الثلاثاء، 21 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

69 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

1algmal ebada 

د.دويدار: الإسلام هو الفطرة والطبيعة بجمالها وسحرها المنضبط

الشافعي: إبداع خلق الله وجماله في كل شيء.. وهناك أنواع للجمال

بدير: سلوكيات الإسلام صنعت "إتيكيتًا" خاصًاأصبح عِلْمًا بعد ذلك

د.صابر: تربية النشء على الآداب الجميلة تخرج جيلًا يبني وطنًا راقيًا

د.عثمان: ديننا اهتم بجماليات المدينة والعمارة الإسلامية من كل جوانبها

د.حسين: حث الإسلام على الجمال باعتباره نمطًا مكملًا للإيمان

القاهرة - عبدالله شريف، آية سرور:

عني الإسلام أيما عناية بالجمال في شتى صوره، جمال الهيئة، الخُلق، البيئة، الأبنية، وحفلت آيات القرآن الكريم بتأكيد هذا التوجه، ومن ذلك قوله تعالى "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ"، وقوله "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ"، وقوله "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ"، ومن السنة المطهرة قوله صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْجَمَالَ".. "الوعي الإسلامي" التقت عددًا من العلماء والأكاديميين ليتحدثوا عن الجمال في الدين الخاتم.

بداية، يؤكد د.بركات عبدالفتاح دويدار، أستاذ بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن الإسلام لم يترك أي ناحية تخص الإنسان نفسية كانت أو بدنية إلا وتناولها و"جمّلها" سواء من خلال آيات من القرآن الكريم أو السنة النبوة الشريفة، مشيرًا إلى أن الإسلام شريعة وعقيدة وسلوك.

وأضاف أن الإسلام هو الفطرة والطبيعة بجمالها وسحرها المنضبط بأخلاق ومعانٍ تزيد من إدراك الجمال والشعور به، ففي حديث عبدالله بنِ مَسْعُودٍ الذي رواه الإمامُ مسلمٌ في صحيحه "إن الله جميل يحب الجمال"، وفي قوله "يحب الجمال" قال المفسرون أي يحب التجمّلَ في الهيئة، في الثوب والبدن، وكذلك يحب النظافة، لأن تنظيفَ الثوبِ والبدن مطلوبٌ شرعًا وعُرفًا، فضلًا عن التعبد له بحسن الخلق. فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وهيأ له ما يعينه على طاعته وراحته النفسية والبدنية، بل ووعده بجمال أكثر مما لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر.

الذي أحسن كل شيء خلقه

وأشار د.بركات إلى ورود اسم الله "الجميل" في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وغيرهما من حديث عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس"، مضيفًا أن من أسماء الله الحسنى "البديع"، وهو الذي أحسن كل شيء خلقه، وفي حديث أنس قال: "كنت جالسًا مع النبي في المسجد ورجل يصلي، فقال اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنّان المنّان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيّوم، فقال النبي: دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"، كما أخرج أبو داود عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال ألك مال، قال نعم، قال من أي المال، قال قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال فإذا أتاك الله مالًا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته".

وأوضح د.بركات أن المسلمين في الماضي فقهوا مفهوم الجمال من خلال تعاملات الرسول الكريم معهم، فوجههم إلى خفض الصوت وإماطة الأذى عن الطريق، وتجنب الغيبة والنميمة، والحث على الطهارة وتنظيف الجسم داخليًا وخارجيًا، مشيرًا أن من كان يريد الدخول في الإسلام عليه أن يغتسل ليعلن مرحلة جديدة من الطهارة والجمال.

وانتقد ما أسماه تراجع المسلمين في عصرنا الحاضر عن هذا الفكر العميق، فنجد مظاهر تقليد للغرب بعيدة تمامًا عن مفهوم "الجمال البريء الفطري" في الإسلام، فليس من الجمال كشف الجسم أو قصات الشعر الغريبة، وليس من الجمال أن ترتدي النساء ملابس الرجال وعكسه، وليس من الجمال وضع المساحيق وتغيير سنة الله في الحياة، مضيفًا أن المسلمين الآن يضربون مثالًا في عدم الانضباط بل وفي الإهمال وإفساد الأرض وليس إعمارها.

وأشار إلى قول الله عز وجل "يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، موضحًا أن هذه الآية ترفض مظاهر الفساد، حيث كان المشركون يطوفون بالبيت عراة، فأنزل الله آية تحث على الستر والتزين وأنه يستحب التجمل عند الصلاة، ولاسيما يوم الجمعة ويوم العيد، قال عليه الصلاة والسلام: "من اغتسَلَ يومَ الجمعةِ وتَطَهَّرَ بما استطاع من طهرٍ ثمَّ ادَّهَنَ أو مسَّ من طيبٍ ثمَّ راحَ فلمْ يفرق بينَ اثنين فصلى ما كُتِبَ لَهُ، ثم إذا خرجَ الإمامُ أنصتَ، غُفِرَ لهُ ما بينَهُ وبينَ الجمعة الأخرى"، موضحًا أن هناك نقطة أخرى في هذه الآية تنهى عن الإسراف وتؤكد أن جمال الإسلام وزينته مرتبط بضابط وهو عدم الإسراف، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة".

وقال: أخاطب الشباب المغيب فأقول إن الجمال الفطري يقويه الإسلام ويضبطه بما يتفق مع الطبيعة السليمة، والرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا كان جميلًا مبتسمًا دائمًا يصافح أصحابه ويدعو لهم ولم يكن شديدًا أو عابسًا، ولم يدع إلى أن يكون المسلم بخيلًا عابسًا سيئ الخلق مع الآخرين، بل دعا إلى الجمال المنضبط بكل صوره، يقول الله تعالى "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ".

جمال حسي ومعنوي

من جانبه، أكد د.حسن الشافعي، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم وعضو هيئة كبار العلماء، أن المسلم أينما يولي وجهه يجد خلق الله وإبداعه وجماله، يقول الله تعالى "وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ".

وأضاف: هناك أنواع للجمال، فأحدها حسّي كالإنسان وتقويمه، يقول الله تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"، وقوله "يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ"، وكذلك خلق الأرض والسماء "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ"، وقوله تعالى "قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"، وقوله "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".

وأشار إلى أن من الآيات العظيمة التي توضح معنى الفرق بين الجمال الحسي والمعنوي قوله تعالى "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور"، حيث أشارت الآية إلى نوع جديد من الجمال وهو جمال القلب وشعوره نحو المسلمين.

وتابع: دعا الله عز وجل إلى التفكر في مخلوقاته وجمالها من خلال آيات عدة، قائلًا: "أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ"، وعندما يُرغِّب الله العبد في طاعته ويهون عليه المشقة في الدنيا أعد له النعيم الأبدي في الجنة، وجاء في كتاب الله من الآيات الكثير حول ألوان وأشكال الجمال والزينة في الجنة، مثل قوله "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ".

جمال السلوك

أما د.محمد بدير، خبير العلاقات العامة والإتيكيت، فيؤكد أن الإسلام بدأ في بيئة بدوية لديها عادات وتقاليد راسخة وضوابط شديدة، مشيرًا إلى أنهم كانوا يهتمون بإكرام الضيف وراحته وتزويده بما يحتاجه خلال السفر.

وأكد أن الإسلام وجَّه أتباعه إلى أمور جمالية وآداب تتعلق بـ"الإتيكيت"، منها الحث على الأكل من صنع اليد وعدم الاعتماد على الآخرين، فضلًا عن الاستشهاد بكلمات وأدعية قبل البدء في أي عمل وكذلك الاجتماع حول الطعام وعدم إهانته، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، كان إذا اشتهى شيئًا أكله وإن كرهه تركه"، وقوله "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها".

وأشار إلى أن الجمال في الإسلام لا يقتصر على الملامح أو الهيئة، بل يركز أكثر على السلوكيات، فـ"الدين المعاملة"، ويتجلى ذلك في العديد من السلوكيات التي جاء بها الإسلام ومنها التأدب مع الوالدين، وآداب الجوار والحث على حقوق الجار، وآداب التحية وإلقاء السلام قال تعالى "فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً"، ورد التحية بأحسن منها كما في قوله تعالى "وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"، وكذا التبسم مع الآخرين مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة).

وتابع: من جماليات الإسلام أيضًا الذوق في الطهارة والحث عليها والنظافة الخاصة والعامة وكذا التطيب بالروائح الطيبة، وارتداء النظيف من الثياب، ومن ذلك أيضًا آداب الأكل لحديث (يا غلام سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك)، بل والإحسان إلى البيئة والاهتمام بتشجيرها كما في قوله صلى الله عليه وسلم (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها).

وتابع: من جماليات السلوك الإسلامي الحث على الاعتدال في المشي، وخفض الصوت، وغض البصر. وإجمالًا، حث الإسلام على آداب عدة تحولت بعد ذلك إلى علوم ومدارس في الإتيكيت وطريقة التعليم، وكل هذه الآداب تدعو إلى نظافة البدن من الخارج والحفاظ على صحة الجسم وطهارته من الداخل، فضلًا عن الراحة النفسية التي يحققها.

جمال السلوك

بدوره، يؤكد د.محمد صابر، أستاذ علم النفس بجامعة بني سويف، أنه كما لمشاهد العنف والقتل والدماء تأثير سلبي على نفسية الإنسان فللمناظر الجميلة الهادئة تأثير إيجابي على حياة الإنسان وقدرته على العمل والإنتاج والعبادة أيضًا.

وأضاف أن تربية الطفل منذ الصغر على السلوكيات الإسلامية الحميدة مثل أحاديث إماطة الأذى وكذلك عدم التلفظ بالسيئة، فضلًا عن تنظيف الملابس والاهتمام بحسن المظهر من الدين، يخلق أجيالًا لديها أفكار للتنمية وبناء الأوطان وعمارتها.

وأوضح أن التربية على كل الآداب الجميلة الحسنة تخرج عقولًا وشبابًا يبنون أوطانًا راقية جميلة قوية، مشيرًا إلى أن تنظيف وتنظيم المكتب يوميًا يساعد على التفكير وعدم التشتت.

وأشار إلى أن الإسلام اهتم بالتنشئة منذ الصغر، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث "يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك".

وأوضح أن الجيل الحالي لم يتعمق في دراسة أخلاق الرسول مع الأطفال ومع زوجاته ومع أصحابه، ولم يتعلم طرق التعامل مع الوالدين، وكل همه تقليد الغرب بعد الغزو الثقافي، وليس تقليد الغرب في النظافة أو تنظيم الوقت بل في السيئ من الأخلاق والشاذ من الأفعال.

جماليات العمارة الإسلامية

من جانب آخر، يوضح د.محمد عبدالستار عثمان، أستاذ العمارة الإسلامية، أن الإسلام اهتم بجمال البيئة من كل جوانبها، المباني والشوارع والشكل العام، مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية وجدت في التشريع دستورًا لتنظيم حياة المجتمع وسرعة ازدهار حضارته.

وأضاف أن تشريعات الإسلام وضوابطه سدت النقص الذي اعترى الفكر الإنساني في المراحل السابقة وأعطت قواعد أبدية صالحة لكل زمان ومكان.

وعن جماليات العمارة الإسلامية أوضح أن المعمار الإسلامي بدأ بتأسيس "المدينة"، التي انتشرت بعد سقوط الرومان، مؤكدًا أن الإسلام جاء بحضارة جديدة ولم يقتبسها ممن سبقوه.

وأشار إلى أن الشوارع الإسلامية تُدرَّس في تاريخ الجمال، حيث ارتبطت بضوابط وأحكام شرعية، فتشابهت طرقها بالعلاقات بين الجيران، وكذلك تعاملات البيع والشراء، موضحًا أن المعمار عكس حياة الحرية التي عاشها المجتمع الإسلامي، فضلًا عن إنشاء المساجد ومآذنها.

وأوضح أن أبرز سمة كانت في الشوارع الإسلامية الاهتمام بالنظافة والألوان، حيث كان يسارع الجميع لتعديل المائل وإزالة المخلفات اتباعًا لحكم شرعي، مشيرًا إلى أن من السمات أيضًا اختراع إضاءة الطرق، التي بدأت في الحضارة الإسلامية، فضلًا عن استخدم البلاط وانتشار الألوان الزاهية والنافورات المبدعة في عصور ما بعد صدر الإسلام، حيث انتشرت القصور والمعمار المبدع في عصر الخلفاء العباسي في بغداد وسامراء، وشهدت الحضارة الإسلامية مشاهد متفردة عن الحضارات الأخرى، فنجد القباب والمآذن والمساجد والقصور والسدود والأسوار والقلاع ذات الصبغة الإسلامية.

وأضاف د.عثمان: هناك مراحل عديدة في المعمار الإسلامي، أولها عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتميزت بالبساطة والتأثر بمنازل البدو، وظهر ذلك في المشهد الأول للمسجد النبوي قبل تطوره وتوسيعه وإضافة الزخارف المختلفة، والمرحلة التالية كانت العصر الأموي وتميزت بالزخرفة والإكثار من القباب وتأثرت بالمعمار المسيحي الديانة التي كانت منتشرة في تلك المناطق وشملت سوريا وفلسطين، ثم جاءت مرحلة الحكم العباسي التي تميزت بكثرة الأعمدة والقصور الشاهقة والقباب.

كمال الإيمان

في الاتجاه ذاته، يوضح د.محمود إبراهيم حسين، أستاذ العمارة والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أنه لا يمكن أن يكون هناك فن إلا وأن يكون جميلًا، وهنا يختلف مفهوم الجمال من عصر إلى عصر ومن جيل إلى جيل ومن فرد إلى فرد، فعلى سبيل المثالكان الجمال في الدولة المصرية القديمة جامدًا، روتينيًا، لكن في عصر أخناتون أصبح الجمال ديناميكيًا يمتلئ بالحيوية، وذلك لتغير المعتقد الديني، وبالتالي تغيرت معه مفاهيم الفنان للجمال. وفي الفترة البيزنطية في العالم العربي تحول الجمال إلى مفهوم آخر غير منظور، بمعنى أنه ليس جمال الشكل الإنساني الظاهري كما في السابق بقدر ما هو جمال من داخل ميكانيزم (روح) الإنسان، وبالتالي أصبح الفن في ذلك الوقت معبرًا عن أساليب اصطلاحية.

وتابع: بينما يحث الإسلام على الجمال باعتباره نمطًا من أنماط اكتمال الإيمان: "إن الله جميل يحب الجمال" و"خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ"، وكان للجمال في العصر الإسلامي توجهات أخرى غير التي كان عليها في العصور السابقة، فأصبح "الخط" من الميادين المهمة جدًا التي يتنافس فيها الخطاطون. وبعد ذلك جاءت الزخرفة، ولعبت دورًا كبيرًا في إضفاء الجمال على المقتنيات اليومية للإنسان، فظهرت لدينا زخارف نباتية وهندسية، وبالتالي ظهر لدينا ما يعرف بزخرفة الأرابيسك، وهي زخرفة تبدأ كما تنتهي.

وختم حديثه مؤكدًا أن العمارة الإسلامية من أجمل عمائر الأرض على الإطلاق، حيث كانت تغطي جميع العمائر بالكتابات والزخارف النباتية وغيرها من أنواع مختلفة تُبهر من ينظر إليها، وفيها يتناغم الفكر والذوق مع رعاة الفن من المسلمين.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال