الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

63 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 أميمة عتيق - باحثة وكاتبة مغربية:

تقبل علينا في هذه الأيام القادمة نسمات عطرة للشهر الفضيل، فقلوبنا كلها شوق ولهفة تتوق لملاقاة رحماته، واستشعار خصوصيته التي لا تضاهي باقي الشهور. فكما تستعد المرأة لعودة زوجها بعد غياب طويل، فتتأهب وتقوم بكل ما في وسعها وتقوم بكل ما يحبه لتجهيزه استعدادا منها لقدومه.

وكذلك الأم تعتاد عند رجوع ابنها المسافر في تحضير أطيب ما يشتهيه من الأكل فرحا بمجيئه وشوقا للقياه.

كما أنها ألفت على أن تتعب في تجهيز البيت والحرص على نظافته وترتيبه سيما عند قدوم الضيف. فبذلك وجب عليها أيضا أن تعد العدة، وأن تجتهد لاستقبال هذا الشهر الفضيل، فهو يعد فرصة للتفرغ للعبادة والتقرب أكثر إلى الله سبحانه وتعالى لعقد الصفقة الرابحة، فخير الزاد أن تحافظ على الوصل بينها وبين ربها بعد فترة جفاء. فبذلك يتجدد الوصل من خلال الخطوات والأعمال التي منها:

1-شكر النعمة، خاصة والعالم الآن يمر بظروف عصيبة، فمجيئه في هذه المحنة له دلالات معينة وجب التمعن فيها. فطعم هذا الشهر بعد كل هذا يختلف عن الرمضانات السابقة، فلابد من شكر الله بما مَنّ به علينا من السلامة والصحة وما أنعم به علينا من زوال الخوف الذي ركب حياتنا في الأيام الماضية ولا يزال، فنعم الله وجب أن تشكر، فالكفر بها يؤدي إلى مثل ما جاءت به الأحداث الماضية. فما حل بقوم من مصائب عظيمة إلا وكانت إشارة إلى أن نقمة الله تحل بالجاحدين والمكذبين بنعمته جل وعلا.

2-استقبال شهر الصيام بالنية الصادقة والعزم على اغتنام هذه الأيام الفضيلة وعقد النفس على أن تقوم بما في وسعها لمضاعفة الحسنات والتنافس على الخيرات.

3-حسن الظن بالله والإكثار من الدعاء.. الثوبة والإنابة لله عزوجل بأن يبلغنا هذا الشهير الفضيل ونحن فيه لا فاقدين ولا مفقودين، فرب العباد عند ظن عبده به.

4-استشعار خصوصية وقيمة رمضان عند الأطفال، من خلال الاحتفاء به وتجهيز ركن للصلاة، والملابس الخاصة بها، والحرص على التخطيط لرمضان مراعاة لقدراتهم وطاقتهم كصغار.

5- عقد اللسان والجوارح، فرمضان هو فرصة للتغيير، وترويض الألسنة على الكف عن الغيبة والنميمة والبغض والحقد والحسد، وعقد عهد جديد بين النفس وخالقها باستقبال رمضان بكل ما سيؤهلها للتجارة الرابحة.

6-التقليل من كل الأشغال التي تهدر الوقت والعمل على برنامج يومي مضبوط.. تلطيف وتنقية الأجواء العامة بين الأصدقاء، والأحباب، والجيران، والأقارب، والصفح عمن أساء، والمبادرة بالتسامح والعفو حتى يتسنى للنفوس أن تبدأ هذا الشهير العظيم بسلام.

7-على المرأة أن تقضي ما عليها من دين، وتجهز نفسها لسداد الزكاة لأموالها في حالة امتلاكها لنصاب الزكاة. فلا تدخر بذلك حق الله عزوجل. لأنها على أبواب أيام جليلة حيث ترفع الأيادي إلى السماء باغية من رب جليل ألا يردها خائبة.

8-عليها أن تصلح ذات البين بينها وبين الله عزوجل، ولا تدخل شهر رمضان إلا وزوجها راض عنها، وتسارع للمسامحة والغفران مهما تعددت الأسباب، فزوجها سبب من أسباب فوزها بالجنة إذا رضي عنها.

كما وجب التذكير بفضل هذا الشهر العظيم، وأهمية صلة الرحم فيه والبر بالوالدين حتى ولو كان بالهاتف، للأخوات المسلمات المغتربات واللاتي لا يعشن في بلادهن.

9-على المرأة المسلمة زوجة كانت أو أما، او أختا، الحرص على إيقاظ الزوج، أو الأخ، أو الأب للصلاة وتأديتها في وقتها، خاصة صلاتي الظهر والعصر وحتى الفجر في بعض الأحيان لمن ينام متأخرا، لأنه في رمضان عادة ما يفوت الناس أجر صلاة العصر جماعة، فلابد من مراعاة الزوجة لأهل بيتها الواجبة عليهم الصلاة في الجامع، أن يخرجوا لتأديتها، وكل راعية مسؤولة عن رعيتها.

فمن واجبك أختي الفاضلة حثهم على الصلاة والعمل على إيقاظهم لتأديتها، وكذلك تنبيه بعض الأزواج أو الأبناء الذين لا يخافون الله بالاستمرار في النصح والتلطف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما استطعتِ إلى ذلك فمأجورة بإذن الله.

كذلك وجب التذكير بالدرجة الرفيعة للعمل الصالح خاصة في شهر رمضان، فالتنافس والاجتهاد في تلاوة القران وتدبر أحكامه يحيي القلب، ويزكي النفس. حتى إنه من أعظم الأعمال التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفعان»(1).

أختي الفاضلة، أوصي نفسي وإياكِ أن يكون لك ورد من تلاوة القرآن يشفع لك يوم القيامة ويريح خاطرك وتطيب به جوارحك. ولا تغفلي عن أذكار الصباح والمساء واجعلي لسانك رطبا بها وصوتك الهادئ يردد والأطفال معك حتى تجعلينها عادة يومية. وإن تمكنت من الجلوس لغاية الشروق وصلاة ركعتي الضحى فيكون لك كأجر حجة وعمرة.

كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة، تامة، تامة»(2)، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها أصحابه وحثهم على المحافظة عليها. لقول أبو هريرة رضي الله عنه: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلات: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوثر قبل أن أرقد»(3). كما لا ننسى أجر القيام، فكما جاء في رواية البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»(4).

ولا نغفل عن مضاعفة الصدقات من إطعام الطعام في رمضان، فمن أفطر صائما فله كأجره، والاهتمام بإطعام المحتاجين أو المساكين أو حتى العزاب الذين لا زوجات لهم، وكذا الطلاب أو الجيران الذين هم في حاجة ماسة، فإطعام هؤلاء أولى من إطعام أشخاص ربما هم في غنى عنه. بل وجب إطعامه للذين هم في أمس الحاجة، فكوني مقتصدة، غير مسرفة، معتدلة لا تتعدي الحد، لأنه جل وعلا لا يحب المسرفين.

واعلمي أختي المسلمة، أن من بين ما خص به الله تعالى من فضائل رمضان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :«لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك»(5)، فالملائكة تستغفر للصائم حتى يفطر وتكون الشياطين مصفدة، وتوصد أبواب جهنم، وتفتح أبواب الجنة، ولله برحمة الواسعة عتقاء من النار في كل ليلة من هذا الشهر المبارك.

كما ورد عن السلف الصالح، فاحرصي أختي المسلمة على اغتنام فرصة العشر الأواخر، فلا زالت الأجور معدة، وما زالت هناك الفرصة لتدارك ما قد فاتك في الأيام الماضية والتحري لليلة المباركة العظيمة، ليلة القدر، فكوني أشد حرصا على اغتنامها وإنما الأعمال بالخواتيم.

فاللهم اجعل صيامنا فيه صيام الصائمين، وقيامنا قيام القائمين، ونبهنا عن نومة الغافلين، ووفقنا فيه لقراءة آياتك وأعتق رقابنا، برحمتك يا أرحم الراحمين، بعظيم الأجر وجزيل المثوبة.

الهوامش

1- رواه أحمد والحاكم بسند صحيح، المحدث الألباني (1429)

2- رواه الترمذي (1429)

3- رواه مسلم في صحيح مسلم، عن أبي هريرة (721)

4- رواه البخاري (37)، ومسلم (759)

5- البخاري (7492)

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال