الثلاثاء، 07 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

51 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 771ij

القاهرة - د.عبدالعال عبدالرحمن:صورة صفحة ‏عبد العال عبدالرحمن‏ الشخصية

الحمد لله الذي كرم بني آدم وفضَّلهم على كثير ممن خلق تفضيلًا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجًا وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ثم أما بعد:

الشباب عصب الأمة، أي أمة تنهض بسواعد شبابها؛ فهم عصب أي أمة ناجحة. لذا؛ علِمَ أعداؤنا هذه الحقيقة فبدؤوا يوجِّهون خططهم ويكرِّسون جهودهم لتدمير الشباب، عن طريق إشغالهم بالمُسْكِرات والمخدرات حتى يصبحون بلا هدف له ولا قيمة، وأقصى ما يأمله الوحدة منهم جرعة مخدرة أو مُسْكِرة.

وهذه الحرب الضروس أشد فتكًا من الحروب النووية والأسلحة المتطورة؛ فقد علِمَ أعداؤنا أنه لا سبيل لهم للدخول مع المسلمين في حرب تكلفهم ملايين الدولارات والأرواح فأخذوا يتسللون خفية ينخرون في شباب الأمة عن طريق نشر المخدرات.

المخدرات أصل كل بلية، وأساس كل رذيلة، أم الخبائث، مفتاح كل شر، رجس من عمل الشيطان، توقع العداوة والبغضاء، وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة.

أصدقاء السوء:

من الأسباب الرئيسة في لجوء كثير من الشباب إلى تعاطي المخدرات؛ الصديق السيئ، فهو كالعدوى الفتاكة التي تنتشر، وقديمًا قالوا: "الصاحب ساحب"؛ فالشاب يجد نفسه يقلد صاحبه السيئ من كثرة مخالطته حتى دون أن يشعر، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مصاحبة هؤلاء في قوله: "إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً"، أخرجه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري.

الإعلام الفاسد:

الإعلام الفاسد أكبر معول هدم لشباب الأمة؛ فتجد السينما يصور للشاب كيف يصل إلى المخدرات وكيف يتعاطاها وكيف يتخفى بها عن أسرته والمجتمع، ويصورون للشباب أن هذا هو طريق السعادة المفقودة؛ لذا واجب على الأمة أن تطهر إعلامها وتنتقي ما تظهره للناس وتنشر الفضيلة (عن طريق وسائل الإعلام الحديثة) إن أرادت أن تربي شبابًا قويًا جلدًا ينهض بها في سباق الأمم.

تفكك الأسر:

تفكك الأسرة وانتشار الطلاق يجعل الأولاد فريسة للشيطان ولتجار المخدرات الذين يستقطبونهم من الشوارع ويصنعون منهم وحوشًا بشرية تنهش في عرى المجتمع بعد أن غيبوا عقولهم بالخمور والمخدرات لتحقيق مآربهم الخبيثة. لذا؛ لم يعطِ الشيطان الأكبر التاج لمن قتل ولا لمن سرق وزنى؛ بل أعطاه لمن فرق بين زوجين بالطلاق؛ لأنه يعلم أن هؤلاء الأطفال سيصبحون الاحتياطي الاستراتيجي الخاص به وأن الفساد الذي سينتج منهم سيصب على المجتمع بأسره.

غياب رقابة الدولة:

لا بد للدولة أن تضرب بيد من حديد على هؤلاء الفاسدين الذين يدمرون شباب الأمة، وأن تغلق الملاهي الليلية التي تعج بالخمور وأنواع المخدرات كافة، وأن تشدد رقابتها أيضًا على الصيدليات التي تحوَّل الكثير منها –للأسف- إلى أوكار للمخدرات؛ نتيجة لأن الكثير منها يديرها أناس ليست لهم صلة بمهنة الصيدلة؛ بل اتخذوها وسيلة لربح المال.

سبل النجاة من شبح المخدرات:

ــ تقوية الوازع الديني في النفوس. فمواجهة هذا الخطر القاتل تكمن في الإيمان وأن يكون عند كل فرد ممانعة ذاتية تجاه فيروس المخدرات.

وتأمل معي حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشدة حبهم للخمر وتعلقهم بها قبل تحريمها، فيوم أن استقر الإيمان في صدورهم ولامس بشاشة قلوبهم هان عليهم تطليق الخمر حين نزل تحريمها وقالوا: "انتهينا، انتهينا".

ــ تطهير الإعلام من الفاسدين، وملء الفراغ، بالعمل على توظيف الشباب وتوفير فرص عمل توفر لهم حياة كريمة؛ فلا أفسد للعقول من الفراغ، وإذا لم يشغل أوقات شبابنا أهل الحق بالخير أو المباح فسيسد أهل الباطل فراغها بشرورهم.

ــ تفعيل دور الوالدين والمدرسة. الوالدان هما عصب الأسرة، يجب عليهما أن يراقبا أولادهما ويربياهم على الفضيلة ويجنباهم أصدقاء السوء؛ فالأولاد رعية وأمانة استرعاهم الله إياهما، وهما مسؤولان أمام الله عنهم إن فرطا فيهم.

ــ والمدرسة أيضًا لها دور كبير في نشر القيم والأخلاق، عن طريق المناهج الدراسية.

ــ وأخيرًا، الجميع في خندق واحد، والكل واجب عليه اقتسام المسؤولية، كل بحسب مكانته وقدراته؛ فالجهات المختصة لها دورها الأمني، والأب في مملكته عليه حمل التوجيه، والمعلم في فصله عليه عبء التربية، وأهل العلم في مساجدهم ومحاربهم لهم دورهم، وصاحب القلم والمسؤول وذوو الجاه وكل غيور محب لدينه وبلده لهم مواقفهم المنتظرة بالكلمة والنصيحة والبيان.

سدد الله المساعي، وأنجح الجهود، وحمانا وديارنا وأبناءنا من سوء المخدرات وجحيمها.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال