الأحد، 28 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

176 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

هى

120326191708GSao

أيمن حمودة :

الطفل المزعج مشكلة تؤرق أي أسرة، فهو غالباً ما يسبب الكثير من المشكلات لأسرته في الشارع ومع الجيران وفي المدرسة، مع زملائه ومعلميه وفي النادي، مع أصدقائه·

 من هو؟

 لا نستطيع أن نطلق كلمة مزعج على أي طفل شقي أو يثير صخباً وإزعاجاً وضجة في أثناء لعبه مع أقرانه أو حتى حديثه بصوت عال معهم أو قيامه بأخذ لعبة أخيه أو صديقه أو ضربه··· ولكن الطفل المثير للإزعاج هو الطفل الذي يجد من حوله صعوبة في التعامل معه دائماً فيشكو منه معلموه وزملاؤه في المدرسة وجيرانه وأقاربه بل ربما والداه·

 فهو مثير لأعصاب من حوله وبخاصة معلميه في المدرسة ووالداه في البيت، حيث قد يضطر معلموه لاستخدام الشدة معه لكي يهدأ فلا يزعج زملاءه في الفصل أو جيرانه في الشارع··· وقد يجدون أن الشدة معه لا تجدي للتخلص من إزعاجه·

 صفاته

 يتصف الطفل المزعج بأنه قليل التركيز يتحرك كثيراً في المكان الذي يوجد فيه ويجعله مبعثراً وغير منظَّم، مثيراً للضوضاء والصخب والشغب والتشويش يتحدث بكثرة وبسرعة وبصوت عال ومرتفع·· عجول يقوم بالإجابة عن الأسئلة قبل استكمالها يقاطع حديث الآخرين ويتدخل في أنشطتهم وأعمالهم·· يتصف بعدم الاستقرار العاطفي وسرعة تغير مزاجه من السعادة إلى الحزن والغضب·

 والطفل المزعج حقاً هو المثير للإزعاج في البيت والمدرسة والشارع والنادي ولكل من حوله· ففي بعض الأحيان نجد سلوك الطفل يتسم بالإزعاج في البيت فقط ومع الوالدين أما في المدرسة فيتميز سلوكه بالطيبة وحسن المعاملة والأدب مع زملائه ومدرسيه·

 وقد نجد العكس تماماً فقد يكون الطفل مزعجاً في المدرسة ويشتكي منه زملاؤه ومدرسوه ويفاجأ الوالدان بهذه الشكوى وقد لا يصدقانها إذ يجدان أن سلوك طفلهما يتميز بالهدوء في البيت·

 لماذا يصبح الطفل مزعجاً؟

 يؤكد علماء النفس والأطباء النفسانيون أن الطفل المزعج لا يعتبر حالة أو ظاهرة مرضية وإنما هو سلوك يعبر عما يعتري الطفل من شيء يخافه أو يقلقه أو يضايقه·

 فقد يرجع السلوك المزعج من قبل الطفل إلى شدة الخوف من والديه أو من أحدهما وقسوتهما في معاملته وعقابه دائماً بصورة مبالغ فيها على كل كبيرة وصغيرة، أو أي خطأ ولو بسيط يقع فيه الطفل··· وقد يرجع إزعاج الطفل لخوفه من المدرسة ومدرسيه لمستواه الدراسي الضعيف وعدم رغبته في استكمال تعليمه·· وقد يرجع إلى كثرة المشاحنات والمشاجرات المستمرة بين والديه وخلو البيت من جو الحب والدفء العاطفي وإحساس الطفل بعدم الأمان، وفي بعض الأحيان قد يرجع سلوك الطفل المزعج إلى التدليل الزائد والمفرط من جانب الوالدين للطفل وتلبية كل مطالبه، وقد يرجع إزعاج الطفل لبعض العوامل النفسية التي يعاني منها مثل إحساسه وشعوره بالنقص ومستواه الاجتماعي المتواضع أو رغبته في إثبات ذاته وكيانه، وقد يرجع لأسباب صحية مثل فرط النشاط عنده وامتلاكه لنشاط كبير من الانفعالات·

 العلاج

 ـ ضرورة توافر الجو النفسي المناسب في المنزل من قبل الوالدين المليء بالحب والحنان واللطف والهدوء والاستقرار حتى ينشأ الطفل سوياً، وابتعاد الوالدين عن المشاجرات الصاخبة والعنيفة أمام الطفل·

 ـ عدم معايرة الوالدين لطفليهما أمام الآخرين والسخرية منه أو الاستخفاف به حتى لا يشعر بالدونية والنقص أو الضيق·

 ـ عدم انفعال الوالدين وثورتهم ولجوئهم للعقاب الجسدي في حال خطأ الطفل بل عليهم إرشاد الطفل لأخطائه بأسلوب سهل ومرن وتوافر جو من التسامح داخل البيت·

 ـ مساعدة الطفل على ضبط نفسه والسيطرة عليها من خلال برنامج التحكم الذاتي وهو يشمل مجموعة من الجلسات مع طبيب نفسي أو مع أحد المربين بحيث يتم تدريب الطفل من خلال ذلك على التحكم في انفعالاته·

 ـ عدم الإفراط في تلبية كل طلبات الطفل في الحال، بل يجب على الوالدين إرجاء بعضها لوقت لاحق حتى لا يتعود الطفل على اللجوء للإزعاج والبكاء والغضب لتلبية حاجاته·

 ـ شغل أوقات فراغ الطفل بتشجيعه على اللعب مع أقرانه وزملائه وتعليمه الأخذ والعطاء واحترام الآخرين·

 ـ المتابعة المستمرة من قبل البيت والوالدين للطفل مع المدرسة لمعرفة أحواله وسلوكاته مع زملائه ومدرسيه والتدخل في حال وجود مشكلة لطفلهم في المدرسة بكياسة وعقل وحكمة ومرونة في التعامل مع ابنيهما·

 ـ وعدم الحرج في اللجوء لاختصاصي نفسي أو طبيب نفسي لمساعدتهما في اختيار أنسب الطرق لعلاج السلوك المزعج من قبل الطفل·

40 211383 1268088282

القاهرة - الوعي الشبابي:

أثبتت دراسة أجرتها الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين أن صعوبات اللغة وتأخر النطق عند الأطفال تعود إلى عدم اهتمام الأبناء الصغار بالقراءة أو الأغاني منذ الصغر.

22233223

إيمان القدوسي :

وضعك وجاذبيتك عند زوجك مدى الحياة يتطلبان سحرا من نوع خاص، إلا أنه حلال، بل هو عين الحلال.

لو أردنا تلخيص الأمر في كلمة واحدة يمكننا القول امنحيه حبك الخالص فقط.

ربما هذه هي مهمتك الأبرز، ووظيفتك الأساسية كزوجة منح الحب ونثر السعادة.

حددت الآية الكريمة هذا الدور في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم:21). يمتن الله على عبده بتلك الزوجة المحبة الودود التي تمنحه مودتها ويسكن إليها قلبه ويتبادلان التراحم والمساندة، فليست هناك نعمة في حياة الرجل أعظم من الزوجة الصالحة.

المودة التي ذكرت في الآية هي أعلى درجات الحب، فهي أكثر خصوصية، وأثبت جذورا، وأعمق تلازما للقلب.

لكن كثيرا من الزوجات تشكو من أنهن أحببن وأعطين وتفانين ولم يجدن ما يأملن من صدى لمشاعرهن، وهناك من تزداد آلامهن حين يعلمن أن أزواجهن لا يبادلهن المشاعر فقط، بل يبحثون دائما عن غيرهن، وكلما زاد عطاؤهن زاد نفورهم فما السبب؟

يبحث الرجل في الزواج، بشكل أساسي، عن الحب والاحتواء، وتلك المشاعر التي تلفه وتريحه وتملأ حياته بهجة وهدوءا. يبحث أيضا عمن تفهمه، وتلهمه، وتعكس له صورة إيجابية عن ذاته. وتلك المشاعر أهم عنده من الجنس ومن الخدمات المنزلية التي تقدمها له الزوجة ومن الإنجاب نفسه، فهو يبحث أولا عن راحته، ثم تأتي مزايا الزواج الباقية في ترتيب تال، وذلك لأنه يتعب ويشقى في الحياة وصراعات العمل، ويريد العودة إلى بيت يجد فيه واحته الظليلة من هجير الحياة.

فإذا عاد ليجد زوجته تمتلئ نفسها منه استياء وغضبا، ويعكس وجهها عدم الرضا، ثم سارعت بانتقاده وتقييمه في كل كلمة أو تصرف، ثم أشعرته أنه أقل شأنا من غيره من الرجال، لأنه لا يلبي طموحاتها، ثم لجأت إلى معاملته بأسلوب الوعظ والإرشاد وكأنه طفل لا يحسن أمرا، ثم أرادت أن تخفف وقع ذلك في النهاية فارتدت ثوبا جديدا وتجملت بشكل فج وابتسمت لتمثل عليه دور الزوجة الكاملة وسألته كيف تراني؟ وما رأيك في الطعام الذي أعددته؟ فلا عجب لو انتهز الفرصة ورد لها كل إهاناتها السابقة، فتتعجب، وربما بكت وهي تتساءل: بعد كل ما أفعله؟

ما فعلتيه يا سيدتي، هو أنك أخفقت في توصيل رسائل الحب له، وبدلا منها وصلته رسائل سلبية تقول: «لا أحبك كما أنت؛ ولذلك أريد تعديلك وتحسينك. كما أنني تورطت في زواجي منك؛ ولذلك أحاول، عبر الانتقاد والوعظ، أن أغيرك. ما تقدمه لي لا يرضيني، ولكنني أحاول تمثيل دور الزوجة المحبة وأنت لا يعجبك؛ فأعاقبك بالنكد والحزن والبكاء، وبدلا من أداء وظيفتي في منح المحبة ونثر السعادة فإنني أتفنن في جلب التعاسة».

ما فعلتيه أنك لم تستطيعي الوصول إلى حب الرجل، وحب الرجل جوهرة ثمينة تكمن داخل صدفة قلبه، فإذا عرفت كيف تفتحين قلبه وتصلين إلى الجوهرة فستملكينها وتستمتعين بأحلى المشاعر التي ترفعك محلقة فوق السحاب، وسوف تجربين بنفسك معاني الحب الحقيقي التي تغنى بها الشعراء وتفنن في وصفها المحبون.

كيف يحدث سحر الحب؟ وهل يهبط على ذوي الحظ الحسن أم إنه عمل وأسلوب؟

في الحقيقة، هو عمل وأسلوب، ويمكن اختصاره بالحب الصادق، فالحب الصادق هو نفسه الحب الساحر.

أما التفاصيل فكثيرة.. الحب الصادق لا يرى العيوب، لكل إنسان عيوبه ونقائصه، ولكن الحب ينظر بعين الرضا، وعين الرضا عن كل عيب كليلة لا تراها، أو على الأقل تقبل وجودها ضمن الباقة كلها، فأنت تختار شخصا غير قابل للتجزئة، لن تأخذ منه ما يروقك فقط. والحب الصادق لا يسعى إلى تغيير صفات المحبوب قسرا وقصدا، لأن ما نسعى إلى تغييره معناه أننا نرفضه، ولكننا حين نتقبل الشخص بكل ما فيه فإن حبه لنا وتقديره سيستخرجان منه أفضل ما فيه، وسيتغير حتما للأفضل، ولكنه سيتغير بطريقته هو وبإرادته وليس عن طريق تدخلنا وتسلطنا عليه.

الحب الصادق الباطن فيه أقوى من الظاهر. لا حب مع امتلاء النفس بالاستياء والغضب، فأنت تشعين ما في نفسك؛ ولذلك تخلصي فورا من تلك المشاعر السلبية، واملئي نفسك بخيال الحب وأحلامه، ثم ارسلي طاقة الحب وعبيره الفواح الذي يفصح عن نفسه بشكل لا يخفى على أحد.

ودائما، عزيزتي الزوجة، تخلصي من تراكم المشاعر السلبية بداخلك، واملئي قلبك حبا ليشع هالة نور من حولك.

الحب الصادق لا يعبر عنه بالكلمات فقط، بل بجميع الحواس: اللمس والشم والنظر والذوق والحاسة السادسة أيضا، ولغة الجسد، وبريق العيون، وبسمة الشفاه الحانية النابعة من القلب، والخجل الفطري الذي يأبى انتهاك حلاوة الإحساس بكثرة الكلام وصراحته وفجاجته.

حين أسمع من تقول أجلس مع زوجي وأقول حدد ماذا تريد مني ونتناقش.. هذا تفاوض شركاء في عمل أو تجارة وليس مناجاة عاشقين تكفيهما نظرة أو كلمة واحدة. ولست مع كثرة ترديد الكلام العاطفي ما لم يكن نابعا من القلب، فالكلام دوره في سحر الحب مثل رشة الفلفل على الطبخة المتقنة.

الحب الصادق معناه صورة حلوة تعكسها عيناك لزوجك، وفي الوقت نفسه ليست مزيفة، ولكنها أجمل لقطة من أفضل زاوية مع ضبط الظل والنور سوف يتعلق زوجك بانعكاس صورته الجميلة في عينيك، فيستغني بك عن كل النساء، ويراك هو أيضا أكثرهن جمالا وسحرا. الحب الصادق فيه دعم ومساندة وتشجيع، ورضا بالعطاء، وتحفيز للوصول إلى مراتب أعلى في كل المجالات. الحب الصادق هو حب الثقة، وليس حب الرعاية، حب الرعاية نمنحه لأطفالنا القصر، فنقدم الخدمات ونربي ونوجه ونعلم ونحذر و.. و.. و.. أما مع الزوج فحب الثقة فقط، الثقة في رجولته وضميره وكفاءته وقدراته والتعزيز الدائم لثقته هو بنفسه، وليس فيه تشكك، أو ترصد، أو تصيد للخطأ، أو تجسس. الحب الصادق فيه استقلالية وليس تبعية، فعلى الرغم من اعترافك بقوامة زوجك فإن ذلك لا يعني أنك مجرد تابع عديم الشخصية، بل معناه ترتيب الأدوار، فأنت تؤدين أعمالك وتطورين نفسك وتضيفين إلى حياته الكثير وتتحملين معه المسؤولية.

الحب الصادق انفتاح روحين، يرى كل منهما الجمال الداخلي في الآخر، والبصمة المميزة التي خصه الله بها وحده، وبالتالي يكتفي به ويرتبط ولا مجال لمقارنته بغيره.

الحب الصادق كائن حي ينمو ويتطور ويتغير بمرور الوقت ليتناسب مع كل مرحلة عمرية وحياتية، فيتجذر وجوده، ويشتد عوده بمرور الزمن، ويمتد ظله على من حوله من أبناء وأحباب.

الحب الصادق هو السحر الحلال الذي لا يملك الرجل الفكاك من أسره، ويستمتع بوجوده في روعته وجماله.

196 large0000

محمد شعطيط :

في طفولة بيل جيتس، دخلت عليه أمه البيت فوجدته شارد الذهن، فسألته: «ماذا تفعل يا بيل؟». فأجابها قائلا: «أنا أفكر. هل سبق لك يا أمي، أن فكرت؟». ظنت الأم أن بطفلها لوثة من جنون، فأخذته إلى الطبيب النفسي، الذي قرر بعد جلسة مطولة مع الطفل، الذي لم يتجاوز السادسة من عمره حينها، أن يحضر له مجموعة من الكتب لإشباع فضوله وتنمية رغبته الملحة في التفكير والإبداع.

لم يكن بيل جيتس بدعا من سائر الأطفال في حب الاستطلاع، الذي يعتبر منصة إطلاق الطفل إلى عالم الإبداع. لكنه وجد الأسرة الحاضنة التي آمنت بقدراته واستعداداته، التي جبله الله تعالى عليها، وعملت على دعمها، واستثمارها، وتوجيهها، وسقيها، حتى اشتدت، واستوت، وآتت من كل زوج بهيج.

وإذا كان للأسرة هذا الدور الفعال والإيجابي في التنشئة الإبداعية للطفل، فإنها أيضا سيف ذو حدين.. عامل تثبيط وقتل لموهبة الإبداع. ولذلك، إذا أرادت أي أسرة أن توفر البيئة المناسبة لتنمية روح الإبداع لدى أطفالها، فإنه يتحتم عليها الاشتغال على واجهتين نراهما رئيسيتين. إلا أنه وقبل الحديث عنهما لا بأس من تقديم تعريف مقتضب للإبداع وهو كما يلي: الإبداع مصدر بدع الشيء يبدعه بدعا وابتدعه: أنشأه وبدأه. وركي بديع: حديثة الحفر. والبديع والبدع: الشيء الذي يكون أولا. وفي القرآن الكريم: {قُلْمَاكُنتُبِدْعًامِّنَالرُّسُلِ} (الأحقاف:9)، أي ما كنت أول من أرسل. والبديع: المحدث العجيب. وقوله تعالى: {بَدِيعُالسَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ } (البقرة:117)، أي خالقها ومبدعها ومخترعها لا عن مثال سابق.. ورجل بدع، وامرأة بدعة: إذا كان غاية في كل شيء كان عالما أو شريفا أو شجاعا. هذا من الناحية اللغوية. أما عند ذوي الاختصاص، فيمكن الاكتفاء بتعريف الموسوعة الفلسفية العربية، فقد جاء جامعا مانعا، وقد عرفت الإبداع كما يلي: «إنشاء شيء جديد أو صياغة عناصر موجودة بصورة جديدة في أحد المجالات، كالعلوم والفنون والآداب».

أما الواجهتان اللتان ينبغي على الأسرة توجيه اهتمامها إليهما فهما:

1 - العمل على تطوير محفزات الإبداع.

2 - إقصاء معوقات الإبداع، أو العمل على تقليصها والتضييق عليها ما أمكن.

والخطاطة التالية يمكن أن تشكل خلاصة هذه المعوقات والمحفزات؛ حتى يسهل التعامل معها وتذكرها، بل يمكن رسمها وطبعها على ورقة وتعليقها في سبورة البيت عند الطفل أو باحة البيت أو على شاشة الهاتف أو القارئ اللوحي أو غيرها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه العوائق والمحفزات لا يمكن الضرب بينها بسور يقطع الصلة بينها. بل ما يكون عاملا محفزا عند طفل قد يكون عائقا لدى طفل آخر. ذلك للعلاقة الدينامية بين مختلف هذه العوامل. فثقافة الوالدين مثلا، التي تكون عامل تحفيز عند بعض الأطفال، قد تسهم في قتل الإبداع عند آخر. فالوالدان المثقفان – مثلا وأحيانا وليس دائما - يسقطان تجربتهما على أبنائهما، فيحاولان تدارك الأخطاء التي ارتكبت معهما من حيث اغتنام الوقت وفترة الصبا في التحصيل، مما يؤدي إلى المبالغة في ملء فراغ الطفل بالأنشطة والبرامج والدورات، من دون أخذ احتياجاته بعين الاعتبار، مما يؤدي إلى ملل الطفل وامتعاضه، وقد يدفعه إلى ترك الجمل بما حمل. فتتبغض إلى قلبه كل أشكال الحرص على المعرفة واغتنام الوقت والتحصيل وبرامج الإبداع. ولذلك وجبت الإشارة إلى دراسة كل عامل، والاستفادة منه، من دون إفراط ولا تفريط، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. فإلى الخطاطة:

من خلال قراءة خطاطة الحوافز والمعوقات يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

- تلعب العوامل الموضوعية دورا مهما في تنمية الإبداع لدى الطفل من خلال إشباع روح المبادرة لديه عن طريق استثمار حبه للمعرفة، وتقديم الدعم اللازم والمناسب، مع التركيز على التواصل، وإعطاء هامش من الحرية المسؤولة للطفل، إضافة إلى التشجيع والتحفيز المستمر.

- دور التلاحم العاطفي وإبعاد الطفل مطلقا عن المشاكل الزوجية والأسرية والعائلية. فالأسر المضطربة الهائجة المائجة تغذي روح الانعزال والانطواء لدى الأبناء. كما أن كثرة لوم الطفل وتقريعه وتأنيبه بمناسبة وبغير مناسبة تفقده الثقة بنفسه كما أثبتت ذلك بعض الدراسات.

- اغتنام كثرة أسئلة الطفل وحبه للاستطلاع في تنمية روح الإبداع لديه بتعليمه كيفية الإبحار الآمن في الإنترنت، وتوجيهه التوجيه الناعم اللين إلى بعض المواقع العلمية والتربوية الهادفة التي تشبع نهمه المعرفي. فكثرة أسئلة الطفل هي مفتاح الإبداع وبدايته المشرقة. ومن كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة كما تقول الحكمة.

- تنمية التعلم الذاتي لدى الطفل، وتعليمه كيف يصطاد السمكة بنفسه وصنارته مع الصبر الدؤوب، ونشر روح الاستمتاع واللعب، واستثمار مختلف النظريات التربوية التي قربت الشقة وكفت المؤنة.

أما المعوقات فإن إكراهاتها تبدو لأول وهلة صعبة المنال، لكن زرع الورد في الحقل منذ البداية والاعتناء به يغنيان في النهاية عن مشقة اقتلاع الأشواك. ومن شغل نفسه بالفضائل كفى نفسه تعب اقتلاع الرذائل. فإذا تمعنا في الخطاطة وجدنا أن أهم المعوقات الأسرية للإبداع تتجلى أساسا في الجانب النفسي والعاطفي. أو في الجزء الأكبر منه. فلا إبداع مع غياب التلاحم العاطفي والإشباع الروحي لنفسية الطفل. لا إبداع مع القمع والإرهاب والعنف الأسري. ولا إبداع مع ضعف ثقة الطفل بنفسه، والتي تلعب الأسرة دورا بارزا في تغذيتها وفي رعايتها منذ نسائم فجر الطفولة الأولى. كما أنه لا إبداع مع التدليل الزائد أو التقاليد السلبية المقيدة التي تلبس لبوس الدين أو العرف المبالغ فيه، مما ينعكس بالسلب على روح المبادرة والطموح والإبداع. وقد سئلت فتاة في إحدى المجلات: كيف استطعت تحقيق أهدافك في الحياة؟ فكانت إجابتها: لقد آمن والداي بقدراتي ومواهبي فشجعاني، ولم يكونا في أي لحظة عامل تثبيط أو إعاقة لطموحاتي وأفكاري وإبداعي.

لقد كانت الأمة العربية والإسلامية رائدة بين الأمم حينا من الدهر لأنها شجعت ونمت التفكير المستقل والإبداع الخلاق في شتى المجالات، فأنتجت لنا عباقرة ومبدعين في شتى المجالات من أمثال: الإمام البخاري والإمام أحمد والشافعي وابن تيمية والغزالي وابن رشد والبيروني وابن البيطار وابن النفيس وابن الهيثم والجزري.. وغيرهم كثير. وإن الأمة أضحت اليوم ولودة بحمد الله، وقد استيقظت من سبات عميق. ويقع النصيب الأوفر على الأسر الكريمة للمساهمة في هذه النهضة من خلال تربية روح الإبداع لدى أبنائها وفلذات أكبادها بطرق علمية بعيدا عن الارتجالية من جهة، أو الإهمال وترك الحبل على الغارب من جهة ثانية، فالعصر عصر علم، وما كان على أساسه وبني على قواعده أعطى ثماره ولو بعد حين، وواقع الأمم الغربية خير شاهد، فهل نتعلم ونستفيد؟ وهل نسارع إلى المشاركة في دورات تدريبية لتعلم كيفية تنمية روح الإبداع لدى الأبناء؟ وهل نقوم بزيارات دورية أو سنوية للمبدعين والعلماء والعباقرة في مختلف المجالات؟ وهل ننهل من المعارف الحديثة لتحقيق هذا الهدف النبيل؟ نعم، في الإمكان أفضل مما كان، وكم ترك الأول للآخر، وعطاء الله ممدود، فهل نبسط الكف؟

225622

أسماء السكاف :

كبرت وتخرجت وتزوجت وأنجبت طفلة جميلة.. وكأي أم محبة كنت أتوق لتعليمها كل شيء، وكنت أسعى لتأمين البيئة الصحية والتربوية والتعليمية لها، كنت مثابرة بقراءة الكتب التربوية المختصة والاطلاع على تجارب غيري.. كانت تستهويني التجارب والكتب الأجنبية؛ فأنا منبهرة بطريقة تعامل معظم من نطلق عليهم الأجانب مع أطفالهم أو حتى مع الطفل بشكل عام، كنت بشكل شبه يومي أصطحب طفلتي إلى حديقة منطقتنا التي يقطنها عدد لا بأس به من «الأجانب» بل ومن العرب «المؤجنبين»، كانت اللغة الوحيدة المتداولة في الحديقة بين الأهالي والأطفال والعاملين في المطعم الموجود في الحديقة وحتى حارس الحديقة هي اللغة الإنجليزية التي أحببت سماعها جدا من الأطفال، بل وحتى أعجبت جدا بطلاقة بعض الأطفال العرب عند نطقهم لها فقررت ألا أحدث طفلتي إلا بالإنجليزية، وفعلا فعلت رغم انتقاد بعض المقربين لي، فأصبحت أقرأ لها القصص بالإنجليزية حتى أصبحت تفهمني جيدا، في نفس الأثناء كانت طفلتي تكبر، وبالتالي كنت أنخرط معها بمجتمع الطفل أكثر وأخالط معها أطفالا مختلفين؛ سواء في النادي أو في دورة القرآن الأسبوعية، بدأت ألاحظ أن أغلب من حولي من أطفال كان أهلهم يقومون بالدور نفسه معهم، خصوصا من ناحية اللغة، وكأن علامة اهتمامنا بأطفالنا من خلال هجرنا للغتنا الأم، كانت طفلتي بعمر السنتين عندما أحسست بشعور مؤلم أنني أعمل جاهدة وبجد ومثابرة على سلخها من هويتها.. وقفت مع نفسي وقفة ليست طويلة، فالأمر بات واضحا جدا عندي، خصوصا بعد أن خالطت بعض الأطفال الأتراك والهنود والأوروبيين، ورأيت اعتزاز كل منهم بلغته وحرصه على تعليمها بإتقان لأطفاله أولا وقبل كل لغة أخرى، أدركت أنني أجرم بحق طفلتي وأناقض ما أتعلم من طرق تربوية، حمدت الله أنها مازالت في سن غضة قابلة لشرب لغتها الأم الجميلة، استدركت ما فاتني في عامين، وبدأت معها رحلة الأحرف العربية الجميلة، ولعبة مخارج الأصوات التي يكابد من يريد تعلمها على كبر الأمرين، رغم أني نوعا ما أسبح معها الآن عكس التيار، فنحن اليوم في زمن يفاخر فيه الأغلب بل ويتباهى بأن أطفاله الذين يدرسون في مدرسة «أجنبية» لا يتقنون العربية ولا يفهمون الأشعار العربية إذا ما سمعوها.. فهم متحدثون وناطقون بارعون باللغة الإنجليزية، بالتأكيد لست ضد تعلم اللغات وخصوصا الإنجليزية.. فنحن نحتاجها بشكل شبه يومي؛ شئنا أم أبينا حتى في بلادنا العربية، ولكنني مع الفخر والاعتزاز بأننا عرب.. ومعرفة قيمة لغتنا الجميلة بكافة حروفها غير الموجودة في اللغات الأخرى، أنا أفخر أن الله قدر لي أن أكون عربية وأن القرآن نزل بلغتي، فلغتي تحمل كنوزا وتعبيرات وتشبيهات وبلاغة أُراهِنُ على عدم وجودها بأي لغة أخرى، لذلك سأحرص على تعليمها لأطفالي، لأنها الأصل ولأنها الأصعب أيضا بين اللغات.. وبعد إتقانهم لها سأحرص على أن يتقنوا الإنجليزية وأيضا لغات أخرى.. ففي هذا تنمية للذهن..

ألتقي الآن بنماذج حولي مختلفة من الأهل ممن لديهم أطفال أعرف إحداهن ابنتها في السادسة من عمرها، عربية وولدت في بلد عربي وأقرباؤها وأصدقاؤها عرب، ولكنها لا تتقن من اللغة العربية حرفا فقد وضعها والدها بكل فخر في بيئة معقمة بالكامل من أي نطق عربي، فالمدرسة إنجليزية والمربية إنجليزية ووالداها لا يتحدثان معها إلا بالإنجليزية.. والأمر المر أن الأم تفخر بذلك قائلة: «ابنتي لا تتحدث العربية.. كلموها بالإنجليزية».

صدقا أشفق على الصغيرة كلما رأيتها.. كيف لها أن تتعلم القرآن وتصلي به، الله وهب هذه الصغيرة نعمة اللغة العربية، وبكل برود وفخر نزع منها والداها حق التمتع بهذه النعمة، ولو دقق كل منا في مجتمعه وحوله لوجد العديد من «المتأجنبين» بعضهم عن جهل مطبق، فمنهم من لا يتقن من الإنجليزية سوى بضع كلمات يرددها حيثما جلس ليبدو - ظنا منه - بمظهر المتمدن أو من طبقة المجتمع المخملي، والأغلب من المبهورين بالغرب ولغتهم وكل شيء قادم من هناك؛ غثه وسمينه، ناسين أو متناسين أنه من المستحيل على المرء أن يغير جلده وأصله كقصة الغراب الذي أعجبته مشية طائر الحجل فأراد تقليدها.. حاول فترة من الزمن وعندما يئس أراد العودة لمشيته ولكنه نسيها، فلا هو أتقن مشية غيره ولا عاد لمشيته، فأرجو أن يخرج جيل أكثر وعيا.. لا يقتل لغته في نفسه ليتنفس لغة أخرى.. فالكتب العربية كنز.. ومن المحال أن نجد مثله، وحتى لو ترجموها فلن يستطيعوا ترجمة إحساسها وتشبيهاتها.. أسال الله أن يعين كل مرب على تنشئة جيل واع فخور بأصله ولغته ودينه.

يحضرني قول الشاعر حافظ إبراهيم عندما تخيل اللغة العربية تعاتبنا فقال:

وسعت كتاب الله لفظا وغاية

وما ضقت عن آي به وعظات

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

أرى لرجال الغرب عزا ومنعة

وكم عز أقوام بعز لغات

أيهجرني قومي عفا الله عنهم

إلى لغة لم تتصل برواة

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال