كثرة القهوة والكولا والملح خطر على العظام  ودوران العمود الفقري المفاجئ يدمر الظهر

السيدات أكثر عرضة لأمراض المفاصل والمدخنون والمدمنون أكثر عرضة للهشاشة

العرب يفتقدون ثقافة الجلوس والقيام والانحناء والعلاج الطبيعي وفقدان الوزن

القاهرة – عبدالله شريف:

مستعرضًا أخطر أمراض العظام وأكثرها شيوعًا في الوطن العربي، وضع د.محمد فتحي درويش، الحاصل على درجة ماجستير في طب العظام، "روشتة" لمكافحة تلك الأمراض، بداية من التحذير من الإفراط في تناول "القهوة" و"الكولا" و"الملح" وصولا إلى ضرورة فتح النوافذ لضوء الشمس التي تمثل – بحسب تعبيره – طبيب المنزل.. وكشف في حديثه إلى "الوعي الشبابي" أبرز أمراض العظام المنتشرة في العالم العربي، والتي عزاها إلى افتقاد كثيرين للثقافة الصحية.

 

دعنا أولا نتعرف إلى أبرز أمراض العظام المنتشرة في العالم العربي خاصة بين الشباب؟

من أشهر الأمراض التي تصيب عظام الإنسان خاصة في الوطن العربي الانزلاقات الغضروفية سواء القطنية أو العنقية التي انتشرت في الفترة الأخيرة خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة والتي أدت إلى لجوء البعض إلى حمل أثقال وأوزان كبيرة فتؤدي في كثير من الأحيان إلى الإصابة بالانزلاقات الغضروفية، فضلا عن طرق الجلوس الخاطئة لاسيما بالنسبة لمن تتطلب حياتهم الوظيفية الجلوس طويلا أمام أجهزة الكمبيوتر.

ومن الأمراض التي انتشرت في الفترة الأخيرة تآكل رأس مفصل الفخذ وانعدام الدورة الدموية الواصلة له، والذي تزايد خاصة بين الشباب، كذلك من الأمراض المشهورة المتعلقة بالعظام والتي تصيب كثيرًا من النساء العربيات النقص الشديد للكالسيوم الذي يصيب النساء خاصة الحوامل والمرضعات بسبب فقدان الثقافة الطبية، كذلك عدم الدراية الكافية بالأغذية المناسبة التي تفيد العظام في هذه المرحلة وفي فترة الرضاعة.

وافتقاد الكثير من شبابنا وبناتنا للتثقيف الطبي الذي يقي ويحمي العظام وكذلك عدم معرفتنا بالطعام والشراب المفيد والمضر للعظام فيؤدي إلى ضعف العظام ويعرض كثير من الفتيات والشباب للكسور بسهولة.

إذن.. ما نصائحك لتنشئة أسرة بعظام صحيحة؟

من أهم النصائح التي أحب أن أوجهها إلى الأسرة لتنشئة عظام صحية هي التعرض للشمس بصفة يومية، فالشمس هي طبيب المنزل.

أما بالنسبة للمأكولات والمشروبات فلا يوجد أي طعام أو غذاء يضر الجسم إذا ما تناولته بمقداره الطبيعي بدون إفراط، ومن الأطعمة والأشربة التي ينبغي عدم الإفراط فيها التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي وغيرهما لأنها تؤثر سلبًا على امتصاص الكالسيوم.

وكذلك ينبغي عدم الإسراف في شرب الكولا بمشتقاتها، لأنها تضعف البنية الأساسية للعظام، وكذلك أيضا الإسراف في تناول الأملاح واللحوم والبقوليات يؤدي إلى ترسب الكثير من الأملاح المضرة بالمفاصل فتؤدي إلى تآكل العظم وتضررها بشدة.

والشمس تلعب دورًا مهمًا بإمداد الجسم بفيتامين "دي" الذي يلعب دورًا مهمًا في امتصاص الكالسيوم من الدم وزرعه داخل العظم.

وتناول الأطعمة والأشربة التي تحتوى على الكالسيوم يلعب دورًا مهمًا في بناء العظام وتقويتها مثل الألبان والأجبان والبيض وكذلك الموز وثمرة الكيوي تحمل الكثير من الكالسيوم الهام والضروري لعظام كل إنسان.

ومن النصائح المهمة جدًا لتنشئة عظام صحية المحافظة على الوزن في الوضع المثالي، فالوزن الزائد يُمثل حملًا زائدًا على العظام فيصيبها بإرهاق شديد ومن ثم إصابتها بالتآكل والخشونة، ومن المهم جدًا وجود ثقافة العلاج الطبيعي وفقدان الوزن وعدم حمل الأشياء الثقيلة والتثقيف الطبي للمريض بمعرفته كيفية الجلوس والقيام والانحناء.

هل هناك إحصائية حول أمراض العظام في الوطن العربي؟ وهل تؤثر كثرة ممارسة الألعاب الرياضية على العظام؟

لا توجد إحصائيات واضحة أو معتمدة حول أمراض العظام في الوطن العربي، أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فبالعكس تمامًا ممارسة الرياضة من الأشياء التي تفيد العظام وتقويها، كذلك تقوي العضلات وتمدها بالتغذية الدموية، لكن هناك محاذير لابد من مراعاتها حينما تمارس الرياضة، فمثلا في رفع الأوزان الثقيلة لابد من ممارستها في وجود المدرب الكفء الخبير برفع الأثقال، خاصة عند الشباب الذين لم يكتمل نموهم بعد، وما زالت مراكز النمو مفتوحة فلابد من وجود الخبير لعدم التأثير على الطول بالنسبة للأولاد.

نجد أن نسبة الإصابة بآلام المفاصل لدى السيدات أعلى منها عند الرجال فهل هناك علاقة بين نوع المفاصل والعضلات بين الجنسين؟

بالفعل الدراسات تشير إلى أن إصابة المفاصل بالنسبة للسيدات أعلى منها كثيرًا بالنسبة للرجال لعوامل عديدة، فالمرأة بطبعها خلقها المولى عز وجل أضعف من الرجل كذلك المرأة تمتلك عضلات أضعف وعظام أكثر ليونة من الرجل، وهي معرضة بسبب ذلك للإصابة بآلام والتهابات المفاصل ومع الحمل والرضاعة وانقطاع الدورة الشهرية تزيد عوامل ضعف العظام.

ما أهم أسباب ظهور آلام الركبة؟.. وما أبرز الوسائل لحمايتها؟

هناك أسباب خُلقية مثل خلل في كردوس النمو أو اعوجاج خلقي في الركبة، وهناك أسباب أخرى منها كدمات متكررة في الركبة أو إصابة الركبة بالتهابات شديدة ما يتسبب في آلام شديدة.

ومن الأسباب أيضًا التي تؤدي إلى الأم الركبة خشونة المفصل وكذلك إصابته بأورام سواء كانت حميدة أو خبيثة وغير ذلك من الأسباب.

أما بالنسبة لأهم الأسباب لحمايتها ووقايتها فهي ممارسة الرياضة بشكل دائم وصحيح، ما يقوي العضلات المحيطة بمفصل الركبة ومن ثم المحافظة على المفصل، وتفادي الزيادة في الوزن الذي بدوره يضغط على الركبة، وقد خلق الله عز وجل الركبة تحمل طول الإنسان ناقص 100، فلو فرضنا أن إنسان طوله 170 متر يكون وزنه الطبيعي 70 كيلو، وكل زيادة فوق هذا الوزن يعنى التحميل المباشر على مفصل الركبة ومن ثم إرهاقها بشدة.

ومن الوسائل المهمة لحماية المفصل تلقي الغذاء الصحي المليء بالكالسيوم وغيره من الفيتامينات المهمة للمحافظة على المفاصل خاصة مفصل الركبة، أيضًا تناول بعض الأدوية التي تحتوى على الكالسيوم والفيتامينات عند الحاجة لإمداد العظم بالمطلوب من هذه الفيتامينات.

وماذا عن أعراض هشاشة العظام؟ وكيف يتم اكتشافها مبكرًا؟

مبدئيًا الهشاشة تعني فقدان العظم كثافته ومن ثم كفاءته، وهناك أعراض أولية تظهر مبكرًا، ومن أجل اكتشاف الهشاشة مبكرًا لابد من إجراء الفحوصات الطبية بصفة دورية خاصة للأشخاص الذين يتلقون علاج بالكورتوزون لفترات طويلة وكذلك النساء اللاتي وضعن وأرضعن في فترات زمنية متقاربة أو اللواتي أجرين جراحة استئصال الرحم والأشخاص الذين يتلقون علاج كيماوي، والمدخنين والمدمنين وغيرهم ومن أهم الفحوصات الموجودة حاليًا لاكتشاف الهشاشة هي أشعة يُطلق عليها "ديكسا" وهي أشعة لقياس كثافة العظام وهي من الأشياء الدقيقة للغاية لمعرفة نسبة هشاشة العظام.

ما الفرق بين الروماتيزم والروماتايد؟ وأسباب كل منهما؟ وكيفية التخلص منهما خاصة عند الأطفال؟

الروماتيزم عدوى تصيب الإنسان فتسبب له التهابات شديدة خاصة بالمفاصل، أما الروماتويد فهو خلل مناعي يصيب الإنسان وهو أيضا يؤثر على المفاصل لكن الروماتويد له مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب والجهاز العصبي.

عند اكتشافه يتم أخذ الأدوية المناسبة له خاصة البنسيلين طويل المفعول فهو قوي للغاية مع هذا النوع من الأمراض ويصل بنا إلى النتيجة المرجوة من الشفاء، أما بالنسبة للروماتويد فالمريض يتلقى بعض الأدوية المثبطة والمنظمة للمناعة.

تقوس العظام وبالذات الركبة الأسباب.. وطرق العلاج؟ ومتى يتم اللجوء إلى زراعة وتبديل المفاصل؟

في بعض الحالات نحتاج إلى تغير مفصل منها على سبيل المثال كسر في عنق الفخذ حيث أنه من الإصابات التي تحتاج في كثير من الأحيان إلى تغيير المفصل، كذلك نقص الإمداد الدموي لرأس عظمة الفخذ أو الخشونة في مراحلها المتأخرة مع تآكل وتشوه في المفصل، كذلك بعض الكسور غير المستقرة في المفصل.

والتقوس على مستوى الركبة أسبابه كثيرة منها بسبب عيب خلقي أو بسبب تشوه في كردوس النمو، ومنها أسباب مكتسبة مثل الكسور التي يتم التعامل معها بشكل غير سليم فتؤدي إلى التقوس، ومنها نقص الكالسيوم الحاد ومنها إصابة الطفل بمرض الكساح وغير ذلك من الأسباب.

وعلاج هذه المشكلة يختلف على حسب السبب، ففي كثيرٍ من الأحيان يتم العلاج تحفظيًا بدون تدخل جراحي عن طريق إعطاء الكالسيوم وتعريض الطفل المريض المصاب بتقوس الساقين لأشعة الشمس، إضافة للتغذية السليمة المليئة بالكالسيوم وفيتامين دي وفي بعض الحالات النادرة نحتاج إلى تدخل جراحي لإصلاح الاعوجاج.

ما الحالات التي تستدعي زراعة عظام للحوض؟ وإلى أي مدى تنجح هذه النوعية من العمليات؟

من الحالات التي تحتاج إلى زرع العظم، الكسور غير الملتئمة مع إعطائها الوقت الكافي للالتئام لكن دون استجابة، فيتم التدخل جراحيًا عن طريق زرع جزء من العظام ما يساعد على التئامها سريعًا.

كذلك الكسور المصاحبة بفقد جزء من العظام كذلك نتدخل جراحيًا عن طريق زرع العظام لتعويض الجزء المفقود، أيضًا بعض الأورام الحميدة بعد إزالتها تترك فراغًا فنحتاج إلى تدخل جراحي لزرع بعض العظام في هذا الفراغ، وهذا الزرع نسبة نجاحه عالية للغاية وأدت إلى طفرة كبيرة في عالم العظام وتصليحها جراحيًا في بعض الأحيان نتدخل عن طريق تغير هذا المفصل كذلك بعض الأورام التي تصيب المفاصل نحتاج في بعض الأحيان إلى التدخل بتغيير المفصل.

تكثر شكاوى العمود الفقري فهل هناك تدخل آخر غير الجراحة؟

في معظم حالات العمود الفقري يكون العلاج التحفظي هو الأساس في العلاج عن طريق تناول الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المقوية للأعصاب.

وأخطر ما يتعرض له الإنسان هو دوران العمود الفقري في حركة دائرية مفاجئة مع حمل وزن ثقيل في نفس الوقت وأهم طرق الوقاية من آلام الظهر هو الحد من حمل الأشياء الثقيلة، والالتزام بالوضع الصحيح للجسم أثناء الجلوس والنوم والوقوف وقيادة السيارة والتقاط الأشياء من على الأرض.

ومن أسباب الإصابة بآلام الظهر العيوب الخلقية، تيبس العمود الفقري، والأورام بأنواعها المختلفة سواء الحميد منها أو الخبيث وهن العظام، التهابات الفقرات ومفاصلها وكذلك التهابات الوسادات الهلامية، وخشونة الغضاريف، والكسور بأنواعها المختلفة، ضيق القناة النخاعية التي يمر منها النخاع الشوكي، والانزلاق الغضروفي.

وينتج الانزلاق الغضروفي عن القيام بحركة عنيفة فجائية ما يؤدي إلى حدوث تمزق في الكبسولة الليفية التي تحيط بالمفصل وبالتالي تبرز النواة الموجودة داخل القرص الهلامي أو الغضروفي وتخرج من مكانها لتضغط على مكونات المنطقة المحيطة بها سواء الأعصاب أو العضلات أو أربطة الظهر والأوعية الدموية.

وفي المجتمع الشرقي تعتبر الغضاريف التي تقع بين الفقرتين الرابعة والخامسة القطنية والخامسة القطنية والعجزية الأولى هي أكثر الغضاريف عرضة للإصابة بالانزلاق الغضروفي. ومع مرور الوقت فإن بقايا النواة التي خرجت من مكانها تتحول إلى ألياف بعد أن تنكمش تمامًا، ما يؤدي إلى اختفاء الألم والأعراض المصاحبة له في بعض الحالات. وفي معظم هذه الحالات تستجيب للعلاج التحفظي ونادرًا ما نحتاج إلى التدخل الجراحي.

• فريد العلي: هدفنا.. تعزيز الهوية ...
• "المخترع الصغير" فادي: ابتكرتُ ...
• #عروب_المولى أول كويتية تتخصص في ...
• «شيخ التربويين الإسلاميين».. ...
• أبو سنة: أعيش في واقع متقلب ومتدفق ...