القاهرة- شهاب غنيم:

ربما يكون أكثر ما يحتاج إليه الإنسان هو أن يشعر بأن له قدراً وقيمة بينه وبين نفسه - وهذا هو الأهم - وبينه وبين الناس، وغالباً ما نختلف حول معيار التقييم هذا؛ فالأكثر يقيم بالأشياء، حيث قيل في الآثر "رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مالُ، ومن ليس عنده مالُ فعنه الناس قد مالوا".

ثم يأتي في المرتبة الثانية التقييم بالأشخاص؛ حيث النسب والعلاقات الاجتماعية، خاصة في العرب، حيث يتفاخرون فيما بينهم بأنسابهم، ويوجد في التاريخ العربي الكثير والكثير من شعر الفخر بالأول والأنساب.

يقول الشاعر:

إذا بلغ الفطام لنا صبي ***** تخر له الجبابر ساجدينا

ثم يأتي في المرتبة الثالثة والأخيرة قيمة الإنسان؛ حيث عقله وما يحويه من أفكار عظيمة. ومن يهتم بهذا المعيار هم القلة في هذا العالم الذي يغلب عليه التأثر بالمادة وبكل ما هو ملموس فقط، وأظن أن هذا الوضع سيظل إلى أن تقوم الساعة وبعدها فقط يبدأ الناس في اكتشاف الحقائق؛ حيث الكثير هلكى والقليل هم الناجون من براثن هذا التقييم، حينها فقط يقتنع الأكثرية الذين عاشوا في وهم الأشياء والأشخاص وأهملوا الأفكار النبيلة، الأكثرية الذي كانوا غير مصدقين بما كان يتمسك به أولو الألباب الذين كانوا يعانون في هذه الدنيا لقلة مصداقيتهم.

يقول الشاعر:

ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ ... وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ

لكن، يشقى في الدنيا فقط، وربما يكون شقاءً ممتعاً لا يمكن التفريط فيه؛ فمن أدرك الغاية سهل عليه الطريق، وكلما على الإنسان وارتقى كانت مساحة الرؤية أكبر.

فهيا يا أصحاب العقول راجعوا تقييماتكم من جديد

وأدركوا الغاية حتى يسهل عليكم القصد

وأدركوا قيمة الإنسان الحقيقية، وإن كان أكثر الناس لا يعلمون.

أدركوا قيمة الإنسان الحقيقية، وإن كان أكثر الناس لا يفقهون.

أدركوا قيمة الإنسان الحقيقية، وإن كان أكثر الناس لا يدركون.

يقول الله عز وجل: "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُون. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"