الإثنين، 13 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

34 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

225622

أسماء السكاف :

كبرت وتخرجت وتزوجت وأنجبت طفلة جميلة.. وكأي أم محبة كنت أتوق لتعليمها كل شيء، وكنت أسعى لتأمين البيئة الصحية والتربوية والتعليمية لها، كنت مثابرة بقراءة الكتب التربوية المختصة والاطلاع على تجارب غيري.. كانت تستهويني التجارب والكتب الأجنبية؛ فأنا منبهرة بطريقة تعامل معظم من نطلق عليهم الأجانب مع أطفالهم أو حتى مع الطفل بشكل عام، كنت بشكل شبه يومي أصطحب طفلتي إلى حديقة منطقتنا التي يقطنها عدد لا بأس به من «الأجانب» بل ومن العرب «المؤجنبين»، كانت اللغة الوحيدة المتداولة في الحديقة بين الأهالي والأطفال والعاملين في المطعم الموجود في الحديقة وحتى حارس الحديقة هي اللغة الإنجليزية التي أحببت سماعها جدا من الأطفال، بل وحتى أعجبت جدا بطلاقة بعض الأطفال العرب عند نطقهم لها فقررت ألا أحدث طفلتي إلا بالإنجليزية، وفعلا فعلت رغم انتقاد بعض المقربين لي، فأصبحت أقرأ لها القصص بالإنجليزية حتى أصبحت تفهمني جيدا، في نفس الأثناء كانت طفلتي تكبر، وبالتالي كنت أنخرط معها بمجتمع الطفل أكثر وأخالط معها أطفالا مختلفين؛ سواء في النادي أو في دورة القرآن الأسبوعية، بدأت ألاحظ أن أغلب من حولي من أطفال كان أهلهم يقومون بالدور نفسه معهم، خصوصا من ناحية اللغة، وكأن علامة اهتمامنا بأطفالنا من خلال هجرنا للغتنا الأم، كانت طفلتي بعمر السنتين عندما أحسست بشعور مؤلم أنني أعمل جاهدة وبجد ومثابرة على سلخها من هويتها.. وقفت مع نفسي وقفة ليست طويلة، فالأمر بات واضحا جدا عندي، خصوصا بعد أن خالطت بعض الأطفال الأتراك والهنود والأوروبيين، ورأيت اعتزاز كل منهم بلغته وحرصه على تعليمها بإتقان لأطفاله أولا وقبل كل لغة أخرى، أدركت أنني أجرم بحق طفلتي وأناقض ما أتعلم من طرق تربوية، حمدت الله أنها مازالت في سن غضة قابلة لشرب لغتها الأم الجميلة، استدركت ما فاتني في عامين، وبدأت معها رحلة الأحرف العربية الجميلة، ولعبة مخارج الأصوات التي يكابد من يريد تعلمها على كبر الأمرين، رغم أني نوعا ما أسبح معها الآن عكس التيار، فنحن اليوم في زمن يفاخر فيه الأغلب بل ويتباهى بأن أطفاله الذين يدرسون في مدرسة «أجنبية» لا يتقنون العربية ولا يفهمون الأشعار العربية إذا ما سمعوها.. فهم متحدثون وناطقون بارعون باللغة الإنجليزية، بالتأكيد لست ضد تعلم اللغات وخصوصا الإنجليزية.. فنحن نحتاجها بشكل شبه يومي؛ شئنا أم أبينا حتى في بلادنا العربية، ولكنني مع الفخر والاعتزاز بأننا عرب.. ومعرفة قيمة لغتنا الجميلة بكافة حروفها غير الموجودة في اللغات الأخرى، أنا أفخر أن الله قدر لي أن أكون عربية وأن القرآن نزل بلغتي، فلغتي تحمل كنوزا وتعبيرات وتشبيهات وبلاغة أُراهِنُ على عدم وجودها بأي لغة أخرى، لذلك سأحرص على تعليمها لأطفالي، لأنها الأصل ولأنها الأصعب أيضا بين اللغات.. وبعد إتقانهم لها سأحرص على أن يتقنوا الإنجليزية وأيضا لغات أخرى.. ففي هذا تنمية للذهن..

ألتقي الآن بنماذج حولي مختلفة من الأهل ممن لديهم أطفال أعرف إحداهن ابنتها في السادسة من عمرها، عربية وولدت في بلد عربي وأقرباؤها وأصدقاؤها عرب، ولكنها لا تتقن من اللغة العربية حرفا فقد وضعها والدها بكل فخر في بيئة معقمة بالكامل من أي نطق عربي، فالمدرسة إنجليزية والمربية إنجليزية ووالداها لا يتحدثان معها إلا بالإنجليزية.. والأمر المر أن الأم تفخر بذلك قائلة: «ابنتي لا تتحدث العربية.. كلموها بالإنجليزية».

صدقا أشفق على الصغيرة كلما رأيتها.. كيف لها أن تتعلم القرآن وتصلي به، الله وهب هذه الصغيرة نعمة اللغة العربية، وبكل برود وفخر نزع منها والداها حق التمتع بهذه النعمة، ولو دقق كل منا في مجتمعه وحوله لوجد العديد من «المتأجنبين» بعضهم عن جهل مطبق، فمنهم من لا يتقن من الإنجليزية سوى بضع كلمات يرددها حيثما جلس ليبدو - ظنا منه - بمظهر المتمدن أو من طبقة المجتمع المخملي، والأغلب من المبهورين بالغرب ولغتهم وكل شيء قادم من هناك؛ غثه وسمينه، ناسين أو متناسين أنه من المستحيل على المرء أن يغير جلده وأصله كقصة الغراب الذي أعجبته مشية طائر الحجل فأراد تقليدها.. حاول فترة من الزمن وعندما يئس أراد العودة لمشيته ولكنه نسيها، فلا هو أتقن مشية غيره ولا عاد لمشيته، فأرجو أن يخرج جيل أكثر وعيا.. لا يقتل لغته في نفسه ليتنفس لغة أخرى.. فالكتب العربية كنز.. ومن المحال أن نجد مثله، وحتى لو ترجموها فلن يستطيعوا ترجمة إحساسها وتشبيهاتها.. أسال الله أن يعين كل مرب على تنشئة جيل واع فخور بأصله ولغته ودينه.

يحضرني قول الشاعر حافظ إبراهيم عندما تخيل اللغة العربية تعاتبنا فقال:

وسعت كتاب الله لفظا وغاية

وما ضقت عن آي به وعظات

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

أرى لرجال الغرب عزا ومنعة

وكم عز أقوام بعز لغات

أيهجرني قومي عفا الله عنهم

إلى لغة لم تتصل برواة

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال