الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

41 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

covey r cop r cop 66

د. يوسف علي حسن بدر - دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن:

هل نحتاج إلى التذكير بأن بناء الأسرة في الإسلام بناء متين كله محبة واحترام متبادل، وأن نظام الأسرة في غالب الأمم الأخرى -والمعاصرة منها بالذات- نظام متفكك قائم على الأنانية والبحث عن المصلحة الشخصية لكل فرد في الأسرة؟

لا أظن أننا بحاجة إلى ذلك، غير أن الواجب علينا لفت الانتباه إلى أن كل تقليد لوضع اجتماعي أجنبي عن المجتمع المسلم تكون نتيجته فقدان جزء من طمأنينة الأسرة المسلمة بقدر ما تخلت عن منهج الإسلام وأخذت من تلك الأنظمة الهزيلة اجتماعيا.

أساس الأسرة السعيدة هو الأسرتان السعيدتان قبلها: أسرة الزوج وأسرة الزوجة، وما رآه الزوجان من سعادة في أسرتيهما سيطمعهما في السير على المنوال نفسه.

والمأساة التي تعيشها كثير من الأسر المسلمة اليوم، والتي تصل كثيرا إلى الطلاق أو حافته، سببها تهجين الثقافة، من خلال ما يتلقفه الرجل والمرأة من وسائل الإعلام المختلفة، وأحيانا من خلال القوانين النافذة المخالفة لروح الشريعة الإسلامية في بعض البلدان.

ولنأت الأمر من أوله، حيث رزق المسلم بنتا أو أكثر، في مجتمع كان في الجاهلية يكره البنات، وقد يصل بهم الحال إلى وأدهن، وليست الجاهليات المحيطة بالعرب آنذاك بأحسن حالا من العرب في التعامل مع البنت.

هنا تأتي التوجيهات النبوية الكثيرة للعناية الخاصة بالبنت؛ احتراما لحقها كإنسان، وتمهيدا لأسرة متماسكة متوادة ستنشئها حين تكبر وتتزوج؛ وخلاصة تلك الأحاديث الشريفة أن رحمة الوالدين بالبنت تؤدي إلى الإحسان إليها، وللإحسان صور ذكرتها الأحاديث النبوية، من أهمها:

1 - توفير الطعام والشراب والكسوة المناسبة لهن في نوعها حسب طاقة الأب، وفي شكلها بما يغرس القيم الإسلامية المتعلقة بالعفاف والستر والافتخار بالانتساب إلى الإسلام.

2 - تربيتهن تربية صحيحة على آداب الإسلام.

3 - تزويجهن إذا جاء الرجل الكفء، لا عضلهن، ولا رميهن لمن لا يعرف دينه وخلقه.

4 - الصبر على كل ما يلقاه من لأواء وضراء وسراء في سبيل تربيتهن؛ وذلك ابتغاء مرضاة الله.

فعن عقبة بن عامر (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن وسقاهن، وكساهن من جدته، كن له حجابا من النار يوم القيامة» (1).

وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «من كان له ثلاث بنات، فصبر على لأوائهن، وضرائهن، وسرائهن، أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن»، فقال رجل: أو اثنتان يا رسول الله؟ قال: «أو اثنتان»، فقال رجل: أو واحدة يا رسول الله؟ قال: «أو واحدة» (2).

وعن عائشة، (رضي الله عنها)، قالت: دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئا غير تمرة فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي (صلى الله عليه وسلم) علينا فأخبرته، فقال: «من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار»(3)، وفي رواية «من يلي من هذه البنات شيئا، فأحسن إليهن، كن له سترا من النار»(4).

ونقل الحافظ ابن حجر عن شيخه الحافظ العراقي: أنه يحتمل أن يكون معنى الابتلاء هنا: الاختبار، أي: من اختبر بشيء من البنات لينظر ما يفعل أيحسن إليهن أو يسيء، ولهذا قيده في حديث أبي سعيد بالتقوى؛ فإن من لا يتقي الله لا يأمن أن يتضجر بمن وكله الله إليه، أو يقصر عما أمر بفعله، أو لا يقصد بفعله امتثال أمر الله وتحصيل ثوابه، والله أعلم.

قال الحافظ ابن حجر: وفي حديث ابن عباس عند الطبراني: «فأنفق عليهن وزوجهن وأحسن أدبهن»، وشرط الإحسان أن يوافق الشرع لا ما خالفه.

وقال: الظاهر أن الثواب المذكور إنما يحصل لفاعله إذا استمر إلى أن يحصل استغناؤهن عنه بزوج أو غيره كما أشير إليه في بعض ألفاظ الحديث.

وقال: وفي الحديث تأكيد حق البنات لما فيهن من الضعف غالبا عن القيام بمصالح أنفسهن، بخلاف الذكور لما فيهم من قوة البدن وجزالة الرأي وإمكان التصرف في الأمور المحتاج إليها في أكثر الأحوال (5).

وعن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ما من رجل تدرك له ابنتان، فيحسن إليهما ما صحبتاه، أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة» (6).

وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من عال جاريتين حتى تبلغا؛ جاء يوم القيامة أنا وهو» وضم أصابعه (7).

وعن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن؛ فله الجنة» (8)، وفي رواية: «ثلاث أخوات، أو ثلاث بنات، أو بنتان، أو أختان» (9).

قال شارح الحديث رحمه الله: (من عال ثلاث بنات) أي: تعهدهن وقام بمؤنتهن. (فأدبهن) أي: بآداب الشريعة وعلمهن (10).

والنتيجة:

أن يحجب الوالدان عن النار ويدخلا الجنة قريبا من رسول الله [. هذا في الآخرة، أما في الدنيا فإن الوالدين ينشئان بنتا قادرة على بناء بيت متماسك ملؤه المحبة والمودة، لا تنخر فيه سموم النميمة، ولا تؤثر عليه الثقافات الدخيلة.

الهوامش

1 - سنن ابن ماجه (3669).

2 - مسند أحمد (8425).

3 - صحيح البخاري (1418).

4 - صحيح البخاري (5995)، ومسلم (٢٦٢٩) كتاب البر والصلة.

5 - فتح الباري (10/428).

6 - سنن ابن ماجه (3670).

7 - صحيح مسلم (2631).

8 - سنن أبي داود (5147).

9 - أبو داود (5148).

10 - عون المعبود، ج14، ص:38، ط. دار الكتب العلمية.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال