- الأحد، 07 يونيو 2015 08:58
- كتب بواسطة: adminkw
ليلى محمد محمد :
ثمة ملاحظة لابد من إدراكها وهي أن الطفل الصغير- من سن عام إلى اثني عشر عامًا- شديد الترقب والانتباه، حتى وإن بدا عليه أنه لا يدرك ولا يكترث، ويمكن الاستدلال عليه من قول النبي ص : «ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».
لابد من تغيير كثير من السلوكيات عند الشباب والكبار والتي تتمثل في ظواهر سيئة تتنافى في كثير من الأحيان مع المبادئ والقيم والتقاليد، بل وتتعارض مع صحيح الدين، ويعزى ذلك إلى التأثر نتيجة تغير بعض الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وإلى عدم اتباع بيوتات المسلمين السلوك الإسلامي الرشيد، الذي يغرس في نفوس أولادهم مبادئ الحق في العقيدة والسلوك، ونسوا تمامًا أنهم المثل الأعلى لأبنائهم، وانهم يجب أن يظلوا دائمًا في موضع القدوة.
وخلاصة القول: ان البيت هو السبب الرئيسي والأساسي في انحراف الشباب وفي انحراف السلوك عندهم، وخصوصًا في البيوتات التي تعتمد على الخدم، لاسيما وأن اكتساب العقائد والسلوك والعادات والتقاليد يأتي عن طريق التربية، من خلال ما يراه الطفل ويسمعه ويربى عليه في البيئة الداخلية.
ومن هنا، علينا أن ندرك أن الشباب أشبه بالديناميت، إذا انفجر حطم كل شيء حوله، ولا يجني إلا على نفسه، مع ملاحظة أنه «مهما بدأ الإنسان منحرفًا في ظاهره، فلا ينبغي أن نيأس من إصلاحه، ويكفي أن نقف عند قوله تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، والنماذج كثيرة جدا في كتب التراجم عن الذين كانوا في ضلال مبين ثم انتقلوا نقلة هائلة فأصبحوا من خير أمة أخرجت للناس، وثمة قصص للصالحين في تاريخ هذه الأمة، فهذا مالك بن دينار- رحمه الله- وهو من رجال الأمة المشهورين، وأعلامها المدونين، حيث كان مسرفًا على نفسه، غليظ القلب، بعيدًا عن الجادة، حتى استدل على الطريق، وسار فيه بصدق، فإذا هو علم ومشعل هداية، يتوب على يديه مئات في حلقات وعظه وتعليمه.
وعلينا أن نجاهد مع هؤلاء الشباب، فهم أبناؤنا وبناتنا وإخواننا، وألا نيأس من إصلاح من نراهم في حياتنا على غير الصورة التي نحبها لهم، فكم من إنسان كان يحيا حياة القطيع فلما اهتدى ساق القطيع الى درب الله سبحانه؟! حيث يقرر الحق تبارك وتعالى هذه القاعدة في قوله: {أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس}.
ولاشك أننا لا نعفي المدرسة والشارع والمجتمع ولا وسائل الإعلام من كونها سببًا كبيرًا من أسباب التغير في الكثير من الأنماط والسلوكيات (موضوع بحثنا)، ولكن تبقى مسؤولية البيت أهم، ويمكننا تدارك كثير من هذه السلبيات إذا فعلنا التالي:
أولًا: العقيدة الصحيحة، علينا تعليم أطفالنا أصول العقيدة الصحيحة والأمور الواجبة عليهم من العبادات.
ثانيًا: مبادئ الإسلام، فيجب العمل على تعريفهم بمبادئ الإسلام الأخرى، مع بيان الفضائل الاجتماعية.
ثالثًا: المراقبة والإشراف، علينا المزيد من المراقبة والإشراف عليهم حتى يكبروا أو يتحملوا مسؤولياتهم بأنفسهم.
رابعًا: العمل على فرض رقابة شديدة واليقظة لتصرفات الأولاد وسلوكياتهم.
خامسًا: التفكير في مساوئ الخادمات الأجنبيات في البيوت وعدم الاعتماد عليهن إلا عند الضرورة القصوى.
سادسًا: عدم الاستجابة لكل ما يطلبه الأبناء وتعويدهم تحمل المسؤولية من الصغر.
سابعًا: على الدولة الاهتمام بافتتاح النوادي لشغل أوقات الشباب بالرياضة، واستغلال المدارس أثناء فترة الإجازة الصيفية.
ثامنًا: العمل على طبع كتب نافعة، لا سيما الكتب التي تتحدث عن البطولات والدعوة للأخلاق، والعمل على افتتاح مشاغل للبنات والسيدات لشغل أوقات فراغهن، وذلك عن طريق الجمعيات الخيرية النسائية، وعدم الاعتماد الكامل على الخادمات.
تاسعًا: بيان أخطاء وأخطار المشاغبات التليفونية، ومراقبة البنين والبنات جيدًا، إذا لم نتمكن من منعهم تمامًا من استعمال هذا الجهاز الذي لم يصنع لذلك، وإنما لقضاء المصالح والاستفادة منه في أعمال الخير.