الثلاثاء، 07 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

46 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

swwwwwwwrE 

القاهرة- د.عبدالعال عبدالرحمن:صورة صفحة ‏عبد العال عبدالرحمن‏ الشخصية

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا. الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء، وتبارك الذي بيده ملكوت كل شيء، رحمته تسبق غضبه، وصلى اللهم وسلم على من أرسله ربه رحمة للعالمين، صلوات ربي وتسليماته عليه إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه وسلم.

ثم أما بعد:

تعالت الأصوات التي تتهم الإسلام بالإرهاب بسبب أفعال من يدَّعون كذبًا وزورًا الانتساب إليه، أمثال "داعش" وغيرها من الفئات الضالة التي اتبعت منهجًا بعيدًا كل البعد عن منهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فتارة يقطعون رقاب من يخالفهم وتارة يذبحونهم وتارة يكفرونهم. وهذه أفعال أساءت إلى الإسلام في جنبات الأرض.

وحتى أكون منصفًا، فإن الاتهامات الموجهة إلى الإسلام زورًا بأنه دين إرهاب ليست سببها هذه الأفعال الضالة فقط؛ بل من أسبابها أيضًا الحقد والكره الشديد للإسلام والمسلمين.

في الإسلام، إرهاب قطة يدخل النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض"، هذا هو رفق الإسلام بالحيوان؛ فكيف رفقه بالإنسان الذي كرمه الله؟!

في الإسلام، من يقتل ذميًا أو معاهدًا لا يشتم رائحة الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة; وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين خريفًا"، رواه البخاري.

لذا؛ ما نراه من انفجارات هنا أو هناك تنال السياح الذين أتوا بتأشيرة دخول وأُعطى لهم صك الأمان محرم تحريمًا باتًا الاعتداء عليهم؛ لذا أقول: هذا هو الإسلام وموقف رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم من التفجيرات التي تقتل ولا تفرق بين  مسلم وغير مسلم.

رسول الإسلام يحرم قتل النساء والأطفال غير المحاربين في الحرب:

يبحث الرسول صلى الله عليه وسلم -في جل أحواله- عن الطرق السلميَّة والهادئة للتعامل مع المخالفين له، حتى وإن كانوا في حالة حرب معه، فكانت وصيَّته لقوَّاده دائمًا: "... وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلاَ طِفْلًا وَلاَ صَغِيرًا وَلاَ امْرَأَةً"[25]. ويحرص رسول الله كذلك على تجنُّب الحرب ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، فيقول لعليِّ بن أبي طالب عندما أعطاه الراية في غزوة خيبر: "انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ[26]"[27].

أي شخص عنده مسحة علم شرعي يقرأ كلام النبي صلى الله عليه وسلم بتحريم قتل النساء والأطفال في الحروب كيف ينسب إلى الإسلام أنه دين عنف وإرهاب؟!

ومن المستغرب، أين داعش وأمثالها من هذا الكلام النبوي؟ وكيف رخصوا لأنفسهم ذبح مخالفيهم بهذه الطرق البشعة التي عمّت وسائل الإعلام وشاهدها القاصي والداني؟

لعنة الملائكة تنزل على من أشار بحديدة على أخيه:

فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها، وإن كان أخاه لأبيه وأمه.

هذا في من رفع حديدة، فكيف بمن ألقى قذيفة أو ذبح بساطور أو وجّه رشاشًا إلى أخيه؟! إلى الله المشتكى.

لفح النار على من يضرب خادمه بغير وجه حق. عن أبي مسعود الأنصاري قال: كنتُ أضرب غلامًا لي فسمعت من خلفي صوتًا: "اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه"، فالتفتُ فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هو حر لوجه الله، فقال: "أما لو لم تفعل للفحتك النار (أو لمستك النار)"، رواه مسلم.

لا يعذب بالنار إلا رب النار: قال صلى الله عليه وسلم: "لا يعذب بالنار إلاَّ رب النار"، رواه أبو داود وأحمد في المسند.

الإسلام يحرم القتل وسفك الدم: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ". فاشتراك أهل السماء والأرض في قتل رجل واحد جريمة عظيمة عند ربِّ العالمين، تستحقُّ دخولهم النار جميعًا.

يهودي يأخذ بمجامع قميص رسول الله، فماذا فعل معه؟!

أتى زيد بن سُعْنَة اليهودي إلى النبي ليطلب دَيْنًا له، فأخذ زيدٌ بمجامع قميصه ونظر إليه بوجه غليظ وقال لرسول الله: ألا تقضني يا محمد حقِّي؟! فوالله إنكم يا بني عبد المطلب قوم مُطْلٌ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم. فيقول زيد بن سُعْنَة: نظرتُ إلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره، وقال: أي عَدُوَّ الله، أتقول لرسول الله ما أسمع وتفعل به ما أرى؟! فوالذي بعثه بالحقِّ لولا ما أُحاذر فَوْتَهُ لضربتُ بسيفي هذا عنقكَ. ورسول الله ينظر إلى عمر في سكون وتُؤَدة، ثم قال: "إنَّا كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ يَا عُمَرُ، أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الأَدَاءِ وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ التِّبَاعَةِ؛ اذْهَبْ بِهِ -يَا عُمَرُ- فَاقْضِهِ حَقَّهُ، وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ".

ماذا لو بال رجل في مساجد داعش هذه الأيام؟

عن أنس بن مالك أنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله إذ جاء أعرابيٌّ فقام يَبُولُ في المسجد، فقال له أصحاب رسول الله: مَهْ مَهْ. قال: قال رسول الله: "لاَ تُزْرِمُوهُ، دَعُوهُ". فتركوه حتَّى بال، ثمَّ إنَّ رسول الله دعاه فقال له: "إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ؛ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ". ثم أمر رجلًا من القوم فجاء بدلوٍ من ماءٍ فَشَنَّهُ عليه. فهاهنا رسول الله يحلُّ الموقف برفق تامٍّ منع فيه الصحابة من العنف مع المخطئ، وعَلَّمه درسًا هادئًا رقيقًا دون تخويف ولا ترهيب.

جمل يشكو إلى رسول الله:

عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ، يَعْنِي: حَائِطًا، فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَإِذَا فِيهِ جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَزِعَ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، قَالَ: فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ رَأْسَهُ إِلَى سَنَامِهِ وَذِفْرَاهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ: "مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ، لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟"، فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "أَفَلا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ؟ مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ"، رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.

دعوا عليه بالموت فماذا فعل معهم؟!

عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله فقالوا: السَّام عليكم. فقالت عائشة: فَفَهِمْتُهَا، فقلت: وعليكم السَّام واللَّعنة. فقال رسول الله: "مَهْلاً يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ"، وفي رواية: "وَإيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ"، فقلتُ: يا رسول الله، أَوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟! قال رسول الله: "قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ".

أي المسلمين أفضل؟!

جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟ فقال: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ".

داعش خوارج العصر

وأخيرًا، ما تفعله داعش وتنتهجه من أفعال ليست من الإسلام في شيء. لذا وجب على الدعاة أن يحذروا الشباب من الوقوع فريسة بين أيدي هؤلاء الضلال المارقين من الدين، ونسأل الله عز وجل أن يحفظ شبابنا وأن يحمي بيضة الدين.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال