الخميس، 02 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

457 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

11139553 10203198520678512 319936923 n

القاهرة- عبدالله شريف:

أكد الدكتور إبراهيم مجدي، أستاذ الطب النفسي، بجامعة عين شمس، أن الشباب في الوطن العربي يُعاني من غياب الهوية، وفقدان الثقافة الدينية، والبحث عن تحقيق الذات وسط الأزمات.

وأضاف في حوار لـ"الوعي الشبابي"، أنه لابد من أن يواجه المجتمع مشكلاته كي لا تعود على النفس بالسلب، والقدرة على تهيئة الشباب لتحمل الضغط الشديد، بالتمسك بتعاليم الإسلام لعدم الانجرار للعنف.

لا أجد من يفهمني.. شكوى تتردد كثيرًا من الشباب خاصة الفتيات عن الواقع داخل الأسرة.. كيف يمكن التخلص من هذه المشكلة سواء من جانب الأسرة أو الشاب؟

الاختلاف رحمة، وهو من سنن الحياة، لكنه يتطلب أخلاقيات غير موجودة في الزمن الحالي ومنها المرونة والوعي والثقافة، وتقبل سلوك الآخر، وفي الوقت الحالي أصبح هناك صراع بين الأجيال بعضها ببعض، فكبار السن لا ينقلون خبرتهم للصغار، والصغار لا يحترمون أو يوقرون من هم أكبر منهم..

وعدم وجود مجتمع مستنير وتوعية إعلامية سليمة، خلقت فجوة بين أفراد العائلة الواحدة، فضلا عن عدم الاهتمام بمجالات علم النفس والمجالات الاجتماعية، حتى أصبح كل واحد في عالم مختلف عن الآخر، مع تبادل الاتهامات.

والمشكلة أصبحت غير مرتبطة بالفتيات فقط، بل بكل فرد من أفراد العائلة، وحلها يكمن في التربية السليمة والحوار بين الأجيال والتثقيف، وتدريب الأطفال على مهارات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الأب مشغول بضغوط الحياة والأم بالمنزل، والشباب يتأثرون بمجتمع خارجي أصبح ملوثًا، فضلا عن وسائل الإعلام التي لا تقوم بدورها في تربية النشء.

والتخلص من مشكلة التواصل والاختلاف بين أفراد الأسرة يكمن في النقاش، والحوار الداخلي، الذي يبدأ من الأب والأم بضرورة احترام عقول الأبناء، وأفكارهم وطموحاتهم، فضلا عن تربيتهم من البداية تربية سليمة، تساعد على القدرة على التواصل معهم في الكبر، وتعليمهم تعاليم الإسلام تجاه الأبوين وأن عقوقهما من الكبائر.

العالم الافتراضي.. أثر سلبًا أم إيجابًا على جيل الشباب.. وكيف يمكن أن يتحول إلى وسيلة مفيدة؟

العالم سمي افتراضيًا، وقلل التماسك والتواصل الحقيقي الروحاني بين الناس، حيث أن الشخص يتعامل مع أرقام وبيانات وكلمات ربما تكون صحيحة أو خاطئة، ويخرج أجيالا مصابة بالاكتئاب والإحباط.

لابد من التعامل بنفس الوسيلة، للوصول إلى مستخدمها، وتثقيفهم، ومحاولة استقطابهم من المجتمع الافتراضي إلى الحقيقي، وتنظيم ندوات ومؤتمرات، تقنعهم بضرورة التواصل الروحي، وأنه يحقق نتيجة أكثر فاعلية، ويضبط الارتباكات النفسية.

بم تفسر انتشار المشكلات بين الزوجين في بداية حياتهما.. وكيف يتغلبان عليها؟

المشاكل نتيجة عدم الاختيار الصحيح، منذ البداية، وعدم دراسة متأنية لشخصية كل طرف للآخر، وذلك بسبب الاستعجال والخوف من نظرة المجتمع وأقاويل الناس، وكلها حالات نفسية، تخلقها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ولها علاقة بتربية الأجيال.

كما أن الشكل الاجتماعي الذي تسعى إليه المجتمعات العربية، والاهتمام بالماديات أكثر من الروحانيات وأساسيات الدين، أثر بشكل كبير على مفهوم الزواج، ولم يعد رسالة بناء للمستقبل، حيث أصبحت المادة مسيطرة على العقول على الرغم من آثارها المدمرة على أجيال كبيرة.

واختفت تعاليم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك"، فأصبح الجميع يلهثون وراء المادة بسبب التربية والتعليم الخاطئ.

ولمواجهة هذه المشكلة لابد من العودة إلى تعاليم الدين وتغيير ثقافة المجتمع، ليصبح الزواج بالنسبة للشباب رسالة بناء للمستقبل، وهدفًا لإعمار الأرض.. كما أن زيارة المختصين الاجتماعيين والنفسيين قبل الزواج ضرورية لتوضيح الطريق، وبناء خطة لمواجهة المشكلات التي ربما تصادفهم وطريقة حلها.

كيف تحلل نفسية من يلجأون إلى العنف؟.. خاصة من الشباب؟

عند التحدث عن تحليل نفسي لشخصية أو كيان، لابد أن نعرف كيف نشأ هذا الشخص ومستوى تعليمه، وما هي المعلومات التي تلقاها على مدار عمره كله.

والإنسان يتأثر بكل شيء يقع في حياته، منذ مولده وحتى وفاته، ويتعرض خلال هذه الفترة إلى ضغوط كثيرة تكون عقله وشخصيته ونفسيته، ويؤثر المجتمع الذي ينشأ فيه الشخص على حياته وتصرفاته وتفكيره بشكل كبير.

ومن يستخدمون العنف منهجًا يعتمدون في الأساس على شخصية معينة من الشباب، الذي من أبرز مميزاته غياب الثقافة الدينية، وعدم معرفة ضوابط الدين وأحكامه، ودرجاته وحجم الرحمة التي ينشرها، إضافة إلى الفقر والإحساس بنقص في الشخصية، وعدم تحقيق أي إنجاز خلال الحياة، فضلاً عن وصول أفكار خاطئة إلى عقول بعض الشباب للمراد من الدين، فالإسلام جوهر ومظهر وليس شكل فقط، فالهدف من الصلاة أن تنهى المسلم عن الفحشاء والمنكر والبغي.

ويتم التلاعب على هذا النموذج على أوتار الحاجة فهو يحتاج للزواج وللمكانة والوظيفة، فيقوم التنظيم بتوفيرها له، ثم يوظفه لتحقيق أهدافه، بعد غسيل مخ وتعويد نفسيته على طبائع غير حقيقية.

كيف يمكن التصدي لمثل هذه الظاهرة.. التي انتشرت هذا الزمان؟

لا بد من مواجهته بنفس المنطق الذي يفكر به، فالفكرة لا تواجه إلا بالفكرة، ولا لابد من تلبية احتياجاته، ليشعر أنه في مجتمع أفضل. والتربية الإسلامية الصحيحة، القائمة على الدين السليم، وليس مجرد قشور أو شكليات هامة جدًا في بناء الفرد، إضافة إلى التربية النفسية السليمة، والالتزام بالأخلاق، والوصول إلى مراقبة الله دائما في كل عمل، والبعد عن السطحيات، وتعليم أن الاختلاف رحمة.

والمسؤولية على المؤسسات كبيرة، فالإعلام ينبغي أن يصحح المفاهيم، والمساجد ينبغي أن تنشر الإسلام الصحيح، وأن لا تسمح بفاقدي الهوية الإسلامية والثقافة أن يعتلوا المنابر.

وهناك مسؤولية أيضًا على المدارس التي تربي الطفل، حيث يجب الاهتمام بالمواد التعليمية التي تخرج الإنسان السوي، المحب للوطن، الذي يعرف الإسلام الحق، وكذلك المنظمات المجتمعية، التي ينبغي أن ترصد المشكلة وأن تطرح حلولا لمنع تفاقمها داخل المجتمع.

وعلى المؤسسات الدينية، دورًا في تقديم الداعية المثقف الذي يظهر صورة الإسلام للشباب ويساعدهم على حل مشاكلهم النفسية والاجتماعية.

كيف ترى تطلع كثير من الشباب للهجرة.. وهل لها آثار نفسية؟

الهجرة بُعد عن الوطن، ورحلة للبحث عن مكان أفضل، وكل مهاجر غير سعيد، فهو ربما يخالف كل ما تعوّد عليه في حياته كلها ما يحدث ارتباكا نفسيا يؤدي به إلى تمني العودة مباشرة.

كما أن المهاجر يرى أنه لا يستطيع تقديم أي شيء لمن حوله، فيبحث عن مكان آخر ويكون حلمه تقديم كل شيء لديه.

هل زادت الأمراض النفسية مع تطور العالم؟

الأمراض النفسية موجودة منذ فترة طويلة، لكن الذي اختلف هو طريقة الإعلان عنها، فالتكنولوجيا لديها دور في عملية إحصاء المرضى واكتشافهم، إضافة إلى أن وسع المجال البحثي والدراسات، كما ساهم الإنترنت في تثقيف جزء كبير من المجتمع حول الأمراض النفسية.

لكن التكنولوجيا لها آثار سلبية أيضًا حيث لم يصبح هناك تواصل روحي، وجعل نمط الحياة أسرع، وقلت الزيارات وصلة الرحم التي حث عليها الإسلام، باعتبارها تخلق الود والرحمة وتنمي الروح، كما أثرت على نفسية الشباب حيث أصبحوا أكثر قسوة وانعزالًا عن المجتمع، والمريض النفسي، يحتاج إلى الناس حوله يدعمونه ويمدونه بالقوة.

هل تغيّر مفهوم الناس للطبيب النفسي مع اختلاف الزمان؟

يتوجه الملايين في العصر الحالي إلى العيادات النفسية، على العكس من الماضي حيث كان 90% يذهبون بدون الإعلان عن ذلك، لكن الآن 56% يعلن عن ذهابه للعيادات النفسية، وستصل في المستقبل إلى 25%.

ما "الروشتة" التي تقدمها للشباب مع الأزمات التي يعاني منها العالم؟

التواصل الروحي مع العائلة والأصدقاء وعدم الاعتماد على التكنولوجيا الجامدة، والعمل على التثقف وتربية الأجيال على القراءة، وعدم الاكتفاء بما يتم تعليمه في المدارس فقط، والبعد عن العنف والتطرف، إضافة إلى التربية الإسلامية السليمة، التي تخرج الإنسان وتنمي الروح.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال