الخميس، 02 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

349 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

s11201113223041 

القاهرة – آية إيهاب:

له مع الأطفال حكايات لا يمكن عدها، وفي عوالمهم الصغيرة ترك روائعه وإبداعاته، فأثرى مخيلتهم وألهمهم، وسقاهم من نبع متجدد لا ينضب. في رصيده 400 كتاب.. وفي كل كتاب حكاية جديدة ينام الأطفال على أحداثها، ليستيقظوا صباحاً على حلم كبير بحجم السماء. تلك هي حكاية الكاتب المصري يعقوب الشاروني مع أدب الطفل.. ولا يخفي الشاروني حسرته إزاء حال لجان تحكيم الجوائز الأدبية في عالمنا العربي، حاليا، ويوضح أنه شخصيا يرى جائزته الكبرى هي في عيون الأطفال فقط. ويشير في الصدد إلى أن المؤسف هو واقع وسمات عمل من يبدعون أو يحكمون ويقيمون مستويات الابداع الادبي الموجه للطفل، يتعاملون مع عقول الأطفال على أنها ورق.

حصلت روايتك «ليلة النار» على مرتبة الشرف كأفضل رواية للفتيان، ذلك كواحد من أفضل خمسة كتب للأطفال على مستوى الوطن العربي في مسابقة اتصالات لأدب الأطفال بالامارات لعام 2015، ما الذي ميزها؟

اخترت في روايتي هذه موضوعاً اجتماعياً ولكن له أبعادا أخرى، فمن خلال حي عشوائي مملوء بالقمامة تنبثق قوة داخلية من أعماق البشر، ليستطيعوا بفضل ثورتهم وإصرارهم وعزيمتهم تغيير العالم من حولهم، إنها «ليلة النار» التي تقدم الوجه الحقيقي للتعاون بين البسطاء لمواجهة أكبر التحديات، وتكشف عن قدراتهم على رؤية مستقبل أفضل لجيل جديد من الأبناء، وهؤلاء البسطاء عادة ما يُظلمون ويجري التعامل معهم على أنهم مجرمون، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، وهذا ما تظهره القصة.

ما تقييمك لجوائز أدب الطفل.. وهل تعطي الكاتب حقه؟

للأسف، يتصور أعضاء لجان تحكيم جوائز أدب الطفل أن العمل الساذج هو الأكثر نجاحاً، وذلك لأنهم ينظرون إلى عقل الطفل على أنه ورق، وهذه قضيتنا الحقيقية حتى في تحكيم جوائزنا، فاختيار المحكمين في غالبية الأحيان يكون من بين كُتَّاب الكبار يمتلكون الخبرة في مجالهم بينما يجهلون احتياجات الطفل ولا يعرفون عن أدبه شيئاً، وبالنسبة للأدب بشكل عام فالنص هو الأساس، وهو الذي يعيش ويبقى، أما الرسوم فتتغير من كتاب لآخر.

يعاني الوطن العربي مشكلات كثيرة في التعامل مع الطفل، ما أبرزها في نظرك؟

المشكلة الأصل تكمن في مقارنة الصغير (الطفل) بالشخص الكبير، وهذا يعود لتصور قديم بأن الطفل سيولد ليتصرف كالكبار، لدرجة أنه حينما يخطئ الكبير يقال له «بلاش شغل عيال»، أما بالنسبة لي، فأرى أن كل سن تعطي أفضل ما لديها في كل مرحلة عمرية، فلكلٍ سن قدراتها.

يتعامل كثيرون مع كتاب الطفل على أنه وسيلة للتربية أو لتعزيز اللغة، كيف تنظر لذلك؟

إذا أردت أن أجعل عملي الأدبي وسيلة للتربية أو لتنمية اللغة فسأفشل، فتنمية اللغة مهمة المعلم في المدرسة، والتربية مهمة الأهل والمدرسة.

أما الهدف من العمل الفني للكبار والصغار سواء كان موسيقى أو أدبا فهو الإبداع، إذ إن النفس تستمتع بالقراءة كما تستمتع العين برؤية الموناليزا أو تمثال آشوري أو فرعوني من آلاف السنين، وهذه المتعة تفرض نفسها بغض النظر عن القيم الجمالية التي في ضوئها أنتج هذا العمل الأدبي.

كيف تنظر لأعمالك في ضوء غياب النقد؟

إجابة هذا السؤال تكمن في الحاجة الملحة لترجمة الدراسات النقدية الغربية حول أدب الأطفال، وكان لي مساهمة كبيرة في ذلك، إضافة إلى أنني كاتب أطفال ولدي 400 عمل أدبي، كما استفدت من النقد الموجه إلى أدب الكبار وطوعتها في خدمة أدب الأطفال، إذ وجدت حولي مكتبة غنية منذ كنت طفلاً في السابعة من العمر، وتربيت على كتابات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، إضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها من أخي الأكبر الكاتب والناقد يوسف الشاروني.

هل يعي المجتمع العربي حاليا ماهية ما يحتاجه الطفل؟

لاحظت أن كل بلد عربي ينظم مسابقات بجوائز سخية جداً للأطفال، تضاهي قيمتها جوائز الكبار، ولكن مع هذا لا يوجد هناك حركة نقد، كما لا يوجد أدنى اتفاق على ما هو العمل الجيد للأطفال، وسبب ذلك عدم وجود دراسات نظرية أو تطبيقية يمكنها أن تساعد الناقد على معرفة الحد الأدنى المطلوب لما يحتاجه الطفل.

اقتنصت جوائز أدبية كثيرة، ما أهميتها بالنسبة لك؟

الكاتب الذي يكتب بإخلاص يحصل على جائزته الكبرى من الأطفال، فحين أجد كتاباً لي طُبِع 16 طبعة تكون جائزتي قد وصلتني، وأن تخبرني أمٌّ أن ابنها يصر على قراءة إحدى قصصي لأكثر من عشر مرات، أكون قد حصلت على حقي، وبالنسبة لي، أرى الجوائز الأدبية تعوض غياب النقد، وخصوصاً أنه لا توجد حركة منظمة لدراسة أدب الأطفال في العالم العربي، لا تنظيرياً ولا تطبيقياً.

ما الذي تعنيه بغياب النقد؟

عناوين كثيرة موجودة لدينا اليوم لم يتناولها أي ناقد، وأخشى أن أقول إن ما جرى نقده تصل نسبته إلى 1%.

هل تأثرت كتاباتك بالسياسة؟

ليس هناك مثقف حقيقي لم يتأثر بالسياسة، فأنا كغيري أعيش عصري، ومشكلاتنا الاجتماعية ترتبط ارتباطاً مباشراً بالسياسة، ولا يمكن فصلها عنها، ولا بد أن تظهر آثار السياسة بين سطور الرواية الاجتماعية بشكل أو بآخر.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال