الجمعة، 03 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

357 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

osamaa1 

قدرة الله نسجت الكون بحكمة بالغة وتدّخل الإنسان سبب مشكلاته

نفذت وحدتين بالفعل من الجهاز وحصل على 9 جوائز محلية ودولية

ثقافة الملكية الفكرية وتسجيل براءات الاختراع أخطر ما يواجه المخترع العربي

القاهرة – إسلام أحمد:

أكد أسامة عبدالقادر أحمد متولي مخترع أول جهاز من نوعه لحماية البيئة من التلوث والاحتباس الحراري من منبعه أن قدرة الله نسجت هذا الكون بحكمة بالغة وقدرة فائقة مصداقًا لقوله تعالى «إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر» وأن التدّخل السلبي للإنسان في هذا السياق الكوني هو سبب الكوارث البيئية التي يعاني منها العالم، مشيرًا إلى أن جهازه أشبه بفلتر يقوم بتنقية الانبعاثات الضارة من مصدرها لمنع وصولها إلى الهواء، ومن ثم حماية البيئة من أضرارها المدمرة.. وأكد في حواره مع "الوعي الإسلامي" ان الجهاز تم تنفيذه وتجريبه بالفعل، وأثبت كفاءة عالية، وينتظر تعميمه على نطاق واسع.. إلى التفاصيل.

تعاني البيئة من العديد من الأخطار منها الانبعاثات السامة التي كانت دافعك لابتكار جديد.. حدثنا عن ذلك؟

مع ظهور الثورة الصناعية واستخدام مشتقات البترول في تشغيل المصانع ومحطات توليد الكهرباء والمحارق المختلفة، بدأت تظهر مشكلة تلوث الهواء بالانبعاثات السامة، لكنها لم تكن بهذه الصورة المؤلمة التي أصبحت عليها الآن. ومع بداية التسعينيات، ظهر شبح جديد خاصة في مصر وهو السحابة السوداء التي تطل علينا بوجهها القبيح في كل عام وكأنها أصبحت من الطقوس المعتادة في حياتنا، وهذا بسبب حرق قش الأرز بنظام الحرق المفتوح في الهواء الجوي وتصاعد الأدخنة والغازات السامة إلى الهواء الجوي وتلويثه، وكل هذه المظاهر كانت دافعًا لي للتفكير في تقديم حلول علمية للمساهمة في الحفاظ على البيئة.

وما خطر الانبعاثات السامة الناتجة عن الأنشطة الصناعية؟

أي اختلال في الاتزان البيئي يلحق الضرر بالإنسان والبيئة، لأن قدرة الله نسجت هذا الكون بحكمة بالغة وقدرة فائقة، حيث قال الله تعالى «إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر» فعندما تدّخل الإنسان في هذا السياق الكوني وأساء التعامل مع مكونات هذا الكون ولم يراع حق الآخرين في الاستمتاع بجمال الكون والحفاظ على النسب الطبيعية التي قدّرها الله في الكون بدأت تظهر مشكلات مدمرة تمثل خطورة على حياة الإنسان على كوكب الأرض، بداية من ظهور ثقب الأوزون والاحتباس الحراري وما يترتب عليهما من مشاكل كونية خطيرة جدًا، منها على سبيل المثال زيادة نسب المياه في البحار والمحيطات والأشعة فوق البنفسجية والمطر الحمضي ورفع درجة حرارة الأرض، وأخطر من ذلك، غاز أول أكسيد الكربون الذي يتّحد مع خلايا الدم في جسم الإنسان ويكوّن مركبات ثابتة داخل الخلايا تمنع مرور الدم داخل الشرايين والأوردة مما يترتب عليه حدوث تسمم أو وفاة.

osamaa2

بنيتَ فكرة المشروع على تحويل الانبعاثات السامة إلى رواسب تفيد التربة الزراعية. كيف يتم ذلك؟ وما تلك الرواسب؟

تعتمد فكرة الجهاز على نظرية علمية لفارادي أندروز وتم تطويرها للاستفادة منها في حماية البيئة من التلوث، ومن خلال استعراض جهود العلماء للوصول إلى حلول علمية للتخلص من مشكلة الانبعاثات السامة وجدت الآتي:

1ـ تغيير أنواع الوقود المستخدم في تشغيل المصانع والمحارق واستخدام بدائل نظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة.

2ـ استخدام نفس مشتقات البترول مع إزالة الملوثات قبل خروجها للهواء الجوي وتلويثه.

وهذا المقترح هو الأساس الذي قامت عليه فكرة الاختراع، حيث تم تصميم جهاز يتم تركيبه على مصدر الانبعاثات السامة قبل خروجها إلى الهواء الجوي، إذ تمر الانبعاثات السامة بثلاث مراحل: الأولى حقن هوائي، والثانية تبريد وتكثيف، والثالثة تفاعل كيميائي ينتج عنه خليط من الرواسب الجيرية الغنية بمركبات تفيد التربة الزراعية، بحيث تتم عملية الاحتراق في المصانع أو المحارق بدون تلوث هوائي يلحق الضرر بالإنسان والبيئة.

هل ثبت علميًا صلاحية ابتكارك للإنسان والتربة بالفعل؟

بعد تنفيذ الجهاز في أحد المصانع التي تقوم بالمعالجة الحرارية لقش الأرز وتحويله إلى مادة السيليكا واستخدامها في صناعة الحديد والصلب، كان من الضروري تقييم كفاءة هذا الاختراع ومعرفه مدى جدواه، وبالفعل تم تقييم أداء الجهاز من قبل خبراء مركز دراسات تقييم الأثر البيئي والاستشارات البيئية بجامعة المنصورة تحت إشراف د.إبراهيم جار العلم راشد عميد كلية الهندسة الأسبق وتم إعداد تقرير عن كفاءة الجهاز والنتائج التي حققها في الحد من تلوث الهواء والوصول بنسب الملوثات إلى أقل من النسب القانونية التي نصّ عليها قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994.

هل يغنينا هذا الجهاز عن السماد وغيره من المواد المستخدمة للزراعة؟

لا، ولكن هي محاولة لتدوير المخلفات الغازية والاستفادة من مخرجات عملية التفاعل الكيميائي.

osamaa3

هل حصل الاختراع على جوائز؟

نعم، بفضل الله حصل الجهاز على العديد من الجوائز على المستويين المحلي والدولي من خلال الاشتراك في المعارض والمؤتمرات وتمثيل مصر بهذا الجهاز في العديد من المناسبات، منها: المركز الأول على مستوى جامعة المنصورة في مسابقة الابتكار والاختراع، وتم التكريم من رئيس الجامعة.الميدالية البرونزية على مستوى الشرق الأوسط من النادي العلمي الكويتي في المعرض الدولي الأول للاختراعات، المركز الأول على مستوى الجمهورية في مجال البيئة من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في المعرض الثاني للابتكار والاختراع، التكريم في عيد العلم بجامعة القاهرة تحت رعاية وزير الدولة للبحث العلمي، الميدالية الذهبية من معرض كوريا الدولي، ودرع خاص من جمعية المخترعين الآسيوية، وسام الاستحقاق في مهرجان المخترعين بكوريا، من أفضل ثمانية أبحاث في مجال المشاريع البيئية في البرنامج المصري الألماني ZERO AWARD، تم عرضه خلال ورشة عمل عن الملكية الفكرية وإدارة الابتكار والنشاط الإبداعي بجامعة الدول العربية، تم التكريم في المؤتمر الدولي الأول للبيئة في دولة المغرب في أبريل 2015.

مجال دراستك تربوي ومع ذلك خرجت علينا بهذا الاختراع المرتبط بالبيئة والزراعة؟

لقد وهب الله الإنسان العقل ليتأمل في الكون ودراسة ظواهر الكون، وقيمة العقل في تفسير الظواهر وإدراك العلاقات بين منظومة الكون وتوظيف العلم لخدمة الإنسان على مر العصور، وساهم العلم في الغوص في قاع البحار والمحيطات والتحليق في الفضاء الفسيح وجعل العالم كأنه قرية واحدة وحوّل خيال الإنسان إلى واقع ملموس، وعلماء العرب كانوا بارعين في مختلف فروع العلم من خلال دراسة الكون وتفسير ظواهره المختلفة كابن سينا والخوارزمي وابن رشد وغيرهم، فالعلم ليس قاصرًا على فئة دون أخرى، إنما من يتأمل ويفكِّر ويتبع الأسلوب العلمي فحتمًا سيصل إلى حقائق ونظريات علمية.

ومع الاهتمام الكبير بقضايا تلوث الهواء وظهور ثقب الأوزون والسحابة السوداء والاحتباس الحراري بدأت أفكر في حلول لمشكلة تلوث البيئة بالانبعاثات السامة الناتجة عن عملية الاحتراق فتوصلت إلى تصميم هذا الجهاز.. والذي تم تنفيذ نسختين منه حتى الآن: إحداهما في مصنع يقوم بالمعالجة الحرارية لقش الأرز، والأخرى مع نادي العلوم والتكنولوجيا.

كم من الوقت استغرقت للخروج بالجهاز إلى النور؟ وما الوسائل التي استخدمتها خلال عملك؟

في الحقيقة، ظهرت الفكرة لديّ في أثناء الدراسة بكلية التربية جامعة المنصورة، ثم استغرقت فترة من الدراسة إلى أن جاءت الفرصة وتم التنفيذ تحت رعاية رجل أعمال، وقد استغرقت فترة التطبيق الفعلي داخل المصنع ما يقرب من تسعة أشهر أخذت فترة في المحاولة والخطأ إلى أن وصل إلى مرحلة النجاح.

وكم كلفك من الناحية المادية؟

لقد تم تنفيذه على نفقة صاحب مصنع، تكلف النموذج الأولي نحو 15 ألف جنيه (ألفي دولار)، مقارنة بالفلاتر المستوردة التي تصل تكلفتها نحو120 ألف جنيه وتتعرض للانسداد وأعمال صيانة بدرجة مكلفة.

يشتكي كثير من المخترعين من عدم الاهتمام وإهمالهم.. أطلعنا على المعوقات التي واجهتها أثناء عملك في الجهاز؟

لا شك أن أي فكرة جديدة تتعرض لمعوقات فنية وتحتاج إلى خبرات علمية تسهم في التعديل والتطوير للوصول إلى أفضل النتائج، وهذه المرحلة تعرضت لها في البداية إلى أن قابلت الدكتور إبراهيم جار العلم راشد عميد كلية الهندسة جامعة المنصورة الذي قدم لي الدعم العلمي والفني الذي أدى إلى نجاح الجهاز.

من وجهة نظرك.. كيف ترى واقع البحث العلمي في مصر والوطن العربي؟

يحتاج إلى نقلة نوعية من المعنيين حتى نصل إلى المستوى المطلوب، وأن تكون هناك مؤسسات حكومية أو مدنية تجذب المخترع منذ أن تتولد لديه الفكرة وتقدم له الدعم العلمي والفني وتساعده في دراسة الجدوى للاختراع إلى أن يصل لمرحلة التسويق ويصبح منتجًا يغزو السوق، والمشكلة عندنا في الوطن العربي وجود حلقات منفصلة، فالمخترع وصاحب فكرة مبتكرة يفتقر إلى الدعم العلمي والفني ودراسة الجدوى والتصميم الهندسي بما يتناسب مع تنفيذ الفكرة بالصورة الصحيحة، وكذلك يفتقر إلى ثقافة التسويق، وأخطر شيء ثقافة تسجيل براءات الاختراع والحفاظ على الملكية الفكرية، كل هذه المعوقات تواجه المخترع العربي، وقد تمت مناقشة هذه المعوقات خلال ورشة عمل في جامعة الدول العربية.

كيف ترى افتقاد كثير من المواهب في المجتمع للتشجيع والمكان الملائمينلتنمية مهاراتهم؟

نريد في المرحلة المقبلة أن ينال المخترع العربي مكانته التي يستحقها مثل نجوم المجتمع الآخرين، من خلال وضع آليات متعددة من شأنها نشر ثقافة جديدة داخل الوطن العربي لغرس ثقافة الإبداع والابتكار لدى الأجيال القادمة لتحقيق نهضة ورقي الوطن العربي.

أين الاختراع من مرحلة التنفيذ على نطاق واسع؟

الاختراع الآن يحتاج إلى شركة متخصصة تقوم بتصنيعه وتسويقه على نطاق واسع للمساهمة في حماية البيئة من تلوث الهواء بالانبعاثات السامة.

ما الذي يضيفه لك لقب "مخترع"؟

لقب مخترع لا يمثل لي أي إضافة ما دام المجتمع لم يستفد من هذا الجهاز، إضافة إلى أنني عندما فكرت في اختراع هذا الجهاز لم أنتظر من ورائه أي مكاسب إلا أن يشعر الإنسان بأن له قيمة في مجتمعه وليس مجرد كائن بيولوجي يأكل ويشرب ويتكاثر ويموت فقط، إنما قيمة الإنسان عندما يوظف فكره وعقله ويخدم الآخرين، إذ لكل إنسان ملكات وقدرات كامنة داخله ويحتاج من يساعده لكي يستلهم هذه الملكات ويوظفها ليشعر بوجوده في هذه الحياة.

هل من الممكن أن نؤسس لمرحلة جديدة من اكتشاف المواهب والملكات المميزة لكل إنسان ونعمل على توظيفها وتفعيلها لخدمة المجتمع؟

أعتقد لو نجحنا في ذلك فإننا نستطيع أن ننهض بالوطن العربي من كبوته.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال