الثلاثاء، 14 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

24 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 bashaa

ثقافتنا أصابها شيء من التلوث لكنها لن تفقد مقومات الاستدامة والبقاء

إعادة الاعتبار إلى اللغة العربية تضمن لأمتنا التقدم والارتقاء

يجب إصلاح وتجديد المنافذ الثقافية لتجابه كل فكر وافد بقوة وصرامة

         

القاهرة- إسلام أحمد:

تصوير - رمضان إبراهيم:

أكد الدكتور أحمد فؤاد باشا، صاحب نظرية "العلم الإسلامية"، أنَّ نظريته تنادي بالإسراع في تكوين رؤية فلسفية تشمل علاقة الإنسان بخالقه وعلاقته ببني جنسه، وتأسيس تصور جديد لرؤية كونية تقوم على أسس ومفاهيم الثقافة الإسلامية الرشيدة.

وأوضح خلال حواره مع "الوعي الإسلامي" أنَّ الثقافة الإسلامية أصابها كثيرٌ من التلوث الفكري نتيجة عدم الاستيعاب الواعي بحقائق الدين الحنيف.

واعتبر فكرة العواصم الثقافية الإسلامية من الأفكار المحمودة التي يجب الإعداد لها بحصافة حتى تؤتي ثمارها. مزيد من التفاصيل في السياق التالي..

نظرية "العلم الإسلامية" إحدى إنتاجاتك البحثية العديدة. فماذا عن هذه النظرية؟

في البداية، يجب الاعتراف بأنَّه للأسف لا توجد فلسفة خاصة بنا معشر العرب والمسلمين، صحيح أن ديننا الإسلام ولنا حضارة رائدة سادت العالم في فترة طويلة من الزمن وأسهمت في دفع المسيرة الإنسانية نحو التقدم والتطور والارتقاء، لكن بعد فترة تراجع طويلة أصبحنا في حاجة إلى من يذَّكرنا بذلك التاريخ العظيم وهذا الرصيد الحضاري الهائل، فغابت فلسلفتنا ورؤيتنا للكون والحياة عن كثير من الناس، وأصبحنا مسرحًا لفلسفات وضعية وافدة تنتهي بانتهاء أصحابها. ومن هنا يكون السؤال: "منْ نحن الآن أبناء الأمة العربية والإسلامية؟!"، فهذا السؤال مهم وإجابته كذلك، لأنه في إطار هذه الرؤية الكونية الواضحة يمكن التعامل مع جميع الأشياء.

وعندما ننظر إلى قضية العلم -على سبيل المثال- نجد أنَّ كلمة العلم مصطلح له في ثقافتنا الإسلامية معنى، وهو الإدراك السليم لحقائق الأشياء، ولهذا يكون لدينا العلوم الطبيعية المتمثلة في الفيزياء والكيمياء والرياضيات، وكذلك العلوم الإنسانية مثل التاريخ والجغرافيا وغيرهما، والعلوم الدينية مثل التفسير والحديث؛ لكن في الغرب كلمة علم مقتصرة على العلوم الطبيعية مثل الفلك والطب. إذًا، هنا كلمة علم نفسها تحتاج إلى إيضاح، لأنه يجب ألَّا ننساق دون تفكير وراء كل ما يأتي إلينا من ثقافات أخرى، ويجب أنْ ندقق ونتحرى المصطلحات التي تنسجم وتتوافق مع الفكر الخاص بنا، وهنا يحدث التواؤم بين الفكر والواقع، وحتى نأخذ الدرس من أسلافنا العظماء الذين فهموا تعاليم القرآن الكريم حق الفهم دعانا الإسلام إلى العلم والبحث العلمي وإعمال العقل والتفكير في ظواهر الكون والحياة، ففي قول الله تعالى: "أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ" يقول عبدالله القزويني: "ليس المراد بالنظر أن نقلب الحدقة نحو السماء، ومن لم ير من السماء إلَّا زرقتها ومن الأرض إلَّا غبرتها هو أشبه حالًا بالبهائم، بل أشد غفلة منها"، واستشهد بقوله تعالى: "لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ". إذًا، كانت التعاليم الإسلامية من القرآن والسنة وكان المستقبل من جموع المسلمين على موجة واحدة واتفاق مهيئين لاستقبال التعاليم، لهذا حدث التقدم، وعندما انفصلت هذه العلاقة حدث التخلف الذي طالت فترته خلال القرون الماضية وتسربلنا فيه زمنًا طويلًا.

ومن هنا، نظرية "العلم الإسلامية" تنادي بأن نسرع بتكوين رؤية فلسفية تشمل علاقة الإنسان بخالقه وعلاقة الإنسان ببني جنسه وكونه، وهنا يكون العلم مجموعة علوم، منها منهجيات العلم وتاريخه وفلسفته واجتماعياته وإيماناته، وهذا تخصص يهمنا نحن أكثر من غيرنا، وهذه النظرية تدعو إلى تأسيس تصور جديد لرؤية كونية تقوم على الأسس والمفاهيم الإسلامية الرشيدة.

ومن يسارع ويقول "هل هناك علم إسلامي؟" أقول له إن هذه التساؤلات فات وقتها ونحن نتكلم بموضوعية ومن واقع التاريخ والحال، وأيضًا نستشرف آفاق المستقبل، فهي ليست نظرية معطلة، بل طموحة تأخذ في الاعتبار السيرة الكونية كاملة.

إنقاذ الأمة من مستنقع التخلف

وما إمكانية الاستفادة منها في وقتنا الحالي؟

هناك فرق بين أن يعمل الناس ويكدوا دون مرشد، وجهود الإنسان في إطار وكنف فكري يحكم حركته ويرشدها. لذا، إذا أخذنا بهذه النظرية سيكون مردودها واقعيًا وعظيمًا لإنقاذ هذه الأمة من مستنقع التخلف الذي تسربلت فيه طويلًا وتلحق بركب الحضارة المعاصرة وتستعيد أمجادها ورصيدها الذي نتفاخر به حتى يومنا هذا، فالبعض يسميه تراثًا على أنَّه شيء انتهى مفعوله، لكن التراث هذا بما فيه من قيم ومبادئ وأدلة هو كنز مهم جدًا نأخذ منه لحاضرنا ومستقبلنا.

من آرائك أنَّ المنهج العلمي الإسلامي هو الأنسب في عصرنا الحالي. لماذا؟

لأن الإسلام أو العقيدة الإسلامية علاقتهما بالخالق سبحانه وتعالى واضحة، والقوانين والتعاليم التي يكون مصدرها الواحد الأحد لا بد أن تكون هي الأمثل والأنجح لقيادة حركة الحياة، بدليل أن حركة هذه التعاليم من الحضارة العربية الإسلامية ظلت لأكثر من ثمانية قرون، فلا توجد حضارة أخرى في التاريخ عاشت هذا الوقت إلَّا بعض الحضارات القديمة مثل المصرية وكانت محدودة في مكان معين، لكن الحضارة الإسلامية كانت عالمية تناظر ما نسميه اليوم "العولمة"، فكانت لغة وحضارة وإنتاجًا وفكرًا، كانت هي الحضارة السائدة، ولهذا عندما نقارن هذا الأنموذج الرائد بنماذج وضعية مبتسرة وضعها مجموعة أفراد تنتهي بانتهاء أصحابها يظل دائمًا المنهج الإسلامي هو الأقدر على استيعاب حركة المجتمع البشري، وهو أيضًا الأقدر على تفسير كل ما تسفر عنه الحضارة البشرية سواء في الحاضر أو المستقبل، فمثلًا القرآن الكريم ليس كتاب علم ولا هندسة، لكن فيه لطائف تذكِّر الإنسان دائمًا أنَّ هذا الدين مصدره الخالق سبحانه وتعالى، وعندما لا نجد تفسيرًا فالعلم وصل الآن إلى مرحلة تجاوزت مرحلة الاقتناع التي تعودنا عليها، فأصبح يتكلم عن أشياء أقرب إلى الغيب، فمن منَّا رأى الإلكترون ومن يستطيع أن يصدق أنه موجود في مكانين في وقت واحد، فأصبح العلم يتعرض لمفاهيم غير مألوفة عقلًا، فعندما نرى معجزات الأنبياء والرسل نستطيع أن نتقبل الآن هذه المعجزات التي يعجز العلم عن تفسيرها، وبالتالي أقول إنَّ الرؤية الإسلامية مرنة وفيها كل الميزات التي توافق مسيرة التقدم البشري بعد أنْ نضج العقل وأحرز انتصارات كثيرة.

ثقافتنا تملك مقومات البقاء

برأيك، إلى أين وصلت الثقافة الإسلامية؟

للأسف، نحن نعيش الآن عصر التلوث، ليس البيئي فقط، بل الفكري والثقافي أيضًا. ومن هنا أقول إنه حتى الثقافة الإسلامية أصابها كثير من هذا التلوث نتيجة عدم الاستيعاب الواعي لحقائق الدين الحنيف والتصورات الإسلامية الرشيدة، بدليل تعارض كثير من الآراء حول موضوع واضح جدًا، والمسؤول عن هذا بالدرجة الأولى هو الإعلام بكل أشكاله، المقروء والمسموع والمرئي، لأن من يدير هذه الآلة الإعلامية أيضًا يحتاج إلى ثقافة واسعة جادة، فإذا كان فاقد الشيء لا يعطيه فكيف ننتظر أن يكون لدينا شيء خالٍ من التلوث تمامًا؟!

وهل لها مكان في المستقبل أم أنها فقدت أدوات صمودها؟

لن يفقد الإسلام ولا ثقافته كل مقومات الاستدامة والبقاء. دائمًا نلقي بالعتاب على أنفسنا، لأنه إذا كان هذا الدين بدأ بدعوة سيدنا محمد الذي أعدّ أفرادًا من صحابته ومن معتنقي هذا الدين ففتحوا الدنيا كلها، فهل يعجز عن أن يسد الفراغ الذي يعيش فيه العالم في عصرنا وربما في العصور المقبلة؟! فدائمًا ما نلوم أنفسنا، وليس على ديننا وعقيدتنا اللوم.

وما هي التحديات التي تواجه المثقفين في الوقت الحالي من وجهة نظرك؟

التحديات تتركز في التربية والتعليم، بدءًا من الأسرة ومراحل التعليم المختلفة التي أصبح تدريس الثقافة الإسلامية فيها هامشيًا، يأخذه الطلاب تحصيل حاصل، فهنا يتخرج الشباب غير مزودين بثقافة قوية رشيدة تستطيع أن تحميهم من محاولات الاستقطاب والاحتواء، فلهذا تقع المسؤولية أولًا على التعليم وكل المنافذ الثقافية والبيئة الاجتماعية التي تلعب دورًا كبيرًا، فلنا أن نتخيل الغزو الثقافي من كل الجهات، واللغة التي هي لغة القرآن الكريم وهي محفوظة بوعد الله تعالى ولا خوف عليها ولا على بقائها، بل الخوف على بقائنا نحن أن نظل متفرجين على حضارة الآخرين وغير فاعلين ومشاركين فيها، فالإصلاح والتجديد يجب أن يشمل كل المنافذ الثقافية في المجتمع العربي والإسلامي حتى تستطيع مجابهة كل فكر وافد بقوة وبصرامة.

وكيف السبيل إلى تخطيها؟

أن نلجأ إلى التجربة لكي نصل إلى حقيقة. فقديمًا كان التفكير قائمًا على التأمل العقلي الخالص المنهج الصوري لأرسطو، فما يقوله العقل هو القانون الذي يجب أن يسود، ولهذا تعددت آراؤهم حول القضية الواحدة لأنهم لا يحتكمون إلى شيء يحسم هذا الخلاف، وهو التجربة الحقيقية التي كلما كررتها جاءت بنفس النتيجة، فالخروج من هذه الأزمة أن نعود إلى التجربة الأولى، لأننا نتميز عن غيرنا بأن لنا رصيدًا حضاريًا عربيًا وإسلاميًا علينا أن نستثمره، بشرط أن نأخذ في الاعتبار ظروف الواقع وما استجد عليه، وأيضًا يكون لدينا توقع لآفاق المستقبل، وهنا نضع تصورًا كاملًا، يندرج ضمن ما قلنا عنه باسم نظرية العلم الإسلامية.

مفاتيح الحضارة

البعض يدّعي أن تخلف الدول العربية والإسلامية خاصة على المستوى العلمي بسبب تمسكها بالدين والعكس بالنسبة إلى الغرب. فما ردك؟

كثرت الادعاءات والافتراءات، وعليهم أن يأتوا بآية واحدة أو حديث واحد يدعو إلى عدم العلم، فـ"الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحق بها"، والرسالة الإسلامية بدأت بكلمة "اقرأ"، وهل يمكن أن نقرأ إلَّا بالعقل والتفكير السليم، فالقضية محسومة من أول كلمة نزلت في القرآن الكريم، وبأول قسم "ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ"، فالحضارة المدونة التي تركت علومها موجودة في مخطوطات وكنوز ما زالت مهجورة في مكتبات العالم، فهؤلاء الذين يكررون هذا الكلام أقول لهم يكفينا فقط أن نتأمل في معاني أول تكليف إلهي "اقرأ"، لذلك عندما نزل الوحي على الرسول وقال له جبريل: "اقرأ" فالرسول ببشريته قال: ما أنا بقارئ، لأنه تسرب إلى تفكيره أن المقصود هو القراءة، لأنه كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة، لكن في تكرارها 3 مرات دعوة إلى تأمل معانيها القوية، لأن هذا الدين جاء ليؤسس حضارة، وروعة الاستهلال في هذه الحضارة أن تبين لنا مفتاحها، فعظمة القرآن الكريم أعطتنا مفتاح الحضارة، ولذلك عندما أقول "التعليم ثم التعليم ثم التعليم" معناه تأكيد المبدأ الإسلامي الذي يرقى إلى درجة التكليف "اقرأ"، بالمعنى القديم ليس الأبجدية، بل بالمعنى المعاصر "أين الحاسوب؟"، والأمية وأخواتها الأبجدية والمثقفون والعلماء وإلى آخره.

هذه الدعاوى فقدت مفعولها لأنها مكررة وأصبح الرد عليها مكررًا أيضًا، والإسلام دين واضح ورسالة قوية ويدعو إلى التعايش مع العالم ويظهر في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، فليس هناك تعارض بين الدين والعلم.

فكرة العواصم الثقافية الإسلامية والتي اختيرت الكويت لدورتها الحالية.. كيف تنظر إليها؟

أرى أنه يجب أن نحسن الإعداد لمثل هذه الظواهر المهمة، فمثلًا "اليونسكو" دعت العام الماضي إلى الاحتفال بعلم الضوء وتطبيقاته، وكان هذا الاحتفال أساسًا على شرف الحسن بن الهيثم عبقري الحضارة العربية والإسلامية وصاحب الفضل والإنتاج الذي تأثرت به أوروبا في عصر النهضة والذي أفاد كل من جاء في علم البصريات، وعندما أجد حدثًا عالميًا كهذا وأقارن ردود أفعال الدول العربية والإسلامية نجد أن استقباله كان ضعيفًا جدًا، والمشكلة أنه من المفترض استخدام هذه التظاهرات في زيادة الوعي، فالخروج من الأزمة بإنقاذ الوعي ودعاوى التغييب وطمس كنوز ومعالم حضارتنا الإسلامية والعربية الراقية، فإذا كانت هناك دعوة لأن تكون كل عاصمة عربية في عام من الأعوام موضع احتفال وتكريم فيجب الإعداد لها واختيار يوم للغة العربية لأنها تعاني من أزمات، ويوم للمترجم العالمي، وجربنا أكبر وأعظم تجربة في الترجمة في عصر المأمون وإنشاء بيت الحكمة، فهل فكرنا أن نستعيد تجربة المأمون في إنشاء بيت حكمة عصري يربط العالم العربي والإسلامي بالفكر العالمي، من خلال ترجمة الإنتاج العلمي إلى العالم العربي وزيادة الوعي والتواصل مع العالم، فنحن لا نتعامل مع هذه الأمور بالاهتمام الكافي الذي يُسهم مع أشياء أخرى كثيرة، والإنقاذ يجب أن يكون في إطار استراتيجية متكاملة، فأتمنى أن يزداد الوعي بأهمية هذه الدعوات ونشكر من دعا إليها، لكن استقبالنا لها ما زال متواضعًا.

وما إمكانية الاستفادة من هذه الفكرة؟

يجب تسخير المنافذ الإعلامية بمختلف أنواعها على اتساع الأمة العربية والإسلامية وفي المدارس والجامعات لتشجيع مثل هذه الأفكار والإسهام في إنجاحها، لأن ذلك من شأنه إحياء الثقافة الإسلامية.

التعليم واللغة من أهم مقومات ثقافتنا.. فكيف يمكن استعادة دورهما الحقيقي لتحقيق النهضة الثقافية الإسلامية؟

أولًا يجب النظر إلى تجارب الماضي أو العالم المعيش، فهناك جامعات متقدمة تكاد تكون احتكرت الاكتشافات العلمية، وهناك أبناء يحصلون على الجوائز العليمة. إذًا، لا العيب فينا ولا في مبادئنا، لكن المهم أن نتعلم بالطريقة السلمية، فبجوارنا دول يتعلمون بلغات ميتة ورغم هذا هم متقدمون علميًا، أمَّا أن نجد في كل وطن عربي تعددية في نظم التعليم وفي لغته بعيدًا عن العربية، فهناك جامعات صينية وإنجليزية وألمانية حتى تنتج مع الوقت مجتمعًا متعدد الطبقات، فأصبحنا مسرحًا للأفكار الوافدة والنظم والتعليم الوافد، ولهذا لن نستطيع بهذه الصورة. فصحيح أن هناك أفرادًا حققوا نجاحات، لكن لكي تصبح ظاهرة علينا أن نعيد التعليم باللغة العربية، على أن نتعلم لغات أجنبية، لأن العالم هو الذي يصنع المصطلحات والأفكار والنظريات العلمية، وفي الوقت ذاته يجب أن تكون لدينا حركة ترجمة قوية، فكان البيروني يقول إن الهجو إليَّ بالعربية أحب إليَّ من المدح بالفارسية. فلم الانسياق وراء الدعوات الهدامة ونبتعد عن تعاليم ديننا، رغم أن الطريق إلى التقدم واضح؟! لكني أقول إن سلوكياتنا وتعاملنا ليسا على المستوى الكافي.

هل من خطوات عملية يستطيع من خلالها المسلمون أن يعيدوا مجد حضارتهم؟

يجب أن نبدأ بإصلاح وسيلة التفاهم: اللغة العربية، وندعها تكون عصب التعليم، فإذا أصلحنا اللغة أمككنا أن نتفاهم مع بعضنا البعض، فاللغة تتوارى شيئًا بعد شيء.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال