السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

340 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

القاهرة – محمد حسني عمران:

الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، فالاهتمام بالطفل ينعكس إيجابا على مجتمع سوي منشود.

ومن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الآباء والمربين إهمال مرحلة الطفولة، والتي تمثل المرحلة الأهم في تقويم السلوك.

ومن هذا المنطلق يأتي إلقاء الضوء على حق الطفل للعطف والحنان والرفق واللين حتى ينشأ سوي الشخصية لأن حرمان الطفل من الدفء الأسري يخلق شخصية غير سوية بينما حنان الأم في الصغر يضمن حياة مستقرة في الكبر.

وهذا هو الذي يحقق السلام المجتمعي الذي ننشده، وكما يقول علماء التربية: «يبدأ السلام العالمي بالسلام الأسري»(1)

فهذه المقولة تفسر لنا وجود العنف في المجتمع كأثر من آثار حرمان الطفل من الحنان ونتيجة طبيعية للقسوة كنموذج في التربية.

الأثر الطبي والنفسي للحنان على الطفل

أفضل ما تمنحه الأمم للطفل الحضن الدافئ اليومي الذي يوفي للطفل الشعور بالسكينة والأمان، وهذا لا يؤثر على روح الطفل فقط بل تظهر ثمرته على الجسد، ويمثل جانب مناعي له.

يقول د. رضا عبيد أخصائي الطب النفسي: (إن الحضن الدافئ اليومي يعتبر من أكبر وسائل العلاج الجسدي والنفسي بما يمثله من الشعور بالأمان، وبث الثقة الذاتية للطفل بطريقة تنعكس على نشاط جهازه المناعي، الذي بدوره يقي الطفل من الأمراض عموما)(2).

وأضاف إن حضن الأمم اليومي للطفل يساعد على بناء انسان سليم بدنيا ونفسيا، وخاليا من أي عقد نفسية تؤثر في حياته لاحقا، هذا بالإضافة إلى أن هذا يلبي حاجة الطفل الفطرية.

حاجة الطفل إلى اللمسة الحانية

إن اللمسة الحانية احتياج أساسي عميق، وهي تملك القدرة على بث روح الترابط والعناية، والأسرة هي المكان الأساسي والأكثر أهمية على الإطلاق الذي نتعلم فيه قيمة تقديم العاطفة وتلقيها عن طريق اللمسة.

وإذا كانت تربية الطفل على الحنان والعطف الأسري هي محل إجماع بين علماء النفس والاجتماع والتربية - لتنشئة أطفال أسوياء صالحين يسعد المجتمع بهم، فإن النبي ﷺ أولى هذا الجانب اهتماما كبيرا قولا وفعلا أما فعله ﷺ فقد ثبت فيما رواه البخاري من حديث أبي هريرة قال: قبل رسول الله ﷺ الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فنظر إليه رسول الله ﷺ ثم قال: «من لا يرحم لا يرحم».

فوضع النبي ﷺ قاعدة رائدة في التربية والعناية والحنان والرفق بالناشئة.

ومن هذا القبيل ما يروى عنه ﷺ أنه كان يحمل حفيديه الحسن والحسين- رضي الله عنهما- على ظهره أثناء الصلاة.

وأنقل هنا تعليقا ماتعا للدكتور محمد مصطفى بسيوني يقول: ينبغي أن نستنبط ما وراء هذا السلوك التربوي المحمدي مثل إغراء الحسنين الناشئين المطهرين بالميل إلى الصلاة، ومعايشة الإقامة في المسجد، ولو أن النبي ﷺ نهاهما وألقاهما عن ظهره بحجة التفرغ للصلاة لأتى بنتيجة عكسية وهي ما يعرف بعلم النفس (بالارتباط الشرطي) فترتبط الصلاة عند الطفلين بالقسوة والزجر، بل إن السلوك المحمدي المعلم يعلمنا كيف نربي أبناءنا منذ الصغر على عشق السلوك الديني، بل إنه ﷺ يشهد الحق سبحانه وهو بين يديه بالصلاة كيف يربي الناشئة من أهل بيته بالملاينة وهو بين يديه سبحانه في الصلاة.

كما يعلمنا أن تربية الناشئة لا تحتاج إلى وقت معلوم أو موقف مرسوم، بل يمكن أن يتم هذا في أي وقت وأية ظروف، فكان يردف النبي ﷺ خلفه على ناقته الصبي الناشئ ابن عباس -رضي الله عنهما-، فكانت هذه فرصة مواتية لأن يعلمه الملامح الكبرى في الإيمان والاعتقاد، حيث يقول: «يا غلام إني أعلمك كلمات...»(3)

واللمسات الحانية منه ﷺ كثيرة، حسبنا ما تم ذكره كمثال.

الآثار المترتبة على فقدان الحنان

غياب الحنان في تربية الطفل يكون سببا في شقاء المجتمع به، فإذا كان المجتمع يئن تحت وطأة التطرف والتشدد والإرهاب، فإن هذه السلوكيات الخاطئة وراءها دوافع دفعت أصحابها لذلك منها القسوة والغلظة والقهر التي تربى عليها هؤلاء فمن آثار فقدان الحنان ينتج الآتي:

1- طفل عدواني: يميل الطفل إلى العدوانية بسبب ما تراكم داخله من أفكار سيئة تتحول مع مرور الوقت إلى بركان من الغضب ينفجر فيمن حوله، فالعنف والعدوان لدي الطفل سيكون رد فعل طبيعي لعنف أهله معه.

2- أطفال مبلدون في المشاعر: الطفل الذي لم يتربَّ على الحب والحنان ولم يغذَّ بتلك المشاعر، فلن يبديَ تلك المشاعر لأحد، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

3- فقدان الولاء للأسرة والمجتمع: القسوة والغلظة يشعران الطفل بالخوف من الجميع وعدم الثقة في أي أحد، وبالتالي لن يكون هناك ولاء إلا لما يجري بخاطره.

4- يعمل على إيجاد شخصية مضطربة غير سوية.

5- فقدان احترام الآخرين: وذلك بسبب إساءة التعامل معه.

أساليب التربية بالحنان

1- الرفق واللين في المعاملة.

2- الكلمة الطيبة والابتسامة للطفل.

3- التقبيل والعناق والحضن الدافئ.

4- ضرب الأمثال وحكاية القصص، فمن شأنهما تهذيب السلوك عن طريق أخذ العبرة.

وأختم بهذه القصة المعبرة في طريقة التربية بالنصح والشفقة والحنو في معاملة الأم لابنها:

جاء طفل مغضبا يشكو لأمه سوء أخلاق ولد رآه خيالا في بئر من الآبار، يحمل في يده حجرا يريد أن يرمي به الطفل، فقالت له أمه: هل نظرت إليه وأنت تبتسم؟ فقال: لقد قطبت وجهي حين رأيته في الماء مقطب الوجه، فحملت حجرا لأقذفه به، ففعل مثل ما فعلت، فقالت أمه: اذهب إلي البئر مرة أخرى وابتسم، ثم احمل طاقة من الزهر وأشر بها إلى الطفل في البئر، وتعالى فاقصص علي ما رأيت.

وذهب الطفل إلى البئر مبتسما فارتاح لما رأى، وقدم طاقة الزهر للطفل فإذا به يقدم له كذلك طاقة الزهر، فارتاحت نفسه وانشرح صدره، وعاد يخبر خبره لأمه، فقالت له: هكذا يعاملنا الناس بمثل ما نعاملهم به، فعاشر زملاءك بإحسان تلق منهم الحب والإحسان(4).

فهذه القصة تعكس جانبا في غاية الأهمية أن نموذج التربية ما هو إلا انعكاس من خلال السلوك القائم، فالحنان والعطف يثمر حنانا وعطفا والقسوة والغلظة ينتج عنهما بالضرورة قسوة وغلظة (ومن يزرع الشوك لا يحصد به الحنطة).

الهوامش

1- 365 طريقة لتنشئة أطفال واثقين، شيلا إليسون وباربرا آن بارنيت، المملكة العربية السعودية، مكتبة جرير، (ص: 110).

2- مقال بعنوان: (احتضان الأطفال يمنحهم الكثير من الفوائد الصحية، د/ رضا عبيد).

3- الحقائق النفسية في التنشئة الإسلامية، د/ محمد بسيوني، مجلة الأزهر.

4- الأولاد ودائع الله عندنا، الشيخ معوض عوض إبراهيم، (ص: 12).

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال