الإثنين، 29 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

277 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

1 875206 asdew33 

د.نائل: ظروف اقتصادية وشعور بالظلم والإحباط يدفعها للانتقام والتمرد

د.يسري: نزولها ميدان العمل أكسبها القسوة والشراسة وبلادة الانفعال

د.عزة: وسائل الاعلام لعبت دورا كبيرا في ميلها نحو العنف

خبراء: الأسباب المادية والعنف الأسري أبرز الدوافع

القاهرة - إيمان علي:

أنوثة، رقة مشاعر، ودلال.. هكذا كانت الأنثى دومًا، نعّومة وديعة مسالمة، لكن يبدو أن هذه المشاعر تبدلتْ، وأصبحت الأيادي الناعمة أكثر قسوة وفتكًا وإجرامًا.. وهذا ليس تجنيًا على حواء، بل واقع أكدته آلاف القضايا في المحاكم وأقسام الشرطة، فضلا على العديد من الإحصائيات الصادرة عن المركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية والجنائية، والتي تفيد بأن عدد المسجلات خطر قد تجاوز الـ50 ألف سيدة في مصر وحدها، ما ينذر بكوارث متعددة في جوانب مختلفة في المجتمع.. السطور التالية تفتح السجل الجرائم للنواعم..

 

فجع الشارع المصري بحلقة جديدة من حلقات مسلسل قتل الزوجات لأزواجهن، منها الجريمة التي شهدتها محافظة المنوفية وكانت بطلتها ربة منزل تبلغ من العمر 22 عامًا، اتفقت مع طليقها على التخلص من زوجها الجديد باستدراجه لمنطقه المقابر، وهناك نصبا له كمينا وقاما بذبحه ودفنه.

جريمة أخرى كانت بطلتها سيدة قامت بقتل زوجها عن طريق ضربه بأسطوانة غاز على رأسه، بعدما حاول الاعتداء على ابنتها المراهقة، وأخرى قتلت زوجها بعدما جعلها سلعة يقدمها لأصدقائه مقابل حفنة من المال.

غيرة

وتحت ستار الغيرة قررت تنفيذ حكم الإعدام في أقرب الناس، وقامت بمساعدة ابنتها بقتل زوجها بسبب زواجه من عروس شابة.. وقائع هذه الجريمة حدثت في مدينة الغنايم بمحافظة أسيوط المصرية، وتبين من تحريات الشرطة والنيابة أن الابنة كانت العقل المدبر للجريمة، وكانت البداية ببلاغ من مواطن يؤكد اختفاء شقيقته العروس الشابة وكذلك اختفاء زوجها في ظروف غامضة.. وبعد تحريات مكثفة توصلت الشرطة إلى أن المجني عليهما قد لقيا حتفهما بواسطة الزوجة الأولى وابنتها.. حيث وجدت جثتي الزوج وعروسه مدفونتين في أحد جوانب فناء المنزل وملفوفتان بشكل يدل على أن من قام به كان شديد الهدوء وبارد الأعصاب، كما أن الجثتين كانتا مكتوفتا الأيدي والأرجل، مثلت المتهمتان في ثبات وهدوء شديد كيفية ارتكابهما الجريمة - كل ضحية على حدة - دون أن تذرف أي منهما دمعة، اعترفت المتهمة الأولى "ح. س" أنها كانت متزوجة من المجني عليه، أنجبت منه ابنتين ولم تنجب له الولد الذي يريده، ثم وافقت على زواجه من أخرى، بل ورشحت له "سعاد" - المجني عليها.. تم زواجهما وجاءت لتقيم معهما في المنزل، والتي استحوذت على قلب وحب واهتمام الزوج، فقررت الأم وابنتها الكبرى التخلص منهما، وفي أثناء نومها قامتا بضربها بقطعة حديد على رأسها حتى ماتت، ثم قامتا بدفنها، وبعد عودة الزوج من حقله سأل عنها، فأخبرتاه أنها ذهبت إلى منزل أسرتها، وعندما خشيتا افتضاح الأمر، وضعتا له حبوب مخدرة في الطعام ثم خنقتاه وقامتا بلفه بملابسه، ودفنه بفناء المنزل دون أن يراهما أحد، إلا أن شقيق العروس ارتاب في الغياب المفاجئ لشقيقته وزوجها فأبلغ الشرطة، التي توصلت بعد تحريات مكثفة إلى حقيقة الحادث.

بلا رحمة

وفي جريمة أخرى، تخلت خادمة عن كل معاني الرحمة في مواجهة طفلة بريئة ائتمنها عليها الأهل، فقامت بوحشية متناهية بممارسه كل ألوان العنف والإيذاء النفسي على هذه البريئة مع سبق الإصرار والترصد ودون ذنب اقترفته طفلة شاء قدرها أن تولد بإعاقة عقلية.. وعلى الرغم من العلم المسبق للخادمة بأنها ستعمل لدى عائلة لديهم طفلة معاقة، إلا أنها تخلت للأبد عن ضميرها ومارست دور المربي، لكن هذا المربي كان في غفلة من الأهل بلا قلب أو رحمة، حتى فوجئت والدة الطفلة البريئة على ابنتها بآثار ضرب مبرح على وجهها وجسدها، وحينما هرعت بها إلى إحدى المستشفيات تبين أن لديها كسر في الحوض والذراع، وحروق من الدرجة الأولى، وتجمعات دموية في فروه الرأس، لتظل أياماً طويلة في العناية المركز، لكن إرادة الله شاءت أن تفارق الحياة دون ذنب سوى أنها وقعت في يد خادمة متوحشة لم تعرف الرحمة طريقا إلى قلبها.

أسباب الظاهرة وتحليلها

ويحلل أسباب الظاهرة من الناحية الاجتماعية أستاذ علم الاجتماع د.نائل السودة، الذي أشار إلى أن أسباب تزايد الجرائم التي ترتكبها السيدات ترتكز بالأساس إلى الظروف الاقتصادية خاصة في السنوات الأخيرة من حيث تدني مستويات الدخول وانتشار الضغوط الحياتية علي كل أطراف المجتمع، ما ساهم في تقليل نسبة الترابط داخل الأسرة الواحدة وأدى إلى تراجع الجوانب الإنسانية ومشاعر المودة أمام طغيان المادة، ما تسبب في ارتفاع معدلات الجرائم خاصة في داخل الأسر غير المتكافئة وغير المترابطة.

وأشار إلى أن السبب الرئيسي الذي يدفع حواء إلى عالم الجريمة خاصة جرائم القتل هو شعورها بالظلم والذي يرجع في اساسه الي تزايد ظاهرة ضرب الازواج لزوجاتهم كنوع من تحقيق الذات وتعويض النقص الذى يشعر به الزوج وتفريغ للكبت والضيق من المجتمع، اضافة الي انتشار بعض المفاهيم الموروثة في المجتمع الشرقي مثل تحقير قيمة المرأة والنظر إليها باعتبارها مخلوقة أدنى من الرجل، أو أن العنف وسيلة الرجل لإثبات الرجولة.

وأوضح أن هناك العديد من المتغيرات التي طرأت علي الأسرة العربية وأدت إلى انتشار الإحباط الاجتماعي، ووصل الأمر إلى داخل العلاقة الزوجية، وأصبح هناك حالة من فقدان القدرة علي الاستمرار في الحياة المشتركة حتى لو كان سبيل الخلاص من هذه الحياة هو ارتكاب جرائم القتل أو الخيانة.. وهذا بدوره يعود إلى النشأة الاجتماعية غير السليمة.

علاقات سيئة

أما د.يسري عبدالمحسن أستاذ الطب النفسي فيرفض إطلاق صفة العدوانية علي المراة، معتبرا أن هناك عوامل عديدة تساهم في دفعها إلى ارتكاب الجرائم خاصة القتل، من اهمها العلاقات الزوجية السيئة التي يكون من اهمها ممارسات العنف والقهر التي يرتكبها المجتمع ضد المرأة، ما يؤدي الي تنامي شعور الكبت لديها، باعتبار انها كائن غير مرغوب فيه، ما يدفعها إلى التمرد علي هذه الممارسات واتخاذ أشكال أكثر عنفا كرد فعل، وذلك مثل ارتكاب جرائم القتل عموما وقتل الأزواج او ضربه خصوصا.

أيضا من الأسباب التي ضاعفت أو أظهرت المرأة في عالم الجريمة هو نزولها إلى ميدان العمل، ما أضفى على سلوكها كثير من القسوة والشراسة والبلادة فى الإنفعال بحيث انها تنازلت عن أحاسيسها الرقيقة وتجاهلت مشاعر الأنثى بداخلها وتجمدت مشاعرها فأصبحت عنيفة ترتكب العديد من الجرائم كالعنف الاسري ضد زوجها او قتله او قتل غيره في اوقات اخرى، معتبرا ان الرجل اصبح حاليا هو الطرف الاضعف بسبب شعوره بسيطرة زوجته عليه، او تفوقها عنه في مجالات العمل والتواصل الاجتماعي، اضافة الي ان انشغالها بعملها يؤدي في كثير من الاحيان الي اهمالها لمتطلبات منزلها واسرتها بما يدفع زوجها الي ضربها في بعض الاحيان.

فتش عن الإعلام

أما د.عزة حجازي استاذ علم النفس الاجتماعي فتذهب الى تحليل اخر لاسباب تزايد ظاهرة ارتكاب السيدات للجرائم، موضحة ان المواد التي يتم بثها في وسائل الاعلام المختلفة تلعب دورا كبيرا في ميل المراة ناحية العنف باعتبار انه الحل الامثل لكل المشكلات التي تواجهها المراة في المجتمع، مطالبة بضرورة أن تكون هناك رقابة علي كل ما يبث خلال برامج ومسلسلات وأفلام التليفزيون.. كما أكدت ضرورة أن يكون لمكاتب الإرشاد الأسري دور فعال لإنهاء كثير من الخلافات الزوجية وتوعية الأسرة، وكذا ضرورة تضمن المناهج الدراسية أساليب التوعية ضد العنف الممارس ضد المراة ومخاطره.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال