الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

178 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

hqdefault

على الشباب أن يخرج من حالة الإحباط ويبحث في نفسه عما يميزه

لا بد من وضع خطة عملية ونظرية مؤسسية لبعث الثقة في نفوس الشباب

القاهرة – مصعب ناصر:

أكد الداعية الإسلامي أبو حسام الدين الطرفاوي أن الشباب هم عصب المجتمع وعليهم تدور حركة التغيير، وشدد على ضرورة أن يتعامل الشباب مع حياتهم بجدية واهتمام؛ فالتعليم يؤخذ على أساس أنه سبيل إلى تقدم المجتمع وليس مجرد وظيفة ينال من ورائها المال.

كما دعا إلى ضرورة إصلاح منظومة التعليم وإصلاح الإعلام وفق الهوية الإسلامية الصحيحة، وفي الوقت ذاته الاهتمام بالقدوة الحسنة في كل المجالات؛ مزيد من التفاصيل في الحوار التالي.

هل يمكن للشباب أن يسهم في التغيير الإيجابي في المجتمعات المسلمة المعاصرة؟

الشباب هم عصب المجتمع وعليهم تدور حركة التغيير؛ فبهم يُحفظ أمن البلاد داخليًا وخارجيًا، وبهم تقام المشروعات الضخمة التي تعود على المجتمع بالرقي، وبهم تتقدم الدولة في الرياضة والزراعة، وهم نبتة العلماء. ومجتمع من دون شباب مجتمع ينحدر إلى الهاوية.

لكن، متى يسهم الشباب في التغيير الإيجابي في مجتمعه؟

لا بد أن يفهم الشباب أولًا أن في دينه كل مظاهر الرقي والتحضر في المعاملات والتفاعلات المختلفة؛ فيستقي من دينه ومن سيرة نبيه كيفية التعامل مع المجتمع، أو بمعنى أوضح كيف يصبح صاحب خلق. فالله سبحانه وتعالى حين وصف نبيه محمدًا قال: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" [القلم: 4].

وبعظمة خُلُق النبي انتقل المجتمع البدائي المتناحر المتنافر إلى مجتمع متحضر، مجتمع متحاب متعاون على الخير؛ وهنا بداية تقدم أي مجتمع، فلا يمكن أن يتقدم مجتمع إلا بالتعاون وصفاء القلوب، وهذا الشيء لا يكون إلا إذا حسنت أخلاق المجتمع.

ثانيًا: يتعامل الشباب مع حياتهم بجدية واهتمام؛ فالتعليم يؤخذ على أساس أنه سبيل إلى تقدم المجتمع وليس وظيفة من الوظائف ينال من ورائها بضع جنيهات.

ثالثًا: يخرج الشباب من "الأنا" إلى الفضاء الواسع، وهو صلاح المجتمع؛ لأنه بصلاح المجتمع يعود على الجميع الخير، لكن صلاح فرد لا يعود إلا على نفسه وبعض ممن حوله.

رابعًا: عامل الزمن له أهمية عظيمة؛ فلا يهمل الشباب هذا العامل، وعليه تقدير قيمة الوقت؛ فلا يضيعه في ما لا يفيد ولا يعود عليه وعلى المجتمع بفائدة.

خامسًا: إتقان ما يقوم به من عمل؛ لأن هذا يشجع غيره على إتقان عمله، وهذا لا يستغني عنه أحد. فمثلًا المدرس يحتاج إلى إتقان عمله؛ لأنه يشجع زميله على ذلك فيعود على أولاده هو بالنفع، وهو يحتاج من "السباك" و"البناء" و"المهندس" و"الميكانيكي" و"السائق" و"الفلاح" و"الموظف" إتقان عمله، وإلا تعطلت مصالحه؛ فإذا نظر إلى نفسه فقط فلن يستفيد بشيء، وكذلك كل صاحب عمل في عمله.

كيف يمكن أن نوظف "التثقيف بالنظير" لإصلاح الشباب؟

للأسف ظهرت أشياء كثيرة في واقعنا أتتنا من أعدائنا مخلوطة السم بالعسل على طريقة المستشرقين في الكتابة في المواضيع الإسلامية المختلفة، ولكنهم يختارون أساليب مشوقة للقارئ في مواصلة ما يكتبوه؛ ومن هنا يتم الاستحواذ على عقلية المسلم غير المثقف؛ من هذه الأشياء التنمية البشرية والتثقيف بالنظير وغيرهما، فاستخدام هذه الأشياء معناها إخضاع الإسلام إلى مثل هذه الثقافات التي قامت على تغيير الهوية الإسلامية.

ولو أننا كمسلمين نظرنا إلى ديننا واستخرجنا منه سبلًا لتعليم الناس لخرجنا بأساليب شتى، ولكن الأعداء لا يمهلون المسلمين لفعل ذلك حتى لا يعود عليهم هم بالضرر.

فلذلك التثقيف بالنظير وبالتنمية البشرية يحتاج منا إلى استخراج الأسلوب فقط، أما الثقافة فلا تكون إلا من مصادرنا الأصيلة.

كيف يحافظ الشباب على هويته الدينية في ظل التغيرات المعاصرة؟

الحفاظ على الهوية الدينية هو المقصد الأول من مقاصد الشريعة؛ إذ إن مقاصد الشريعة خمسة: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، حفظ المال.

فالحفاظ على الدين يواجه فيه الشباب تحديات عظيمة وخطيرة، متمثلة في عدة جهات، ومطلوب منه الوقوف كالصخرة أو تجنب هذه الأشياء؛ فأولًا إدارة ظهره إلى الإعلام؛ لأنه قائم على شيء واحد فقط هو تدمير الشباب المسلم فكريًا وخلقيًا وجسديًا وجعله ألعوبة في يد ثلاث قوى عالمية تدير الأحداث في العالم، وهذه القوى متعاونة جميعها على هذا الهدف وإن كانت متنازعة فيما بينها على المكاسب من وراء ذلك.

هذه القوى هي الصهيونية العالمية والصليبية العالمية، والصفوية المجوسية التي تستخدم كل الوسائل الخبيثة في تدمير الشباب؛ لأن القوة الوحيدة التي ستقف في وجه أطماعها هم الشباب المتمسك بدينه وعقيدته.

والإعلام أول سلاح مدمر للشباب؛ فلا بد من السيطرة عليه بكل الوسائل والطرق لينفذ ما يريد هو.

ثانيًا: الابتعاد عن الجماعات والتيارات المختلفة؛ فهي تزيد الفرقة بين الشباب من خلال تعصب كل جماعة لجماعتها وبُغْض من يخالفهم واستخدام باقي الناس وسيلة للوصول إلى أهدفهم. قال تعالى: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ" [الشورى: 13]، وقال تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" [آل عمران: 103].

ثالثًا: الاهتمام بالعلم الصحيح، والمقصود بالعلم هنا ذلك العلم الذي يقيم الإنسان به دينه، وهو العلم الفرض؛ فيعرف كيف يصلي صلاة صحيحة ويتطهر طهورًا صحيحًا ويؤدي الفرائض العينية بطريق صحيحة بعيدًا عن أي بدع وضلالات. وهذا ليس صعبًا؛ فالكتب كثيرة في ذلك ما بين مختصر ومطول، والدروس في هذا الأمر كثيرة يمكن الحصول عليها مرئية ومسموعة ومقروءة على هاتفه من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت). ويستطيع أن يتعلم هذا في شهرين ويتقنه لو كانت لديه عزيمة قوية.

رابعًا: اللجوء إلى الله تعالى بعد تطبيق ما يتعلمه، والاستعانة به على مواجهة أعدائه؛ فالأمر يستحق منه الاهتمام، واللجوء إلى الله تعالى والافتقار إليه يبعث فيه الأخلاق الحسنة والأحوال القلبية التي تجعله نموذجًا صالحًا لتحدي الصعاب.

خامسًا: دعوة من حوله إلى ما تعلمه؛ فيعلم من حوله فرائض الإسلام وكيفية أدائها كما أداها هو وتعلمها ويشد من عضدهم، وبذلك فقد جعل لحياته قيمة.

ما هي سبل حماية الشباب المسلم من التيارات الهدامة المعاصرة؟

حماية الشباب تكون بالابتعاد عن التيارات والتنظيمات التي لا تسير على منهج الإسلام القويم، وفلا تجد منحرفًا إلا ويعادي أهل السنة.. وكما قال أحد السلف: من علامة أهل البدعة معاداة أهل السنة. وأهل السنة هم كل من سار على منهج النبي وأصحابه. فلا تجد شخصًا يبغض مثلًا علماء الأمة الثقات إلا أهل الضلال.

أيضًا بالعلم الصحيح، وهذا موجود في كتب التراث؛ فمن رام إلى الصواب فليرجع إليها ويرجع إلى هل العلم الثقات، وهذا هو الأساس في تربية الشباب.

ماذا عن سبل إحداث تغيير إيجابي في المجتمع المسلم ثقافيًا وعلميًا وأخلاقيا؟

هذه السبل تتمثل في إصلاح منظومة التعليم وفق هويتنا الإسلامية الصحيحة دون محاباة ودون تدخل لأهل الانتفاع ممن يدعون العلم ودون تدخل جهات سياسية في الأمر.

ومنظومة التعليم تبدأ بإصلاح الأخلاق والعقيدة والعبادة والمعاملة، وهذه الدعائم التي تخرج لنا صاحب الضمير الواعي الذي يخرج لأمته في كل المجالات خير منتج يبهر العالم كله.

ثانيًا: إصلاح الإعلام وفق الهوية الإسلامية الصحيحة دون تدخل لأصحاب التيارات العلمانية والليبرالية والنفعية، وهم معروفون لدى كل الناس؛ فلا نجد في الإعلام إلا البرامج التي تضيع الأخلاق وتهدم الوقت وتحطم قدرات الشباب وتغسل أدمغته وتساعده على الجريمة والعنف.

ثالثًا: الاهتمام بالقدوة، والقدوة هنا في كل المجالات؛ مثلًا صاحب خلق وعقيدة وتعامل صحيح، وبعدها في مجاله رياضيًا وصناعيًا وزراعيًا ووظيفيًا وإعلاميًا.

أيضًا نظهر القدوة الحسنة، فإذا كان متفوقًا في مجاله لكن ينقصه الخلق والتربية فعلى الدولة أن تضع برنامجًا للتربية والأخلاق له ولغيره حتى نخرج بعشرات الأمثلة من هؤلاء.

كيف يمكن للشباب الانخراط في خطاب معتدل يواجه خطاب التطرف والغلو؟

الخطاب المعتدل والخطاب المتطرف دور الدولة؛ فالدولة هي من تصنع هذا وذاك، ولو أن الدولة نظمت محاضرات ومؤتمرات ونشرت النشرات وصدرت القدوة لما صار تطرف وغلو يطغيان على الاعتدال كما نرى الآن؛ لكنها تأتي بالعلماني والنفعي وأصحاب المصالح والساقطين من أهل الفن وتجعل يتكلمون عن التطرف والاعتدال.. فهنا تكمن المشكلة.

ما هي المنطلقات والأسس التي يمكن للشباب أن يستند عليها ليجسد أفكاره على أرض الواقع؟  وكيف يتحقق ذلك؟

أولًا بالخروج من حالة الإحباط التي يراها في الإعلام وبالنظر إلى المستقبل نظرة جدية واعية، وثانيًا يبحث كل شاب في نفسه عما يجيده من أعمال في أي مجال ويسعى جديًا وفي زيادة إلى التعلم في مجاله وزيادة الخبرة، مع الوضع في اعتباره الصبر على ذلك مدة لا تقل عن سنة حتى يكتسب خبرة كاملة.

وثالثًا لا يركن إلى العلم الذي يقوم به؛ بل عليه أن يسعى جادًا إلى التثقيف في مجاله من خلال الإنترنت أو المحاضرات أو الندوات أو الدورات أو الكتب.

رابعًا أن يقدر عامل الزمن جيدًا؛ لأن الثواني القليلة قد تتسبب في هزيمة جيوش، ولو أخذنا مثالًا في حرب أكتوبر 1973 كانت الساعة الثانية بعد الظهر ولو علمت إسرائيل بالموعد الساعة الثانية وتأخر الانطلاق عشرين ثانية لما حقق الجيش المصري ما حققه. فلابد من اعتبار عامل الزمن جيدًا حتى يكون إنجاز العمل كثيرًا في أيام قليلة.

خامسًا البعد عن المعوقات النفسية المحطمة لآماله وهي: صعب، مستحيل، لا أقدر؛ فلو حطم هذه الصخور من طريقه سيفعل ما يبهر العقول ولن تقف أمامه أي قوة في الدنيا.

سادسًا أن يجتنب المثبطات للهمم وهي: الدخان، المخدرات، النساء، أصدقاء السوء المحبطون نفسيًا والحاقدون، البرامج التلفزيونية. سابعًا لا يخوض في أي مجال ولا يتكلم في أي شيء إلا بعد إحاطة علمية به حتى لا يهرف بما لا يعرف فيعود عليه بعوامل الفشل. ثامنًا يستعين بربه في كل شيء ويلجأ إليه في افتقار ويكثر من القرب منه حتى يرزق اطمئنان النفس الذي يساعده على الاستمرار.

كيف يمكن إعادة نشر الثقة والتفاؤل في نفوس الشباب اليوم خطابًا وممارسة؟

أولًا بالثقة والتفاؤل؛ فإذا لم ينبعا من نفس الشاب فلن يكسب هذه الثقة ولو وقف بجواره كل البشر؛ فلابد للشاب أن يثق في نفسه من غير غرور وأن يتفاءل من غير غفلة.

ثانيًا أن يعلم أن الفشل في شيء معناه النجاح، لأن الفشل دائمًا يكون فيه نسبة نجاح، فلا بد من تحويل هذه النسبة إلى نسبة أعلى من خلال دراسة عوامل الفشل ومحاولة تجنبها في المرة القادمة، وسيجد قفزة في نسبة النجاح وتكون هناك نسبة فشل فيحاول مرة تلو مرة حتى يعلو بأسباب النجاح؛ فليس هناك فشل تام ولا نجاح تام، إنما هي نسب، فلا ينظر إلى الجزء الفارغ من الكأس؛ ولينظر إلى الجزء المملوء.

ثالثًا لا بد من خطة عملية ونظرية تقوم بها مؤسسات أو جمعيات على هيئة دورات علمية أو عملية لبعث الثقة في نفوس الشباب ومتابعة كل الشباب بعد كل دورة.

رابعًا لا بد من دورات تثقيفية صحيحة للشباب في مجالات كثيرة من خلالها تمحو الأمية الثقافية وتنير للشباب طريقهم.

هل الشباب اليوم قادر على قيادة التغيير الإيجابي المنشود؟

أولًا، الشباب بحسب الأعمار وبحسب الخبرة؛ فمن سن 18 إلى 30 يصلح للقيادة تحت خبرة، ولا يصلح للقيادة المطلقة. فهذا السن هو سن الاندفاع والقوة والتضحية والحماس؛ فيحتاج إلى كنترول يضبط له تصرفاته، وهذا الكنترول متمثل في قيادة حكيمة ذات خبرة عالية تستطيع الاستفادة من هؤلاء الشباب.

ثانيًا، من سن 30 إلى 40 يبدأ مرحلة العلم المنظم في كل المجالات، كل شاب بحسب مجاله، والاستفادة منه في المواقع المختلفة دون الاعتماد عليه كليًا في القيادة؛ لأنه يفتقر إلى الحكمة وكمال العقل.

ثالثًا، الشباب من 40 إلى ما فوق الـ50 هذا هو ذروة العقل والحكمة بعد المرور بالمراحل السابقة؛ وهنا تكون القيادة الحكيمة الصبورة التي تقود البلاد إلى الأمام.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال