هذه أسرار القطة "سندباد" والحصان الأعمى ودولة "ليبرلاند" المزعومة!

المرأة العربية لا تصلح لأن تكون رحالة.. وفي البرازيل سألوني عن أمي

لحم الحصان أكلة المنغوليين.. وأجازة وضع لرجال السويد

القاهرة – الوعي الشبابي:

لا يأمن على زوجته من مرافقته في رحلاته المجنونة حول العالم، وهي الرحلات التي باع من أجلها شقته وسيارته وأغضب أمه، كما لا يثق في قدرة الفتاة العربية على أن تكون ندًا له في عالم الترحال، وهو العالم الذي يؤكد أنه ليس للمتعة ولا الترفيه، بل لرسالة وطنية نبيلة.. هذا هو الرحالة المصري الشهير أحمد حجاجوفيتش الذي زار حتى الآن 115 دولة، والتقى كبار قادة العالم، ولُقِب بـ"ابن بطوطة المصري" والذي كان معه هذا الحوار.

تعد أحد أبرز رحالة مصر والعالم العربي في العصر الحديث.. كيف كانت بدايتك إلى هذا العالم الفريد والمثير؟

قصتي مع الترحال بدأت منذ الطفولة، فأنا أحلم بالسفر حول العالم منذ مرحلة مبكرة من طفولتي، كنت أكتب أحلامي على جدارن بيتنا وكانت أمي تغضب من ذلك، وكان أهم حلم لدي هو زيارة كل دول العالم والتعرف على ثقافات شعوبها، وحينما كنت في الصف الثالث الابتدائي وخلال ظهورى في أحد برامج الأطفال سألني المذيع عن حلمى الذى أتمنى تحقيقه فرددت عليه بأنني أريد السفر الي اليابان، لاعتقادي وقتها أنها أبعد دولة في العالم، وقد لاحظ جدي لأبي حبي للسفر ورغبتي في زيارة العالم كله، فنصحني أن أصبح طيارًا حتى تتاح لي فرصة التنقل بين مختلف الدول، لكننى قلت له وقتها إنني أحب الناس والسفر معًا.

بعتُ شقتي وسيارتي

ما أول بلد زرته وكيف دبرت مصاريف رحلتك الأولى؟

رحلتي الأولى كانت إلى ألمانيا صيف عام 2007، واضطررت وقتها الى بيع شقتي وسيارتي لتدبير النفقات اللازمة لتلك الرحلة وواجهت صعوبات كبيرة في التعامل مع الألمان لأن المواطن الألمانى يعتز بلغته الى أقصى درجة ولا يتحدث سوى الألمانية لكنى نجحت والحمد الله في اجتياز الرحلة بنجاح ثم توالت بعد ذلك الرحلات والزيارات الى مختلف الدول حتى ان البعض وصفني بـ"ابن بطوطة" القرن الحادي والعشرين بعد زياراتي لأكثر من 115 دولة حتى الآن.

ما المواصفات الأساسية التي ينبغي توفرها في الرحالة الناجح؟

هناك مواصفات عديدة يجب أن يتمتع بها الرحالة، أهمها الصبر وحب المغامرة وعدم الخوف من المجهول، والبحث عن كل جديد، بالاضافة الى إجادة أكثر من لغة لأن الرحال يتعامل مع شعوب مختلفة الثقافات، ولابد أن يكون ملمًا بتايخ وحضارة البلاد التى ينوي زيارته، وبالطبع يجب توافر الأموال الكافية، لأن الرحلة الواحدة تتكلف مبالغ ضخمة.

اذن.. هل يشترط أن يكون الرحال ثريًا كي يتمكن من الإنفاق على رحلاته ام أن هناك شركات أو جهات ترعى هذا النوع من الرياضة؟

الثراء وامتلاك المال الكافي شرط أساسي لمن يرغب في أن يكون رحالة ناجحا، ففي البداية لن يجد أي جهات ترعى رحلاته أو تقف الى جواره خصوصا أننا في الوطن العربى لم نصل بعد الى مرحلة الايمان بأهمية الترحال وبدور الرحالة في نشر الثقافة العربية، وفي تعريف العالم بقضايانا العادلة، وهنا أحب أن اؤكد أن رحلاتنا للخارج ليست للمتعة ولا الترفيه فأنا أتعرض فيها لمخاطر كبيرة.

حدثنا اذًا عن أهم المخاطر التى واجهتها خلال جولاتك المكوكية حول العالم؟

أخطر المواقف التى تعرضت لها كانت في الهند، يومها كنت في زيارة لمنزل السفير المصري في العاصمة نيودلهي، وبمجرد خروجي من منزله هاجمني قرد وعضني في كتفي، كما عض زميلي المصور الذى كان يرافقني، والغريب أننا حينما ذهبنا إلى أحد الأطباء كان سعيدا جدا وقال لنا نصًا: "القرد أعطاكم من بركاته"، أيضًا تعرضت في إحدى رحلاتي لقضاء 250 ساعة في أطول رحلة بالقطار في العالم بين ثلوج سيبيريا في درجة حرارة تحت الصفر بنحو 74 درجة خارج القطار.

وهل تجد صعوبة في التأقلم مع مواطني تلك الدول نظرًا لاختلاف العادات والتقاليد؟

بالعكس، لا أجد صعوبة اطلاقا، ففي معظم الدول التى زرتها لا يوجد تفرقة بين البشر بسبب دياناتهم أو جنسياتهم، والجميع يرحب بي حين يعلمون أني مصري، وأن رسالتى نشر ثقافة السلام والمحبة بين مختلف شعوب العالم، وفي معظم رحلاتي أكون ضيفا على العائلات، واندمج معهم في معيشتهم واكتسب خبرات جديدة، لأن السفر بالنسبة لي حياة.

المرأة والترحال

ما كان موقف الأسرة سواء قبل الزواج أو بعده من مغامراتك مع كل ما تتضمنه من مخاطر.. هل كان موقفًا داعمًا أم معارضًا؟

والدتي كانت من أشد المعارضين لسفري، وغضبت بشدة حين بعت شقتي وسيارتي لتدبير نفقات السفر، وكانت ترى أنني أضيع أموالي في "كلام فارغ"، وقاطعتنى لفترة طويلة لكنها بعد فترة ومع اهتمام وسائل الاعلام برحلاتي واستضافتي في القنوات الفضائية بدأت تشجعني، وأصبحت سعيدة للغاية بما أحققه من نجاح ورفعي لعلم مصر في البلدان التي أزورها، وبعد الزواج أصبحت زوجتي تتحمل عبء غيابي عن المنزل لفترات طويلة، إضافة إلى تأثر ميزانية الأسرة بالمصاريف التى أنفقها على رحلاتي، كما أن زوجتي لديها دائما خوف على حياتي بسبب المخاطر التي أواجهها في رحلاتي، وفي مرات كثيرة طلبت مني التوقف عن القيام برحلات خارجية.

وهل يمكن أن تصطحبها في إحدى مغامراتك؟

هذا أمر مستحيل، ولا يمكننى القيام به نظرا للمخاطر التي تواجهني والتي لا أقبل تعرض زوجتي لها، فرحلاتي كما قلت ليست للترفيه أو التسلية، إنما لاكتشاف عادات وثقافات الشعوب التى أزورها، وبالتالي أنا لا أذهب الى الفنادق ولا أقيم في المنتجعات إنما احتك احتكاكًا مباشرًا بالمواطنين.

وهل ترى إمكانية لنجاح الفتاة أو المرأة العربية في أن تصبح رحالة ناجحة حول العالم؟

لا أرى أن هناك امكانية لنجاح المرأة العربية في أن تصبح رحالة ناجحة، وهذا ليس له علاقة بجنسهاة كامرأة، إنما لطبيعة تكوينها، فالرحالة الناجح لابد أن يتمتع بمواصفات لا تتماشى مع الطبيعة الجسدية والنفسية للمرأة، إذ أنه يواجه مواقف صعبة وخطرة للغاية ربما لا تستطيع المرأة تحملها، ومن الممكن ـ وهذا حدث مع كثيرات ـ أن يتم التحرش بها أو محاولة ايذائها جسديا، وأرجوا الا يُفهم كلامي على أنني ضد ترحال المرأة، ولكني أرى أن لها فرصًا عديدة للنجاح في مجالات أخرى.

قضايا الوطن

لماذا برأيك لا ينتشر هذا النوع من الرياضات في عالمنا العربي مقارنة بالغرب.. هل سقط من اهتمامات المسؤولين عن الرياضة والشباب؟

دعنا نتحدث بصراحة.. الحقيقة أننا في العالم العربى لا زلنا أسرى أفكار قديمة عفا عليها الزمن، وكل شخص لا يفكر سوى في نفسه، ولا يرغب في نقل تجاربه إلى الآخرين، وهناك من يرفعون شعار "أنا ومن بعدي الطوفان"، لذلك حتى لو نجح البعض وحقق شهرة دولية في مجال الترحال فإنه لا يفيد الآخرين ولا ينقل اليهم خبراته، إضافة إلى أن المؤسسات الحكومية ليست مؤمنة بقيمة وأهمية الترحال في نشر الثقافة، وفي تعريف العالم بالقضايا العادلة للوطن العربي وبنشر قيم التسامح والمحبة والسلام.

بعيدًا عن الأهداف الشخصية التي يمكن أن تحققها كرحال.. ما الذي يمكن أن تفيد به مجتمعك ووطنك العربي من مغامراتك حول العالم؟

الحمد لله، نجحت في جميع زياراتي التى قمت بها في نشر ثقافة السلام والمحبة والتسامح ورفعت علم بلادي، ونقلت التجارب الناجحة لحل المشكلات مثلما حدث مؤخرا حين طالبت بتطبيق التجربة السويدية لحل مشكلة تلوث مياه النيل، إضافة الى تقديم حلول طموحة لمشكلة مزلقانات السكة الحديد التى تتسبب في قتل المئات سنويا،وأنا حريص طول الوقت أن أعكس تمتع مصر بالأمان، وأن شعبها يرحب بكل الزائرين، وفي رحلتي الأخيرة إلى الهند والتي استمرت 3 أشهر بداية من اليابان مرورا بإندونيسيا نشرت لي أكبر مجلة عربية في الصين ملحقا خاصاً عن الرحلة وهي تطبع مليون نسخة للعرب والمسلمين في جنوب شرق آسيا، وكذلك اقوم بالقاء محاضرات داخل أعرق الجامعات والحديث عن قضايا العرب ومعاناتهم وازدواج المعايير التى تتعامل به القوى العظمى في العالم مع الأوضاع في الوطن العربي.

أماكن وذكريات

حدثنا عن أبرز الأماكن والذكريات التي مررت بها حول العالم؟

زرت حتى الآن أكثر من 115 دولة حول العالم منها الهند والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، ولدي ذكريات لا تنسى في بعض الدول التى زرتها، فمثلا اكتشفت أن في البرازيل لا ينسب الابن الى أبيه في البطاقة الشخصية، انما الى أمه، ولذلك حينما سألونى عن اسم والدتي استغربت، لكني تفهمت الأمر بعد علمي بالقواعد والقوانين هناك، وفي السويد مثلا تحصل السيدة الحامل بعد الولادة على عام كامل أجازة مدفوعة الأجر للعناية بالطفل ويحصل زوجها أيضًا على أجازة 6 أشهر بمرتب كامل ويمكن أن يحصل على 3 أشهر ويتبرع لزوجته بالـ 3 شهور الأخرى، أما في منغوليا فاكتشفت أن لحم الحصان هو الأكلة المفضلة.

خلال رحلاتك الخارجية التقيت أكثر من قائد وزعيم سياسي.. من الزعيم الذي لن تنسى مقابلته؟

بالفعل التقيت العديد من الزعماء لكني لا أنسى لقاء الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا الذى التقيته وعمرى 23 عاما وقال لي نصًا: "لو كنت مواطنا برازيليًا لصنعنا لك تمثالا من الذهب"، وهذا اللقاء ترك أثرا ايجابيا في نفسي، وجعلني أشعر بقيمة وأهمية رحلاتي، ومن المقابلات التي لا أنساها أيضا لقائي مع رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد والذي كان يدرس الاستفادة من نشاطاتي فيتنشيط السياحة في ماليزيا.

يبدو أن حب الترحال ليس هواية للبشر وحدهم.. سمعنا عن القطة المصرية التي اختبات في سفينة حتى وصلت إلى بريطانيا.. فما قصتها وما الذي يمكن أن نستفيده منها؟

هذه القطة المصرية اسمها سندباد هربت من مصر الى بريطانيا في سفينة شحن، وظلت متخفية لمدة ١٧ يومًا داخل حاوية على السفينة بلا طعام أو شراب حتى وصلت الى لندن واكتشفتها سلطات الميناء هناك، وأحضروا لها الاسعاف وطاقم رعاية صحية وحين تم نشر قصتها في وسائل الاعلام تبرع لها الشعب البريطاني بمصاريف رعايتها في ملجأ الحيوانات الأليفة، ولم تكن القطة سندباد أول حيوان مصري فهناك حصان عربي ولد في مصر وكاد أن يموت من المرض والاهمال الشديد بسبب إنه ولد أعمي عمًا كاملا منذ ولادته لولا إن صاحب أكبر مؤسسة للرفق بالحيوان بالنمسا عرف بالموضوع.. فقرر شرائه وانقاذه من الموت ووفر له حياة كريمة وجمع له تبرعات وصلت الى نصف مليون يورو، وهذا الحصان حاليا يزوره نحو ٣٠٠ زائر يومياً لمزرعة مؤسسة سالزبورغ للرفق بالحيوان بالنمسا باعتباره مثالا للصبر.

أخيرًا، ماذا عن دولة "ليبرلاند" المزعومة التي حيرت الشباب بعد ما نشرته الصحف عن فتح الهجرة إليها؟

لاحظت مؤخرا أن قطاعًا كبيرًا من الشباب المصري والعربي ليس لديه سيرة سوى عن ما يسمي بدولة ليبرلاند، لذلك قررت زيارتها كأول مصري وعربي لمعرفة حقيقة الموضوع.. والحقيقة انني اكتشفت أنها وهم كبير، لأن المنطقة التي قيل أنها أرض ليبرلاند لا يعيش عليها أحد، والشاب الذي يدعى (فيت يدليكا)، الذي أعلن نفسه رئيسًا عليها، كل حكايته إنه طوال عمره كان يتمنى ان يصبح شخص مشهور يتحدث العالم عنه، ودخل عالم السياسة والإعلام وفشل، بعدها عقد اتفاقا مع شباب صحفيين من زملائه لإرسال خبر الدولة الجديدة لأكبر عدد ممكن من وكالات الأنباء، وصممت صديقته العلم الخاص بها، وهذا الشاب ذهب الى مكان به غابات وشجر بين كرواتيا وصربيا، مساحتها كلها 7 كم مربع، وادعى ان هذه أرض دولته، والأمر كله عبثي.

• فريد العلي: هدفنا.. تعزيز الهوية ...
• "المخترع الصغير" فادي: ابتكرتُ ...
• #عروب_المولى أول كويتية تتخصص في ...
• «شيخ التربويين الإسلاميين».. ...
• أبو سنة: أعيش في واقع متقلب ومتدفق ...