الجمعة، 03 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

434 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

rady46y66

إسلام البشاري: نصيحتي للشباب أن يتقنوا الإصرار والتحدي

القاهرة - إسلام أحمد:

تعرض في مسيرته القصيرة إلى عقبتين كانتا كفيلتين بأن تدخلاه في دوامة الإحباط والاكتئاب، وهما ضياع حلميه في دخول كلية الهندسة، والاحتراف في أحد الأندية الأوروبية. لكنه لم يتوقف طويلاً أمام هاتين العقبتين رغم قسوتهما على نفسيته، بل اتخذهما وسيلة للارتقاء نحو تحقيق إنجاز رفيع المستوى، وهو نيل درجة الدكتوراه في وقت قياسي قبل أن يبلغ عامه الحادي والعشرين.. إنه الشاب إسلام صلاح البشاري، الذي حل ضيفًا على "الوعي الشبابي" عبر هذا الحوار.

الدكتوراه درجة علمية رفيعة. كيف كان الطريق إليها وأنت ما زلت شابًا؟

لم أفكر في يوم من الأيام أن تقودني الأقدار إلى هذه الدرجة العلمية، على الرغم من أن ميولي كانت علمية، وكنت أرغب في الالتحاق بكلية الهندسة، وكنت خلال مرحلة الثانوية العامة لاعب كرة قدم في نادي الإسماعيلي، وتركز طموحي في أن أكون لاعبًا مشهورًا وأحترف في أحد الأندية الأوروبية البارزة. وفي إحدى المباريات، أصيبت برباط صليبي، وكان حينها لدي عرض للاحتراف في نادي مارسيليا الفرنسي، لكن لم أستطع السفر بسبب الإصابة، لأنني تعجلت العودة إلى الملعب بعد شهرين فقط، رغم أن الرباط الصليبي يحتاج راحة وعلاجًا لمدة 6 أشهر بعد إجراء العملية الجراحية، لكن أصبت مرة أخرى، ما اضطرني إلى اعتزال اللعب نهائيًا.

وكانت هذه ضربة صعبة تلقيتها بعد الضربة الأولى، وهي عدم تمكني من الالتحاق بكلية الهندسة، بسبب اهتمامي بكرة القدم، رغم أنني كنت متفوقًا خلال المراحل التعليمية، وبالتالي ضاع أهم هدفين في حياتي، والتحقت بكلية التجارة جامعة القاهرة.

إسلام البشاري أصغر شاب يحصل على الدكتوراه عقبتان غيرتا مجرى حياتي 1

وكيف حدث التحول؟

بالمصادفة قرأت في مجال التسويق، فوجدت في نفسي رغبة في التقدم فيه، فتقدمت لدبلومة كندية من القاهرة، وتوصلت لفكرة تسويقية ساعدت إحدى الشركات كثيرًا، وبعدها عرضت عليّ الدراسة والحصول على الماجستير والدكتوراه من جامعة كندية، بعدما رأى المحاضر الذي كان يدرس لي في الدبلومة بمصر أنني أستطيع أن أكون جيدًا في بلاده، فوافقت ومن هنا كانت البداية.

وماذا عن الماجستير والدكتوراه في كندا؟

التحقت تباعًا بدراسة الماجستير والدكتوراه، وكان ذلك يتم بموازاة دراستي الأساسية بكلية التجارة بمصر، حيث كنت أدرس أون لاين غالبًا، وأتردد على كندا للمناقشة أحيانًا. واستمر الحال هكذا 4 أعوام، حصلت خلالها على درجتي الماجستير والدكتوراه في علم إدارة الأعمال والتسويق والتنمية البشرية، وقدمت خلالها 4 مشروعات، منها إعادة تدوير البلاستيك لصناعة "الأسفلت"، علاوة على إعادة هيكلة المواصلات، وكانت لي نظرية في التسويق سُجلت باسمي، وقمت بالتدريس في الجامعة الكندية بمونتريال. كل ذلك ولم أتم عامي الحادي والعشرين حينذاك.

ما المهارات التي أهلتك للحصول على الدكتوراه رغم صغر سنك؟

أتقنت الإصرار والتحدي، وكثيرًا ما صادفت معارضة من أهلي في بعض الأمور، لكن كنت أفعل ما أريد، لثقتهم في تربيتي ثم أفاجئهم بها، فأنا مقتنع بأن كل ما يتخيله العقل يمكن تحقيقه، ووالدي كان يرى أن شهادة كلية التجارة من مصر أفضل كثيرًا من أي شيء آخر، حتى لو كانت دكتوراه من دولة أخرى. كما رفض أن تكون لي شركة خاصة لصغر سني حينما كنت في التاسعة عشر من عمري، إلا أنني أنشأت شركة للدعاية، وخلال 6 أشهر حققت نجاحات كبيرة.

من كان يدعمك؟

تربيت بطريقة سليمة، ثقة أهلي هي التي كانت تدفعني للعمل، وماديًا لم أعتمد على أحد وكنت أغامر بمالي الخاص، أما أهلي فبدؤوا يقتنعون بقدراتي بعد أن تحدث الإعلام عني، رغم أنهم لم يكونوا مقتنعين بما أفعله في بادئ الأمر.

تطرقت إلى تجربتك في كتابك "بداية الطريق".. ماذا عنه؟

تضمن الكتاب كل ما كنت أتمنى قراءته في صغري، فتحدثت عن تأسيس الإنسان وكيفية تربية الابن لتكون شخصيته قوية ذات مهارات جيدة، وتحدثت عن مرحلة المراهقة وكتبتها تحت عنوان "مراهقة العظماء" حتى يتقبلها أصحاب تلك المرحلة العمرية، علاوة على مناقشتي للتعاملات والمشاكل اليومية مثل الاكتئاب، وتضمن الكتاب تلخيص 20 قصة نجاح، لاسيما كتابتي في إدارة الأعمال والمرحلة الجامعية، وكيفية التعامل في تلك المرحلة.

e5

لماذا عرضت كتابك مجانًا؟

تكلفة الكتاب مرتفعة، ولم أرغب في بيعه بمصر، وعرضته للحجز المجاني على شبكة الإنترنت، وفوجئت بحجز 16 ألف نسخة عكس ما توقعت، فطبعت ألفًا ووزعتها على نفقتي الخاصة. وعند عودتي إلى مصر، كنت أريد أن تقرأه جميع المراحل العمرية.

ماذا تخطط في المرحلة المقبلة؟

أتمنى أن أكون دكتورًا في جامعة القاهرة، إلا أن سني يجعل الأمر صعبًا في الوقت الحالي، وأجد معاناة وإحباطًا كبيرين من جانب بعض أعضاء هيئة التدريس في ذلك الجانب، حيث قال لي أحدهم: "لو أصبحتَ دكتورًا سأتقدم باستقالتي".

ماذا عن مبادرتك لتوعية الشباب؟

للشباب خاصة الجامعي، سواء طلبة أو خريجين، دور كبير في بناء المجتمع. كما أن للجامعات أهمية تجاه إنتاج جيل قادر على تركيز جهوده على ترجمة وتحويل المنتجات الجامعية العلمية إلى نماذج قابلة للتطبيق، بل والقدرة على تطوير هذه النماذج بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل لمواكبة التطوير في شتى المجالات.

والمباردة التي أطلقتها، جاءت تحت عنوان "تعزيز". أطلقها إلى شباب الجامعات لاستغلال طاقاتهم بما يؤهلهم لمواجهة سوق العمل، سواء الداخلي أو الخارجي، وذلك ليساعدوا في الارتقاء بالمجتمع، وذلك من خلال ورش عمل وندوات وفعاليات، بالإضافة إلى تعزيز وعيهم المجتمعي.

ما أهم أهداف المبادرة؟

للمبادرة العديد من الأهداف، والتي ستبدؤها من أولى محطات التغيير بالنسبة للإنسان، وهي الشخصية. حيث تركز على الاهتمام بتعزيز شخصية الشباب، بدءًا من كيفية التغير البنَّاء، وكيفية تحديد الأهداف وبناء رؤية مستقبلية والتخطيط لها.      

بعد تقويم الشخصية وتحديد اتجاهاتها، يأتي دور توجيه الشباب إلى كيفية التعامل مع سوق العمل، وذلك من خلال محاضرات ونماذج محاكاة لبيئة العمل.

وتنقسم فعاليات المبادرة إلى موضوعات لإدارة الوقت، التخطيط الفعَّال، فن اتخاذ القرار، إدارة الضغوط والأزمات، الثبات الانفعالي، مهارات العرض والتقديم ومهارات الدخول في العمل. وكذا مناقشة موضوعات تخص التسويق، إدارة المنظمات، المشروعات الجديدة والتنمية البشرية، الحملات الإعلانية، علاوة على إعداد الخطط التسويقية والمبيعات.

من خلال تجربتك.. ماذا تقول للشباب؟

أنصحهم بإتقان الإصرار، وتحديد أهدافهم، وألا تكون متناقضة، والابتعاد عن الانتقاد غير البناء من الآخرين. ودائمًا يجب أن يحول الشاب، الكلمات السيئة، إلى طاقة إيجابية. وأقول لهم: "صدقوا أنفسكم، فتحقيق الأهداف شيء متاح، فلم يكن في مخيلتي أن أحصل على الدكتوراه في هذه السن، وكان أقصى طموحي أن أكون مدير تسويق في شركة، لكن العقبات التي تعرضت لها، قادتني إلى أن أنافس ذاتي وأحقق ما ظننته مستحيلاً".

التعليقات   

0 #1 خالد 2016-02-06 10:48
لم يخرج من مصر لحظة واحدة
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال