الجمعة، 03 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

451 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

هل أنا مؤهله للتعليم المنزلي

القاهرة - الوعي الشبابي:

لم تقف الحكمة التي اشتهر بها الروائي الأمريكي جورج سانتايانا في القرن التاسع عشر التي تقول "الطفل الذي اقتصر تعليمه على المدرسة هو طفل لم يتعلم"، عند حدود الزمان والمكان، بل أخذت المقولة بالانتشار في العالم.

وذاع صدى تلك الحكمة في العالم العربي في الآونة الأخيرة بين الأمهات الشابات، اللواتي بدأن يروجن لفكرة "التعليم المنزلي"، اللاتي يحاولن من خلاله الهروب من مشكلات التعليم النظامي في العالم العربي، والبحث عن المهارات والسمات الشخصية لأطفالهن وتنميتها.

- مميزات التعليم المنزلي

ويختلف التعليم المنزلي عن نظيره النظامي في أمور عدة؛ فالأول يتمركز حول الطفل ومهاراته، ويتمتع بمرونه فائقة في التوقيت والمكان، فمقره الرئيسي المنزل، ولا يكون لمدة طويلة، فغالباً ما تقتصر مدته على ساعتين في صباح اليوم.

ويستند التعليم المنزلي في الأساس إلى "منطق الطفل" وحاجته ودوافعه واهتماماته التي تختلف من طفل إلى آخر، كما يعتمد ذلك النمط من التعليم على وجود الطفل مع أسرته باستمرار، لا يكل هو ولا تمل الأسرة من الأسئلة الكثيرة التي يطرحها عليها، فأساسه هو "الحوار الأسري والمجتمعي".

ويعتبر التعلم الذاتي والفردي أساساً للتعليم المنزلي، إذ يُطلق العنان للطفل، وتُترك الفرص أمامه ليكون مبدعاً.

ومن أهم سمات التعليم المنزلي التي تميزه عن التعليم النظامي أنه لا يعتمد على الدرجات أو الاختبارات في تقييم الطفل، ولا تعد الأعمال الكتابية من الخطوات المهمة التي يركز عليها الآباء.

كما يعتمد على ممارسة الأنشطة والمشاركة في الأعمال المنزلية، والقراءة الحرة وفق اهتمامات الطفل، واستخدام الحاسوب والتقنيات الحديثة في التعليم.

تلك المميزات لم تكن كافية لدفع الأمهات للإقبال على التعليم المنزلي، لكونه لا يوفر شهادات للطلاب حول إتمام مستوى تعليمي معين، كما أن بعض الأمهات أبدت تحفظها من نظام التعليم المنزلي لخوفها من أن يؤثر انشغالها في عملها وواجباتها الأسرية على تعليم أبنائها.

في المقابل، دفعت عيوب التعليم النظامي الذي يعتمد على التلقين والحفظ، ولا يبحث عن المهارات المختلفة للطلاب، والاختبارات التي لا تقيس المستوى الفعلي للطالب، فضلاً عن السمات الأخلاقية السلبية الناتجة من الاحتكاك بين الكم الهائل من الطلاب الذين يتعلمون نظامياً إما في مدارس حكومية أو أخرى خاصة أو دولية، دفعت الأسر للبحث عن بدائل له.

يسرا جلال، أم لطفلين أحدهما سبع سنوات والآخر خمس سنوات، أشارت إلى أنها منذ أن سافرت إلى دولة الكويت أدخلت أبناءها مدرسة باكستانية، إلا أن تلك التجربة باءت بالفشل.

وأكدت، في حديثها لـ"الخليج أونلاين"، أنها منذ أكثر من سبعة أشهر أخرجت ولديها من المدرسة، وشرعت في تعليمهما منزلياً، وأنها قدمت لهما في مدرسة السفارة المصرية بالكويت لكي يؤدوا الاختبارات فقط، وذلك لتفادي مشكلة الحصول على شهادات.

وحول الأسباب التي دفعت الأسرة لتعليم الطفلين منزلياً، قالت "يسرا"، إن أبناءها كانوا يقضون يومهم كاملاً بالمدرسة التي لا يستفيدون منها شيئاً، خاصة بعدما قررت التقديم لهم في مدرسة كويتية باللغة العربية هروباً من كثرة المناهج التي كانا يدرسانها داخل المدرسة الباكستانية، لافتة إلى أن المنهج الذي تلقاه ابناها داخل المدرسة الكويتية كان ضعيفاً، كما أن طريقة الاختبارات حولتهما إلى "جهاز تسجيل"، حسب قولها.

وأشارت إلى أنها كانت تطمح إلى أن تعتمد على التعليم المنزلي فقط، إلا أن زوجها كان يحرص على أن يحصل ابناهما على شهادة، لذلك قررت تعليمهما منزلياً كذلك التقديم لهما في مدرسة السفارة دون حضور دروس.

وأكدت أنها خاضت التجربة معهما طيلة الأشهر السبعة الماضية، فأصبح هناك مرونة في تعاملها مع المناهج الدراسية، تشرح منه ما يفيدهما وينمي قدراتهما، لافتة إلى أن من أهم مميزات ذلك النظام هو توطيد العلاقة بينها وبين أطفالها.

وتابعت: "أعكف الآن بجوار عملي ودراستي على تعليم أطفالي التجارب العلمية والفيزيائية، والكتابة والقراءة في موضوعات خارج المنهج وإمكانية البحث، وتعليم الحاسوب، والجغرافيا ورسم الخرائط، بالإضافة إلى حفظ القرآن والحديث والعقيدة، بطرق غير تقليدية تعتمد على المرونة والفهم أكثر من التلقين والحفظ".

- التعليم المنزلي "مُبهم"

اختلفت معها سامية رمضان، وهي أم لثلاثة أطفال أكبرهم مُقبل على المرحلة الثانوية، إذ أكدت أن نظام التعليم المنزلي في مصر "مُبهم"، ولا توجد تجارب تؤكد نجاحه.

وأوضحت في حديثها لـ"الخليج أونلاين"، أنه بالرغم من العيوب الكثيرة التي يعاني منها التعليم النظامي إلا أنه يمكّن الطلاب من الحصول على شهادة تعليمية تحدد مستواهم الاجتماعي، وتغرس فيهم مفهوم الانضباط والاختلاط والاعتماد على النفس.

كما شددت على أنها لن تُقبل على تعليم أبنائها منزلياً دون الارتباط بتأدية امتحانات أو حضور حصص تعليمية، لافتة إلى أنها تحاول سد الثغرة الموجودة بالتعليم النظامي عن طريق تنمية مهارات أبنائها، والاشتراك في أحد النوادي والمكتبات العامة.

- ينسف فكرة المواطنة

الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية بالقاهرة، كمال مغيث، أكد أن التعليم المنزلي المتعارف عليه الهدف منه التقدم لأداء الامتحانات ببذل نفس الجهد، ولكن في المنزل، دون الذهاب إلى المدرسة، فالطالب من خلاله يستطيع الحصول على شهادة دون الانتظام في حضور المدرسة.

وشدد على أن عزوف عدد من الآباء عن التقديم لأبنائهم في مدارس والاكتفاء بتعليمهم منزلياً لا يُعد تعليماً من الأساس.

كما لفت إلى أن الإقبال على التعليم المنزلي هو ظاهرة طبيعية في ضوء تدهور منظومة التعليم الحكومي، وعدم حضور الطلاب إلى المدراس، والاعتماد على الدروس الخصوصية، ما جعل قيمة المدرسة تقل بالنسبة للطلاب.

وأكد مغيث أن التعليم المنزلي ليس في الأساس بحثاً عن المهارات والقدرات كما يروج له البعض، لا سيما أنه في مصر ليس نظاماً ناضجاً، أو حفر له مجرى عميق في مجال التعليم، وإنما محاولة لتفادي الآثار السلبية للمدرسة والتعليم النظامي.

وبيّن الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن من عيوب التعليم المنزلي أنه يكرس منظومة الحفظ والتلقين، كما أنه ينسف فكرة المواطنة، ولا يتيح للطفل الاختلاط مع الأطفال ذوي السمات المتعددة، مشدداً على أن هناك العديد من المهارات التي لا يكتسبها الطالب إلا من المدرسة، منها مهارات التعبير عن الذات والعمل في فريق، بالإضافة إلى الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية.

التعليقات   

0 #1 hmoda 2016-01-12 20:30
:roll: موضوع جميل بس اعتقد انو التعليم المنزلي يحرم الطاب من اجواء المدرسه بما فيه انشاء صداقات والاختلاط مع طلاب جيله لكن من المنطق انه التعليم المنزلي يفيد الطالب من ناحيه تعليميه فقط
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال