السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

344 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

2015 635839861781342183 134 main

القاهرة - الوعي الشبابي:

صوت قوي لا يخلو من رقة، يستطيع صاحبه أن يوازن بين الرقة والقوة ويخلط بينهما في غير تكلف، وبمقدرة تفوق قدرات المغنين، وإحساس بالكلمات ومعانيها يتجلى في حركة الصوت. 


هو قادر على إقحام المستمع داخل معاني الآيات وإن لم يفقه معناها. هذه كلها صفات تميز به أسلوب قراء القرآن الكريم المصريين دون غيرهم من القراء العرب، وغير العرب، جعلهم في مكانة تسبق أي قارئ، في أي بلد مسلم.

ولا يمكن الإشارة لهذه النخبة الفريدة من القراء، دون الحديث عن الشيخ محمود خليل الحصري، الذي تحل اليوم، 24 من نوفمبر، ذكرى رحيله الخامسة والثلاثون.

الحصري الذي ولد في 17 نوفمبر في الفيوم، يعد واحدا من أهم القراء المصريين، الذين لابد أن تجد تسجيلاتهم في أية مكتبة للمهتمين باستماع القرآن الكريم.

بدأ الحصري حياته العملية عام 1944، عندما تقدم للإذاعة المصرية للاختبار، وبعد نجاحه صار صوته يبث عبر الأثير لسنوات طويلة، مخترقا كل البلدان الإسلامية، مسجلا اسمه كواحد ممن أجادوا حفر القرآن الكريم، بصوته المميز، في قلوب ملايين المسلمين عبر العالم.

يعد الحصري امتدادا لمدرسة تفرد بها القراء المصريون، بدءا من الشيخ محمد رفعت، الذي كان أول قارئ بالإذاعة الأهلية، حيث انضم إليها عام 1934 بعد أن استمع له البرنس محمد علي في أحد المآتم فطلب إليه أن يفتتح الإذاعة الأهلية بقراءة القرآن الكريم، وكان ذلك بداية مهمة في حياة الشيخ رفعت، وفي مسيرة قراءة القرآن الكريم بشكل عام.

من الممكن القول إن الشيخ رفعت أسس لمدرسة مصرية في قراءة القرآن الكريم أحدثت نقلة فيها، حيث اعتمدت هذه المدرسة ليس فقط على الترتيل العادي للقرآن، وإنما على قراءة منغمة تراعي ما يعرف في الفن بـ"المقامات"، يتم التنويع بين هذا المقامات وفق حركات مدروسة، تسهم في خروج الصوت بأسلوب تطريبي بديع.

كان صوت الشيخ رفعت من القوة بمكان، بحيث جاء في دراسة أجراها متخصصون في الأصوات تاليا لكوكب الشرق أم كلثوم في قدرة التحكم في الصوت بحسب المقامات، وهو أمر خارق، فمن المستغرب أن يملك هذه المقدرة شخص لم يتعلم الغناء.

كانت هذه إذن بداية مهمة أرست قواعد المدرسة المصرية في قراءة القرآن الكريم، ومهدت الطريق لتكوين مدرسة واسعة، نشأت عام 1964 عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إنشاء إذاعة القرآن الكريم، تلك الإذاعة التي ضمت كوكبة من أعظم القراء في التاريخ.

قدمت المدرسة المصرية أجيالا عظيمة من القراء المصريين أمثال الشيخ طه الفشني، والشيخ أبو العينين شعيشع، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ محمود خليل الحصري، وحديثًا الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود الطبلاوي، كل هذه الأسماء حفظت لمصر تفردها كصاحبة مدرسة لا يشق لها غبار في قراءة القرآن الكريم.

ولأنه "لكل شيء إذا ما تم نقصان"، فإن هذه المدرسة واجهت من التحديات، التي كان بعضها مقصودا، ما جعلها تتراجع تراجعا كبيرا في العقود، وبدأ ذلك في السبعينيات.

شهدت فترة السبعينيات انفتاحا مصريا في اتجاهين، الاتجاه الأول في اتجاه الغرب، والثاني في اتجاه الشرق، أي الخليج، وكان الثاني هو المؤثر الأكبر في حركة المدرسة المصرية.

لقد شهدت تلك الفترة حركة هجرة واسعة من العمالة المصرية إلى الدول العربية، وبالتحديد إلى المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج، غير أن أولئك العمال لم يعودوا فقط بالأموال، إنما عادوا بأنماط سلوك، وبأنشطة ثقافية لم يعتدها المصريون، كان من بينها قراءة القرآن الكريم بطريقة مغايرة لمدرسة التلاوة المصرية.

إلى ذلك، تظل الأجيال السابقة متمسكة بالاستماع لقرائنا المصريين، ظهرت أجيال جديدة تأثرت بهذا المد لا تكاد تعرف اسم عشرة قراء من هؤلاء الأجيال، ومع مرور الزمن تضاءل عدد هؤلاء القراء إما بسبب العمر وإما بسبب الوفاة، وتضاعف عدد القراء القادمين من الشرق مسيطرين على الساحة تماما، ما يدفع للخوف والتساؤل: هل ينقرض القراء المصريون، وتصبح المدرسة المصرية نجما ومض واختفى؟.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال