الثلاثاء، 14 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

48 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

11657511 84008 n 

السعادة والإيجابية أصل في ديننا الإسلامي.. و3 اتجاهات للتغيير

الإعلام والصحبة السيئة والجهل أبرز المخاطر التي تهدد شباب الأمة

القاهرة - إسلام أحمد:

"تغيير مفاهيم الشباب للإيجابية وترك بصمة في توجيههم للنجاح والسعادة والقيادة".. بهذه الكلمات، حدد الدكتور شريف شحاتة، الداعية الإسلامي، الحاصل على دكتوراه في علم النفس الإكلينيكي، ومُقدم العديد من البرامج المتنوعة، هدفه في الحياة، وقال إنّ مقارنة الشاب نفسه بغيره من أكثر الأشياء التي تتسبب في عدم قدرته على الارتقاء والتميز.. وفي حواره مع "الوعي الشبابي" ينصح الشباب بالسعي والاجتهاد وربط أهدافهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإلى نص الحوار..

 

 

نقترب روحانيات شهر رمضان المبارك.. فما الذي ينبغي أن يكون عليه الشباب أثناء وبعد رمضان؟

أنصح الشباب في رمضان دائمًا بخمسة مشروعات واضحة، الأول "ساعة بلا ذنب"، حيث يُحدد الشاب كل يوم من وقته ساعة يحاول ألّا يرتكب فيها ذنوب ويجتهد فيها جدًا حتى يشعر بالإيمان وحلاوته، ويبدأ في امتلاك ذاته لأن الأصل في الملك هو مَلك النفس، فالإنسان الذي يستطيع أن يملك نفسه يقدر امتلاك أشياء كثيرة.

المشروع الثاني مشروع كراسة النيات، حيث يقوم الإنسان بعبادات كثيرة لكن لو كانت نيته فيها ضعيفة أو قليلة فلا يحصل على ثواب كثير، فمثلًا لو هناك 5 يصلون الصلاة نفسها جماعة، بنفس الآيات في المسجد ذاته، ستتفاوت الحسنات؛ إذ يكون الفارق هنا في الخشوع، والفارق الأهم في النيات، فهناك اختلاف بين من يصلي بنية واحدة وهي تأدية الفريضة وبين من صلى بخمسة نيات، وهناك أيضًا فرق بين من قرأ القرآن بنية الحصول على عشرة حسنات لقراءته كل حرف، وبين من قرأه ليكون شفيعًا وصاحبًا له ويكون من أهل الله، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، إن أهل القرآن هم أهل الله؛ كذلك يُمكن أن يقرأ كتاب في فضائل الأعمال مثل رياض الصالحين.

المشروع الثالث هو التعامل مع القرآن، حيث لدينا أزمة كبيرة في التعامل مع كلام الله في عدم فهمه أو عدم التعامل معه، فهجر القرآن أنواع: هجر السماع، هجر التلاوة، هجر الفهم، هجر العمل به، هجر التدبر، وبالتالي نريد أن نقرأ القرآن بشكل جديد، وألّا تكون القراءة همهمات، فيجب تحديد خاتمة واضحة، حتى لا تكون قراءة سريعة، وتحمل في طياتها سوء أدب مع الله، حيث عدم فهمنا لكلامه، ونرى كثير من الناس يقرأون "قل هو الله أحد، الله الصمد" ولا يعرفون معنى "الصمد"، لذلك نحتاج إلى كتاب صغير يسمى "كلمات القرآن" أو المصحف المفسر، لنعرف معنى الكلمات ونفهمها، لأن القرآن خُلق للحياة والشفاء.

المشروع الرابع، هو الصدقات وعمل الخير، فيجب ألا يعيش الإنسان بمفرده، ويعتمد على الصيام فقط، بل أنصحه بأن يفطر غيره، كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه بإفطار صائم نأخذ ثوابه، فمن أفطر صائمًا يوميًّا يأخذ ثواب 60 يومًا وهكذا، ويجب أن يُساعد الآخرين، فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.

المشروع الخامس؛ يكمن في البحث عن الأصدقاء الذين ينافسونه في رمضان ولا يكون وحده في قراءة القرآن والطاعة والعبادة، وصلاة التراويح، والتهجد، حتى يستكمل لنهاية الشهر بتنافس قوي، ولا يعاني فيه من فكرة البداية الخادعة التي تكون الطاعة لثلاثة أيام، ويترك الطاعة في باقي الشهر.

وأمّا بعد رمضان، فأنصحه بالأمور ذاتها لكن نضيف عليها قراءة كتاب يتحدث عن الثبات على الطاعة والاستمرار فيها، أو الاستماع إلى برنامج أو حلقات تتحدث عن "كيف تثبت بعد رمضان"، ولي حلقات كثيرة بالمعنى ذلك وكذلك غيري، حيث يوعيه أكثر ويعطيه حماسة لما بعد رمضان، لأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.

بتطرقك إلى الكُتب.. ما هي أهم الكتب والقراءات التي تنصح بها الشباب في الشهر الكريم؟

أنصحهم بالكتب العامة التي تحوي رقائق وروحانيات مثل إحياء علوم الدين للشيخ الغزالي، وأرشح كتاب يتحدث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك القراءة في كتب متنوعة، وتعلم أشياء في علم النفس والقيادة والنجاح والتغيير، ولي 20 كتاب لو يحبون الاستعانة بأي منها.

تطرقت أيضًا إلى برامجك.. فما أبرزها وما مدى نجاحها؟

نجاحها يحدده الجمهور ورد فعل الناس ومدى استفادتهم، وما عليّ إلّا بذل المجهود والأخذ بالاسباب والنتيجة من عند الله وليست من عندي، وأتعامل مع الناس بفكر يناسب الشباب ويؤثر فيه، وآخر برنامج لي كان "سفراء الرسول"، كان يتحدث خلال 30 حلقة عن كيف نكون سفراء للنبي صلى الله عليه وسلم، من خلال أخلاقه، مثل النجاح والهمة العالية والتفاؤل وقوة الإحساس بالغير، وكان هناك برنامج "يا فتاح يا عليم"، واعتمد على كيف يكون لنا بداية ناجحة، وبرنامج "تحت العشرين" يعتمد على كيفية التعامل مع مشكلات الفئة العمرية من 18 إلى 30 عام، و"سفراء النجاح" تعاملت فيه مع آليات النجاح، وكيف نترك بصمة أو أثر في حياتنا، وكيفية تجنب المعوقات والعقبات، مع وجود حلقات تتحدث عن الماضي، وألا نخاف من المستقبل، مع سرد نماذج لشخصيات مؤثرة في الواقع، منها علماء في علوم مختلفة وغيرهم.

ما أبرز الأفكار التي تعتمد عليها في برامجك لاستهداف الشباب؟

أعتمد في أفكاري على ثلاثة محاور واضحة، الأول؛ أن الأصل في الدين السعادة والإعمار والإيجابية، والاستعانة بالقرآن والسنة، لتوجيه الناس نحو السعادة والنجاح وترك بصمة وأثر في الحياة.

المحور الثاني هو الاستناد القوي جدًا على تخصصي، كوني دكتور في علم النفس، فيكون التخصص الأعمق في علم النفس والصحة النفسية وعلوم القيادة حيث كيف نتعامل مع الحياة، وكيف يتحدى الإنسان الإحباط والملل والقلق والتوتر والاكتئاب، وكيف يتعامل مع المنظومة العقلية، سواء العقل الواعي أو العقل الباطن، وقوانينه العلمية الموثقة، التي لا بد أن يؤخذ فيها ببعض الاعتبار.

المحور الثالث يكمن في الاستعانة بالقصص، سواء المُحكَاة مثل قصص الصحابة أو التابعين أو من ليسوا مسلمين، أو قصص واقعية لأناس نجحوا وتركوا أثر وبصمة مهما كان لونهم أو جنسهم.

ما مدى تجاوب الشباب معك؟

التجاوب يختلف من حال إلى حال، فهناك تجاوب يكون على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل آخر يكون عن طريق الندوات والمحاضرات، والدورات التدريبية التي أنظمها لإعداد القادة وعن التزام العقل والصحة النفسية، والتغيير وغيرها، وهناك تجاوب من خلال البرامج، أو من خلال دروس المساجد وخطب الجمعة والتراويح، وكلٌ حسب توصيل الرسالة.

من وجهة نظرك.. ما أبرز المخاطر التي تهدد الشباب المسلم في الوقت الحالي؟

خمسة أشياء أولها؛ الإعلام الذي يحمل معانٍ عكس دينهم، مثل الإلحاد وغيره، وتكسير الثوابت في العقيدة والسنة واتهام الصحابة، ثانيًّا وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كما لها ايجابيات لها سلبيات وعيوب، وكان لي أكثر من أربعة حلقات تتحدث عن كيفية التعامل مع الفيس بوك والإنترنت، وبث الأفكار الغربية السامة التي لا تمثل الإسلام في شيء، ثالثًا؛ الصحبة السيئة وضعف قيمة الأخلاق في المجتمع، ونشر أفكار مثل: البلطجي هو من يحصل على حقوقه في المجتمع، وأن المؤدب إنسان ضعيف.

الرابع؛ يكمن في ثقافة الجهل وليس الجهل ذاته، كونها أفكار وعادات وتقاليد خاطئة، حيث الاعتماد على ما يورد لنا من أفكار مشوهة ونفهمها ونستوعبها على أنها مسلمات، وعند حدوث تغيير أو توضيح الصحيح فيها تبدأ المواجهة والتحدي، حيث فهم الشاب أن الجهل ثقافة يُدافع عنه.

الشيء الخامس؛ عدم وعي الشباب بصعوبات الحياة أو الوصول إلى النجاح، فكل شاب اليوم ينتظر النجاح المفاجئ، أو يتبع التنجيم، والاعتماد على الأوهام، فالإنسان يجب أن يعي أنه لا بد أن يبذل مجهود نفسي، زمني، مادي، اجتماعي، عقلي، فكري.

لماذا يعاني كثير من الشباب من الكسل وافتقاد القدرة على الارتقاء والتميز؟

لأنه لا يريد أن يتغير، حيث لديه ثلاثة مشكلات؛ أولها عندما يقارن نفسه بغيره، ويعظم قيمة الغير، وينقص قيمة ما يملكه، ثانيها؛ أنّ ليس لديه هدف واقعي، فهدفه غير متناسب مع امكانياته ومهاراته، المشكلة الثالثة تتمثل في الاستقبال النشط جدًا لكل المحبطات، مثل أنه لن يغير الكون ولن ينفع، فيقتنع بهذا الكلام، ويعمم الفشل على حياته.

ما مدى أهمية تجديد الخطاب الديني بالنسبة للشباب؟

التجديد هو الأصل عمومًا في كل شيء، حيث قول الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَامِنرَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِلِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، فالبتالي كل عصر له طريقة في توصيل المعلومة، فالثوابت لن تتغير فالقرآن والسنة ثابتين، ولكن التعامل مع وصول المعلومة بين البساطة والعمق، بين التوضيح وعدم التقليل، فلا بد أن يعي الإنسان أن التجديد يكون في ثلاثة اتجاهات أولها؛ في طريقة الكلام، فيجب الاقتداء بالمعلومات الدينية في علوم تنموية ونفسية، ثانيها في عمق المعلومات وتغييرها، ولا يكون ثابت على الكلام ذاته، بالنمط ذاته، فمن يستخدم الطريقة نفسها يصل إلى النتيجة ذاتها، فنحن في حاجة إلى تغيير الأسلوب واستخدام لغة الشباب، وعدم الهروب من المشكلات، خاصة في ظل انتشار الإلحاد وفكرة الجن والأبراج والتنجيم، والعمل العشوائي.

أمّا الاتجاه الثالث يتمثل في الكلام فيما يمس الاحتياج، وعدم الحديث في أمور أخرى، بعيدة عن الموضوع الذي يحتاجه الشاب، علاوة على ضورة مواجهة الواقع، وذلك يحتاج مجهود في عمق الفكرة والمعلومة والتواصل ودقة المعلومات التي سيعالج بها المشكلة.

نصيحة أخيرة للشباب؟

أوصيهم بثلاثة أشياء، الأولى: أنت فريد من نوعك، ستجد نفسك بداخلك، ولا تعش للناس حتى لا يضيع حلمك أمام عينيك.. فكر في امكانياتك ومهاراتك، طوّر من نفسك، ابذل مجهود، فليس هناك نجاح عشوائي، لا تعش حتى يتحدث عنك الناس فقط.

الوصية الثانية؛ ابحث عن عمرك الحقيقي وليس عمرك الميلادي، لأن العمر الحقيقي هو العمر الذي بذلنا فيه مجهود، وتركنا فيه بصمة، وهناك قاعدة تقول: من المستحيل أن تضيف أيامًا لحياتك لكن من الممكن أن تضيف حياة لأيامك.

الوصية الثالثة؛ حتى تنجح وتسعد في حياتك لا بد أن تسعى جاهدًا في أن يكون هدفك وحلمك مرتبط باتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال