الثلاثاء، 14 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

26 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 mahmud sakr

لدينا قصص نجاح أثبتت كفاءتها في معرض القاهرة للابتكار

شبكة قومية تضم خبراء النانو تكنولوجي والبيوتكنولوجي تعمل بخطة موحَّدة

أطلس العلوم والتكنولوجيا والابتكار يعزز التكامل العربي في هذا المجال

هناك 3 فئات من المبتكرين.. و"الثالثة" هي التي تهمنا في المقام الأول

القاهرة- إسلام أحمد:

تصوير/ رمضان إبراهيم:

أكد د.محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي المصرية، وجود توجه عربي قوي خلال الفترة الأخيرة لدعم البحث العلمي وزيادة الاستثمار فيه، مشددًا على أهمية التعاون البيني في هذا الصدد.

وأشار في حواره مع "الوعي الإسلامي" إلى وجود طرق حديثة لتعليم العلوم بأساليب تعزز الابتكار، وتخرج بسوق العمل العربي من إطار الاستهلاك إلى الإنتاج، وكشف عن الحلقة المفقودة بين البحث العلمي وصداه مجتمعيًا.. فإلى التفاصيل.

تتولى مسؤولية إحدى أعرق مؤسسات البحث العلمي في الشرق الأوسط، فكيف تقرأ وضع البحث العلمي في مصر والوطن العربي؟

واقع البحث العلمي في مصر حاليًا أفضل من ذي قبل، إذ يوجد تحسن نسبي، فالبيئة حاليًا داعمة، حيث التقى رئيس الجمهورية عديدًا من المبتكرين والعلماء ثلاث مرات خلال عام واحد، وكذلك هناك مجلس تخصصي للتعليم والبحث العلمي، ومجلس استشاري يضم علماء مصر ويتم الاعتماد عليه في التخطيط، ما يعد رسالة للجميع بأنَّ القائمين على الدولة مهتمون بالبحث العلمي.

ولعل البعض يقولون إنَّ المردود غير ملموس، لكن الأمر يحتاج إلى وقت، والمعطيات تبشر بخير، فالدستور ينص على أنَّ 1% من الدخل القومي مخصص للبحث العلمي، كما ينص على حرية البحث والتفكير، ويمكنني أن أؤكد أن تمويل البحث العلمي في 2015 كان أفضل من الأعوام السابقة، والدولة تعمل من خلال رؤية تنموية حتى عام 2030.

ومن خلال تعاملنا مع عديد من الدول العربية مثل الكويت والسعودية والإمارات والأردن ودول الخليج عمومًا، نلاحظ أنَّ هناك توجهًا قويًا جدًا لدعم البحث العلمي، حيث تم إنشاء العديد من المؤسسات المعنية لتمويله وإنشاء أجهزة معنية بالابتكار والعلوم والتكنولوجيا وتوجهات نحو توطين تكنولوجيا متقدمة.

الحلقة المفقودة

كيف تخرج النتيجة لو قارنَّا وضع البحث العلمي في الوطن العربي بنظيره في الغرب؟

نحن نقيس عطاء العلماء من خلال مخرجات البحث العلمي التي تتمثل في أبحاث علمية منشورة في مجلات علمية دولية، فبذلك نجد ترتيب مصر في المركز الـ37 من 225 دولة، بناءً على عدد الأبحاث المنشورة في مجلات علمية دولية، ونجد أن مصر من ضمن 4 دول موجودة في منطقة الشرق الأوسط، مصر وإيران وتركيا والكيان الصهيوني، من حيث إنتاج البحث العلمي، لكن العائد من البحث العلمي على التنمية والاقتصاد في مرتبة متأخرة، وذلك يظهر من مؤشر الابتكار العالمي.

ما السر في ذلك؟

نحن في مجتمع قادر على إجراء البحث العلمي وإنتاج المعرفة لكنه غير قادر على تحويل المعرفة ومخرجات البحث العلمي إلى قيمة اقتصادية مضافة، وبالتالي المردود منه ضعيف، ونحن نعمل على ذلك في الأكاديمية، حيث نربط البحث العلمي بالصناعة واحتياجات المجتمع، إذ هناك دائمًا حلقة مفقودة بين البحث العلمي والمجتمع، والربط يتم من خلال تطوير شبكة من مكاتب نقل التكنولوجيا على مستوى الجامعات والمراكز والمعاهد البحثية المصرية، فلدينا برنامج يسمى نقل التكنولوجيا، ففي كل جامعة مكتب خاص بنقل التكنولوجيا من داخل الجامعة إلى المجتمع المحيط، ويصل عددهم إلى 30 مكتبًا يغطون معظم الجامعات المصرية والمراكز البحثية، كما أن لها دورًا آخر يكمن في التوعية بثقافة الملكية الفكرية والابتكار.

ومن الآليات التي نعمل عليها: تطبيق مخرجات البحث العلمي، فمثلًا في مجال الزراعة سنجد المراكز البحثية مثل مركز البحوث الزراعية قد طوَّر أصنافًا جديدة ذات إنتاجية عالية، فوصلت في الحقول التجريبية للفدان من القمح إلى نحو 22 إردبًا، لكن عندما نرى متوسط الإنتاجية عند المزارعين 18 إردبًا للفدان فهناك فجوة، نظرًا لأن التوصيات ونتاج الأبحاث التي تتوصل إليها المراكز لم يتم تطبيقها لدى المزارعين، فالأكاديمية تدعم برامج لتطبيق مخرجات البحث العلمي حتى تساعد في زيادة الإنتاجية.

كذلك ندعم الابتكار والمبتكرين، وفي الأعوام الأخيرة فقط نظمنا معرض القاهرة الدولي للابتكار، وكانت النسخة الأولى منه في نوفمبر 2014 والثانية في نوفمبر 2015، وكان بمثابة سوق للابتكار يتم فيه عرض الابتكارات وتقييمها فنيًا واقتصاديًا، ثم من يُرى أنَّ له جدوى اقتصادية وقائمًا على أساس علمي سليم تتبناه الأكاديمية وتدعمه حتى يصل الابتكار إلى مراحله النهائية، ولدينا مجموعة من قصص النجاح في ذلك، فالآن يوجد منتجات في السوق مثل الجهاز الآلي لإطفاء الحريق ذاتيًا، الذي تم تصنيعه واستثماره لإحدى الشركات وحصل المبتكر على مبلغ مالي وقيمة من الأسهم في الشركة، وأيضًا جهاز يُستخدم في غرف العناية المركزة في المستشفيات كان يتم استيراده من الخارج بـ50 ألف دولار تم تصنيعه محليًا وحصل على الاعتماد من الاتحاد الأوروبي.

ما زلنا نحتاج إلى جهد أكثر، ونعمل على إطلاق برنامج الحضانات التكنولوجية بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار، لاحتضان أفكار المخترعين حتى الوصول بها إلى التنفيذ، ولدينا 60 مبتكرًا ومخترعًا في الحضانة الأولى.

mahmud sakr2

شبكة قومية وأطلس عربي

إذن، ما خطط الأكاديمية في نقل وتوطين التكنولوجيا والشبكات العلمية؟

مجتمع البحث العلمي في مصر كان يعمل في جزر منعزلة لفترات طويلة، لكن عندما توجهت مصر نحو الاستثمارات في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة سواءً كانت شمسية أو نووية أو غيرها كان تفكيرنا "أين الكتلة الحرجة من العمالة المصريين في هذه التخصصات؟"، فالأكاديمية لديها المرصد المصري لمؤشرات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، الذي تم إنشاؤه في فبراير 2014 ويرصد حالة البحث العلمي في مصر، ففي الأكاديمية نعرف جميع المعلومات عن أفضل الباحثين في المجالات المختلفة وجميع أبحاثهم، وعندما حللنا خريطة البحث العلمي في مصر وجدنا أن هناك إمكانيات لكنها مبعثرة في جميع الجامعات والمراكز والمعاهد البحثية، ولا يوجد هيكل إداري يضمهم لأنهم يتبعون وزارات مختلفة، فاقترحنا شبكات علمية لربط تلك الإمكانيات ارتباطًا وظيفيًا بحيث تكون شبكة قومية للنانو تكنولوجي والبيوتكنولوجي، وبذلك فكل أعضاء الشبكة يتمثلون في المدارس العلمية المتميزة في المراكز والمعاهد البحثية، وتهدف الشبكة إلى وضع خطة موحدة لتطوير هذا القطاع وألا تتراجع الأبحاث وألَّا يكون هناك تكرار وأن تنفذ مشروعات قومية.

وكذلك نتوجه إلى نقل التكنولوجيا من الخارج، والأهم من ذلك هو توطينها، فمثلًا إذا أنشأنا محطات نووية لإنتاج الكهرباء فذلك يحتاج إلى تشغيل وصيانة وتصنيع قطع الغيار والمعدات اللازمة لها، وهذا ما يسمى التوطين، ولدينا هدف أن تكون نسبة المكون المحلي في أي صناعة موجودة في مصر لا تقل عن 50% مهما كانت الصناعة متقدمة.

"الشبكة المصرية القومية للنانوتكنولوجي".. ما مدى أهميتها. وكيف تفيد العالم العربي؟

الاستثمارات في مجال النانو تكنولوجي والأجهزة والمعدات مكلفة جدًا وباهظة الثمن، وأيضًا مبعثرة، إذ وجدنا أنَّ هناك مجموعة من الأجهزة في جامعة المنصورة ثمنها يصل إلى عشرين مليون جنيه، وهناك أخرى في جامعة القاهرة والمركز القومي للبحوث وغيرها ممن يمتلكون وحدة للنانو تكنولوجي، وكلها تبلغ مئات الملايين من الجنيهات لكن لا توجد واحدة منهم مكتملة قائمة بذاتها تستطيع أن تعمل بمفردها، فكانت الفكرة أن نربط بين تلك الموارد مع بعضها ونضع إطارًا ولائحة تكون بمثابة دستور لهذه الشبكة، حيث تنص على أنه "من يقبل أن يكون عضوًا في الشبكة فله الحق في استخدام الأجهزة والمعدات في الأماكن الأخرى"، ويوقع عليها رئيس الجهة وكل المسؤولين عنها حتى تكون ملزمة، وأن يتعامل مع مشروعات وفرق قومية بحثية والشبكة تمثل التعاون الدولي.

أما بالنسبة إلى فائدتها للعالم العربي، فمصر بحكم عضويتها في اتحاد مجالس البحث العلمي العربية ومركز الإسكوا للعلوم والتكنولوجيا التابع للأمم المتحدة ومقره الأردن، وكذلك مؤسسات جامعة الدول العربية، فنعمل على ما يعرف بأطلس للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في العالم العربي، وهذا مشروع بدأ في الأردن من الأميرة سمية بنت الحسن، رئيسة الجمعية الملكية الأردنية، حيث اقترحت أنَّ كل دولة يكون لها أطلس للإمكانيات البحثية المتاحة لديها وتجمع في النهاية ويكون أطلسًا للعالم العربي، حتى نظهر للعالم إمكانياتنا في مجال البحث العلمي، وسيتم الانتهاء منه قبل عام 2017.

أزمة التعليم العربي

برأيك.. لماذا يشهد التعليم العلمي حالة من العزوف؟

بسبب استخدام طرق تقليدية غير مشجعة. لكن، أصبحت هناك طرق حديثة جدًا الآن لتعليم العلوم وفيها ابتكارية، لأن سوق العمل في الفترات السابقة في معظم الدول العربية كان استهلاكيًا ولا توجد صناعة وتكنولوجيات قوية تخلق فرص عمل في مجالات الكيمياء أو الفيزياء أو الطاقة أو غيرها، فكان الكل يتجه إلى الكليات النظرية التي يحتاجها سوق العمل، على خلاف الوضع الآن.

يعاني التعليم المصري والعربي من خلل رهيب، فكيف يمكن الارتقاء به ومن ثم بالبحث العلمي؟

التعليم في العالم العربي يعاني من إشكاليات، والارتقاء به يكون من خلال التوسع في بنية تحتية حتى تكون القدرة الاستيعابية للطلاب في الجامعات أفضل، والتوسع في التعليم التكنولوجي على حساب التعليم النظري، وتطبيق معايير الجودة على كل الجامعات بحيث تكون معتمدة، كذلك نربط التمويل بترتيب الجامعات في الترتيبات العالمية، إضافة إلى رصد ميزانية جيدة للبحث العلمي.

3 فئات من المبتكرين

كثيرًا ما نقرأ عن شباب وأطفال مخترعين أو على الأقل لديهم أفكار إبداعية.. فما مدى اهتمام الأكاديمية بهم؟

هناك 3 أنواع ممن يطلق عليهم مبتكرون: هناك شاب أو طفل لديه تفكير علمي جيد ويفكر بطريقة جيدة وشغوف بالبحث العلمي ويعطي فكرة لكنها موجودة أو مسجلة براءة اختراع أو سبق تطبيقها في دول أخرى، فيتم التعامل معه من باب التشجيع، حتى يستمر في التفكير العلمي ويطوِّر نفسه وإمكانياته فقط. وهناك مجموعة أخرى تكون لديها ابتكارات بالفعل على أساس علمي سليم تكون جديدة وليست مسجلة في أي مكان في العالم، لكن ليس لها مردود اقتصادي فيتم التعامل معها بطريقة أخرى، بحيث نجعله يتقدم بطلب براءة اختراع حتى يحمي حقه، وما ليس له فائدة اقتصادية في الوقت الحالي قد يظهر له قيمة اقتصادية في المستقبل. والمجموعة الثالثة هي الأهم، وهم من يكون لديهم ابتكارات جديدة ذات قيمة اقتصادية عالية جدًا لكن عددهم قليل جدًا، فتهتم بهم الأكاديمية، وما يحدث هو الخلط بين الثلاثة أنواع، ويتم تسويق أحد من المجموعة الأولى على أن لديه شيئًا جاهزًا للتطبيق وله قيمة اقتصادية، والأكاديمية لما لديها من خبرات وإمكانيات تهتم بما يعرض عليها، وفي المقابل هناك من لا يتوجهون إلينا بأفكارهم ويسوقونها من خلال الإعلام على أنها ابتكارات فريدة من نوعها.

ما العقبات التي تعترض طريق الأكاديمية في مد يد العون للباحثين والمخترعين ومن ثم يضطرون إلى قبول أي يد تمد لهم من خارج وطنهم؟

لدينا مشكلة تكمن في أن جميع المبتكرين والمخترعين لا يستطيعون الوصول إلى أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وواضح أننا لا نستطيع الوصول إلى الجميع، وهذه إشكالية عملنا عليها، فدشَّنا مكاتب نقل تكنولوجيا في الجامعات على مستوى الجمهورية، ونعمل مع مؤسسات المجتمع المدني، حيث لديها تواجد في المجتمع أكثر من المؤسسات الحكومية، لأن طبيعة عملها مع الجمهور غير المؤسسات الحكومية التي تعمل مع النظام الأكاديمي والجامعات والمراكز والمعاهد البحثية، في حين أنَّ نسبة كبيرة جدًا من المبتكرين من خارج الجامعات والمعاهد البحثية.

هل هناك تعاون عربي في مجال البحث العلمي؟ وهل يمكن تحويله إلى قيمة اقتصادية؟

بالتأكيد، وأكبر تعاون بين مصر والأردن، وهناك تمويل مشترك بين صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية في مصر وصندوف دعم البحث العلمي في الأردن، وكذلك مصر وتونس والمغرب والسودان، كما نتعاون مع دول الخليج من خلال تبادل الخبرات.

ويمكن تحويل البحث العلمي إلى قيمة اقتصادية إذا تم توجيه البحث العلمي إلى حل مشاكل المجتمع ويكون هناك تسويق للفكرة قبل البدء في تنفيذها.

mahmud sakr3

نستقطب الشباب

يتهم البعض الأكاديمية وكل الأكاديميات المشابهة في الوطن العربي بأنها تنطلق من أفكار وأسس تقليدية بينما الابتكار والإبداع ينطلق من الخيال واللامتوقع.. فكيف يمكن الالتقاء بين النقيضين؟

الآن نعمل مع الشباب بفكرهم، فلأول مرة في تاريخ الأكاديمية أطلقنا معرضًا دوليًا للابتكار وبرنامجًا تليفزيونيًا للمسابقات يسمى "القاهرة تبتكر"، وهو عبارة عن مسابقات بين المبتكرين الشباب وسيؤدي إلى تحول جذري في مصر.

كلمة أخيرة توجهها إلى الباحثين والمبتكرين، خاصة من فئة الشباب؟

أعلم أنَّ هناك ثقة مفقودة بين الشباب ومؤسسات البحث العلمي، لكن أقول لهم: "حاولوا تجربوا" فنحن نريد تغيير ذلك المفهوم ونتعامل مع الشباب بقوة، والأكاديمية تعطي برامج لا حصر لها لدعم الشباب، ومنها برنامج "جامعة الطفل" وكذلك "الجيل القادم"، وجهاز تنمية الابتكار وأكاديمية الشباب.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال