رضا الإنسان عن شكله مهم جدًا وينعكس على حالته النفسية وتفاعله مع من حوله

الصراحة بين الطبيب والمريض أهم ما يميز الجرَّاح الناجح

عمليات شد البطن وشفط الدهون وزرع الشعر الأكثر انتشارًا

القاهرة- إسلام أحمد:

تصوير: رمضان إبراهيم

أكد الدكتور طارق أحمد سعيد، أستاذ جراحة التجميل بكلية طب قصر العيني في جامعة القاهرة، عضو الجمعية الدولية لجراحة التجميل، إنَّه لا يوجد شباب دائم، وأنَّ دور جراحة التجميل يكمن في الحد من علامات الشيخوخة، حيث يتم إخفاء هذه العلامات والآثار، ولكن هذا لا يعني تغيير العمر نفسه.

وتطرق خلال حواره مع "الوعي الشبابي" إلى العديد من الأمور المهمة المرتبطة بجراحات التجميل، مثل الحروق، والفرق بين أنواع التجميل، وتكاليفه، وهل هو تخصص قاصر على الأثرياء فقط.. فإلى نص الحوار..

طب جراحة التجميل.. هل بات ضرورة في عصرنا.. أم مازال أمرًا ترفيهيًا كما يراه البعض؟

جراحات التجميل تنقسم إلى نوعين، فهناك ما يسمى تجميل، وأخر إصلاح أو تكميل، والإصلاح لا يد لنا فيه وليس ترفيهيًا، ويكون نتيجة الإصابات والحروق، والتجميل يكون لعدم قناعة شخص بشكله، وهو ليس ضرورة أو ترفيه في الوقت ذاته؛ لأنه يشعر بالحاجة إلى تغيير شكله، ولأن رضا الإنسان عن شكله يؤثر في حياته الاجتماعية والمهنية ودراسته وعمله وعلاقته بالمجتمع، فإذا شعر إنسانٌ بعدم الراحة تجاه شكله قد يتسبب في توقف حياته بأكملها.

هل تُفرق في التعامل بين حالة تشوهات ناتجة عن حروق وإصابات الحوادث والحالات التي تريد مجرد التغيير في ملامحها؟

لا أفرق بين حالة وأخرى، فأستعد لجميع الحالات أيًا كان نوعها.

في حال ما إنْ تعرضت طفلة دون الخامسة لحروق ناجمة عن ماء مغلي أعلى صدرها.. هل من الأفضل التعجيل بالتجميل وهي صغيرة أم أن الانتظار لحين تكبر ويشتد جلد الجسم أفضل؟

عندما يكون هناك حرق في الرقبة، قد يحدث حالة من الانقباض لها حين التئام الحرق، ولذلك يجب ملاحظة وضعها أثناء الالتئام، ويجب أن ترتدي رقبة حتى لا يحدث هذا النوع من الانقباض، وتقرير موعد التجميل يكون حسب الوضع والحالة، فليس مستحب تأجيل العملية لتقدم السن؛ لأن الأطفال الصغار عند الالتحاق بالمدرسة يكون لديهم إشكالية نفسية، نتيجة مزاح زملائهم والتعليق على الشكل، وأصبحت هناك بدائل عديدة في الوقت الحالي لتوفير الجلد، فهناك مُمدد أنسجة نزرعه تحت الجلد لتكبيره واستعماله، فلا حاجة لنا بالانتظار في تلك الحالات.

ما أبرز الجراحات التي تعتز بإجرائها؟

أجري العديد من الجراحات وآثار الحروق وتبديد الأنسجة، وأعتز جدًا بجراحات حالات الإصابات والحروق؛ لتغيير الوضع قدر المستطاع؛ ما يعود الأمر بالسعادة على الطبيب بعد الحصول على نتائج جيدة، وهذا بالطبع نابع من السعادة التي يشعر بها المريض بعد أن يتخلص من التشوهات ويستعيد الصورة الجميلة التي خلقه الله عليها.

أشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.. هل استوقفك شيئًا منها حاز إعجابك وتود تطبيقه؟

كثيرًا، فأساسًا عندما نختار رسالة الماجستير أو الدكتوراه يجب أن يكون موضوعها له تأثير بعد الانتهاء منه، والاختيار يكون له قواعد، حتى يفيد الطالب أو المجتمع أو التوصل إلى شيء جديد في ذلك التخصص، وكانت هناك رسائل كثيرة عن الحروق وأفكار جيدةً جدًا وتم تطبيقها وغيرها في التجميل، وكان لي بحثًا عن الفتوق الجراحية الكبيرة وتوصلنا لطريقة مبتكرة لتصليح البطن.

هل من محاذير تقف أمامك فيمن يرغبون في تجديد شبابهم أو الحصول على الشباب الدائم؟

لا توجد حالة شباب دائم، وتوجد علامات تظهر في الجسد طوال الوقت ودورنا أن نقلل من هذه العلامات، مثل: الحُقن التي تقلل التجاعيد، وممددات الوجه التي تُقلل خطوط عميقة؛ لتجعلها صغيرة، فنحول آثار العمر على الوجه، ولا نغير في العمر نفسه.

ومن أهم المحاذير أن المريض يجب أن يكون على دراية بطبيعة العملية الجراحية، وما أبعادها ويتوقع توقعًا سليمًا بعد إجرائها ما سيحدث حتى لا يتفاجأ بشيء أخر، فالطبيب يجب أن يشرح للمريض ماذا سيفعل، وما نتيجته وسببه، لأن العلاقة بين الطبيب والمريض مهمة جدًا، وكذلك المناقشة بينهما، وهناك المدخنون يجب توقفهم عنها قبل العمليات بفترة من الزمن، لأنه يؤثر في الدورة الدموية ومدى نجاح العملية، وكذلك من لديهم سمنة كبيرة يُستحب أن يتخلصوا من الوزن الزائد قبل إجراء بعض العمليات، وظهر في الوقت الحالي علاج السمنة المفرطة بعمليات، ما يعرضهم لفقدان الوزن؛ ويجعلهم في حاجة لعمليات شد لإصلاح القوام.

إلى ماذا تعزي وفاة البعض نتيجة إجراء جراحات تجميل كما حدث مع إحدى الممثلات؟

الأمر ليس له علاقة بالتجميل، وما يتردد بين الحين والأخر له علاقة بالتخدير وليس التجميل قبل إجراء العملية، وقد تحدث في جراحات التجميل أو غيرها حسب نوع العملية، وهي قليلة جدًا بالنسبة لعمليات جراحة التجميل وقد لا تُذكر، مقارنة بعشرات الآلاف من عمليات التجميل التي تُجرى خلال العام الواحد.

ما الضوابط التي تلتزم بها قبل الاقدام على أي جراحة تجميلية؟

التزم بإيضاح الوضع تمامًا للمريض، وماذا ستكون النتيجة المرجوة، والاحتياطات التي يجب أن يتبعها بعد العملية، وأن تكون مفيدة بشكل واضح، لأنَّه أحيانًا ما يطلب بعض المرضى عمليات لا يعرف مداها ولا حقيقة نتيجتها؛ لذلك دوري أن أوجهه وأقنعه أنها لن تفيده كما يظن، وقد يكون لها مشاكل بعد إجرائها، ولذلك المريض يجب أن يكون في حاجة لتلك العملية بشدة، وذلك حتى نخرج بنتيجة ترضي كلانا.

وما الإجراءات التي يجب أن يتبعها المريض المُقدِم على عملية جراحية؟

أولًا يجب أن يختار طبيبًا جيدًا، وذلك يحتاج مجهودًا وعناءً؛ لأنه يجب أن يكون أستاذًا بإحدى الجامعات، وعضوًا في الجمعية المصرية لجراحين التجميل، وتلك هي أهم خطوة؛ لأن الطبيب المتخصص يشرح لمريضه كل شيء ويكون صريحًا معه، وبعد ذلك يكون دور الطبيب، ما دامت حدثت الثقة؛ لأنه من يقود الأمر بعد ذلك، ويجب على المريض ألَّا يلتفت لأي شيء، وأن يكون حسن الاختيار.

هل عمليات التجميل للأغنياء فقط أم أن كلفتها في متناول العامة؟

كانت للأغنياء فقط في أوقات سابقة، إنما الآن أصبحت عمليات التجميل في كل الأماكن ومتاحة لجميع الناس، وأصبحت متاحة في جميع المستشفيات المجانية دون مقابل، وفي مستشفى قصر العيني نُجري كمًا هائلًا من العمليات المجانية سنويًا، وأصبحت هناك حالة وعي عام من المجتمع عن التجميل عكس ما كنَّا عليه قبل 20 عامًا مضت، وأصبح الناس على دراية أنه من الممكن أن يكون شكلهم أفضل وأن ذلك مُتاح، فأصبح الإقبال عليه من جميع الطبقات.

هل تختلف جراحات التجميل بين الذكر والأنثى؟

هناك عمليات مشتركة وأخرى خاصة بالسيدات، وبالتأكيد هناك اختلافات، فمثلًا في عمليات الشد يحتاج الرجال أن يكون الشد أقل من السيدات، وحقن التجاعيد، يحتاج الرجال جرعة أكبر من السيدات؛ لأنها لديهم أعنف وأقوى، وعمليات الشفط تكون أكثر لدى السيدات وليس الرجال، وكذلك زرع الشعر يكون أكثر لدى الرجال.

هل توجد أرقام سواء مصرية أم عربية تؤكد الإقبال على هذا التخصص؟

نُجري حاليًا رسالة حتى نعرف مدى الإقبال، لكن لم نصل إلى نتائج حقيقية، لكن بالتأكيد الإقبال كبير، وبعد الانتهاء منها سيكون لدينا أرقام واضحة.

ما أكثر احتياجات الحالات التي تتردد على عيادتك؟

عمليات شد البطن وشفط الدهون وزرع الشعر.

ما أسباب لجوء بعض الشباب لعمليات التجميل؟

رضا الإنسان عن شكله مهم جدًا، ويعود على حالته النفسية، وتفاعله مع من حوله، فمثلًا هناك من يشعر بالضيق من الصلع، ما يضطره لتأجيل زواجه، ولا يستطيع أن يعمل ويشعر بأنها تعطله في حياته، أو هناك بعض الحالات ممن لديها عيب خلقي أو وراثي، وهناك من فقد وزنًا كثيرًا ولديه ترهل.

متى ترفض حالة جاءت تطلب التجميل؟

كثيرًا ما أرفض ذلك، وتكون عندما يطلب المريض شيئًا أرى أنه لن يفيده، أو أراه متوقعًا توقعًا مختلفًا عن النتيجة الحقيقية، أو لديه مشاكل صحية تمنعه من إجرائها، فأوجهه لكيفية العلاج الأفضل.

كونك أستاذًا لجراحة التجميل في كلية الطب.. ما أهم ما تنصح به طلابك وشباب الأطباء؟

أولًا يجب اختيار التخصص الذي يحبه منذ البداية، والفترة الأولى التي يقضي فيها حياته حتى يحصل على الدكتوراه، هي الفترة الذهبية التي يتعلم فيها كل شيء، ما تحتاج إلى اجتهاد عنيف جدًا، وعلى قدر المستطاع يحاول السفر، وأن يكتسب خبرات من مجموعات مختلفة في أمريكا وأوروبا والبعثات المتعددة، فهناك مدارس مختلفة في العالم، وجراح التجميل مهارته أن يكون لديه حلول عديدة ومتى يستغلها، والتجميل مثل أي شيء في الطب يتجه إلى التخصص الدقيق، ليكون متميزًا فيها جدًا.

• فريد العلي: هدفنا.. تعزيز الهوية ...
• "المخترع الصغير" فادي: ابتكرتُ ...
• #عروب_المولى أول كويتية تتخصص في ...
• «شيخ التربويين الإسلاميين».. ...
• أبو سنة: أعيش في واقع متقلب ومتدفق ...