الأربعاء، 15 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

52 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

450x225 uploads201606295461b8d0c7 

بقلم - فرحات جنيدي:

 وقف أسفل المطر ينظر إلى السماء مبتسمًا في تحدي رغم الدموع المنهمرة من عينيه، يفتح فمه ويملأ الدنيا نداء، تختلط الدموع وماء المطر فيزداد عطشه، يهرول في الطرقات فاردًا ذراعيه وعلى بابها سقط كالطير الجريح.

نهض في كبرياء بعد أن رآها من بعيد فتراقص قلبه وتنفست روحه من شذاها، اقترب منها بحذر، نظرت إليه ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺑﺪﺃ ﻳﻐﺰﻭ ﺭﺃﺳﻚ، قال كيف وأنا الشاب وإن كان ما تقولين فاﻟﺸﻴﺐ تاج ﻭﻗﺎﺭ، ﻓﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﻭﺟﻬﻬﺎ، ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻭﻗﺎﺭ لكن ما بك شيب اليأس والضعف والاستسلام، إن هذا شيب الخوف وهذا ليس ﻟﻚ.

قال وهو يحاول ألا يكذب عليه إن الخوف عنصر أساسي للوقاية أو للردع ولولاه لفسد كل شيء.

قالت: نعم أعلم لكن المشكلة أن كثيرين يستخدمونه كأداة وحيدة لفرض سلطانهم ولاشك أنهم يجدون نتائج سريعة فى هذا فلابد من موت إله الخوف فيك حتى تحرر فمن العار أن يعيش إله الخوف فيك.

   اندهش من كلامها وقال بصوت غاضب: لا لا لا لم أعرف يومًا هذا الخوف أنا ابن أمة إذا غضبت أشعلت الأرض ناراً, وﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺼﺎﻋﺪًا ﻟﻦ ﺗﺸﺎﻫﺪﻱ هذا مرة أخرى.

قالت فى صمود وعيناها مبتسمة: أتمنى، فأنا منذ زمن بعيد وأنا أريد رجل قوى هدفه النصر يملأه التحدي والكبرياء والإصرار, هيا اذهب فأنا لا أريد رجلا لا يعلم إن كان الآن ليل أو نهار.

صرخ فيها وقال: لا، أنا هو من تبحثين عنه.

   مد يده وحاول أن يمسك بها لكن الأشواك من حولها وقفت له بالمرصاد، تذكر كلامها فحارب اليأس الذي بداخله ومضى يقلم الأشواك التي تحيط به في صمت، تمسكت الأشواك بالأرض فجرحته، قاوم في إصرارغريب.

شعرتْ بالعزيمة والتحدي تملأ روحه فتراقص قلبها وتمايلت مع نسمات الهواء فأطلقت شذاها فشعر بالقوة، جمع أوراقه ومشط شعره الأبيض وأسرع والحماس يملأ قلبه لكن سرعان ما اصطف الناس حوله وأقاموا له المحكمة وجلس المحكم ومن حوله رجاله, اقترب منهم رجل صلب الملامح وصرخ فيهم فصمت الجميع.

  تذكرها فرفض الصمت فصاح فيهم وشرح رسالته، همهم الناس وهم يضربوا الكفوف ويصرخوا فيه هى لا تحتاج إلى رجال فرجالها أهل ثبات وحق, هى تحتاج إلى سلاح وسوف نبحث هذا فوالله لم نجد في حياتنا أعند من رجالها ولن تنكسر ما دام فيها تلك الروح العنيدة الجبارة، علا صوته وهو يختم كلامه بسؤال إذا لماذا صمتم على ما يحدث لها؟ أين خيول أبو بكر وعمر وصلاح الدين؟ أين فرسان الصليب ورتشارد؟ أين أول القبلتين ومهد المسيح؟ غضب المحكم وأعلن التأجيل للعام القادم.

  ومن عام إلى عام يعود ويقدم رسالته ويجتمع الناس وأقاموا له المحكمة وجلس المحكم ومن حوله رجاله وقبل أن ينطق بكلمة اقترب منه الرجل صلب الملامح وقال بصوت قوى جبار كفاك وكن مسالم وكن مثلهم, انظر لقد توقفوا عن الكلام توقفوا عن كل شيء حتى الهمس باسمها فى الخفاء، حتى الإشارة لها فى أشعارهم وحكاياتهم للأطفال, انظر لم أعد فى حاجة كى أصيح فيهم وآمرهم بالصمت، إنهم الآن فرقتين، واحدة باعت، والثانية ضاعت، ثم رفع يده وأشار إلى المحكم فأعلن التأجيل للعام القادم.

  ضحك الرجل صلب الملامح وقال وهكذا سيكون الحال كل عام. انهار وتركهم وأسرع وهو يجري ويصرخ فيهم: كاذبون كاذبون ارحلوا وخذوا معكم الكذب والنفاق والتلوين والتخوين والتكبر والإقصاء, ارحلوا وخذوا معكم القسوة والعنف والتلاعب بكلام الله وعهوده وإهدار حرمة الدماء, ارحلوا وخذوا الخزى والخنوع للأعداء, ثم احتضن أوراقه وعاد منكس الرأس يجري بصعوبة بالغة كأنه يعبر أرضًا أغرقها الوحل.

 ازداد هطول المطر فمضى ينادي السماء وعيناه تروي بدموعها ظمأه، ثم أسرع نحو بابها ومضى يضرب أسوارها حتى نزفت يديه وعاد مرة أخرى وفرد ذراعيه وهو يضحك بجنون وأسرع نحو البحر، وأصداء أصواتها ما زالت تتردد على أذنه قال لها لا تحزني ولا تبكي، بدم أطفالك ورجالك ونسائك سوف نحررك, نطرد الغاصب ونطهر ترابك نزرع الزيتون القمح والتين بأرضك, يصرخ فيها لا تهتمى بهم فهم خارطة بلا حدود جثث بها أرواح ينخرها دود وفي أحضانهم ضياع وتشرد, لكن أنتِ أرض الصمود، والحضن الدافئ الذي نتمنّى ونرجو من الله أن يقرّب المسافات بيننا وتعودي لنا حرّة ننعم بجمالكِ وسحرك.

  أسرع نحو البحر وهو يفرد ذراعيه ويسخر من روح الانكسار التى بعثوها فى روحه واحتضن أوراقه وغاص في بطن البحر باحثًا عن عالم آخر، لكن سرعان ما خرج أكثر حزنًا وجنونًا، يقلب في أوراقه فيجدها أكثر منه قوة, لم يفلح موج البحر أن يذيب صمود الكلمات فتنهار وتختلط الأحبار.

   ابتسم وجلس على ركبتيه فالتف حوله الصبية، نهض بكبرياء وقال أنتم المستقبل وهى راية تنطق بصوت الحق فهيا للقتال هيا للنضال.. هيا أيها الأبطال فإن العيش جريمة تحت راية الأنذال. ضحك الصبية وتركوه واحتضنوا موج البحر يلهون.

تهاوت قوته فسقط على الأرض وقال بحزن والدموع تنهمر من عينيه لكنها اخطأت عندما ظنت أن خارج أسوارها رجال, أغمض عينيه واحتضن أوراقه وشذاها يستقبل روحه ويحملها إلى السماء. عاد أحد الصبية واقترب منه واحتضن الأوراق وأسرع نحو بابها.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال