الثلاثاء، 30 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

362 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 

 

خبراء يحددون ضوابط ممارستها ويحذرون من ألعاب القتل وسفك الدماء

 

القاهرة: ثناء مصطفى:

تتزايد الألعاب الإلكترونية في المجتمعات العربية يوما بعد يوم، بشكل تحول إلى ظاهرة جذبت الأطفال إليها بمختلف فئاتهم. ومع تزايدها تزايدت شكاوى الأباء والأمهات من نشوء سلوكيات سلبية على أولادهم، منها العدوانية، الانعزالية، والعصبية، فضلا عن العديد من الأضرار الصحية كالتشنج، وفقد الرغبة في الطعام، وعدم القدرة على النوم المستقر.. "الوعي الشبابي" رصد هذه التأثيرات وكيفية الوقاية منها في السطور القادمة.

 

 

على الرغم من إتاحة بعض الألعاب الإليكترونية للأطفال تطوير قدراتهم وإعمالهم للعقل في سن مبكرة، إلا أن للغالبية منها في المقابل، تأثيرات خطيرة صحيا واجتماعيا وسلوكيا، حيث تتعدد الدراسات العالمية والعربية في رصدها لمخاطر ممارسة هذه الألعاب، واعتبرت هوس الأطفال بها بمثابة "إدمان" يؤذى الطفل صحيا وسلوكيا ويجعله أكثر ميلا للعدوانية والعنف.

 

إعاقة عقلية

 

بدورها، ركزت الدراسات العربية ـ وبشكل خاص المصرية منها على الأضرار الصحية التي يصاب بها الأطفال نتيجة اندماجهم مع هذا العالم الإلكتروني لفترات طويلة.. راصدة عددا كبيرا من الألعاب الأمريكية والأوربية موجودة في الأسواق العربية ودون رقابة كألعاب الفيديو "مثل البلاي ستيشن"، والتي تكسب الطفل عدوانية لا حدود لها، فالكثير من ألعاب القاتل الأول "فيرست بيرسون شوتر" تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه، فهنا يتعلم الطفل أن القتل شيء مقبول وممتع، فيشارك في العنف بالقتل والضرب والتخريب والسحق والخطف ونحو ذلك، وربما كان ذلك بمسدس في يده، فتكون بمثابة تدريب شخصي فردي له.

في السياق ذاته، كشفت دراسة دانمركية، منشورة على شبكة الإنترنت، أن هناك الكثير من الألعاب الإلكترونية التي تهدف إلى إفساد عقول الأطفال، من خلال تشكيل شخصيتهم وهم في هذه السن المبكرة على أفكار تنحاز للعنف وجرائم القتل فضلا عن الانحلال الخلقي، فهناك ألعابا ذات صور عارية سواء في الكمبيوتر أو في ألعاب البلاي ستيشن، تقوم بفكرتها الخبيثة بتحطيم كثير من الأخلاقيات التي يتعلمها الطفل في المجتمع المسلم، وتجعله مذبذباً بين ما يتلقاه من والديه ومعلميه، وبين ما يدس له من خلال الأحداث الجارية، والصور العارية، والألفاظ والموسيقى بوسائل تشويقية كثيرة؛ فالذكاء يصور على أنه الخبث، والطيبة على أنها السذاجة، مما ينعكس بصورة أو بأخرى في عقلية الطفل وتجعله يستخدم ذكاءه في أمور ضارة به وبمن حوله.

وقالت الدراسة إن ممارسة هذه الألعاب يوميا من قبل الأطفال قد يعرضه للإعاقة العقلية، إلى جانب إصابته بتشنجات ونوبات صرع فعلية، نتيجة تعرضه للومضات الضوئية المنبعثة عن الأجهزة التي يمارس عليها اللعبة الإلكترونية.

 

طفل عدواني

من واقع عمله كأستاذ للدراسات الطبية بمعهد الدراسات العليا للطفولة بالقاهرة، يرصد " د. خالد حسين، عددا من نتائج الدراسات العلمية والاجتماعية التي تناولت فكرة الألعاب الإلكترونية ومخاطرها.. موضحا أن بعضها انتهى إلى أن تركيز الطفل على هذه الألعاب يؤثر سلبا على قدرته التحصيلية في المدرسة.

الأخطر من ذلك، كما يقول، أن دراسات أخرى أجريت على الأطفال الذين يمارسون ـ لفترات طويلة ـ الألعاب العنيفة التي تدور حول جرائم القتل وغيرها أن عددا كبيرا من هؤلاء الأطفال حاولوا تقمص الشخصية العدوانية لتي رأوها، مما عرضهم لمخاطر عديدة.

ويشير أستاذ الدراسات الطبية أن هناك أيضا عددا من المخاطر الصحية الناجمة عن كثرة ممارسة الألعاب الإلكترونية، منها الإجهاد البصري بسبب حركة العين المستمرة أثناء الممارسة، بالإضافة إلى الآلام المبرحة في الظهر والكتفين واليدين التي تلحق بالطفل.

كما أثبتت الدراسات الطبية، والكلام للأكاديمي المصري، أن الأطفال الذين يندمجون مع الألعاب الإلكترونية يكونون أكثر انطوائية وانعزالية في مجتمعاتهم، حيث يفشلون في إقامة علاقات سوية مع العالم المحيط بهم، لدرجة تشبه الانفصال التام عن قيم وأخلاقيات مجتمعاتهم العربية.

 

هوس

من جهة أخرى، أكد الأخصائي الاجتماعي النفسي "أيمن أبو الدنيا" أن هوس الألعاب الإلكترونية أصاب الكثير من أطفالنا، بعد أن ازدحم السوق العربي بمئات الألعاب الإلكترونية، معظمها، على حد قوله، تقدم نماذج خارقة للطبيعة لا وجود على أرض الواقع، وبالتالي فإن تأثر الطفل بها وهو في هذه السن الصغيرة بمثابة هلاك له وتدمير لشخصيته.

أبو الدنيا اتفق مع القول بأن انفصال الطفل عن بيئته يعيقه عن النمو الاجتماعي، وبالتالي يصبح وحيدا في مجتمعه يهرب من مواجهة الناس.. ليس هذا فقط بل إن هناك عدد غير قليل من هذه الألعاب تدور حول قتل الآخرينوتدميرممتلكاتهم، والطفل يتأثر سلبا بما يشاهده من ألعاب عنيفة مما يجعله عدواني، إلى جانب الأحلام المفزعة التي تصاحبه أثناء النوم.

ويوضح الأخصائي النفسي، أن هناك ألعاب في الأسواق العربية تقدم نماذج لأطفال وشباب يتمردون على كل ما في مجتمعهم.. منهم من يسرق ويقتل ويغتصب، وهناك نماذج أخرى تدور حول حرقالآخرين، وغيرها من السلوكيات السلبيةالتييتدرب عليها الأطفال وتمثل خطرا عليهم.

في هذا السياق حذر الأخصائي النفسي من ترك الأطفال فريسة سهلة لهذه الألعاب الموجهة.. مشددا بضرورة أن يكون للأسرة دورا إيجابيا نحو توجيه وتربية أطفالهم على أسس سليمة، من خلال المتابعة الدقيقة لهواياتهم، وأوقات ممارستها وكذلك نوعية الألعاب التي يمارسونها. محذرا من  الألعاب الاهتزازية التي أثبتت الدراسات أنها تؤدى إلى إصابة الأطفال بالرعشة. مع ضرورة خضوع جميع الألعاب الموجودة في الأسواق لرقابة صارمة للتأكد من عدم احتوائها على أفكار خارجة عن التقاليد الإسلامية.

 

طرق الوقاية

 

في المقابل، ترى د. مريهان الحلواني أستاذ الإعلام وثقافة الطفل بجامعة عين شمس، أن إقبال الأطفال على ممارسة الألعاب الإلكترونية يعكس حرصهم وإقبالهم على التكنولوجيا الحديثة.. وهذا أمر إيجابي. لكنها في الوقت ذاته تطالب بوجود ضوابط لمنع الطفل من ممارسة الألعاب العنيفة التي تنتصر لقيم وأفكار غريبة على بيئتنا العربية.

أستاذ إعلام وثقافة الطفل ترى الحل في قيام الأسرة بتنظيم ممارسة أبنائهم لهذه الألعاب، بالشكل الذي يشجعهم على الانجذاب نحو الألعاب الإيجابية التي تنمى قدراتهم الذهنية، وتشجعهم على استخدام العقل، وفي الوقت ذاته إقناعهم وتعريفهم بمدلولات الألعاب الأخرى وعيوبها.. كذلك تشجيع الطفل على مشاهدة ألعاب الكرتون العربية التي تساعده على التواصل مع بيئته ومجتمعه العربي.

الحلواني تنصح الأسرة بتوزيع وقت الطفل على التحصيل الدراسي وممارسة الرياضة والألعاب الإلكترونية، شرط أن تكون الأخيرة متناسبة معه.. مشددة على ضرورة ألا تتجاوز فترة اللعب لدى الطفل ساعة يوميا، وأن تراعى الأسرة المعايير الآمنة عند استخدامه للكمبيوتر.

وتؤكد الحلواني على ضرورة استعادة المدرسة لدورها في الاهتمام بالطفل، ويتم ذلك من خلال استخدام طرق التوعية الحديثة لإقناع الطفل بمخاطر الألعاب الإلكترونية وانعكاساتها السلبية على شخصيته ومستقبله، وكذلك تشجيع هؤلاء الأطفال على اللجوء لأنشطة بديلة لتفريغ طاقاتهم وتنمية قدراتهم الذهنية وبشكل خاص أثناء الإجازة.

وخلصت أستاذ إعلام وثقافة الطفل إلى أن العالم العربي بحاجة لوجود مؤسسات كبرى تتبنى إنتاج ألعاب إلكترونية عربية، تقدم نماذج وشخصيات إيجابية، من ِِِِشأنها أن تجعل الطفل أكثر تمسكا بمجتمعه.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال