الإثنين، 29 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

281 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

maxresdefault

د.الأمير: النشء نواة المجتمع وجيل المستقبل وركائز الدين أساس تنميتهم

وفاء المستكاوي: زرع الثقة لدى الطفل في هذه المرحلة ينعكس على مستقبله

د.مصطفى: لسنا بحاجة إلى تغيير المناهج بل إلى أنشطة تربوية تؤهل الطفل نفسيًا

د.الناقة: تعزيز ثقافة النشء وتكامل الأسرة والروضة وتوافر المعلم الأبوي هو الأساس

القاهرة – هالة عبدالحافظ، منار محمد:

يُعد الطفل هدفًا أساسيًا للعملية التعليمية، لذا تعتبر مرحلة رياض الأطفال (التعليم ما قبل سن المدرسة)، عالمًا مستقلًا بذاته، له خصائص وقوانين، يعمل على تهيئة الطفل وإعداده، وفق قيم اجتماعية متباينة، يفترض أن تكون قويمة ومازجة بين الأصالة والحداثة؛ ليستقبل الطفل حياته التعليمية والاجتماعية برصيد جيد من الثقافة والخبرات البسيطة.. إلا أن واقع التعليم العربي الإسلامي، ربما لا يكون طموحًا أو ناجعًا مع تباين مناهج التربية والتعليم ومخرجاتها في مرحلة رياض الأطفال.. "الوعي الشبابي" تطوف بكم بعدد من التجارب، وتلتقي عدد من المعلمين والتلاميذ والمختصين؛ لنتعرف إلى واقع أطفالنا في سن الروضة.

 

سعيًا وراء الارتقاء بمستوى الناشئة في مرحلة رياض الأطفال، سعت دولة الكويت أخيرًا إلى إجراء تعديلات في المناهج المقدمة لمرحلة رياض الأطفال، ولهذا قررت إيقاف التوسع في تجريب مناهج العربي والإنجليزي ومفاهيم الرياضيات، خلال العام الدراسي الحالي 2013/2014، واستعانت وزارة التربية والتعليم بخبراء في مرحلة رياض الأطفال، طالبوا بعدم تدريس المناهج لطلبة الرياض بطريقة فردية، أي كل مادة على حدة، بل بطريقة متكاملة.. الأمر الذي استوجب تعديل المناهج التي يجري تجريبها في رياض الأطفال منذ سنوات، كي تدرس المواد بشكل متكامل.

ويعمل قطاع توجيه رياض الأطفال حاليًا على وضع خطة لتعديل المناهج، وإجراء لقاءات مع معلمات الرياض، وتنظيم دروس ريادية، لفرض آلية جديدة للتدريس، عنوانها الأساسي إيصال المعلومات المتكاملة للطفل، حيث يتناول كل درس داخل الفصل الدراسي جوانب المعلومة.

 

النشء المسلم هم عماد الأمة

إلى ذلك، يؤكد عديد من الخبراء أن النشء المسلم هم عماد الأمة في كل العصور، وأن الشريعة حرصت على ترسيخ التعاليم والقيم الإسلامية، حتي يكون الشباب المُسلم واعيًا مُحبًا لدينه ووطنه.

وبحسب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة د.محمد أبوزيد الأمير، فإن الازهر الشريف يُولي اهتمامًا بالغاً بالنشء؛ لأنهم نواة المجتمع وجيل المستقبل، لذا حرص كل الحرص على الاهتمام بالطلائع، وتعليمهم ثوابت وركائز صحيح الدين، وأضاف أن بناء وتربية الأجيال أمر من الأمور المهمة في الحياة، وهذه التربية لابد أن تقوم على أساس قوي من المنهج السليم والعقيدة الصافية، مشيرًا إلى أن تربية الأجيال لها عدة أطراف لابد أن تجتمع لتحقق هذا الهدف، وهو إخراج الجيل الفريد، وهذه الأطراف هي الأسرة والمدرسة والمعلم، وإن اختل أحد هذه الأركان أو ظهر القصور في إحداها أثر سلبًا على عملية وبناء وتربية الجيل المسلم.

 

مناهج المرح

وعلى أرض الواقع، انتقلت "الوعي الشبابي" إلى مدرسة النور الإسلامية بأرض اللواء محافظة الجيزة، والتقينا الأستاذ حسين عبدالوهاب ناظر المدرسة، الذي أكد أن تجارب الطفل التي يعيشها أثناء السنوات القليلة الأولى تُحدد مستوى نماءه الادراكي وارتباطه العاطفي الآمن بالآخرين، فضلًا عن تحديد الطريقة التي يتفاعل بها الطفل مع الآخرين، ومع العالم من حوله.. ولفت إلى أن طفل الروضة يحتاج بشكلٍ أساسي إلى ما يُعرف بصناعة عالم مرح متكامل، يوفر للأطفال أفضل فرص النمو الشامل المتوازن.. ففي المناهج الحديثة يُعتبر المرح واللعب والنشاط الحركي أحد مكونات حياة الطفل الأساسية، يميل إليها بفطرته، وينجذب إلى ممارستها بتلقائية وعفوية، لذلك أصبح التربويون ينادون باعتماده مدخلاً رئيسًا من مداخل التربية والتوجيه والتعليم.

وأكد على أنه عن طريق البرامج المرحة، والأنشطة المفتوحة، والألعاب الجماعية والفردية، يمكن أن يكتسب الطفل مجموعة من المهارات الاجتماعية، والعادات العقلية الجيدة، تمكنه من اكتشاف الظواهر الطبيعية، وتحليل طبائعها، والكثير مما نريد إكسابه لأطفالنا.

وأشار إلى أن المناهج الحالية لا زالت تُعاني من القصور، وتعتمد على حشو يحفظه التلميذ، دون إظهار لمهاراته وقدراته على الإبداع وتنمية قدراته العقلية وسرعة استجابته، لذلك ينبغي أن تمزج المناهج بين الخصوصية والمعاصرة والحداثة.

aq18 635x330

محاور أساسية

أما مدرس الرياضيات محمد مصطفى عبدالرحيم في المدرسة ذاتها، فأكد على أنه في كثير من الأحيان لا يتم تطوير المناهج، إنما يتم تغيير شكل الكتاب دون محتواه، لكن إذا أردنا تطوير المناهج فلابد أن نستند على عدة محاور أساسية، وهي روضة أو مدرسة فعالة، تُقدم تعليمًا عالي الجوده لكل مُتعلم في بنية تعليميه، غير تقليديه ترتكز على المُتعلم، وتقوم على وسائل وأساليب التعلم النشط، واستخدام التكنولوجيا بما يمكِّن المتعلم من التزود بمهارات العلم الذاتي، والتفكير الناقد، والمهارات الحياتية، ويستلزم ذلك أبنية تعليميه متكاملة، ومعلم أو مدرسة روضة على مستوى عالٍ من المهنية والخبرة التى تُمكنه من القيادة التربوية والتخطيط الجيد، والتفكير المُتكامل، وتجعل منه عنصرًا فعالًا في التغيير والتطوير.

وتقول مدرسة اللغة الإنجليزية مروة حسن فأكدت عدم موائمة المناهج للواقع الحالي، مشدد على ضرورة أن تصمم على أساس طرفي العملية التعليمية الأساسيين وهما التلميذ والمعلم، وشددت على أن غالبية طرق التدريس المطبقة حاليا ليست حديثة بالدرجة الكافية التي تواكب روح العصر أو حتى الأجهزة لبتقنية التي يستخدمها الطفل قبل دخوله رياض الأطفال، ما يحدث خلالا لدى الطفل بين ما يعيشه في الواقع وبين ما يتعلمه في الروضة أو المدرسة.

طفرة منهجية

أما سامية مصطفى حسن، مدرسة، وولية أمر لثلاثة تلاميذ إحداهن في الروضة والثاني في الصف الثالث الابتدائي والثالثة في الصف الاول الإعدادي، فتؤكد أن جيل اليوم لم يعد يصلح معه مناهج الجيل الذي سبقه، فضلا على جيل الأباء والأمهات، موضحة أن المتغيرات العصرية المتسارعة يجب أن يتم مراعاتها في المناهج خاصة بالنسبة للنشء في مرحلة رياض الأطفال والإبتدائي.. وأكدت أن ابنتها الصغيرة "أيسل" ذات الأربعة أعوام تفاجئها دومًا بأسئلة وطاقات ذهنية تؤكد حاجة هذا الجيل إلى طفرة منهجية غير محدودة، لكن بما يتوافق مع قيم المجتمع والهوية الإسلامية والحضارة العصرية.

في المقابل، قالت عايدة جمال معلمة رياض أطفال: المناهج الدراسية والأنشطة التربوية التي تُدرس منذ ثلاث سنوات بعد تطويرها تساعد بدرجة كبيرة على محو الفجوة بين هذه المرحلة والتعليم الأساسي.

موضحة أن المنهج الجديد يرفع شعار "من حقي ألعب وأتعلم وأبتكر"، حيث تم إثراء المنهج بموضوعات مهمة مرتبطة بحياة الطفل وواقعه المجتمعي، فضلا عن إن المنهج يلبي حاجة طفل الروضة، الذي تتبلور فيها شخصيته، وتنعكس على مشوارة التعليمي، ويجعلنا نؤسس جيل قادر على مجاراه كل ما هو متطور.

مشيرة إلى المنهج الذي يغطي ثمانية مجالات مختلفة وهي فنون اللغة العربية، وفنون اللغة الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم (من خلال زيارتهم للمعامل وإقامة تجارب علمية وعملية بشكل مبسط يتناسب مع قدارتهم)، والتربية البدنية وتشمل (الأنشطة الحركية، والعلاقات المكانية، والمشاركة فى الألعاب الجماعية ويتعرف على قواعدها ويلتزم بقوانيها)، والتعرف على مفاهيم الصحة والآمان الذي تشتمل على (مفهوم الطعام، والوجبه الغذائية الكامله، والنظافة الشخصية والعامة ومعرفة أدواتها، وكل ما يحيط بالبيئة، أساليب الوقاية من الأمراض والعدوي، مصادر الخطر الذي يشاهدها فى حياته اليومية من خلال قصص وأفلام كرتونية، والإسعافات الأولية، أداب وقواعد المرور.

وتشير إلى مجال أخر أكثر أهمية وهو تنمية الفنون، وكذا مجال المفاهيم الإجتماعية والذي يعلم الناشئ تاريخ بلده، والأعياد والمناسبات وطرق الإحتفال بها، إضافة إلى المعالم الجغرافية والطقس وخصائص البيئات المختلفة، وكيفية عمل محادثة عبر الإنترنت، والمقارنه بين وسائل الإتصال ووسائل المواصلات.

هذا إلى جانب المفاهيم الإقتصادية، وأماكن بيع السلع، ومعرفه معنى السعر وعلاقته بالنقود، مع تمثيله بشكل عملى أدوار البيع والشراء، وترسيخ مشاعر الإنتماء والحب، كتدريبه على رسم علم الوطن، والتعرف على ألوانه ومعانيها، والإلتزام بالقيم الذي تدعم السلام الإجتماعي والتقدم والتسامح.

ومن المجالات المهمة أيضا في المنهج التربوي فى رياض الأطفال المفاهيم الدينية والأخلاقية والذي من خلالها يتعرف على وجود الله، وكيفية المحافظة على مخلوقاته، ومعاملاته، ومعامله الوالدين والأقارب والجيران، وإحترام الأديان والكتب السماوية، والتعرف على السير النبوية باستخدام أساليب مبسطة.

2318848656 93f783e4c5

زرع الثقة بالنفس

بدورها، أكدت وفاء المستكاوي الخبيرة فى مجال الطفولة على أهمية زرع الثقة بالنفس في نفوس أطفالنا في تلك المرحلة العمرية الحرجة، لأن الثقة تنعكس على دراسته، وتعاملاته، علاقاته، أراءه، حديثه، لغته.. لذلك لا بد من تدعيم ثقته بنفسه من خلال التعاملات اليومية.. وضرورة إكسابه الاستقلالية في سن مبكرة، ونجعله دائما يشعر بالآمن والآمان، فالطفل في مرحلة الرضاعة إذا كانت امه هادئه تحيا حياة مستقرة خالية من التوتر، ينعكس ذلك عليه فيشعر بالأمان والدفء، وهذه قاعده أساسية تطبق على مراحل تعاليمه المختلفة.

ويجب أن نجعل الطفل يمر مرور مباشر على مختلف التجارب مع تأمين مسارها، ومعرفه نتائجها، وإلى أي أتجاه تقوده، مثلا (نمنحه ألعاب قليله التكلفه ونجعله يقوم بتركيبها وفكها) من خلال اختيار الألعاب الذي تساعد على تنمية ذكاءه مثلا (الميكانو- الالغاز).

تأهيل نفسي

إلى ذلك، أوضح د.مصطفى رجب سالم استاذ المناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعه قناة السويس أن إعادة هيكلة مرحلة رياض الأطفال لا تتطلب تقديم أو تغيير مناهج، بل تحتاج إلى أنشطة تربوية، تعمل على تأهيل الطفل نفسيا لحب التعليم، لأن العلم في هذه المرحلة يُدرس من خلال أنشطة مختلفة، فضلا عن إن الطاقة الإستيعابية للطفل قادرة على التعلم والنجاح.

وأشار إلى أن الأنشطة الأساسية الذي تتمثل فى تعليم اللغات، العربية والأجنبية والتكنولوجية، والحساب، بالإضافة إلى جرعات دينية بسيطة يقدر على فهمها واستيعابها، والتعامل مع الطفل من خلال الصور المتحركة والثابته.

مؤكدا إن هذه الأنشطة هي الإنطلاقة الرئيسية التي ترتكز عليها المراحل التعليمية الاخرى، فلابد من غرس حب العلم والمعرفة، وتحويلها إلى نشاط منظم وهادف.

وأكد د.رجب ضرورة تخلي المؤسسات التعليمية عن "الوعظ المباشر"، الذي يعمل على تلقين النشء أو التلميذ الدروس والمعلومات، ومن ثم حشو عقولهم بمواد تعليمية غير مفهومة، وقائمة على الحفظ فحسب، بل لابد من صياغه توليفة جديدة من خلال استراتيجيات حديثه تساعد على تنمية مهارات الطفل الأساسية (القراءه – الكتابه – الإستماع-التحدث). وضرورة إختيار معلمات هذه المرحلة، ولابد أن تكون خصائصهن مختلفة عن خصائص اي مرحلة اخرى، فالاختيار لابد أن يقع على المعلمة التي تحب الأطفال والتدريس أيضا، ويتم تدريبها على المهارات الاساسية للحياة، وتكون قادره على التعامل مع الطفل وعقيلته، وأن تشعره بذاته، وترسخ فيه قيما سلوكية ناصعة، وتغذي عقله بمعرفه علمية قائمة على الفهم والإستيعاب، وليس الحفظ والتلقين حتى نخلق منه شخص مبدع، قادر على الإبتكار.

ويضيف د.رجب أن الطفل في هذا المرحلة يمكن تنميته تنمية صحيح من خلال ثلاثه عناصر رئيسية (دعم القيم الإيجابية، والتقليل من سلوكياته وعاداته السلبية، وغرس قيم سلوكية جديدة)، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال كشف قدراته وتنميتها.

وتابع إن أهم ما يفتقد إليه الناشئ في هذه المرحلة هو القدرة على التحدث، ولا يقصد بذلك النطق، بل قدرته على إبداء رأيه، مؤكدا أنه إذا لم يتعلم الطفل الحرية فى المدرسة، فلن يستطع ممارستها في مراحل عمره المختلفة، لذا لابد من عدم التقليل من عقليه قادرة على التفكير، والإنتباه إلى اراءه وافكاره، مؤكدا إن هذه النقطة من أهم تدعيمات الثقة فى النفس.

وأكد أن غرس المباديء الدينية لا يتم إلا عن طريق القدوة الحسنة، التي تعلمه حسن الخلق، وعفه اللسان وطهاراته، وتجعل لسانه دائما عطر بذكر الله، وذلك من خلال ممارسة الأنشطة المختلفة عن طريق العمل التعاوني، واستراتيجيات تعاون جديدة.

هيئة خاصة

أما الخبير التربوي ورئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس، د.محمود الناقة فيعتبر مرحلة رياض الأطفال من اصعب وأهم المراحل، حيث ترجع أهميتها إلى أن عقول الناشئة لم تزدحم بعد، فضلا عن أنها نشطه، وخلاياها غير ملوثه، فلا بد أن يكون لمرحلة رياض الأطفال قطاع متخصص في وزارة التربية والتعليم لأنها تعتبر مرحلة الغرس، التي يبنى عليها المراحل التعليمية الاخري.

وأكد أن هذه المرحلة ليست في حاجة إلى كتاب أو تلقين أو حفظ، إنما في حاجة إلى ممارسة أنشطة كافة، كالحكايات والقصص والتعامل مع الإلكترونيات لكن بشرط أن تكون محدده الأهداف والنتائج أيضا، الأمر الذي يجعلنا نتأكد جيدا من الجرعات المطلوبه من هذه الأنشطة وتوزيعها بشكل متساو، حتى لا ينجرف الطفل إلى اتجاه معين، ولا يأخذ من النشاط سوى عيوبه، ويتعود عليه مثل إستخدامه لجهاز الحاسب الألى فقط، فالامر هنا في حاجة إلى أليه وتنظيم، وتخطيط علمي.

وشدد على أن هذه المرحلة لا تتطلب معلما بقدر حاجتها إلى أم أو أب بديل لهما، وأن تكون رياض الاطفال كمعناها روضة من الجنه فيها اللعب والمرح والحدائق والأزهار والنباتات، مؤكدا على أهمية إختيار مكان يحبب الطفل فيه، مكان طفولي، نشعر فيه إننا في مؤسسه تعليمية، وليس مكانا لتخزين الأطفال.

وأشار د.الناقة إلى أن المعلم لا يستطيع غرس قيم سلوكية بعينها، لكن يمكنه توجيهها، بأسلوب فيه تواصل مع الأسره، بحيث لا يُترك الحبل على غاربه في البيت، وبذلك نهدم مجهود المعلم، ولذا ينبغي أن يكون هناك تواصل بين أولياء الأمور ومدرسات الروضة، وإن يتم اتباع نفس السلوكيات في المنزل والبيت، ونعلم الاسرة طبيعة البرامج التي يشاهدها الصغار، والأنشطة الذي يمارسونها، والكلمات الذي يقرأونها، والمباديء الذي لابد أن يتعلمونها، ولا يجب أن نقدم له قائمة ممنوعات، ونذكره بها، فالممنوع مرغوب، والطفل في هذه المرحلة لديه حب المغامرة، والتجريب ونركز دائما على السلوكيات الإيجابية حتى تكون نصب أعينة ويعمل دائما على ممارستها.

ويشير إلى اهمية تعزيز ثقه الطفل في ذاته منذ الصغر وذلك من خلال التعرف على خصائصه، وعند التعامل معه لا يجب أن نحاسبه على ما يبدو لنا خطأ، ولا نشعر إنه أخطأ بمعاقبتنا له، لأن ذلك سيهز ثقته بنفسه، فلابد أن نعمل على توضيح الخطأ الذي أقترفه ليس من خلال العقاب ولكن من خلال ممارسته للفعل الإيجابي المضاد للسلبي الذي فعله، ونجعله يستمتع بالفعل السليم، حتى يداوم على ممارسته، ونكافأه، ونشكره عليه أيضا.

ودائع الله

أخيرًا، يستشهد الشيخ معوض عوض إبراهيم من كبار علماء الأزهر وعضو لجنة الفتوى في الازهر سابقا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" في كتابه "الأولاد ودائع الله عندنا" مؤكدا أن الأطفال في مراحلهم التعليمية الأولى عود غض طري، وممارسة الحياة مازالت في أول الطريق، وهو مناخ تنمو فيه المخاطر، لذا فلا يجب أستهواء الأطفال من خلال أنشطة لا تنفعهم، أو محاولة التأثير عليهم وصرفهم عن مقتضيات الفطرة، التي فطرهم الله عليها، وهي فطرة الإيمان وتوحيد الله، والألتزام بأوامره، واجتناب نواهيه.

ويضيف: لو أنصف الناس لعلموا أن أحدا لم يول الطفولة والشباب من العناية والرعاية والإهتمام بعض ما أولى الإسلام، وهذا أمر يقودنا إلى دراسة ما في الإسلام والدين الخاتم من معالم تربية الطفل، والإهتمام به وتنشئته على منهج الدين العظيم، في مصدريه القرآن الكريم والسنة النبوية ثم في سير صحابه النبي والذين جاءوا من بعدهم على سبيل الإسلام، وعطاء الإسلام في ذلك لا يدانيه سواه في اعزاز الطفوله والحرص على أن تكون منطلقا لشباب طهور، ورجوله تناط بها آمال العزة والكمال والجلال.

وختم قائلا: إن من حق ابنائنا علينا أن نطمئن على مناهج دراستهم، ومجالس الأباء هي القنوات التي يسهم عن طريقها الوالدان والأوصياء في كثير من الأمور الناشئة مع المربين، ولا يجب أن يغيب أولياء الأمور عن هذه المؤسسات فهم يستطيعون دفع دولاب مدارسنا في الطريق السوي، الذي يتفق مع ما وضعت البيوت من أسس صالحة، فلا ريب في أن البيت هو المدرسة الأولى، وهو الذي يمكن أن يكون هو و المدرسة سياجا منيعا للناشئة نحو مستقبل أفضل.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال