كُتِبَ لَهُ، ثم إذا خرجَ الإمامُ أنصتَ، غُفِرَ لهُ ما بينَهُ وبينَ الجمعة الأخرى"، موضحًا أن هناك نقطة أخرى في هذه الآية تنهى عن الإسراف وتؤكد أن جمال الإسلام وزينته مرتبط بضابط وهو عدم الإسراف، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة".

وقال: أخاطب الشباب المغيب فأقول إن الجمال الفطري يقويه الإسلام ويضبطه بما يتفق مع الطبيعة السليمة، والرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا كان جميلًا مبتسمًا دائمًا يصافح أصحابه ويدعو لهم ولم يكن شديدًا أو عابسًا، ولم يدع إلى أن يكون المسلم بخيلًا عابسًا سيئ الخلق مع الآخرين، بل دعا إلى الجمال المنضبط بكل صوره، يقول الله تعالى "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ".

جمال حسي ومعنوي

من جانبه، أكد د.حسن الشافعي، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم وعضو هيئة كبار العلماء، أن المسلم أينما يولي وجهه يجد خلق الله وإبداعه وجماله، يقول الله تعالى "وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ".

وأضاف: هناك أنواع للجمال، فأحدها حسّي كالإنسان وتقويمه، يقول الله تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"، وقوله "يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ"، وكذلك خلق الأرض والسماء "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ"، وقوله تعالى "قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"، وقوله "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".

وأشار إلى أن من الآيات العظيمة التي توضح معنى الفرق بين الجمال الحسي والمعنوي قوله تعالى "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور"، حيث أشارت الآية إلى نوع جديد من الجمال وهو جمال القلب وشعوره نحو المسلمين.

وتابع: دعا الله عز وجل إلى التفكر في مخلوقاته وجمالها من خلال آيات عدة، قائلًا: "أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ"، وعندما يُرغِّب الله العبد في طاعته ويهون عليه المشقة في الدنيا أعد له النعيم الأبدي في الجنة، وجاء في كتاب الله من الآيات الكثير حول ألوان وأشكال الجمال والزينة في الجنة، مثل قوله "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ".

جمال السلوك

أما د.محمد بدير، خبير العلاقات العامة والإتيكيت، فيؤكد أن الإسلام بدأ في بيئة بدوية لديها عادات وتقاليد راسخة وضوابط شديدة، مشيرًا إلى أنهم كانوا يهتمون بإكرام الضيف وراحته وتزويده بما يحتاجه خلال السفر.

وأكد أن الإسلام وجَّه أتباعه إلى أمور جمالية وآداب تتعلق بـ"الإتيكيت"، منها الحث على الأكل من صنع اليد وعدم الاعتماد على الآخرين، فضلًا عن الاستشهاد بكلمات وأدعية قبل البدء في أي عمل وكذلك الاجتماع حول الطعام وعدم إهانته، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، كان إذا اشتهى شيئًا أكله وإن كرهه تركه"، وقوله "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها".

وأشار إلى أن الجمال في الإسلام لا يقتصر على الملامح أو الهيئة، بل يركز أكثر على السلوكيات، فـ"الدين المعاملة"، ويتجلى ذلك في العديد من السلوكيات التي جاء بها الإسلام ومنها التأدب مع الوالدين، وآداب الجوار والحث على حقوق الجار، وآداب التحية وإلقاء السلام قال تعالى "فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً"، ورد التحية بأحسن منها كما في قوله تعالى "وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"، وكذا التبسم مع الآخرين مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة).

وتابع: من جماليات الإسلام أيضًا الذوق في الطهارة والحث عليها والنظافة الخاصة والعامة وكذا التطيب بالروائح الطيبة، وارتداء النظيف من الثياب، ومن ذلك أيضًا آداب الأكل لحديث (يا غلام سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك)، بل والإحسان إلى البيئة والاهتمام بتشجيرها كما في قوله صلى الله عليه وسلم (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها).

وتابع: من جماليات السلوك الإسلامي الحث على الاعتدال في المشي، وخفض الصوت، وغض البصر. وإجمالًا، حث الإسلام على آداب عدة تحولت بعد ذلك إلى علوم ومدارس في الإتيكيت وطريقة التعليم، وكل هذه الآداب تدعو إلى نظافة البدن من الخارج والحفاظ على صحة الجسم وطهارته من الداخل، فضلًا عن الراحة النفسية التي يحققها.

جمال السلوك

بدوره، يؤكد د.محمد صابر، أستاذ علم النفس بجامعة بني سويف، أنه كما لمشاهد العنف والقتل والدماء تأثير سلبي على نفسية الإنسان فللمناظر الجميلة الهادئة تأثير إيجابي على حياة الإنسان وقدرته على العمل والإنتاج والعبادة أيضًا.

وأضاف أن تربية الطفل منذ الصغر على السلوكيات الإسلامية الحميدة مثل أحاديث إماطة الأذى وكذلك عدم التلفظ بالسيئة، فضلًا عن تنظيف الملابس والاهتمام بحسن المظهر من الدين، يخلق أجيالًا لديها أفكار للتنمية وبناء الأوطان وعمارتها.

وأوضح أن التربية على كل الآداب الجميلة الحسنة تخرج عقولًا وشبابًا يبنون أوطانًا راقية جميلة قوية، مشيرًا إلى أن تنظيف وتنظيم المكتب يوميًا يساعد على التفكير وعدم التشتت.

وأشار إلى أن الإسلام اهتم بالتنشئة منذ الصغر، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث "يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك".

وأوضح أن الجيل الحالي لم يتعمق في دراسة أخلاق الرسول مع الأطفال ومع زوجاته ومع أصحابه، ولم يتعلم طرق التعامل مع الوالدين، وكل همه تقليد الغرب بعد الغزو الثقافي، وليس تقليد الغرب في النظافة أو تنظيم الوقت بل في السيئ من الأخلاق والشاذ من الأفعال.

جماليات العمارة الإسلامية

من جانب آخر، يوضح د.محمد عبدالستار عثمان، أستاذ العمارة الإسلامية، أن الإسلام اهتم بجمال البيئة من كل جوانبها، المباني والشوارع والشكل العام، مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية وجدت في التشريع دستورًا لتنظيم حياة المجتمع وسرعة ازدهار حضارته.

وأضاف أن تشريعات الإسلام وضوابطه سدت النقص الذي اعترى الفكر الإنساني في المراحل السابقة وأعطت قواعد أبدية صالحة لكل زمان ومكان.

وعن جماليات العمارة الإسلامية أوضح أن المعمار الإسلامي بدأ بتأسيس "المدينة"، التي انتشرت بعد سقوط الرومان، مؤكدًا أن الإسلام جاء بحضارة جديدة ولم يقتبسها ممن سبقوه.

وأشار إلى أن الشوارع الإسلامية تُدرَّس في تاريخ الجمال، حيث ارتبطت بضوابط وأحكام شرعية، فتشابهت طرقها بالعلاقات بين الجيران، وكذلك تعاملات البيع والشراء، موضحًا أن المعمار عكس حياة الحرية التي عاشها المجتمع الإسلامي، فضلًا عن إنشاء المساجد ومآذنها.

وأوضح أن أبرز سمة كانت في الشوارع الإسلامية الاهتمام بالنظافة والألوان، حيث كان يسارع الجميع لتعديل المائل وإزالة المخلفات اتباعًا لحكم شرعي، مشيرًا إلى أن من السمات أيضًا اختراع إضاءة الطرق، التي بدأت في الحضارة الإسلامية، فضلًا عن استخدم البلاط وانتشار الألوان الزاهية والنافورات المبدعة في عصور ما بعد صدر الإسلام، حيث انتشرت القصور والمعمار المبدع في عصر الخلفاء العباسي في بغداد وسامراء، وشهدت الحضارة الإسلامية مشاهد متفردة عن الحضارات الأخرى، فنجد القباب والمآذن والمساجد والقصور والسدود والأسوار والقلاع ذات الصبغة الإسلامية.

وأضاف د.عثمان: هناك مراحل عديدة في المعمار الإسلامي، أولها عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتميزت بالبساطة والتأثر بمنازل البدو، وظهر ذلك في المشهد الأول للمسجد النبوي قبل تطوره وتوسيعه وإضافة الزخارف المختلفة، والمرحلة التالية كانت العصر الأموي وتميزت بالزخرفة والإكثار من القباب وتأثرت بالمعمار المسيحي الديانة التي كانت منتشرة في تلك المناطق وشملت سوريا وفلسطين، ثم جاءت مرحلة الحكم العباسي التي تميزت بكثرة الأعمدة والقصور الشاهقة والقباب.

كمال الإيمان

في الاتجاه ذاته، يوضح د.محمود إبراهيم حسين، أستاذ العمارة والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أنه لا يمكن أن يكون هناك فن إلا وأن يكون جميلًا، وهنا يختلف مفهوم الجمال من عصر إلى عصر ومن جيل إلى جيل ومن فرد إلى فرد، فعلى سبيل المثالكان الجمال في الدولة المصرية القديمة جامدًا، روتينيًا، لكن في عصر أخناتون أصبح الجمال ديناميكيًا يمتلئ بالحيوية، وذلك لتغير المعتقد الديني، وبالتالي تغيرت معه مفاهيم الفنان للجمال. وفي الفترة البيزنطية في العالم العربي تحول الجمال إلى مفهوم آخر غير منظور، بمعنى أنه ليس جمال الشكل الإنساني الظاهري كما في السابق بقدر ما هو جمال من داخل ميكانيزم (روح) الإنسان، وبالتالي أصبح الفن في ذلك الوقت معبرًا عن أساليب اصطلاحية.

وتابع: بينما يحث الإسلام على الجمال باعتباره نمطًا من أنماط اكتمال الإيمان: "إن الله جميل يحب الجمال" و"خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ"، وكان للجمال في العصر الإسلامي توجهات أخرى غير التي كان عليها في العصور السابقة، فأصبح "الخط" من الميادين المهمة جدًا التي يتنافس فيها الخطاطون. وبعد ذلك جاءت الزخرفة، ولعبت دورًا كبيرًا في إضفاء الجمال على المقتنيات اليومية للإنسان، فظهرت لدينا زخارف نباتية وهندسية، وبالتالي ظهر لدينا ما يعرف بزخرفة الأرابيسك، وهي زخرفة تبدأ كما تنتهي.

وختم حديثه مؤكدًا أن العمارة الإسلامية من أجمل عمائر الأرض على الإطلاق، حيث كانت تغطي جميع العمائر بالكتابات والزخارف النباتية وغيرها من أنواع مختلفة تُبهر من ينظر إليها، وفيها يتناغم الفكر والذوق مع رعاة الفن من المسلمين.

0021200

محمد خاطر :

التوبة باب عظيم من أبواب الوقاية، فالإنسان العاصي إن لم تفتح له أبواب التوبة سيستمر في اقتراف الذنوب والمعاصي والشرور بأنواعها.

والتوبة لها آثارها الإيجابية على الفرد والمجتمع، فالتوبة تعطي الإنسان الأمل وتمنحه السلام النفسي، وتشجعه على ترك المعاصي والذنوب، وفتح صفحة جديدة في تعامله مع الخالق عز وجل، وتعامله مع الناس.

والتوبة تحمي المجتمع من تكرار الجرائم، وبخاصة الجرائم المتسلسلة التي يفقد أصحابها الأمل في أن يكونوا أفرادا صالحين في المجتمع، ويدفعهم اليأس والنقمة إلى الاستمرار في إلحاق الاذى بالآخرين.

ومن رحمة الله عز وجل بعباده أن فتح لهم باب التوبة والعودة إليه مهما بلغت ذنوبهم وخطاياهم، ولو لم تشرع التوبة لفسد الإنسان وفسدت الأرض، فعدم وجود التوبة يعني تأنيب الضمير المستمر، وتكدير الحياة والتفكير في الانسحاب منها أو اللجوء لإيذاء النفس بالانتحار، أو التفكير في إيذاء الآخرين.

وقصة الرجل الذي قتل مائة نفس فيها الكثير من الدروس:

فعن أبي سعيد الخدري  "رضي الله عنه" ، أن النبي  " صلى الله عليه وسلم"  قال: «كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا. فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا. فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله. فكمل به مائة. ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم. فقال: إنه قتل مائة نفس. فهل له من توبة؟ فقال: نعم. ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا. فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم. ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصَف الطريقَ أتاه الموت. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط. فأتاه ملك في صورة آدمي. فجعلوه بينهم. فقال: قيسوا ما بين الأرضين. فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له. فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد. فقبضته ملائكة الرحمة». (صحيح مسلم: 2766).

وفي هذا الحديث جملة من الفوائد ومنها: عدم اليأس من رحمة الله عز وجل، والمبادرة إلى التوبة، والبحث عن أهل العلم، فالعابد أفتى بجهل فكان جزاؤه القتل، وكل ما فعله العالم هو أنه فتح باب التوبة والأمل أمام الرجل القاتل، وأرشده إلى تغيير البيئة السيئة التي يعيش فيها لأنها من الأسباب التي شجعته على التمادي في القتل وإزهاق أرواح الأبرياء.

يقول د. وهبة الزحيلي: الشريعة الإسلامية تستهدف في أحكامها حماية مصالح الدنيا، وحفظ مقاصد الآخرة، بل إن الدنيا في الحقيقة مزرعة الآخرة، كما ورد في الأثر.

وبناء على هذا فلا يتصور أن تكون التوبة سببا في ضياع مصلحة الجماعة في تطبيق العقوبة، ولا وسيلةً تؤدي إلى الإغراء بالمعاصي والتجرئة عليها أو تسهيل ارتكابها، وإنما على العكس تكون التوبة الصادقة مساعدة على استئصال شأفة الجريمة، لأنه إذا كانت الغاية الأولى للعقاب هي إصلاح المجرم، فإن التوبة أقوى تأثيرا في تحقيق تلك الغاية لصورها عن باعث ذاتي واقتناع داخلي. فهي إذن تفتح باب الأمل أمام المخطئين، وتدفعهم إلى معترك الحياة بروح إيجابية جديدة وحيوية وفعالية منتجة». (الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، ص، 5553).

والله عز وجل حث عباده على التوبة، يقول الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } (الشورى:25).

يقول الله عز وجل: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المائدة:74).

ومن فضل الله عز وجل على التائبين أنه يبدل سيئاتهم حسنات. يقول الله عز وجل: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ  وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا  } (الفرقان:70).

والله عز وجل يفرح بتوبة عبده، فعن أنس بن مالك  "رضي الله عنه"  أن النبي  " صلى الله عليه وسلم"  قال: «لله أشد فرحا بتوبة عبده، حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح». (صحيح مسلم: 2747).

وأرجى آية في كتاب الله عز وجل كما يقول العلماء هي قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ  إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا  إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر:53). لما فيها من البشارة للعصاة والمذنبين، والوعد بمغفرة الذنوب، والتذكير برحمة الله عز وجل.

والإسلام لا يعرف اليأس والقنوط من رحمة الله عز وجل، ولا يعرف مفهوم رجال الدين، ولا يوجد فيه صكوك للغفران، ولا توجد فيه واسطة بين العبد وربه، فباب التوبة مفتوح، ورحمة الله واسعة، وفضله على عباده عظيم، وكلها أمور تشجع الفرد المسلم على التوبة وترك الذنوب وتجنب آثارها النفسية، وتعطيه الأمل في رحمة الله عز وجل، وبذلك يستطيع القيام بوظيفته الأساسية وهي عبادة الله عز وجل، وأداء دوره في الاستخلاف وعمارة الحياة.

والتوبة فيها وقاية من التمادي في المعاصي والذنوب، وفيها قطع للتسويف ووسوسة الشيطان، وهي بمثابة دعوة لفتح صفحة بيضاء نقية خالية من الشرور والآثام، تخلص الإنسان من أثر الذنوب والمعاصي، وتفتح أمامه أبواب الرحمة والمغفرة.

والتوبة تقرب الإنسان من الله عز وجل الذي أخبر أنه يحب التوابين، يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } (البقرة:222).

12 31 2014 9 26 20 AM

د. مسعود صبري:

لم تكن طفولة النبي صلى الله عليه وسلم كطفولة غيره من الصبيان، بل كان صلى الله عليه وسلم متميزا في طفولته، وإن كان الناس يحكون عن العلماء والمصلحين أنهم كانوا في طفولتهم متميزين عن أقرانهم ، فلا شك أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته متميزا عن غيره، كيف لا، وهو الذي رباه الله تعالى على عينه!

غير أن هذا لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيش شيئا من الطفولة، وأن يأتي بعض الأفعال التي يأتيها الصبيان كاللعب مع الأطفال، والتصرف بعفوية كما يفعل الأطفال في هذه السن المبكرة، لكنه لم يأت شيئا يشينه، أو يفعل شيئا يعير به في طفولته، أو يعمل عملا ينافي ما يعده الله تعالى له من النبوة والرسالة وحمل دعوة الله للعالمين.

ويلخص داود بن الحصين، فيما رواه ابن سعد وابن عساكر، وابن إسحاق فيما رواه البيهقي وغيره المرحلة الأولى من حياته، فيقول: فشب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يكلؤه اللَّه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ومعايبها، لما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا، وأكرمهم حسبا وأحسنهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكرما. ما رئي ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين لما جمع اللَّه فيه من الأمور الصالحة.

ويقص لنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض ذكرياته مع أمه حين أخذته إلى أخواله من بني النجار، وكان في السادسة من عمره آنذاك، فكان يلعب مع أقرانه في هذه السن، ويحكي لأصحابه ذلك حين مر مع أصحابه على أطم عدي بن النجار فيقول: كنت ألاعب أنيسة جارية من الأنصار على هذا الأطم، وكنت مع الغلمان من أخوالي نطير طائرا كان يقع عليه. ونظر إلى الدار فقال: ها هنا نزلت بي أمي وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار.

وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلعب على التلال ويطير طائرا مع أخواله الصغار، وتعلم العوم في بئر أخواله من بني النجار، وهو ما زال في سن السادسة من عمره.

ومن تلك الصفات والخصال التي عرف بها النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته، ما يلي:

القوة والفتوة:

فقد عرف عنه صلى الله عليه وسلم أنه – كما كانت تحكي عنه حليمة السعدية مرضعته – أنه كان يشب شبابا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا قوي البنيان، يتحمل ما لا يتحمله الصبيان في سنه، وقد كان يرسل مع أخيه في الرضاعة فيقوم بأعمال لا يستطيع من في سنه أن يقوم به، مما كان له أثر كبير في أن ينشأ متحملا المسئولية، قادرا على أدائها على الوجه الأكمل.

الستر والعفاف:

وقد تحلى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم منذ صغره بالستر والعفاف والحياء، فلم يكن يتعرى كما كان يتعرى أقرانه من الصبيان في صغرهم، ويقص لنا النبي صلى الله عليه وسلم طرفا من طفولته وما كان يتحلى به من الستر وعدم التعري، فيقول:  لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان، كلنا قد تعرى، وأخذ إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة، فإني لأقبل معهم كذلك وأدبر؛ إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة، ثم قال: شد عليك إزارك. قال: فأخذته وشددته علي، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي، وإزاري علي من بين أصحابي".

وقد تعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الأدب، فلم يكن بعدها يتعرى مطلقا، فتعلم الستر والعفاف والحياء وهو في نعومة أظفاره صلى الله عليه وسلم.

الصبر وتحمل المسئولية:

وقد تحلى الني صلى الله عليه وسلم منذ طفولته بالتجلد وتحمل المسئولية والقيام ببعض الأعمال التي أكسبته بعض مهارات الدين والحياة من الصبر وتحمل المسئولية والمشاق، وقد تعلم ذلك من رعي الغنم، وهي المهنة التي امتهنها ولم يزل حدثا صغير السن، وقد تذكر النبي صلى الله عليه وسلم أيام الطفولة حين كان يرى الغنم، ويفتخر بتلك التنشئة، فقال حاكيا لأصحابه يوما:" ما من نبي إلا وقد رعى الغنم. قيل: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا.

الجرأة والمواجهة:

وكان مما اتصف به النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما زال صغير السن أنه كان جريئا، لا يهاب ما قد يهابه الأطفال في سنه، فإنه لما ماتت أمه، وكفله جده عبد المطلب وكان كبير قومه، فيجلس في مجلس يستحي أن يجلس معه أعمامه، لكنه كان يخترق المكان ويجلس بجوار جده، سواء في بيته، أو حين كان يجلس عند الكعبة، بل كان يجلس معه وربما يجيء لجده وفود من العرب يتكلم معه، فكان يحضر تلك المجالس، وحين كان ينهره أعمامه عن ذلك، فكان يقول لهم: دعوا ابني، ويمسح على ظهره، ويقول: إن لابني هذا لشأنا.

بل جاء في بعض الروايات قول عبد المطلب: دعوا ابني يجلس، فإنه يحس من نفسه بشيء، وأرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ولا بعده.

ولا شك أن تلك الجسارة أكسبته مهارة مواجهة الجمهور منذ صغره، وكيفية محادثة الناس، وهي من أهم مهارات الداعية إلى الله، فكيف بنبي الله صلى الله عليه وسلم؟

القناعة:

وقد عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في صغره وطفولته خلق القناعة، والاكتفاء بالقليل من متع الحياة، فلم يكن يشتكي جوعا ولا عطشا في صغره، كما تحكي ذلك عنه حاضنته أم أيمن، وكان يغدو إذا أصبح فيشرب من ماء زمزم شربة فربما يعرض عليه الغداء فيقول: أنا شبعان.

حسن الخلق:

وقد عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته حسن خلقه من الوفاء بالعهد، والسخاء والجود، والجمع بين الشدة واللين وحسن السياسة، فقد ذكر أبو هاشم محمد بن ظفر في «خير البشر بخير البشر» : حج أكثم بن صيفي حكيم العرب، والنبي صلى اللَّه عليه وسلم في سن الحلم، فرآه أكثم فقال لأبي طالب: ما أسرع ما شب أخوك. فقال ليس بأخي ولكنه ابن أخي عبد الله. فقال أكثم أهو ابن الذبيحين؟ قال: نعم.

فجعل يتوسمه ثم قال لأبي طالب ما تظنون به؟ قال: نحسن به الظن وإنه لوفي سخي. قال؟

هل غير هذا؟ قال: نعم إنه لذو شدة ولين ومجلس ركين وفضل متين. قال فهل غير هذا؟ قال:

أنا لنتيمن بمشهده ونتعرف البركة فيما لمسه بيده. فتنبأ أكثم أنه سيحكم العرب قاطبة، وتدين له قبائلها كلها.

ومما يدل على اشتهار النبي صلى الله عليه وسلم منذ صغره بحسن خلقه وجميل خصاله ما رواه الشيخان من حديث عائشة لما أتاه جبريل بالوحي قال لخديجة: لقد خشيت على نفسي وأخبرها الخبر. فقالت له مذكرة له بما له من خلق حسن، وخصال حميدة: كلا ،أبشر، فواللَّه لا يخزيك اللَّه أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.

الحكمة:

وقد عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم بحكمته بين الناس، وكان مرجعا لهم في أمورهم وهو صغير السن حدثا، فيروي ابن سعد عن الربيع بن خثيم قال: كان يتحاكم إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الجاهلية قبل الإسلام.

كراهة الفسق والرجس:

وقد عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكره ما يفعله أهله من عبادة الأصنام، فكان يبغض ذلك في أهله وعشيرته منذ أن كان صبيا، فقد روى  الترمذي وغيره عن أبي موسى أن بحيرا حين حلف النبي صلى اللَّه عليه وسلم باللات والعزى قال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم: لا تسألني باللات والعزى شيئاً فو اللَّه ما أبغضت بغضهما شيئاً.

ولم يشرب النبي صلى الله عليه وسلم الخمر كما كان يشربها فتيانها ورجالها، وكنت تركه لشربها دون وحي من الله تعالى،

فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم يوما: هل عبدت وثنا قط؟ قال: لا.

قالوا: فهل شربت خمرا قط؟ قال: «لا وما زلت أعرف أن الذي هم عليه كفر وما كنت أدري ما الكتاب ولا الإيمان» .

اجتناب مجالس الغناء والسمر:

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محفوظا من الله تعالى أن يتهم بغناء الجاهلية ومجالسهم مع ما فيها من الفحش والرقص، ولكنه كصبي كان قد هم بذلك مرتين في حياته، لكن الله تعالى عصمه، فلم يغش مجالس الفحش والفجور، بل كان الله تعالى يضرب عليه فينام، فلا يسمع شيئا من ذلك، ولا يستيقظ إلا على لهيب الشمي.

ويقص لنا علي بن أبي طالب ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول:

سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمّون به من الغناء إلا ليلتين كلتاهما عصمني اللَّه منهما. قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاية غنم أهلنا ،فقلت لصاحبي: أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر بها كما يسمر الفتيان. فقال: بلى فدخلت حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا وغرابيل ومزامير. قلت ما هذا؟ قيل: تزوج فلان فلانة. فجلست أنظر. وضرب اللَّه على أذني، فو اللَّه ما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت: فقلت: ما فعلت شيئاً ثم أخبرته بالذي رأيت. ثم قلت له ليلة أخرى: أبصر لي غنمي حتى أسمر بمكة. ففعل فدخلت فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة فجلست أنظر وضرب اللَّه على أذني فو اللَّه ما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت فقلت لا شيء ثم أخبرته بالذي رأيت فو اللَّه ما هممت ولا عدت بعدهما لشيء من ذلك حتى أكرمني اللَّه بنبوته.

الصدق والأمانة:

ومن أهم الصفات التي تحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم منذ صغره، حتى عرف بها بين قبائل قريش أنه صادق لا يكذب أبدا، ولم تأت تلك السمعة الطبية للرسول صلى الله عليه وسلم من فراغ، بل جربه أهل مكة مرارا وتكرارا، فما عرفوه إلا صادقا، ولذا لما نزل قوله تعالى: (نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء 214] نادى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في قريش بطنا بطنا فقال: «أرأيتم لو قلت لكم إن خيلا بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟» قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبا قط "رواه الشيخان.

كما عرف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أمين في قومه، فقد روى يعقوب بن سفيان عن الزهري أن قريشا سمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الأمين قبل أن ينزل عليه الوحي، فطفقوا ألا ينحروا جزورا إلا التمسوه فيه فيدعو لهم فيها.

فهذه شهادة أهل قريش للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يعرف عنه كذب قط، حتى إنه كان يعرف بينهم بالصادق والأمين.

الاستفادة من حكماء قريش:

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في صغره يستفيد من حكماء قريش، يستمع إليهم، ويتعلم منهم، وهو ينسب الفضل لأهله ومن تعلم منه في صغره، فلم يكن يأكل الذبائح التي تذبح لغير الله تعالى؛ لأنه سمع زيد بن عمرو بن نفيل يعيبها، فوعى ذلك عنه، وأخذ بنصيحته، ويقول في ذلك: سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يعيب كل ما ذبح لغير اللَّه فما ذقت شيئاً ذبح على النصب حتى أكرمني اللَّه برسالته .

هذه بعض صور حياة النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته وصغره، جمع فيها بين طبيعة الطفولة من حب اللعب وتعلم بعض المهارات كالسباحة وغيرها، لكنه في ذات الوقت ابتعد عن سيئ الأفعال، وتحلى بجميل الخصال، كيف لا، وهو خاتم المرسلين ورحمة الله للعالمين، فسلام الله عليك يا سيدي يا رسول الله.

2522252

السنوسي محمد السنوسي :

الدعوة والتعليم، أو الداعية والمعلم.. مجالان متناغمان، متناسقان، يبدوان على درجة من الترابط قد تصل إلى حد التطابق، ومن ثم فطبيعي أن يعرف النبي  " صلى الله عليه وسلم"  بأنه «داع» و«معلم».

وقد ورد هذان الوصفان بحق النبي  " صلى الله عليه وسلم"  في القرآن الكريم وهو يعدد لنا مهام «الرسالة» التي أمره الله بتبليغها، فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)} (الأحزاب: 45- 46).

وقال أيضا: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } (الجمعة: 2).

ومن الملاحظ في هذا الشأن، أن وظيفة «التعليم» ترد أيضا منسوبة إلى النبي  " صلى الله عليه وسلم"  في دعاء خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام حين كان يدعو لذريته- وهو يرفع القواعد من البيت- أن يرسل الله لهم نبيا يتلو عليهم آياته ويعلمهم ويزكيهم، فقال كما قص القرآن الكريم عنه: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ  إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (البقرة: 129).

كما وردت كذلك في مقام الامتنان من الله سبحانه على عباده المؤمنين، فقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }

(آل عمران: 164).

أما في السنة النبوية، فقد عرف النبي  " صلى الله عليه وسلم"  نفسه بأنه «معلم»، فقال فيما رواه جابر بن عبدالله  "رضي الله عنه" : «إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما ميسرا» (رواه مسلم).

فحينما يوصف الرسول  " صلى الله عليه وسلم"  بأنه «داع» وأنه «معلم»، فهذا يشير إلى ترابط هذين الوصفين، وإلى مدى التناغم العميق بينهما.

وما أبلغ وصف النبي  " صلى الله عليه وسلم"  بأنه «معلم»! إنه وصف دقيق يلخص في أمانة وإحاطة حاله وهو يدعو الناس ويرشدهم ويزكيهم، فقد كان  " صلى الله عليه وسلم"  «معلما» بكل ما تحمل الكلمة من قيم ومعان وسلوكات ومهارات، مما كشفت عنه العلوم التربوية الحديثة.

لم يكن  " صلى الله عليه وسلم"  يلقي على الناس مواعظه دون أن يتخير الكلمات والعبارات، ولا دون أن يراعي أحوالهم واختلاف أفهامهم، ولا دون أن يظهر لهم الشفقة والحرص على حاضرهم وآخرتهم، ولا دون أن يحاورهم ويناقشهم ويزيل عنهم الشبهات والاستفسارات.. بل كان  " صلى الله عليه وسلم"  يسلك في دعوته مسلك «المعلم».

وما أنجح الداعية حين يكون معلما، وليس مجرد واعظ يردد كلمات لا روح فيها، ولا مهارات تصاحبها!

إن «الدعوة» رسالة وأمانة، لا وظيفة بالمعنى الروتيني الجاف.. وكذلك «التعليم»، فهو لا يؤتي أكله إلا إذا كان رسالة نابضة بالحيوية، وكان المعلم مستشعرا لعظم الواجب المنوط به، متحليا بالمهارات اللازمة لإيصال الرسالة التعليمية لطلابه.

قواسم مشتركة

وفيما يتصل بالصلة الوثيقة بين «الدعوة» و«التعليم»، ثمة قيم ومهارات كثيرة، تعكس أوجه التشابه والتقارب بين هذين المجالين.. ويكفينا في هذا المقام أن نشير إلى ثلاث من هذه القيم والقواسم المشتركة، وأن ندلل عليها من حياة النبي  " صلى الله عليه وسلم"  ومواقفه، بما يكشف لنا كيف كان  " صلى الله عليه وسلم"  «داعيا» بمهارات المعلم، و«معلما» بقيم الداعي، وكيف مزج  " صلى الله عليه وسلم"  بينهما على نحو يستحث دعاتنا في الواقع المعاصر أن يستفيدوا منه في تجديد صلتهم ووسائلهم بجمهور المدعوين وقضاياهم الراهنة.

القاسم الأول: الرفق

يقال: «(رفق) به، وله، وعليه: لان جانبه وحسن صنيعه»(1). والرفق صفة نفسية جامعة دالة على حسن الخلق، ولين الجانب، وزكاء النفس.. ولهذا كانت هذه الصفة ضرورية للداعية والمعلم، وقاسما مشتركا بينهما.

ولنا أن نتصور النتائج الكارثية حين يشتغل بالدعوة أو التعليم من يسلك سبيل الغلظة والقسوة والزجر! إن هذا الشخص لهو عبء على الرسالة التي يحملها، والوظيفة التي يشتغل بها، وهو حتما سيفسد حتى لو أراد أن يصلح!

وكم من أناس تُرك عندهم انطباع سيئ عن الإسلام، أو عن عموم الدعاة، نتيجة كلمة أو موقف لداعية غاب عنه الرفق! وكم من طلاب تسربوا من التعليم، وصاروا أبناء للمجهول، أو لما يضر بالمجتمع، بسبب تعنت مدرس وغلظته!

إن الدعوة والتعليم لا يصلح لهما إلا الرفيق الرحيم، الذي امتزجت نفسه بنبل رسالته حتى يفيض حنوا وشفقة على من حوله، ويكون- بحق- عنوانا لما يبلغه، وداعيا بحاله قبل مقاله.

لقد كان النبي  " صلى الله عليه وسلم"  يعالج الأخطاء برفق، دون أن يفاقم المشكلة أو يحرج المخطئ، مما جعل أحد الصحابة ينطق بكلمة جامعة لحسن أخلاقه  " صلى الله عليه وسلم" ، وذكائه في التعامل مع المواقف الحرجة، فقال: «ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه».

روى معاوية بن الحكم السلمي قال: «بينا أنا أصلي مع رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: واثُكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلي! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني. لكني سكت. فلما صلى رسول الله  " صلى الله عليه وسلم" ، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني (أي: ما انتهرني) ولا ضربني ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» (رواه مسلم).

قال النووي تعليقا على الحديث الشريف: «فيه بيان ما كان عليه رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  من عظيم الخلق الذي شهد الله تعالى له به، ورفقه بالجاهل، ورأفته بأمته، وشفقته عليهم. وفيه التخلق بخلقه  " صلى الله عليه وسلم"  في الرفق بالجاهل، وحسن تعليمه واللطف به، وتقريب الصواب إلى فهمه»(2).

القاسم الثاني: التدرج

إن «التدرج» سنة كونية وتشريعية، فقد خلق الله السموات والأرض في ستة أيام، ولو شاء لجعلها في لحظة أو أقل، بأمره: كن. كما أن التشريع الإسلامي ظل يتوالى في ثلاث وعشرين سنة، ولم ينزل جملة واحدة، ناهيك عن أن الحكم الواحد أخذ صورا متدرجة في التشريع حتى استقر، مثل مسألة تحريم الخمر، لكي تستوعبه النفس البشرية، ولا يثقل عليها أو ترغب عنه.

وإذا كان التدرج سنة كونية وتشريعية، فإنه اتساقا مع ذلك يعد أمرا لازما في مجالي الدعوة والتعليم، إضافة إلى أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بفقه الأولويات، وترتيب سلم الأحكام والمفاهيم، لأننا إذا أخذنا بالتدرج فمن غير المتصور أن نبدأ بالأقل أهمية، أو بصغائر الأمور، بل نبدأ بالأهم، فالمهم، فالأقل أهمية.

في تعليم «اللغة» مثلا، نبدأ بحروف الهجاء، ثم بالكلمات، ثم بتركيب الجمل، ثم بالنحو والصرف، فالبلاغة... وفي «الرياضيات»، نبدأ بالتعرف على الأرقام، ثم بالعمليات الحسابية البسيطة مثل الجمع والطرح، ثم العمليات المركبة... إلخ.

والأمر يسير على هذا المنوال في «الدعوة»، فنبدأ بالعقيدة بمعانيها الواضحة التي تغرس محبة الله وخشيته في القلب، ثم بالعبادات وأولها الصلوات الخمس.. إلخ، بحيث لا نؤخر ما حقه التقديم، ولا نقدم ما حقه التأخير.

لكن حين يغيب عن الداعية أو المعلم مفهوم التدرج - وفقه الأولويات - فإنه لاشك سيقع في خلل كبير، ولن يحقق الفائدة المرجوة من الدعوة أو التعليم.

ولنا في رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  أسوة حسنة، فحين أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن، أوصاه بأن يتدرج في الدعوة، بادئا بالأهم فالمهم، فقال له: «إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب» (رواه البخاري).

القاسم الثالث: الحوار

والدعوة أو التعليم ليست عملية صماء، تعتمد على التلقين، والإرسال من طرف واحد، بل هي عملية تبادلية، تقوم على الأخذ والرد، وعلى التواصل والاتصال، وعلى استنطاق الإجابة من عقل المتلقي، وتعويده أن يقلب بنفسه الأمر على وجوهه حتى يصل باقتناع تام إلى النتيجة، لأن اقتناعه بها حينئذ يكون أشد رسوخا وثباتا، مما لو تم تلقينه إياها ابتداء دون حوار. فالحوار يؤكد الحقيقة في نفس المتلقي وعقله، ويقطع الطريق أمام محاولات تشكيكه فيها.

وحين جاء شاب إلى النبي  " صلى الله عليه وسلم"  يسأله أن يأذن له بالزنا، ما كان أيسر على النبي  " صلى الله عليه وسلم"  أن يبادره بالقول إن هذا حرام ومنكر، بل أن يزجره لمجرد التفكير في هذا الأمر المخالف للفطرة السوية.. لكنه  " صلى الله عليه وسلم" - وهو الداعي المعلم- أخذ يسأله في الأمر، ويقلبه له على كل أوجهه، ليصل بنفسه إلى النتيجة التي يريدها النبي  " صلى الله عليه وسلم" ، فهذا أثبت للنتيجة في قلب الشاب، وأدعى أن يلتزم بما خلص هو إليه، لا بما أملي عليه، ولو كان حقا ومن سيد البشر  " صلى الله عليه وسلم" (3).

بهذه الثلاثية التي أشرنا إليها بإيجاز (الرفق، والتدرج، والحوار) يتضح لنا كيف كانت سيرة النبي  " صلى الله عليه وسلم"  نموذجا عمليا للمزج بين الدعوة والتعليم، وتوظيف إيجابيات كل منهما في المجال الآخر، سعيا إلى حسن التواصل مع المخاطبين، وعرض الفكرة في أحسن صورة من الوضوح والإقناع والتأثير.

الهوامش

(1) المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ص: 375، طبعة مكتبة الشروق الدولية، ط4، 2008م.

(2) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم.

 (3) عن أبي أمامة  "رضي الله عنه"  قال: «إن فتى شابا أتى النبي  " صلى الله عليه وسلم"  فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه، قالوا: مه مه. فقال: ادنه. فدنا منه قريبا، قال فجلس، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا، والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا، والله يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا، والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا، والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا، والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه. فلم يكن بعدُ ذلك الفتى يلتفت إلى شيء» (رواه أحمد).

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال