الأحد، 28 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

225 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 et5t

القاهرة – محمد نصر ليله:

بينما كانت ساعة احتضاره تقترب أوصى قائلا: (استوصوا بالنساء خيرا)، هذه كانت إحدى وصايا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأمته فى حجة الوداع أن يستوصوا بالنساء خيرا.

*نظرة تاريخية:

منذ خلق الله آدم عليه السلام وخلق من ضلعه حواء ونزلا إلى الأرض، ومع بدء التناسل لإعمار هذا الكون لتحقيق هدف الله عز وجل من خلق الإنسان ألا وهو عبادته سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ﴾، كان للمرأة من يوم أن خلقت مهامٌ معروفة للحفاظ على استقرار الحياة فى حالة النجاح المتزن، فكانت أعظم مهمة لها تربية النشء وتقويمهم لتصنع منهم الرجال والقادة الذين يحمون المجتمع ويدعمونه فيما بعد بما تعلموه فى مدرسة الأمومة.

ومع ازدياد تكاثر البشرية واتساع الرقة التى يشغلها الإنسان على الأرض بدأت الإختلافات فى مهام المرأة تتباين بين المجتمعات، إلى أن وصلت فى بعض حلقات التاريخ أن كانت الحاكم امرأة كما ذُكر فى القرآن الكريم فى حديث الهدهد لسليمان عليه السلام: ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظيم﴾.

وهكذا كان التباين بين المجتمعات يزداد ويتسع حتى وصل انحراف الإنسان عن النهج الأصيل المخلوق عليه إلى قمته وذلك فى فترة انقطاع الرسل التى هى بين رفع الله لعيسى عليه السلام إلى السماء - وبعثة المصطفى محمد صلى اللَّه عليه وسلم؛ فكانت بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتمة لكل الشرائع السابقة إلى أن أتم الله علينا نعمته بتمام الدين وكماله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾.

فكانت رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم هادية لكل ضلال، آمرة له بأن يعود إلى نور الحق، مُرشدة لكل منحرف عن نهج الحق إلى النهج القويم، وكما بينت الشريعة الغراء أحكام الصلاة والصيام والزكاه أيضا أكدت على إعطاء كل ذى حقٍ حقه، وبالطبع فإن للمرأة حقوق وواجبات تُكرمها وتعلى منزلتها وتحميها من كل شرٍ قد يصيبها.

فكانت الكلمات الرقيقة من رسول الله صلى الله عليه وسلم: {رفقاً بالقوارير}.

وهكذا اهتدى من آمن بالإسلام وبالدين الخاتم إلى حقوق المرأة ومنزلتها وزاد فى تكريمها، وكانت المرأة أيضا محافظة على تكريمها هذا إلى أن تباعد الزمان وازداد الناس بُعدًا عن دين الله وانشغلوا بالدنيا وجمع زينتها وزخرفها فبدأت حقوقها تتهاوى تحت أقدام المجتمعات الحديثة إلى أن وصلت إلى ما نحن عليه الآن من إهانات مستمرة للمرأة دون الإلتفات إليها كصاحبة حقٍ أصيل فى التكريم.

*واقعٌ مُحزن:

فى مجتمعاتنا المعاصرة انطلقت دعاوى تحرير المرأة فى البلدان الإسلامة، متخذة من المرأة الأوروبية مثالاً يُحتذى، ولم يدري المساكين أن تلك الحرية المزعومة هى فى الحقيقة استعباد للمرأة وتكالبٌ على جسدها للحصول على المتعة منها.

وانطلق المغرضون لنشر فكر "التحرير" بين طبقات المجتمع حتى لتكاد لم تسلم منه أى طبقة مجتمعية، لكن كانت صاحبة أقل إصابة هى تلك الطبقات الكادحة التى تدرى يقينا بأنها لا تملك فى الدنيا إلا دينها.

واعتمد أدعياء التحرر فى دعوتهم شعارات وألفاظ رنانة لإجتذاب نساء المجتمع المسلم ليفتنوهن، وقد كان لهم ما طلبوا، بالفعل لقد نجح هؤلاء وانتشر فسادهم واستشرى سرطانهم فى المجتمع، وبدأت الحرائر المسلمات بترك حجابهن الذى زعموا أنه سجنٌ لجسد المرأة، وقاموا بلَىِّ النصوص وقالوا إن الله جميلٌ يُحب الجمال!

زاد البلاء فخرجت المرأة من بيتها وتركت مهمتها الأصيلة "تربية النشء" وتكلفت العناء فى تحصيل المال حتى صرن مجرد عاملات لجمع المال، وكل يومٍ يزداد الإنحطاط الأخلاقى بين النساء حتى صارت اليوم ملابسهن تكشف من اجسادهن أكثر مما تُبطن!!

ترى النساء الحرائر خارج بيوتهن بملابس لا تليق بجارية ناهيك أن تليق بحرة، حتى صارت الفتاة تجلسُ على المقاهى وتشرب السجائر والدخان، حتى أنه حدثتنى إحدى النساء يوما عن الفرق بين أنواع السجائر من حيث المذاق، وفاعلية قرص الترامادول وكيفية تناوله!!، فهل هذه امرأة أم رجلٌ تنكر فى جسد امرأة؟!!

وكل ما أراه من انحلال فى الروابط الأخلاقية فى المجتمع لا أستطيع أن أستبعد خروج المرأة من بيتها كسبب أصيل فيه ، فإليكم ها هنا بعض الأمثلة:

خرجت المرأة المسلمة من بيتها للعمل (أتكلم عن غير المضطرة)

*فلم تجد من يكرمها فى المواصلات، ولا فى العمل، ولا فى غيره.

*ازداد الرجال شراهة للمال وطمعًا فى النساء

*أصبح هناك جانب تقصير فى المهمة الرئيسة للمرأة (تربية الأطفال على الإسلام)

*وبزيادة المعروض من العمالة #ضعف_العدد تقريبا بسبب نزول المرأة لسوق العمل انخفضت الأجور والمرتبات وزاد الفقر فى المجتمع...

*انحطاط الأخلاق تدريجيًا كناتج من نواتج الإختلاط فى الدراسة والمواصلات والعمل وغيره، إلى أن وصل إلى ما وصلنا إليه من تحرش فَجّ بالنساء وامتهان لكرامتهن!!

*ظهور نوع جديد من الرجال يُخرج نسائه للعمل ويعيش على مربتاتهن وهو ما نسميه "النطع".

*زيادة الأعباء الحياتية على المرأة مما جعلها فى غالب الأحيان آلة اجلب المال وخادمة لا يُعتنى بها.

في المقابل، النبى صلى الله عليه وسلم أوصانا بالنساء خيرا وشبههن بالقوارير.

فالإسلام يعتبر المرأة ملكة وجوهرة يجب أن تُنعم بالحرير وتُحاط بالحب والحماية..

فالمرأة ضعيفة فى طبيعتها وعند محاولتها مساواة نفسها بالرجل تُصبح فى أغرب حالات المقارنة، فهى أساس المجتمع الداخلى.. وإنما سرُ قوتها في ضعفها.

هل تخيلتم النبى صلى الله عليه وسلم بدون كلمات التثبيت له من خديجة رضي الله عنها، بل هل تخيلتموه بدون خديجة؟!!

هل تخيلتم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون رواية عائشة رضي الله عنها؟!! هل تخيلتم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بدون جدته بنت بائعة اللبن؟!! هل تخيلتم علي رضى الله عنه بدون فاطمة رضي الله عنها؟!!

هل تخيلتم أنفسكم أنتم بدون أمهاتكم؟!! بل بدون أخواتكم؟!! بناتكم؟!! زوجاتكم؟!!

فرفقا يا قومنا بالقوارير

أفيقوا واعلموا أن: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾

فلكل من الرجل والمرأة له دوره المستقل فى هذه الحياة، فلا الرجل يُطيق تربية طفل وتحمل مشاق ذلك، ولا المرأة تطيق الاستمرار فى تحمل مسؤوليات الرجل.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وجهاد المرأة فى بيتها يعدلُ ذلك كله".

سماه جهاداً واعتبر قيامها بمهام بيتها من تربية أولادها على الإسلام والحفاظ على أخلاقهم واحتواء زوجها والحفاظ على أخلاقه ودينه وتثبيته فى سبيل الحق يساوي كل ما يقوم به الرجل من جهاد فى سبيل الله والسعى وراء الرزق وحماية بيته وأولاده.

المرأة أساس للمجتمع لا يتجاهل ذلك إلا غير العاقل الواعى للأمور، ولا أقول ولا أطالب فى مقالى هذا بأن تظل المرأة حبيسة بيتها دون أن تتعلم أو تعمل، بل أطالب أن تُكرَّم فى كل مكان تحلُّ فيه، وألا تُهان النساء على اعتبار أنهن مثل الرجال، فكم فى تاريخ المسلمين من نساءٍ عملن لكن دون إمتهانٍ لهنّ، فكانت النساء قديما يعملن فى الطب لمداواة النساء وكُنَّ يعملن فى حياكة الملابس للنساء والأطفال "دون تنظيم عروض أزياء بالطبع"، وكذلك التعليم لتعليم بنات المسلمين.

ألا تذكرون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأن آلاف من الأحاديث قامت بروايتها؟ أم نسيتم قول والدة الإمام الشافعى له "اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي"، أم نسيتم الأندلس وطبيباتها المسلمات؟، نحن بالفعل فى حاجة للطبيبة المسلمة والمعلمة المسلمة وغير ذلك.

كل هذا ولم تُهان المرأة طوال ألف ومائتي عام من بعد الهجرة إلى بداية ظهور دعوات التحرر.

اليوم.. أصبحت كثيرٌ من النساء مجرد سلعة تُباع لجسدها ليُستمتع بها ثم تُلقى فى جانب طريق الحياة بعد أن تشيب، اليوم أُهينت ولم يعد يحترمها أحد "إلا من رحم ربي"

وفى النهاية أقول "ومن يُهن النساء فليس له من كرامةٍ تُعتبر.. المرأة كرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصى بها، ورفع الإسلام من شأنها فلا تهينوها.

وهنَّ حقاً فوق الرؤوس تيجانُ

يحملن عطراً يفوح من أنهارٍ وجنانُ

هنَّ قوارير كلامهن عذبٌ وبسمتهن ريحانُ

صاحبات خِدرٍ من الحياء كُلُّهن ذوبانُ

محصناتٌ عن كل رذيلةٍ بعيداتٍ عن كل نقصانُ

حفيدات عائشةٍ قدوتهن بنتُ عمرانُ

حاملات حقٍ دون تشدد دون خذلان

أمهات رجالٍ يحملون الحق هم شجعان

بنات دين فى النفس كلهن إيمانُ

طاهراتٌ كلهن عفة يغمرهن إسلامُ

يأبين الدنِيَّة فى الوقار والإحترام

عفيفات لسانهن شهداً كذا زعفرانُ

أسألك ربى أن تجعل بناتنا كلهن رجحانُ

أمثال خديجة وحفصة بنت فرقانُ

وفاطمة الزهراء أم سيدا الشبان

ورقية وأم كلثوم زوجا بن عفان

متمسكات بالحق كبنت بائعة الألبان

#خاطرة_دعوية

#دعاء_أرجوا_الإجابة

#مدح_لبنات_الإسلام

التعليقات   

+1 #6 ebrahem goomaa 2015-10-13 16:58
المقال جيد ولكن نتمني الافضل دائما فالنساء هن أكثر أهل النار ولم تتطرق الي ذلك القول مع أنه تكتب فيه كتب رسائل. دكتوراه
اقتباس
+7 #5 محمود سمير 2015-10-13 12:53
متميز وموفق بإذن الله
اقتباس
+7 #4 ام هاجر 2015-10-12 22:29
ما شاء الله مقال رائع فعلآ ومحتاجينه جداالايام دى " رفقا بالقوارير "
اقتباس
+5 #3 محمد الشافعى 2015-10-12 15:04
حقيقى احيك على هذا المقال الرائع أ:محمد نصر ليله
احسنت فى اختيارك للموضوع
اقتباس
+7 #2 محمد الشافعى 2015-10-12 15:02
حقيقى احيك على هذا المقال الافضل من رائع احسنت فى اختار الموضوع
اقتباس
+8 #1 أحمد طاهر 2015-10-12 13:38
مقال هام جدا في وقت تُهان فيه النساء , وأسأل الله أن يُوفق كاتبه ويزيده هدى وتوفيقا.
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال