الإثنين، 29 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

248 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

333e
 

الأم عليها الدور الأكبر في اكتشاف الخلل وتقويمه!

المرونة والثقة والإبداع من أساسيات إخصائي التخاطب

القاهرة - أميرة توفيق

مدحت العطار، إخصائي تخاطب وصعوبات تعلم، لديه حُبًا شديدًا للأطفال بشكلٍ عام، ولذوي الاحتياجات الخاصة ومُتحدِّي الإعاقة بشكل خاص، عمل سابقًا في المركز الأمريكي العالمي Hope International، وحصل على كورسات مُختلفة، وسعى إلى دمج الخبرات الخارجية مع المحلية، وتطويرها لخدمة الأطفال على أفضل مستوى، وبعد سنوات من الخبرة والتمرس في هذا المجال أنشأ مركز "علمني" للتعامل مع مُتحدِّي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة.. وكان لـ"الوعي الشبابي" معه هذا الحوار..

 

حدثنا بداية عن مهنة إخصائي التخاطب؟

هو من يتعامل بشكلٍ أساسي مع الأطفال التي لديهم مشاكل في الكلام، وللأسف لا يوجد جامعة أو كلية تُخرّج هذا التخصص سوى "قسم التخاطب" في كلية الطب، فنجد أن أغلب العاملين بهذا المجال، تكون خبراتهم الفعلية من خلال كورسات، بخلاف الشهادة التي درسوها.

إذن.. ما المؤهلات التي يجب أن يمتلكها من يعمل بهذه الوظيفة؟

هناك نوعان من المؤهلات، الأول المؤهل الدراسي، أن يكون دارسًا لعلم النفس أو الاجتماع، وهذا المؤهل أنا لا أشترطه فيمن أدربهم، والمؤهل الثاني والذي اشترطه أن يكون لديه قدرة التعامل مع الأطفال وتحملهم أيًا كان تعليمه، ومسئوليتنا إعطاءه الجزء العلمي، بشرط أن يكون لديه الدافع والرغبة لفعل ذلك، خاصة أن التعامل مع الأطفال بظروفهم تلك لا يكون سهلًا ويحتاج إلى مهارات عدة منها أن يكون لديه الاحساس والتعاطف مع الطفل مع ملاحظة الاعتدال في كل هذه المشاعر وألا يسرف في تعاطفه، أيضًا أن يكون مرنًا حتي يستطيع أن يُغير ملاحظته أثناء الجلسة إذا وجد أن الطريقة المتبعة غير مجدية مع الطفل، وكذا أن يكون صبورًا، ومتفاعلا مع الطفل، وأن تكون لديه الثقة في نفسه، وأن يتسم بالإبداع أثناء الجلسات في الأدوات والوسائل، وأن تكون أفكاره ومفاهيمه.

وماذا عن مركز "علمني"؟

فعليًا، افتتحته قبل خمس سنوات بهدف أن أعمل بحرية، وأن أعمل على تقديم خدمة أفضل للأطفال.. ومن هنا كانت البداية، وظل الأمر بين الصعود والهبوط في بدايته، حتى استطعت الوقوف على قدمي، وعمل معي كثيرون وساندني كثيرون، والآن وصلنا إلى وضعٍ مُستقر بفضل الله.

هل بدأت تشعر أنه حقق الهدف الذي أنشأته لأجله، وما تطلعك إلى دوره في المستقبل؟

إلى الآن أستطيع القول إنني وصلت إلى تحقيق 60% مما أريد، من تقديم خدمة مُتميزة، وأن أمتلك فريق عمل مُميز ومؤهل، وأن يوجد بالمكان الأدوات الجيدة التي تساعدنا على إنجاز عملنا، بمعنى أن يصبح كل شيء مُتميزًا، بحيث نقدم خدمة فعالة حقًا، وليس كغيره من المراكز.

أما بالنسبة للمستقبل، فنحن نسعى إلى أن يكون المركز بعد خمس سنوات من المراكز الأولى على مستوى مصر، ويُضاهي المراكز العالمية، فالمركز بالنسبة لي وللعاملين معي، تجربة نعمل على أن يُضرب بها المثل، وأن تتكرر في أكثر من مكان، ونريد أن نصدر ما نتعلمه وما نبتكره إلى الآخرين.

هل تتعامل في المركز مع كل ذوي الاحتياجات الخاصة، أم أن هناك فئات محددة؟

أود أن أوضح أولا أن كلمة ذوي الاحتياجات الخاصة، تدل إما عن من لديه قدرات خاصة عالية، أو قدرات أقل، لكن تركيزي الأكبر يكون على الأقل قدرات، وهناك بعض المراكز التي تستثني الحالة الصعبة من التعامل معها، لكننا لا نرفض أي حالة مهما بلغت صعوبتها، بالعكس فهي تشكل تحديًا كبيرًا لنا، ونُعاني كثيرًا مع الطفل وأهله، لكننا في النهاية نصل إلى نتيجة طيبة، تمنحنا القدرة على الاستمرار.

كما أنني أريد أن أوضح أن إخصائي التخاطب لا يتعامل مع الأطفال فقط، ولكن هناك بعض الكبار الذين يُعانون من مشاكل في الحديث، نتعامل معها أيضًا.

إذن هل تتعامل مع مرضى التوحد مثلًا؟

أولًا "التوحد" ليس بمرض، لكنه حالة من الممكن الشفاء منها، فهو يشبه أن يصاب أحدهم بجرح في يده، فلا نقول إن هذا الجرح مرض، لكنه حالة تستمر حتى يتم التئام الجرح وشفائه، فكذلك التوحد هو حالة غير معروف أسبابها فعليًا إلى الآن، لكن هناك كثير من طرق التعامل معه تؤدي إلى نتائج عالية جدًا، لكنها تتطلب وقتًا أطول من أصحاب الإعاقات الأخرى.

ونحن نعمل مع أصحاب التوحد، والحمد لله بدأنا في وضع أفكار جديدة لمراحل مُعينة، والحمد لله لدينا تجربة بدأت في تحقيق نجاحات عالية لم نكن نتوقعها.

متى يدرك الوالدان أن ابنهما يُعاني من صعوبات في التعلم أو بحاجة إلى اللجوء لإخصائي تخاطب؟

هناك أشياء تبدو من سن صغير جدًا، مثل تأخر النمو بشكل عام، وهذا يحتاج إلى ملاحظة الأم بشكل قوي، فهذا يبدو كمؤشر، لكنه ليس شيئًا أساسيًا، وهنا على الأم أن تعرضه على إخصائي أطفال في البداية، وتتابع معه صحيًا، فالأمر يعتمد على إحساس الأم، وحينما يصل الطفل إلى سن ثلاث سنوات، تبدأ علامات أخرى مثل رفضه الذهاب للحضانة، طريقة إمساكه بالقلم، عدم تركيزه وتشتته، وهذه الأشياء تظهر أكثر كلما زاد في السن، وللأسف فإننا في مصر مثلًا نكتشفه غالبًا في سن متأخر بالمرحلة الابتدائية أو الإعدادية.

وهل من الممكن القول إن عدم وجود وعي صحي للأهل يؤخر اكتشاف مثل هذه الحالات؟

بالفعل هذا صحيح، فللأسف الأم أصبحت مشغولة عن أبنائها بأشياء كثيرة، وبالتالي لدينا مشكلة في أسلوب التربية، ما يؤثر على طريقة التعامل مع الأطفال والانتباه لهم، وملاحظتهم بشكلٍ كبير، كما أن هناك كثير من الممارسات الخاطئة للأهل قد توجد مشاكل عدة، خاصة في صعوبات التعلم، فكثير ما يأتينا أهالي يشتكون من أطفالها ومن قلة فهمهم، وحينما نبدأ في التعامل وتحليل المشكلة، نجد أنها ناجمة عن أسلوب تعامل الأهل مع الطفل.

فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نغفل دور الأسرة أبدًا، فهو دور مُهم وأساسي، فنحن دائمًا ما نعمل على الوعي والإرشاد الأسري، كما أننا بدأنا في تقديم كورسات توعية للأسرة بالاستعانة بأساتذة متخصصين.

كيف ترى نظرة المُجتمع لمتحدِّي الإعاقة أو من يُعانون من مشاكل في التخاطب أو التعلم؟

هي مجموعة نظرات، فهناك من ينظر بسخرية، وهناك من ينظر بعطف، وهناك من ينظر بإحسان، وهناك من يتحرك لعمل شيء للمساعدة الفعالة، فالنظرات مختلفة لكن بشكل عام لدينا "كلام كثير يقابله فعل قليل"، فمنذ فترة ليست بالقصيرة نُطالب بأن يكون هناك توعية ودمج في المُجتمع، وهذا يتم بصورة غير علمية، فليس معنى الدمج مجرد إنشاء فصل في المدرسة خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، بل هل أصلًا المُدرسون مؤهلون للتعامل معهم بطريقة تناسبهم؟، وهل الأطفال الطبيعيون لديهم التأهيل النفسي للتعامل مع مُتحدي الإعاقة بشكل طبيعي، وكنا نطالب بوضع مادة توضح أن الأطفال أصحاب الإعاقات سواء العقلية أو الجسدية، هم شركاء في الوطن ولهم الحقوق والواجبات وأنهم أفراد فعّالين به، وأنه لا يجب السُخرية منهم وما إلى ذلك.

هل نظرة الشفقة تؤثر على الطفل سلبًا؟

بالطبع، فلو قِسنا الأمر على شخصٍ طبيعي جدًا ولديه مهارة مُعينة والمُجتمع ومن حولك لا يُشجعك ولا يؤمن بها، فإنها ستندثر بعد فترة، أو أن الشخص سيُصاب بالإحباط والاكتئاب؛ لأنها نظرة سلبية جدًا، فقد يكون الشخص المُعاق لديه التميز في شيء ما، والتعامل معه بحساسية شديدة أو عدم التعامل أو إشراكه في الحياة الطبيعية يؤثر بالسلب عليه.

وما أكثر الصعوبات التي تواجهك أثناء ممارستك عملك؟

نحن نواجه مشكلة في العقول والمواد وطرق العمل، والبرامج، نفتقر إلى الابتكار في المجال، ومن هنا بدأنا نعمل على فكرة التطوير، وندرس كيف نصنع الأدوات التي تساعدنا في عملنا، فمثلًا قمنا بتصنيع سماعة أذن لضعاف السمع من مجهودنا وبإنتاج محلي، والتجربة ناجحة إلى حدٍ كبير، الشيء الآخر أيضًا هو اختراع عروستي مارينويت، واختراع شخصيتين لهما، لكي يتم التعامل بهما مع أصحاب التوحد، وسنبدأ تجربتهما قريبًا لنرى نتائجهما، أي أننا نقوم بقدر المستطاع بتطوير الأدوات التي نملكها، هناك بالطبع صعوبات مالية، وصعوبات في تقبل الناس للأفكار الجديدة سواء من الأساتذة الكبار الاستشاريين أو الأهالي، غير أننا كشباب لدينا حُب التجربة والمغامرة وتجربة أشياء جديدة.

ألا تخشى من التجربة والمغامرة خاصة وأنك تتعامل مع فئة خاصة من الأطفال؟

لا، لأنني أجرب الشيء على نفسي أولًا، ثم أجربه معهم، ثانيًا البرامج التي نبتكرها ليست أشياء كيميائية تضُر الطفل، هي مجرد ابتكار وسائل جديدة وأدوات لإيصال المعلومة، وإن حققت المرجو منها فإننا نستمر باستخدامها، وإن لم تحقق نعمل على البحث عن أفكارٍ جديدة أو تطوير ما هو موجود، فالأمر ليس فيه مُغامرة مُصاحبة لخطر أو لأذى.

wry578

وما مقياس نجاح المركز بالنسبة لك؟

الاستحسان الذي نأخذه من الأسرة ورضاء الأسرة علينا وإحساسهم أن هناك نتيجة فعالة مع الأطفال، كل هذا يعطينا دفعة أننا نعمل جيدًا، فليس الأمر فقط بالمال أو العدد، بل بالدعم المعنوي الذي نحصل عليه من الأسرة؛ لأنها أكثر من يشعر بالتحسن في حالته.

هل قمت بعمل حملات توعية في المدارس والتحدث مع مُدرسين وتوعيتهم وما إلى ذلك؟

بالفعل قمت بهذا العام الماضي، وسنقوم بهذا الفصل الثاني من هذا العام، كما أنه سيكون لدينا تجربة بأن نقوم بفتح فصل بالمواصفات الخاصة لنا بإحدى المدارس ونتعامل مع الأطفال لمُدة فصل كامل ونضع لهم الاختبارات ونرى نتيجة ذلك، وغير ذلك ذهبنا للعديد من المدارس وقدمت لنا العديد المساعدات، وكذلك ساعدنا الإخصائيين النفسيين الموجودين بها، وقمنا بإعطاء سلاسل محاضرات تدريبية للمدرسين، ونحن حين ننزل للعمل في المدارس نقوم بالعمل على ثلاث جهات، الطُلاب والمُدرسين وأهالي الطُلاب، في حالة استطاعتنا التواصل معهم، وبشكل أساسي فإننا نعمل على المُدرسين، حيث إنه إذا أحب الطفل المُدرس وربط بينه وبين المادة فإن ذلك يُشكل فارقًا كبيرًا جدًا في تقدمه.

أخيرًا.. ما نصائحك فهذا الصدد؟

أولًا أن يسعى الإخصائي للتعلم وتطوير نفسه في كيفية التعامل مع الأطفال، وأن يقرأ كثيرًا جدًا، فهناك العديد من الكُتب التي بها ما يساعد على تطوير الفرد، وإرشاده لكيفية التعامل مع الطفل، أيضًا أن يهتم بالأطفال جدًا وأن يُراعي سيكولوجية النمو لديهم، واحتياجاتهم، فالتلفزيون والكارتون ليس هما كل شيء بالنسبة للطفل، بمعنى أبسط، أقول للأسرة بالذات: "صادقوا أولادكم وصاحبوهم"، كذلك عدم استخدام الضرب والإهانة النفسية أو البدنية بأي شكل من الأشكال، هناك العديد من أنواع العقاب للأطفال، مثل حرمانه مما يحب، أو تشغيله في شيء مدة كبيرة نسبيًا أو حرمانه من اللعب وأنواع كثيرة أخرى يُمكن التعرف عليها من خلال القراءة والبحث، المهم ألا يتم الضرب بأي حال من الأحوال.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال