الخميس، 02 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

309 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

dr55

على العلماء محو الأمية الدينية وتحسين صورة الإسلام ونشر السماحة ومكارم الأخلاق

رسول الله أسس في المدينة أروع نموذج للتعايش بين الأديان

الإسلام قدَّم 3 ركائز أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس كافة

ثلاثية الفقر والجهل والمرض أهم أسباب الموجة الإلحادية

القاهرة – آية سرور:

تصوير: رمضان إبراهيم

أكد د.محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بكلية دار علوم جامعة القاهرة، أن المسلمين يعيشون هذه الأيام مرحلة صعبة أضحى فيها الإسلام غريبًا، موضحًا أن أولى خطوات الخروج من هذا الوضع، أن يقوم العلماء بمحو الأمية الدينية وتحسين صورة الإسلام في الشرق والغرب، ونشر السماحة ومكارم الأخلاق.

• يموج العالم الإسلامي حاليًا بمجموعة من المتغيرات.. فما تقييمك للوضع اليوم؟

•• العالم الإسلامي في هذه الأيام يمر بمرحلة صعبة جدًا، وقد تنبأ بها رسول الله منذ البعثة النبوية الشريفة حين قال: (بَدَأَ الإسلام غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ.. قيل: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذينَ يَصْلِحون إذا فسد الناس)، وما أكثر الفساد في هذه الأيام حيث تنتسب إلى الإسلام فئات متعددة وهي أكثر ما تكون إضرارًا بالإسلام وتشويهًا له، ومن أمثلة ذلك ما يحدث في شمال العراق وسوريا من تنظيم يوصف بأنه إسلامي، وهو أبعد ما يكون عن صحيح الإسلام، وإنما يسعى أعداء ديننا من خلال الترويج لمثل هذا التنظيم إلى تشويه صورة الإسلام في الشرق والغرب، بينما الإسلام بريء من كل هذه الممارسات والسلوكيات الخاطئة، فهو رسالة رحمة للعالمين، كما قال الله تعالى لنبيه : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وقَالَ : (يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ)، وقال الله تعالى للرسول : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر)، وقال أيضًا: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَن الْجَاهِلِينَ)، وقال تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه)، وعلى الرغم من كل ذلك لا يزال هناك أناس مسلمون يسيرون على هدِي الإسلام وهدِي رسول الله وأصحابه الأبرار، ونحن لا نفقد الأمل ولا نيأس من رحمة الله، ونستبشر خيرًا بعودة الوعي الصحيح والأمن والأمان والاستقرار للبلاد العربية والإسلامية، وقد قال رسول الله : (الْخَيْرُ فِيَّ وَفي أمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).

الاستمساك بالدين سبيل النجاة

• وكيف نتخطى هذه المرحلة الصعبة؟

•• نتخطى هذه المرحلة بعدة أمور، الأمر الأول هو ما نصح به الله رسوله في قوله تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْر لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُون)، فعلينا أن نستمسك بالقرآن الكريم وما فيه من توجيهات وإرشادات ونعود إليه بكل صدق وإخلاص، ونعتز به في كل مكان وزمان رغم أنف الحاقدين والمعتدين، الأمر الثاني هو الاستمساك والمحافظة على السنة النبوية المطهرة وعلى السيرة العطرة لرسول الله وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، حتى نعيد الوجه المشرق للإسلام الذي كان في المدينة المنورة والذي حققه رسول الله وصحابته الأبرار، من وحدة الأمة والتآخي في الله عز وجل، والتعاون على البر والتقوى والإخلاص والعمل بمبادئ الإسلام وأركانه، وفي ذلك يقول رسول الله : (تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إنْ تمسَّكتم به، لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَىِ أبدًاكِتاب الله، وسُنَّتي)، فالقرآن الكريم هو كتاب الله والسنة النبوية هي النور المبين، ويقول عز وجل في كتابه العزيز: (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، ومن هنا تقع المسئولية الكبرى على العلماء في محو الأمية الدينية الموجودة بين الناس، وتحسين صورة الإسلام في الغرب والشرق، ونشر السماحة ومكارم الأخلاق التي جاء بها ديننا الحنيف، وبذلك مع الصدق والإخلاص واليقين في نصر الله يعود للإسلام مجده، وليس بعيدًا علينا أو غريبًا عنا أن رسول الله ذكر أن من علامات الساعة الكبرى نزول عيسى بن مريم ودعوته للإسلام وحكمه بكتاب الله تعالى، ونشر العدل بين الناس حتى لا يكون هناك فقير ولا محتاج ولا جائع بسبب وفرة الأموال وما ذلك على الله بعزيز، ونحن عندنا الأمل الكبير في تحقيق ذلك، لكنه يحتاج إلى سواعد قوية من أبناء الإسلام، يحتاج إلى مسلمين يحملون راية القرآن الكريم والسنة النبوية الوسطية.

طبيعة الخليقة قائمة على الاختلاف، كيف يمكن إحداث التعايش في هذا الشأن من خلال فقه الاختلاف؟

•• أولًا الاختلاف بين الناس سنة إلهية أو كونية نص عليها القرآن الكريم في أكثر من موضع، فمن ذلك مثلًا قول الله سبحانه وتعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَأُمَّةً وَاحِدَةًۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)، وقوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)، إذن نحن أمام هذه القواعد الأساسية يتعايش الناس بصورة طبيعية مسلم وغير مسلم، فهم مواطنون في أرض واحدة يعملون سويًا لإقامة حضارة الوطن الذي ينتمون إليه، ورسول الله حقق ذلك في تأسيس دولة الإسلام في المدينة المنورة، حيث آخى بين المهاجرين والأنصار وهؤلاء هم المسلمون ولكن كان إلى جوارهم في المدينة أهل الكتاب من اليهود والنصارى وتعايش معهم النبي بمنطق قول الله سبحانه وتعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين)، وأقرهم على ذلك، وكان هناك أيضا مشركون سواء من أهل المدينة أو ممن يفيدون إليها من الخارج، ومع هذا تعايش الجميع في دولة الإسلام وكان رسول الله يحمل كل فريق منهم مسئوليته نحو المدينة ونحو المسلمين أو غير المسلمين، وبالتالي نحن نرجو أن يتحقق هذا التعايش بين الجميع بحفظ الحقوق والمحافظة عليها وأداء الواجبات والسعي إلى القيام بها في جد واجتهاد وإخلاص لأننا أولًا وأخيرًا أبناء أب واحد وأم واحدة وهما آدم وحواء، إذن يجب على الناس أن يفطنوا إلى ذلك ليتحقق التعايش وتتقدم أوطاننا بصورة جماعية إلى أماكن القيادة والريادة في هذا العالم الفسيح.

rrr667

3 ركائز

•كثير من مشكلات الأمة حاليًا سببها غياب العدل الاجتماعي.. فهل من حلول للمشكلات المجتمع مستمدة من الشريعة الإسلامية؟

•• الإسلام حقق العدل الاجتماعي بثلاثة أمور، الأمر الأول أنه فرض الزكاة على الأغنياء وما جاع جائعٌ ولا افتقر فقير إلا ببخل غنىٌ أو بإمساكه أو نحو ذلك من الأغنياء، لأن الله سبحانه وتعالى ميزنا بفريضة الزكاة في أموال الأغنياء تكفي وتغطى حاجات الفقراء، تأخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم، كما في قوله سبحانه وتعالى: (خُذ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُموفي قوله: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوم لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)، هكذا حقق الله سبحانه وتعالى العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي لو أن الأغنياء أدوا ما عليهم من حقوق للفقراء. الأمر الثاني هو الدعوة إلى الصدقة والإنفاق الأموال في سبيل الله، حيث وعد الله على ذلك الأجر العظيم ومضاعفاته، فقال سبحانه: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، وقال الأئمة الأربعة إن من حق ولي الأمر رئيس الدولة أو أمير المؤمنين أن يفرض في أموال الأغنياء أكثر من فريضة الزكاة بما يكفي حاجات الفقراء، ومن هذا المنطلق نجد الضرائب في كثير من البلاد العربية، وتعتبر هذه الضرائب منفذًا آخر من منافذ تحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس، والأمر الثالث أن الله عز وجل أمر بالعدل وقال سبحانه وتعالى: (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُم أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَات إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)، فكل قاضٍ وكل ولي أمر مسئولٌ عن رعيته وعن تحقيق العدالة الاجتماعية بينهم، وهذه أمانة علقها الله سبحانه وتعالى في عنقه، ولا يجوز له أن يغض الطرف عنها أو يتهاون في تطبيقها بكل الأشكال التي ذكرناها، كما بَينَ الرسول في قوله: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)، بل إنه قال: (سَبْعَة يُظِلُّهُمُ الله في ظِلُّهُ يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّهِ) وكان أولهم (إِمامٌ عادِلٌ) حيث جعل الله سبحانه وتعالى أولهم الإمام العادل ليحقق العدل بين الفقراء والعدالة بين المتخاصمين، وقال أحد الأدباء: (لو تراحم الناس لما كان بينهم جائع ولا عريان ولا مظلوم ولا مسكين)، إذن بالرحمة تتحقق العدالة الاجتماعية، وكان أحد أهداف الصيام هو أن يشعر الصائم بحاجة الفقير إلى الطعام والشراب، وبالتالي ينعكس ذلك إلى إحسان إلى الفقراء والمساكين، وتبين ذلك في قوله : (السَّاعِي عَلَى الأرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، وقوله : (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيم كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَة)، ويجب علينا فعل مثل هذه النماذج التي ذكرها الله في كتابه العزيز لتحقيق العدالة الاجتماعية، ويقول سبحانه وتعالى: (هَا أَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)، وهذه دعوة للأغنياء جميعًا والحكام لينتبهوا إلى وسائل تحقيق العدالة الاجتماعية بين سائر من تحت رعايتهم ومسئوليتهم.

من آن إلى آخر تطفو ظاهرة الإسلاموفوبيا.. فكيف يمكن علاج هذه الظاهرة السلبية من خلال التفعيل الحقيقي لحوار الأديان؟ وهل من جدوى حقيقة لهذا الحوار؟

ينبغي التقرير بأن "الإسلاموفوبيا" التي تُعرَّف الآن على أنها "التخويف من الإسلام" ظاهرة قديمة وليست جديدة، قوامها "العداء للإسلام، منذ أيام النبي فكانت العداوة قائمة واستمرت بعد وفاة النبي ، وقد ذكر الله في كتابه العزيز: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حتى تَتَّبِع مِلَّتَهُمْ)، وقوله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ)، فلذلك العداوة قائمة، لكنها لا تمنع التعايش، والنبي تعايش مع جميع الطوائف من اليهود والنصارى في مكة والمدينة، والآن نحن نتعايش في بلادنا مع غير المسلمين، وهناك في البلاد الأوربية أقليات من المسلمين يتعايشون بصورة شبه طبيعية، وفي معاملاتنا مع أتباع الديانات الأخرى يجب أن نعود إلى قيم الإسلام كما في قول الله تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، ويقول (لَا إِكْرَاهَ الدِّينِ)، و(لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينٍ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، وقال رسول الله صلى الله علية وسلم (أنا بريٌ يوم القيامة ممن ظلم ذميًا أو ضيع حقوقه)، ومما لا شك فيه أن حوار الأديان يحدث نوعًا من التقارب والتفاهم لأن لدينا بعض الأمور الغامضة عن الآخر، لذلك يعمل الحوار على تقريب وجهات النظر حتى نصل إلى الثوابت الصحيحة، وبذلك يتم التعايش وتبادل المصالح ونكون جميعًا عونًا على بناء الحضارة وإصلاح المجتمعات سواء مسلمين أو غير مسلمين.

rryy7

أسباب الإلحاد

الشباب بين التطرف والإلحاد.. ما أسباب الموجة الإلحادية التي ظهرت في المجتمعات الإسلامية؟ وهل من مخرج من وجهة نظر الشريعة الإسلامية؟

•• قال العلماء إن أعداء الإنسان ثلاثة هي الفقر والجهل والمرض وتلك هي أسباب الموجة الإلحادية في المجتمعات الإسلامية لانتشارهم بكثرة في جميع المجتمعات تقريبًا، والفقير يلجأ إلى السرقة وذلك لتقصير الأغنياء في حقوقهم تجاه الفقير، والجاهل عدو نفسه والآخرين، ويقول الإمام الشافعي رضي الله عنه (لو حاورني ألف عالم لغلبتهم.. ولو حاورني جاهل واحد لغلبني)، أما المريض فيحتاج من يمدُ إليه يد العون والشفاء، ولذلك من لم يجد ذلك يقع في شبكة الإلحاد والتطرف.. وبالطبع هناك أسباب فرعية مثل السعي إلى لفت الأنظار من خلال التمرد على ثوابت الدين والمجتمع.

• من وجهة نظرك.. هل هناك علاقة بين تطور التكنولوجيا والدعوة الإسلامية؟

•• بالتأكيد، كل إنتاج له أثار مفيدة أو ضارة، حيث إن شبكات التواصل الاجتماعي لها الوجه النافع وهو الحصول على معلومات مفيدة وأدوات البحث العلمي للعلماء والعقلاء والباحثين، حيث نجد أمهات الكتب موجودة عليها، لكن أيضًا هناك الوجه الضار وهو ما يعرض عليها من إباحيات وأفلام وصور مسيئة للرسول وبها نشاطات أخرى غير سوية، وهذا ليس عيبًا في التكنولوجيا لكنه عيب في المستخدم نفسه، وإن كنت أرى أن على القائمين على الشبكة العنكوبتية ألا يقدموا تلك الضلالات أو الكفريات، لأن الناس بحاجة إلى التوعية والتدين وليس إشاعة تلك الأشياء.

•هل أثرت تلك التطورات في فكر وعقيدة الشباب؟

•• بالطبع أثرت بشكل كبير لأن الشباب عندما يجدون أعداء الإنسان الثلاثة التي سبق ذكرها، ولا يجدون من يأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح، لابد وأن يلجأوا إلى تلك الأبواب الخلفية السيئة التي تأخذهم إلى الضلالات.

• كيف تنظر إلى الخلافات التي نعيشها وتفرض على كثير من الناس حالة من الإحباط؟

•• يجب أن نفرق بين السياسة والأخلاق والإنتاج، وقد رأينا صراعات وخلافات عديدة منذ أيام النبي ، ثم في حروب الردة في عهد أبى بكر رضي الله عنه، ثم عهد الخلفاء الراشدين، ولذلك نقول إن الاختلاف كان وما زال قائمًا.. فيجب علينا أن نتوجه إلى العمل والإنتاج وإقامة الحضارة وتحقيق مكارم الأخلاق، وأن نقدم للعالم أجمع الصورة الصحيحة للإسلام، فالحكام لهم فكرهم وإرادتهم وعملهم، لذلك يجب على كل طالب أن يذهب إلى دراسته ويتفوق فيها، والصانع إلى مصنعه ليزيد من إنتاجه، والمزارع إلى حقله لنحقق الاكتفاء الذاتي ونتقدم مثل غيرنا، لذلك يجب أن ينصرف كل منا إلى عمله ويبدع فيه، أما السياسة فلها أهلها ورجالها، وأخيرًا لا يصح إلا الصحيح ويقول الله سبحانه وتعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ).

yuui8

هذه المساواة معصية

• يُطالب البعض بمساواة المرأة بالرجل في الميراث انطلاقًا من خروجها للعمل ومشاركتها في تحمل المسؤوليات الأسرية.. كيف تنظرون إلى هذا المطلب؟

•• هذا المطلب غير شرعي، لأن الله سبحانه وتعالى أعطى كل ذي حق حقه، فألحقوا الفرائض بأهلها وما بقي فأولى برجلٍ ذكر، وسمي علم الميراث بالفرائض لأنه عبارة عن جملة من الفرائض التي فرضها الله عز وجل وهي النصف والربع والثلث والثلثين، ونحو ذلك من الأمور المذكورة في سورة النساء في تقسيم المواريث، والقرآن الكريم سَمَى هذه الفرائض بأسمائها كما جاء في القران الكريم وقول الرسول : (تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ وَهُوَ يُنْسَى وَهُوَ أَوَّلُ شَيْءٍ يُنْزَعُ مِنْ أُمَّتِي)، وسماه الله سبحانه وتعالى حدودًا فقال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَن يَعْصِ اللَّه وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)، فماذا ننتظر بعد ذلك؟ هل يجوز لأحد أن يعترض على هذا التقسيم أو يعدل في هذه الفرائض، وكيف نتحدث بعد ذلك في مساواة الرجل بالأنثى في الميراث، إن هذه المساواة معصية لله سبحانه وتعالى، لذلك جميع علماء الشريعة الإسلامية يرفضونها لأنها تنافي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

• انطلقت دعوات على ألسنة علماء تطالب من يكررون الحج والعمرة بتخصيص نفقات حجهم التطوعي للمساهمة في حل مشكلة الفقراء وأصحاب الحاجات.. هل تساندون هذا المطلب؟

•• بالطبع نساند هذا المطلب الصحيح لأن تكرار الحج والعمرة بعد أداء الفريضة يعود نفعه على فاعله فقط، أما إنفاق تكاليف الحج والعمرة المكررين سيعود نفعه على فئات كثيرة من الفقراء والمحتاجين والمرضى واليتامى والمساكين، لذلك أؤيد هذا الرأي، وأن من يقوم بإنفاق ذلك في شتى المجالات المختلفة سيؤجر من جهتين، من نيته لتكرار الحج والعمرة وسيحتسب له حج وعمرة لهذه النية لأن الرسول يقول: (نية المرءُ خير من عمله)، وسيؤجر من دعوات الفقراء والمساكين الذين ستعود عليهم صدقته.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال