القاهرة – شهاب غنيم:

غالباً ما نتحدث عن مرحلة البناء حينما ننظِّر إلى عملية إصلاح المجتمعات ونتجاهل مرحلة غاية في الأهمية وهي مرحلة ما قبل البناء، أو المرحلة التمهيدية وهي دراسة الظروف والبيئة المناسبة للبناء.

فاليوم بإذن الله نطرح هذه القضية على حضراتكم.. وسيدرك هذا المثال جيداً من يعمل بمجال المقاولات من مهندسين ومقاولين..

نفترض أن لدينا قطعة أرض نرغب في البناء عليها مبنى ما، والمفترض أننا حينما نبدأ الخطوات العملية نستعين بمهندس متخصص يرشدنا إلى عمل جس التربة حتى نطمئن إلى أن التربة صالحة للبناء، وبعد ظهور النتيجة الخاصة بهذه الخطوة يكون هناك احتمالين، إما أن تكون التربة صالحة للبناء، أو أنها غير صالحة.

أما في حالة أن تكون التربة غير صالحة للبناء فنقوم بحفر عمق يحدده المهندس ثم نحضر تربة أخرى تسمى بتربة الإحلال وهي عبارة عن رمل وزلط وماء بمقادير معينة أيضاً، ثم يتم وضعها في هذا العمق الذي تم حفره، ثم بعد عملية الدك نشرع في التأسيس والبناء.

بالتأمل لهذه الخطوات ندرك أهمية الدراسة التمهيدية لمرحلة ما قبل البناء، حيث أننا إن أدركنا هذا الأمر فلن نبخل بإنفاق الوقت والجهد والمال في هذه المرحلة التي تعتبر غاية في الأهمية.. فكم من مبانٍ أقيمت وبعد بنائها ظهرت بها مشكلات ربما تستمر محاولة علاجها طوال عمر المبنى، وربما ينهار، وذلك بسبب عدم الاهتمام بالمرحلة التمهيدية التي تسبق مرحلة التأسيس..

كذلك الأمر بالنسبة لنا في حياتنا.

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"