الثلاثاء، 21 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

191 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

hdguy 

عبادة: التحاور مع عقلاء ومنصفي الغرب للتأكيد أن الإسلام دين سلام ورحمة

د.ياسر عبدالعزيز: الإعلام الغربي والدراما العربية مشتركان في الإساءة للإسلام

د.خليل: الإسلاموفوبيا مترسخة في ذهنية المواطن الغربي بشكل عام

د.زكريا: الجاليات الإسلامية عليهادور كبير في نشر التسامح وقبول الآخر

القاهرة- آدم مهران:

لا تزال قطاعات عريضة في أوروبا وأمريكا والغرب عامة تتعامل مع الإسلام باعتباره خطرًا يهدد وجودها ويعادي حضارتها وتماسكها واستقرارها. وتعمل العديد من الدوائر، خاصة الإعلامية، على تشويه كل ما هو إسلامي، وبث الرعب في نفوس من يجهلون حقيقة الإسلام في إطار ما  يُعرف باسم "الإسلاموفوبيا"، مستثمرة في ذلك بعض الأحداث الإرهابية التي تقع هنا أو هناك ويتم إلصاقها إلى منتمين للإسلام حتى من قبل إجراء أي تحقيق، إضافة إلى بعض التنظيمات المشبوهة التي تزعم انتماءها إلى الإسلام وتأتي بأفعال لا تمت لسماحته بصلة.

بداية، يرى الداعية المصري الشيخ صبري عبادة أن ممارسات التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة" المنتسبة زورًا وبهتانًا أساءت إلى صورة الإسلام في الغرب وجعلت العلاقة بين الإسلام والغرب قائمة على الشك والريبة في كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، فالغرب بدأ يستحضر الإسلام كدين يحث على العنف والإرهاب وفي الوقت نفسه بدأ العرب والمسلمون النظر إلى كل تصرف أمني تقوم به الأجهزة الأوروبية ضدهم باعتباره استعادة لأجواء الحرب الصليبية ضد الإسلام والدول العربية، ما يزيد من الاحتقان بين الشعوب الغربية ضد عموم المسلمين.

وأوضح عبادة أن السنوات الأخيرة شهدت تزايدًا ملحوظًا في أعداد المسلمين في الغرب نتيجة زيادة معدلات الهجرة إلى الدول الأوروبية بشكل جعل المسلمين يشكلون قوة لا يستهان بها في تلك المجتمعات، أضف إلى ذلك ارتفاع عدد معتنقي الإسلام من المواطنين الغربيين، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى زيادة العداء للدين الإسلامي، خاصة أن كثيرًا من علماء الغرب توقعوا ظهور الإسلام وانتشاره في أوروبا في القرن الحادي والعشرين، لدرجة أن أحد علماء الغرب قال إن القرن الحالي سيكون "قرن الإسلام".

وأوضح أن العمليات التي تقوم بها تنظيمات إرهابية وتستهدف المدنيين العزل ستضاعف حملات العداء ضد الإسلام وضد أتباعه، وقد انتشرت بالفعل مقولات تحض على كراهية المسلمين وتصورهم على أنهم أعداء للغرب، وفي ظل هذا التوتر يظهر دور المؤسسات الدينية الرسمية الفاعلة في الوطن العربي والتي تصب جهودها في ترسيخ مفهوم الحوار المثمر القائم على أرضية البحث عن القواسم المشتركة وتضييق الفجوة بين العالم الإسلامي والغرب. وفي هذا الإطار، لا بد من التحاور مع العقلاء والمنصفين في الغرب بحيث يتخذون من منابرهم الفكرية والإعلامية وسيلة يؤكدون من خلالها للرأي العام الغربي أن الإسلام دين السلام والرحمة وليس دين العنف والإرهاب.

وأشار عبادة إلى وجود جماعات يمينية متطرفة في الغرب تستغل الأحداث الإرهابية لتشويه صورة الإسلام وتحذير المواطنين من أتباعه، والتحريض على المواطنين المسلمين في أوروبا، موضحًا أن تلك الجماعات تروج للإسلام بأنه العدو، رغم أن الإسلام بشهادة المنصفين من مفكري وعلماء الغرب هو المنهل الذي استقت منه حضارتهم أسس ومبادئ قيامها وقوتها.

وشدد على أن رسالة الإسلام في جوهرها قائمة على احترام وإجلال الرسالات السماوية السابقة وعدم الحط من شأن أتباعها، والمولى سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم مخاطبًا كفار قريش على لسان نبيه: "لكم دينكم ولي دين"، ويقول أيضًا: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وهو ما يدل على أن الإسلام لا يجبر أحدًا على اعتناقه، فلكل إنسان الحق في اعتناق ما يشاء، وفي الإسلام تتوقف حرية الأشخاص عند إيذاء الآخرين، فكل شخص حر ما لم يضر.

كما طالب بإعداد الكوادر المؤهلة لمخاطبة الآخر، وتحديد الموضوعات الملائمة، وليس الخطب والمواعظ، إنما تحديد ومعرفة قضايا العلم والبيئة وحقوق الإنسان والتعايش وقبول الآخر ومدى واقعية الدين والحياة في العصر الحديث، إضافة إلى كيفية التواصل مع ثقافات وحضارات الغرب، لأن هذه الأمور غائبة عن الحناجر التي تدير المؤسسات الدينية، لأنهم يديرونها بمنطق الخطابة الوعظية والتصريحات الوردية والرنانة، مشددًا على أن الإسلام ليس متهمًا فيدافع عنه ولا مدانًا فيعتذر عنه ولكن الإسلام دعوة سمحة قال الله تعالي: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

وأكد أن المواطن الغربي، ورغم ما يمارس عليه من إرهاب فكري من وسائل الإعلام المملوكة في أغلبها ليهود لا همَّ لهم إلا الذم في الإسلام، لديه رصيد كبير من الفطرة الإنسانية تجعله يتقبل الحقيقة إذا عرضت عليه بذكاء وقدمت له في صورتها النقية، ومن هنا لا بد من صياغة حوار مشترك مع الآخر يكون متحررًا من ثقافة الكراهية التي يحملها كل طرف للطرف الآخر وبعيدًا تمامًا عن لهجة الاستعلاء، كما يجب أن تكون هناك منهجية علمية تدرك ببصيرة نفاذة قيمة ثوابت الإسلام وتتفاعل أيضًا بوعي كامل مع كل متغيرات الزمان والمكان وتقدر جهود العقلاء بين أطراف الحوار من أجل إيجاد صيغة محترمة للعلاقات الدولية تعمل على تفعيل القواسم المشتركة للعيش بين جميع الأطراف، كذلك ترفض أصوات الذين يسعون لإشعال نار الصراع والخلافات مهما علت ومهما كانت قوتها.

غياب الحياد الإعلامي

أما الخبير الإعلامي د.ياسر عبدالعزيز فأكد أن تناول وسائل الإعلام الغربية لكل ما يتعلق بقضايا الإسلام غير محايد وبعيد تمامًا عن النزاهة والشفافية، مشيرًا إلى أن رؤوس أموال الصحف والقنوات التليفزيونية في أمريكا وأوربا تلعب دورًا كبيرًا في تشويه كل ما يمت للإسلام بصلة، كما أن مختلف وسائل الإعلام الأجنبية ما زالت حتى اللحظة تستخدم مصطلح "تنظيم الدولة الإسلامية" في تغطية أخبار تنظيم "داعش الإرهابي"، على الرغم من توضيح علماء المسلمين أن الإسلام بريء من هذا التنظيم الإرهابي.

وحمّل عبدالعزيز صناع السينما والدراما مسؤولية كبيرة في تشويه صورة الإسلام في الغرب، موضحًا أن الإسلامي في الأفلام والمسلسلات الدرامية لا يظهر إلا إرهابيًا أو شخصًا يلعب بالبيضة والحجر ويستخدم الدين لتحقيق أهدافه الشخصية، مشددًا على أهمية السينما في صناعة وجدان الشعوب وفي تقديم صورة مشرقة عن الإسلام، خصوصًا في الأفلام التي تشارك في مهرجانات عالمية.

عبدالعزيز أكد على أهمية مجموعة من العوامل لتحسين الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين في الغرب، تتمثل في تجديد الفكر والخطاب الإسلامي المتبع، ومن دونه تستمر معاناة المسلمين، وكذلك اتباع الدول العربية والإسلامية أساليب إعلامية احترافية تتعامل بمهنية ونشرها على مستوى دولي, حتى يُمكنها من مواجهة التيار الإعلامي المضاد.

ودعا عبدالعزيز إلى تأسيس فضائية ناطقة باللغة الإنجليزية وعدة لغات أخرى تكون موجهة إلى الغرب، ويقدمها شباب إسلامي متفتح ومنفتح على الغرب، وتتولى الرد على كل ما يثار من شبهات، وتنتج أعمالًا توضح الطبيعة السمحة للإسلام، مشيرًا إلى أن مشكلة العرب والمسلمين أنهم يتكلمون مع أنفسهم طوال الوقت وصوتهم ليس مسموعًا لدى المواطن الغربي الذي لا تزال صورة العربي أو المسلم عنده هي نفس صورة المسلم منذ أيام الجاهلية.

وأوضح الخبير الإعلامي أن هناك قوى ناعمة يمكن استغلالها في حملة دولية للتعريف بصحيح الإسلام، مثل العلماء المتفوقين في مختلف المجالات، مع الاستعانة بكل النابغين العرب الذين لديهم صلات وعلاقات مع المؤسسات الغربية، وبشكل عام لا بد من توظيف العقليات المسلمة التي تميزت في مجالاتها المختلفة وتقيم في الغرب لتوضيح أن الإسلام دين حضارة، وهؤلاء المسلمون الذين يقيمون في الغرب من الممكن أن يلعبوا دورًا مهمًا لتضييق الفجوة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي والوقوف على أرضية مشتركة.

خطف ذهني

من جانبها، أكدت خبيرة علم الاجتماع السياسي د.هدى زكريا أن المواطن الأوروبي لديه صورة ذهنية بعيدة كل البعد عن الواقع حول الإسلام كدين وحول المسلمين كشعوب تعيش على الأرض وتقدم إسهامات لا يستهان بها في تطور البشرية، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام في الغرب نجحت عبر سنوات عديدة فيما يمكن تسميته بخطف المواطنين ذهنيًا، وإعطاء صورة نمطية عن المسلمين وعن أفكارهم، والادعاء بأنها تحض على العنف والكراهية حسب مزاعم مؤسسات رأي فاعلة في أوروبا وأمريكا.

وأشارت إلى أن الشعوب الغربية مختلفة تمامًا في تركيبتها ومنهج تفكيرها عن الشعوب العربية، ففي الغرب يعطون قيمة عظيمة للإنسان وتجد هناك تضامنًا كبيرًا حتى بين المختلفين في الآراء حال حدوث كارثة بشرية أو سقوط قتلى في الأحداث الإرهابية، وفي الغالب يميل المواطن الغربي إلى التنميط والتعميم، لذلك أغلب مواطني أوروبا ينظرون إلى المسلمين نظرة شك وريبة ويعتبرونهم نواة حقيقة لانتشار الإرهاب والعنف في بلدانهم، وحين وقوع أي حوادث تتجه أصابع الاتهام مباشرة إلى المسلمين.

وأوضحت هدى أن العلاقات الاجتماعية وأواصر التعاون بين المسلمين المقيمين في الدول الغربية ينبغي أن تلعب دورًا في إظهار روح التسامح وقبول الآخر والانفتاح على الحضارة الغربية، وعدم التقوقع داخل التجمعات الإسلامية، ومن الممكن تكوين مجموعات بين المسلمين في الغرب لتوضيح الحقائق عبر وسائل الإعلام أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تشكل عنصرًا مهمًا ورافدًا أساسيًا في نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة.

ظاهرة مترسخة

بينما قلل د.محمود خليل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، من أهمية الإعلام في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا المنتشرة في أوروبا والمترسخة في ذهنية المواطن الغربي بشكل عام، مشددًا على أن التعصب والتسامح طبيعة بشرية، وفي أوروبا توجد فئة متسامحة مع الإسلام والمسلمين، وأخرى متعصبة، وهناك أحزاب سياسية قائمة على هذا الفكر المتشدد، ومع ارتكاب أحداث دموية من قبل جماعات متطرفة تدعي الانتساب إلى الدين الإسلامي تتُاح الفرصة أمام تلك الجماعات للانتقام.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال