الجمعة، 17 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

54 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 samy nassar

أهداف وفسلفة التعليم لم تعد تتلاءم مع العصر.. ولا بديل عن التكنولوجيا

العنصر البشري ركيزة أساسية.. والتعليم العربي بحاجة إلى مشروع قومي

التعليم بريء من البطالة.. والأزمة تكمن في غياب التنمية الاقتصادية

القاهرة- إسلام أحمد:

تصوير – رمضان إبراهيم:

أكد الدكتور سامي محمد نصَّار، العميد السابق لمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، أنَّ التعليم العربي يعاني عديدًا من الإشكاليات وأهدافه لم تعد تتلاءم مع طبيعة العصر.

وأشار في حواره مع "الوعي الإسلامي" إلى ضرورة اعتبار التعليم مشروعًا قوميًا، وكذا ضرورة التوسع في إدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، مؤكدًا أن الإجراء الذي يمكن أن يُطوِّر التعليم هو أن لا يصطدم النظام التعليمي بالنظام السياسي، وألا يكون هناك ارتباط بينهما.. وإلى نص الحوار.

سبق أن توليت إدارة معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة.. من واقع ذلك، كيف تنظر إلى حال التعليم المصري والعربي؟

التعليم العربي والمصري في مجموعه قاصرٌ، وفيه عديد من الإشكاليات، بعضها تاريخية تتمثل في بنية الفكر العربي، حيث تشتمل أهدافًا وفلسفة محددة للتعليم لم تعد تتلاءم مع طبيعة العصر، إذ التعليم لدينا قائم على التلقين من أجل الحصول على شهادة وليس إحداث تغيير في الاتجاهات والمهارات، أيضًا قائم على إيجاد نوع من الجفوة بينه والثقافات الأخرى، فتعاملنا مع الآخر في التعليم العربي إمَّا نتعالى عليه وإمَّا نشعر بحالة توجس وتخوف منه، وبالتالي فالظواهر التي نراها في المجتمعات العربية من حروب ونزاعات تعود إلى هذه العقلية التي تسللت إلى مناهج التعليم بشكل أو بآخر، ونجد أيضًا أنَّ الناس أنفسهم يروْن أنَّ التعليم عبارة عن تمثيلية، فبينما تؤكد الحكومات أنها تُعلِّم الناس نلاحظ أن الموازنة لا تكفي، وغالبية المدارس غير صالحة للدراسة فيها، والمدرسين لا يُعلّمون الطلاب كما ينبغي؛ ومن ثم فإن الطالب يذهب إلى المدرسة دون أن تزيد معرفته ولا يكتسب مهارات حقيقية، وبالتالي لا يستطيع أن يمارس العمل بعد التخرج.

مشروع قومي

وهل يمكن لهذا التعليم أن يُخرج أجيالًا قادرة على الإبداع والمنافسة؟

بالتأكيد لا. فمثلًا عن حالة مصر نحن في المركز قبل الأخير ضمن التنافس العالمي في التعليم، والمشكلة تكمن في تساؤل: ماذا يتبقى في عقل ووجدان وسلوك الطالب بعدما يتعلم في النظام القائم حاليًا، وليس ما يحصل عليه من نتائج ودرجات في الامتحانات؟!

في ضوء حالة تدني المستوى التي يعاني منها التعليم العربي.. ما السبيل إلى تغيير هذا الواقع؟

أولًا يجب أن يكون التعليم بمثابة المشروع القومي للدول العربية قاطبة ويكون في الواجهة وأول شيء يُهتَم به، ويجب أن نعترف أننا نعيش عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصال التي لو دخلت تعليمنا بفاعلية ستغيره رأسًا على عقب، ولا بد أن نزرع في عقول أبنائنا التفكير العقلاني وليس الخرافي، وأنه في كل مشكلة يوجد حل قائم على العقل، وليس الحفظ. وإصلاح التعليم يكمن في أنَّه لا بد أن نعترف بشيء أساسي نقيم عليه برامجنا التعليمية كلها، وهو الاتفاقيات التعليمية، فبعد الانتهاء من التعليم ماذا سيأوي الطالب؟ فالمدرس مثلًا يجب أن يتم اختباره قبل أن يعمل، وإن لم ينجح في الاختبار لا يُسمح له بالعمل، أيضًا يجب توفير الإمكانات المادية والبشرية، فلو تعلم الطالب بطريقة سليمة داخل المدرسة لن يبحث عن الدروس الخصوصية، لكن التلاميذ أحيانًا لا يجدون مكانًا يجلسون فيه داخل المدرسة.

samy nassar1

العنصر البشري

لك العديد من الأبحاث العلمية والدراسات التربوية.. ما الأبرز منها في الارتقاء بالعملية التعليمية؟

لا يمكن لبحث أن يرتقي بالعملية التعليمية منفردًا، فتطوير التعليم بصفة عامة يحتاج إلى مجهود جماعي، فلا يكون جيدًا بمجرد قرار أو عن طريق بحث أيًا كانت جودته، فما يخسره التعليم خلال عام يحتاج عشرة أعوام لعلاج الأمر، وأهم كيان في التعليم هو العنصر البشري؛ فإذا جمعنا كل الطلاب في كليات التربية كم طالبًا منهم نجده التحق بالكلية برغبته حتى يكون مدرسًا؟ الغالبية يكون وفقًا لمجموع درجاته؛ لذلك يمارس المهنة كوظيفة فقط.

ونجد أنَّ المسألة فيها جوانب كثيرة ولا بد أن تُحل تدريجيًا وفق رؤية شاملة نلتزم بها، والإجراء الذي يمكن أن يُطور التعليم هو أن لا يصطدم النظام التعليمي بالنظام السياسي، وألا يكون هناك ارتباط بينهما، فالدولة هي المسؤولة بحكم القانون والدستور عن التعليم إدارةً وتمويلًا وإشرافًا، ولا يجب أن يتم تشويه شخصية الطالب وافتقاده الثقة في النظام التعليمي، كما يحدث في مادة التاريخ، إذ يتم تعظيم البعض حسب المرحلة التي نعيشها، فيجب أن يكون هناك منهج قومي ثابت لا يتغير ومجلس أعلى قومي مسؤول عن التعليم وسياسة تعليمية ثابتة لا تتغير بتغير الوزراء، مثل الدول المتقدمة، لكن لدينا مجلسًا أعلى للتعليم قبل الجامعي وآخر للجامعات ونجد أنَّ وزير التربية والتعليم هو من يشكل المجلس كما يريد، ويتغير بتغير الوزير، وفي مصر يلاحظ أنَّ الدستور يُحدد 4% من ناتج المال القومي للتعليم لكن المجلس من يتابعها وليس الوزير.

هل فات أوان إصلاح العملية التعليمية أم يمكن البداية إن وجدت الإرادة مع النشء؟

غير صحيح لم يفت الأوان، ولا توجد دولة راضية عن نظامها التعليمي أيًا كان وضعها في العالم أجمع، المهم أن نمتلك الإرادة الحقيقية للإصلاح المنشود.

من وجهة نظرك، ما سلبية تعددية أنماط التعليم في العالم العربي؟

أنماط التعليم مختلفة، تتمثل في التعليم الفني والعام والزراعي والصناعي، وذلك النوع مطلوب، وكذلك الجامعي وآخر عن بعد، والتعليم المفتوح والإلكتروني والتقليدي، وهناك أيضًا التعليم الأجنبي والدولي الذي يؤثر سلبًا على الهوية الثقافية للمجتمع، ولا يوجد دولة تتخلى عن مسؤوليتها تجاه تعليم أبنائها وتعليمهم الانتماء والمواطنة، بينما هذا النوع من التعليم الوافد يفرِّق المجتمع ويقسمه طبقات، فالأغنياء من يذهبون إلى التعليم الدولي والأقل ثراءً يذهبون إلى التعليم القومي بلغات أجنبية والبسطاء يلتحقون بالمدارس الحكومية، وهناك من هم دون ذلك لا يرسلون أبناءهم إلى المدارس أصلًا.

كيف أثَّر التعليم الأجنبي في بلادنا على هوية الطالب العربي؟

نحن نتعامل مع إنسان وليس خلية نباتية عندما تُروى تُخرِج لنا بالضرورة أشياء بعينها، فالتأثير يكون على المدى البعيد، وعندما نجد أعدادًا كبيرة من الطلاب يتعرضون لأعوام طويلة لنوعية معينة من التعليم فبالتأكيد الهوية تتشكل حسب نوع الثقافة والتعليم الذي لا يتشكل في وقت واحد، ويجب وقفة في الوقت الحالي للحد من تلك الأزمة التي نعيشها ونعاني منها.

غياب الإرادة

هل يؤخد بآراء التربويين في مشروعات تطوير التعليم؟

بالتأكيد، فهم من يعدّلون المناهج التعليمية في وقتنا الحالي ويتم التعاون معهم.

إلى أي مدى هناك تنسيق أو تعاون بين مسؤولي التعليم العربي والأكاديميين منهم خاصة؟

مسؤولو التعليم العربي أجمعهم أكاديميون من كليات التربية، ولا أستطيع الحكم على كيفية التعاون لأنها تختلف من بلد لآخر.

نشهد العديد من المؤتمرات والتوصيات دون الوصول إلى نتائج على أرض الواقع.. كيف يمكن التغيير من ذلك فيما يخص التعليم؟

ذلك يعود إلى الإرادة السياسية؛ فإذا أرادت التنفيذ ستتم النتائج على أرض الواقع، لكن إذا لم توجد الإرادة فلن يتم شيء.

طالبتَ من قبل بوضع مشروع تربوي متكامل لتطوير التعليم.. ما الذي يجب أن يحتويه هذا المشروع؟

كما قلتُ من قبل، يجب وضع التعليم كمشروع قومي متقدم للبلاد، وأن يُحقق التفكير العقلاني الذي يحقق الانتماء الوطني ويعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وكذلك يجب أن يوجد مجلس قومي لتطوير التعليم ووضع رؤية واستراتيجيات التعليم ويراقب تنفيذها.

samy nassar2

التعليم بريء من البطالة

لا تنفصل التربية عن التعليم.. كيف نعالج حالة الانحدار في الأخلاق التي وصلنا إليها؟

التربية مفهوم شامل فيه كل أشكال التعليم التي تُقدم للطالب طوال حياته، والأخلاق شيء آخر، فالتربية والتعليم ليسا خاصين بالأخلاق فقط، لكنهما شيء واحد. فالأخلاق لا تحتاج إلى مؤسسة حتى تعلمنا إياها، بل تكون وفق التنشئة الاجتماعية في المنزل والمدرسة والجامعة والمسجد ووسائل الإعلام، فمصادرها مختلفة حتى يستقي منها الفرد قيمه وأخلاقه، لأن المدرسة لها نظام تسير عليه مستمد من العوامل الأخرى، فمثلًا أول شيء يتعلمه الطفل هو احترام المواعيد، وأن يوجد نظام في المجتمع مثل تنظيم مدرسته بوجود مدير ومدرس وناظر.

ما أهمية الأنشطة والرياضة بالنسبة إلى الأطفال وطلاب المدارس؟

التربية عملية شاملة معرفية ووجدانية، فالأنشطة الفنية والرياضية تكمل ذلك الدور وتهذب جسده وتكسبه لياقة بدنية، والعادات الصحية السليمة تكون في ممارسة الرياضة والغذاء السليم، وكذلك التربية الفنية تهذب ذوق الطلاب، لكن ليس لدينا ذلك الأمر، بل نجد أن كثيرًا ممن يحبون الفنون ليس لديهم هذا الحس أصلًا.

هل ترى أن اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة سيحل كثيرًا من مشكلات التعليم؟

بالتأكيد ستحل مشكلة التعليم، فنجد أنَّ لدينا فصولًا فيها 120 طالبًا، فهناك ما يسمى الفصول المقلوبة، فإذا قُسِّم الفصل إلى ثلاث مجموعات أو أربع، حيث كل مجموعة تحضر المدرسة يومين فقط في الأسبوع وباقي الأيام يدرسون على أجهزة الآلي أو "التاب" أون لاين، ذلك يكون له الدور الأكبر في حل المشكلة وكذلك في الجامعة التي تحتوي على آلاف الطلاب، فالتعليم الإلكتروني أفضل وأكثر تفاعلية من التعليم العادي.

هل سوء حال العملية التعليمية المسؤول الأول عن البطالة؟

البطالة ليست ناتجة عن طبيعة التعليم، ولكن الأزمة تكمن في أنَّه ليست هناك تنمية اقتصادية ولا توجد فرص عمل ولا مشروعات تخلق فرص عمل جديدة؛ فمن يتخرج من النظام التعليمي لا يجد له سبيلًا للعمل، فليس للتعليم دخل في ذلك الأمر.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال