السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

35 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

hvhl hgfhv

د. محمد أحمد قنديل - باحث في الفلسفة الإسلامية:

تشتمل المنظومة الأخلاقية في الإسلام على جملة أخلاق تنظم شؤون المجتمع وعلاقات أبنائه فيما بينهم؛ وهذا المجتمع هو مجتمع الأخوة الإيمانية، ولكبار السن في هذا المجتمع مكانة عظيمة، فتوقير الكبير وتقديره أدب من آداب الإسلام، وسنة من سنن سيد الأنام عليه الصلاة والسلام..

لاسيما إذا كان من الأقرباء كالوالدين من الآباء والأمهات، كما قال تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء:23-24).

إن كبار السن كانوا يوما ما متمتعين بكامل قوتهم، وكانت فيهم الحيوية التي مرت بأي شاب، وقد وفر الإسلام لهم الكرامة في حال الكبر قبل كل شيء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلال الله، إكرام ذي الشيبة المسلم»(1).

ثم إن حق الكبير يعظم من جهة ما احتف به؛ فإذا كان قريبا فله حق القرابة مع حق كبر السن، وإذا كان جارا، فإضافة إلى حقه في كبر سنه فله حق الجوار، وإذا كان مسلما، فله مع حق كبر السن حق الإسلام، وإذا كان الكبير أبا أو جدا فالحق أعظم، بل إذا كان المسن غير مسلم فله حق كبر السن؛ إذ إن الشريعة جاءت بحفظ حق الكبير، حتى مع غير المسلمين، فلربما تكون رعايتك لحقه سببا لدخوله في هذا الدين في مراحل حياته الأخيرة(2).

التغيرات والإنسان

الإنسان ينتقل من طور إلى طور، كما قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} (نوح:14)، فقوة الشباب التي يعيش بها أجمل الأيام والذكريات مع الأصحاب والأحباب تمضي، وتتلاحق الأعوام، والأيام تلو الأيام، حتى يصير إلى المشيب والكبر، ويقف عند آخر هذه الحياة فينظر إليها وقد مرت سريعا كأنها سحابة مرت به، فيقف في آخر هذه الحياة وقد ضعف بدنه، وفي ذلك يقول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (الروم:54).

ولكن الله ينظر إلى ضعفه وقلة حيلته فيرحمه، قال تعالى: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} (النساء:98).

تفريط

نقف اليوم مع حقوق الكبير، التي طالما ضيعت، ومشاعره وأحاسيسه، التي كثيرا ما جرحت، ومع آلامه وهمومه وغمومه وأحزانه، التي كثرت وعظمت.

لقد أصبح الكبير اليوم، غريبا، حتى بين أهله وأولاده، ثقيلا، حتى على أقربائه وأحفاده، من الذي يجالسه؟ من الذي يؤانسه؟ من الذي يباسطه ويدخل السرور عليه؟.

إذا تكلم الكبير، قاطعه الصبيان، وإذا أبدى رأيه ومشورته، سفهه الصغار والصبيان، فأصبحت حكمته وحنكته إلى ضيعة وخسران.

فضل الكبير

توقير الكبير وتقديره أدب من آداب الإسلام، وسنة من سنن سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، وقضاء حوائجه سنة من سنن الأنبياء وشيمة من شيم الصالحين الأوفياء، يقول الله تعالى: {قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} (القصص:23-24).

وعن أنس، رضي الله عنه، مرفوعا بلفظ: «ما أكرم شاب شيخا لسنّه، إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه»(3)، فهذا الحديث يبين أن إحسان الشاب للشيخ يكون سببا لأن يقيض الله للشاب من يكرمه عند كبره، ومن العلماء من قال: إن في هذا الحديث دليلا على إطالة عمر الشاب الذي يكرم المسنين(4).

وما كان للكبار من الحسنات، فعلى الشباب نشرها بين الناس، وما كان من السيئات والهنات، فيجب على الشباب سترها، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم»(5). فستر عورة المسلم الحسية والمعنوية مطلوب شرعا، خاصة إذا كان ذا هيئة ومكانة، وكبار السن مكانتهم في الإسلام محفوظة ومرعية (6).

القدوة

دين الإسلام دين القدوة، وأصحاب الهمم العالية هم الذين يسعون ليكونوا قدوة حسنة، وأعظم قدوة في الإسلام هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك جعله الله لنا أسوة وقدوة، بل وأمرنا بذلك، فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21).

والكبار قدوة لأبنائهم وبناتهم وللمجتمع كله، فإذا كانوا في مجتمعهم محافظين على الخير والطاعات؛ أحبهم من حولهم وأجلّوهم، أما إذا وجدهم الصغار يسبون وينتقصون من غيرهم ويغتابونهم، نظر إليهم الشباب نظرة أخرى.

الهوامش

1- سنن أبي داود 4/261.

2- حقوق كبار السن في الإسلام، عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، ص:14.

3- سنن الترمذي، باب ما جاء في إجلال الكبير، حديث: 2022.

4- تفسير ابن كثير 2/ 577، ط دار الباز، مكة المكرمة.

5- السنن الكبرى للنسائي 6 / 468.

6- دليل الفالحين شرح رياض الصالحين، ابن علان الشافعي، 3/19، مع التصرف.  

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال