الثلاثاء، 07 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

298 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 AAEAAQAzhlYw

بقلم - خالد الخليصي العجرمي:

عندما قامت ثورة 25 يناير في مصر، أذكر أنني كنت وقتها على فراش المرض، وكان يزورني صديقان، وكانا فرحين بانتهاء عصر، وبداية عصر جديد، وأذكر أنني طلبت منهما عدم الإسراف في نتائج هذه الثورة وتأثيرها الأخلاقي، وذلك لقراءتي نتائج ثورات سابقة؛ فكل الثورات التي قامت أعقبها انفلات، ولكن سرعان ما يتم السيطرة عليه وتحقق النتائج الثورية لقيامها، مثل الثورة الفرنسية.

والصديقان الآن في ذمة الله، ولو كانا موجودين الآن لكان من الممكن أن يصابا بالذهول مما نراه الآن. وأتذكر أن أول واقعة مؤسفة شاهدتها بنفسي من الحمار الوافد إلى مجتمعنا، وهو التوك توك، وكان يركبه شاب ويطلق سرينة خاصة بالشرطة، فأوقفه رجل شرطة وطلب منه إلغاء صوت السرينة فما كان من الشاب إلا أن رد عليه وقال له: هو في حكومة؟ أيقنتُ منذ تلك الواقعة أننا مقبلون على حالة انفلات أخلاقي، وأن بقاء الدول واستمرارها مرهون بتمسكها بالأخلاق والتزام مواطنيها بالقيم في التعامل مع الآخرين، وقد كان المصريون منذ زمن غير بعيد مضرب المثل والقدوة في التمسك بالقيم النبيلة والتدين السمح والأخلاق الجميلة.

وللأسف، انتهى هذا الزمن الجميل، وأصبحنا نعاني من مظاهر الانفلات الأخلاقي في المجتمع. انزل الشوارع وراقب ما يجري فيها: همجية، انفلات أخلاقي، تراشق بالألفاظ النابية، وكثير من الأمور الغريبة على هذا المجتمع.

وليس بغريب يا سادة ما نشاهده الآن على القنوات الفضائية من تراشق بالألفاظ بين المتحاورين، وأيضًا ما شاهدنا من بعض أعضاء البرلمان من عدم احترام للآداب العامة في الحوار، وعلى المستوى العام بين الأفراد تلاشت قواعد الاحترام اعتمادًا على بعض المعطيات الجديدة، وكذلك ستجده في المصالح الحكومية والشركات ووسائل الإعلام التي تطبل وتزمر، وكأن الإعلام وجد في الدنيا ليرفع شعار ولواء النفاق حتى يبقوا.

الأسرة هي المسؤول الأول عن ظاهرة الانفلات الأخلاقي المتفشي في المجتمع، حيث إن ما نراه اليوم من الشباب والفتيات من انفلات يبدو واضحًا في طريقة الملبس والسلوك ويدل على غياب دور الأسرة في الاهتمام بالقيم الدينية، وكان يجب على الأسرة الرقابة عليهم ومحاسبتهم، وليس مبررًا انشغالها في الكسب المادي لتلبية مطالب أبنائهم التي لا تنتهي عن الاهتمام بشاب مستهتر أو فتاة متبرجة، حتى لا تتوارث الأجيال القادمة هذه الآفة الغريبة على المجتمع ويستشري هذا الداء في جسد الأمة بأكملها، وهنا تكون الطامة الكبرى؛ حيث يوصف المجتمع بأنه منفلت أو بلطجي؛ ما يؤثر على سمعة البلد عالميًا، وهذا ما لا نتمناه.

وأخيرًا، هذا الانفلات الأخلاقي يحتاج علاجه إلى تضافر جهود علماء الدين وأهل الفكر والمدرسة والجامعة والندوة الثقافية والأزهر الشريف وأجهزة الإعلام المسموعة.

الشباب في حاجة إلى حلول لجميع مشكلاته، كما إنه بحاجة إلى مشروع قومي ضخم يلتف حوله، وإن بقاء الدول واستمرارها مرهون بتمسكها بالأخلاق والتزام مواطنيها بالقيم الأخلاقية في التعامل مع الآخرين، ولنتذكر معًا قول أمير الشعراء: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا".

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال