القاهرة – الوعي الشبابي:

كثيرة هي الدراسات التي تناولت ظاهرة "حَبْ الشباب" التي ارتبطت بالفترة العمرية المواكبة للمراهقة ولم تقتصر عليها.. فتحدثت بعضها عن إمكانية تسببها في الانتحار، بينما قالت دراسات أخرى إن لها فوائد تصل إلى حد الوقاية من السرطان، وتطرقت أخرى إلى علاجها بالمضادات الحيوية.. تعالوا نتعرف إلى هذه الظاهرة، وهل من فروق فردية بين الذكر والأنثى في الإصابة بها.. إلى التفاصيل..

من السويد نبدأ بدراسة أجراها باحثون في معهد "كارلونسكا" الطبي، أجرت رصدا للحالات النفسية لأكثر من 5700 من المصابين بحب الشباب، وانتهت إلى أن هذا المرض الجلدي المزعج يمكن أن يرفع بدرجة ملحوظة الميول الانتحارية لدى المرضى، وقالت إن احتمال الانتحار يبدأ بالظهورقبل سنة من بداية العلاج، ويصل إلى ذروته بعد ستة أشهر من نهايته، ولفتت الدراسة إلى عاملنفسي مرتبط بالعلاج عبر عقار "أكيوتان" وهو أن وضع الجلد يصبح أكثر سوءا قبل أن يبدأ بالتحسن، ما قد يدفع المصاب به للابتعاد عن المجتمعوالإصابة بالاكتئاب وهو الخطوة الأولى نحو الانتحار.

على النقيض من ذلك، ذكرت دراسة أخرى أجراها باحثون يابانيون انتهت إلى أن البكتيريا المسببة لحب الشباب قد تكون عاملاً فعالاً في علاج سرطان الجلد، وأرجح العلماء ذلك إلى أن البكتيريا المسببة لحب الشباب تسهم في تقوية جهاز المناعة في خلايا الدم البيضاء، ما يؤدي إلى مقاومة الخلايا السرطانية في الجلد، ومن ثم تفتيتها والقضاء عليها..

وذهبت دراسة ثالثة إلى أن خل التفاح يعتبر من أفضل أنواع الخل الطبيعية، وله فوائد كثيرة للبشرة، ويعمل على التخلص من "حب الشباب".. ونذهب إلى نيويورك، حيث أفادت دراسة رابعة بأنه ربما تكون لدى المراهقين والذين هم على أعتاب مرحلة الشباب الفرصة في الوقاية من حبوب الشباب من خلال متابعة أوزانهم.. حيث اكتشف الباحثون علاقة بين زيادة الوزن والإصابة بحب الشباب المتوسطة والحادة، وهي مشكلة يعاني منها نحو واحد من بين كل خمسة مراهقين، خاصة بين الشابات. وفي الوقت الذي لا يمكن فيه الجزم بالسبب، قد تكون زيادة الهرمونات الناتجة عن الوجبات السريعة والحلويات والمشروبات الغازية من عوامل الإصابة بهذه الحالة.. وعزت الدراسة سبب زيادة احتمال إصابة الشابات بحب الشباب أكثر من الشبان بأنهن يشعرن بقلق وتوتر نفسي نتيجة سوء حالة الجلد وزيادة الوزن، ما يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر التي تزيد المشكلة سوءا.

أخيرا، حذرت دراسة أمريكية أشرف عليها د.ديفيد مارغوليس من الاستخدام الشائع للمضادات الحيوية في علاج حب الشباب عند البالغين، مؤكدا أنها ليست آمنة تماما، وأوضح أن الشباب الذين يستخدمون هذه المضادات هم أكثر عرضة للإصابة المتكررة باحتقان الحنجرة.

حالات

إلى ذلك، يؤكد د.أيمن السيسي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية بشكل عام ينجم عنه الكثير من الأضرار، إلا أنه شكك في صحة الدراسة الأمريكية للدكتور ديفيد مارغوليس، موضحا: هناك أنواع محددة من المضادات الحيوية تستخدم لفترات طويلة لعلاج حب الشباب، هذا بالإضافة إلى العلاج الموضعي للسيطرة عليه، والأمر يتوقف على نوع المضاد الحيوي المستخدم والذي يختلف باختلاف الحالة.

وأوضح أن الاستخدام الخاطئ للمضادات بشكل عام قد يتسبب في حدوث التهاب الرئتين، والمفاصل ولا يُحدث الاستجابة المطلوبة، ويسبب مشاكل للمعدة، هذا إلى جانب الإسهال الشديد والحساسية الدوائية.

وأشار إلى أن متوسط أعمار الذين يصابوا بحب الشباب محصور بين 15-25، لكن في الفترة الأخيرة وصل إلى سن الثلاثينيات وأحيانا الأربعينيات، أيضا هناك إصابات بين الأطفال دون الخامسة عشرة.

وعن الأطعمة المسببة لانتشار حب الشباب أوضح أنه لا جدال أن المواد المستخدمة في تغذية الحيوانات ساهمت بدرجة كبيرة في زيادته، كذلك الإضافات ومكسبات الطعم في كثير من الأطعمة، أيضا الهرمونات التي تُحقن بها الدواجن والماشية. إضافة إلى الأطعمة الحارة والمخللات، والشيكولاته والمكسرات بأنواعها المختلفة، وكذا المشروبات الغازية.

وعن استخدام المضادات الحيوية أوضح أنها إحدى وسائل العلاج، وعادة ما يكون استخدامها لفترات طويلة تحت إشراف طبيب متخصص وبجرعات محددة.. مؤكدا أن على المريض أن يتبع كل الإرشادات الطبية بدقة، مشيرا إلى أخطاء شائعة يقع فيها المرضى، أهما أن المريض بعد مرور بضعة أيام من تلقي العلاج يشعر بتحسن حالته فيتوقف عن تناول الكورس الخاص بالعلاج، ما يزيد الأمر سوءا، لأن الميكروب يكون قد تعرف على المضاد، ويكون قد أخذ الفرصة لتكوين أجسام تقاوم مفعول هذا المضاد، وبالتالي يفقد مفعوله.

كما حذر أيضا من اللجوء إلى الصيادلة مباشرة لأخذ مضادات حيوية لعلاج حب الشباب، مؤكدا أن العلاج يختلف وفقا لكل حالة وكذلك وفق العمر والنوع وأيضا ظروف المريض نفسه، لذلك لابد من استشاره طبيب متخصص.

اختلاف

أما د.سمير عبداللطيف حنطيرة رئيس قسم الأمراض الجلدية في المعهد القومي للأمراض المتوطنة بالقصر العيني فيقول: مرحلة المراهقة لدي الشباب مرحلة حساسة من جميع الاتجاهات، ونتيجة النشاط الزائد للغدد الدهنية تظهر ندوب وعلامات في الوجه، وهي قابلة للتوريث.. كما أن طبيعة البشرة تلعب دورا كبيرا فى زيادة ونقصان الندوب على الوجه، ففي حالة البشرة الدهنية تزداد فيها مقارنة بغيرها من أنواع البشرة.

ويوضح طبيعة الاختلاف بين الذكر والأنثى في الإصابة بحب الشباب قائلاً:" ليس هناك جنس أكثر عرضه للإصابة من الآخر، لكن الاختلاف عادة يكون في شدة الإصابة نفسها، فالأنثى أكثر عرضة لزيادة الحبوب فى وجها لأنها أكثر توترا من الذكر، أيضا بسبب وضعها مستحضرات التجميل بشكل دائم، ما يؤدي إلى انسداد المسام، ولطبيعة الهرمونات الأنثوية خاصة في فترة الدورة الشهرية، أيضا بسبب التعرض لعوادم السيارات والأماكن الملوثة وللشمس المباشرة.

ولعمل توازن بين حماية البشرة من حب الشباب مع المكياج ينصح بعدم النوم بالمكياج وعدم تركه فترات طويله على الوجه، وضرورة إزالته بمناديل مبللة، أو بمزيل المكياج، وليس الماء والصابون كما تفعل كثيرات.

وأشار أيضا إلى تنوع العلاجات الخاصة بحالات حب الشباب وفق كونها شديدة أو متوسطة أو بسيطة، محذرا من استخدام المراهم لأنها تحتوى على مركبات دهنية كثيرة تضر البشرة، وينصح باستخدام الجيل والكريمات والسليوشن، ودائما ما يكون اختيار النوع المناسب حسب كل حالة. وقد يتطلب إجراء تحاليل لوظائف الكبد، وتحليل دم، قبل وأثناء فترة العلاج.

غير دقيقة

بدوره، يوضح د.أحمد الموصلي استشاري الأنف والأذن والحنجرة أنه لا علاقة للمضادات الحيوية الخاصة بحب الشباب باحتقان الحلق، لكن من الممكن إن ينجم عنها فطريات ذات رائحة كريهة، ونوع من البكتريا الحميدة على الفم، هذا بالإضافة إلى بعض الالتهابات.

ويوضح: عادة ما يتم استخدام المضادات بشكل خاطئ أو يحدث إفراط في استخدامها، وهذا قد ينجم عنه مخاطر عديدة، فبعض المضادات تفرز سموم في الكبد والكلى، ومن ثم تتراكم فى الجسم ما يؤدي إلى اختلال في المناعة.

أما فى حالة أخذ جرعات غير زائده، فالاستخدام العشوائي فى هذه الحالة يؤدي إلى زيادة الالتهابات التي تعمل على قتل البكتريا الحميدة، لذلك لا بد من تعاطي هذه المضادات من خلال طبيب متخصص ليحدد المضاد المناسب والجرعات السليمة لمده كافية.

ضغط نفسي

أخيرا، توضح د.هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس أن الحالة النفسية لا تسبب الإصابة بحب الشباب، لكن من الممكن أن تزيده، واعترفت بأن الإناث أكثر عرضة للإصابة بها بسبب ما يتعرضن له من مشكلات نفسية مثل التوتر والاكتئاب.. كما أكدت أن حب الشباب فيه جانب وراثي لا يمتد إلى جميع أفراد الأسرة، بل هو وراثي انتقائي قد يصيب فتاة ولا ينتقل إلى شقيقتها.. وبصفة عامة فغن الابتعاد عن التوتر والضغط النفسي من العوامل التي تقي من تزايد حب الشباب، وتعجل بالشفاء منه.

• اليمنيون يحاربون العنوسة ...
• مثلثات أسرية
• "أخوات شهرزاد الخليجيات" يستشرفن ...
• "أم الإمارات": احموا أبناءكم من ...
• "الحب".. على طاولة العلم!