السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

333 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 hem m

القاهرة – محمد نصر ليله:

كل عام وأنتم بخير، هلَّ علينا شهرٌ هو من أشهر الله الحُرُم، شهر عَظَّمه العربُ قديما فى جاهليتهم وزادوا فى احترامه بعد اسلامهم، لن نسرد هنا قصة تعظيم هذه الأيام التاريخية ولكن سنوجزها في سطور قلائل.

نبدأ بولادة السيدة هاجر المصرية ابنها إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وبعد أن قام أبو إسماعيل (نبىُّ اللَّه إبراهيم) بترك هاجر وإسماعيل فى فلاةٍ قاحلة ليس فيها زرعٌ ولا ماء، وكيف ظهرت من هاجر أسمى درجات اليقين بالله عند قولها (إذن لن يضيعنا الله أبدا) وذلك بعد سؤالها إبراهيم عليه السلام آللَّه أمرك.. وجوابه عليها بالإيجاب.

لحظات إيمان ويقين بحفظ الله لها ولولدها رغم كونها فى صحراء قاحلة مُشمسة لا ترى فيها أثرًا لبشر ولا طير ولا غيره، وأخذها بالأسباب وسعيها بين الصفا والمروة بحثًا عن ماء أو حتى من يملك الماء (دون تدنى درجة يقينها باللَّه أنه لن يضيعهما).

ثم تفجر الماء من تحت قدمى الرضيع إسماعيل وارتوائه وأمه بالماء الزلال العذب، وقدوم قبيلة جرهم للعيش بجوار الماء، ثم رؤيا نبي الله إبراهيم عليه السلام {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}، وكان رده عليه {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرين} {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٤) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٠٥)} ثم تأكيد الله عز وجل أن ذلك ما كان إلا اختبارًا لإيمانهما {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ} وكان الفِداء {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}.

ثم بناء البيت، ثم أمر الله عز وجل {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}

ومن ذرية إسماعيل كانت العرب وكان أذان إبراهيم عليه السلام يُسمع صداه فى قلوب بنو العرب كل يوم بل مع كل دقة فؤاد، حتى جاءت مرحلة الظلام بدخول العرب فى جاهليةٍ عُظمى بعبادة غير الله عز وجل والإشراك به علانية إلى أن وصلت الجاهلية ذروتها ببناء الأصنام وعبادتها فى حرم الكعبة ببيت الله الحرام!!

هنا ومع شدة الظلمة وسواد ليل الجزيرة ظهر شعاع أمل، بل قمرٌ، لا.. بل شمسٌ وضياء من عند الله أنارت أركان الجزيرة العربية مرة أخرى وأعادت للبيت قُدسيَّته وحُرمته بظهور التوحيد بين العرب بعد بعثة ﴿محمدٍ بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام﴾.

ويقص علينا جعفر رضى الله عنه ذلك بقوله للنجاشى ملك الحبشة {أيها الملك كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولًا منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لتوحيده، ولنعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء}.

ورُفعت راية الإسلام خفَّاقة عالية ترفرف على أركان الجزيرة وانتشار نور الإسلام منها وتحولها إلى منارة تهدي الحيارى في بحور ظلام الشرك إلى شاطئ نور التوحيد حتى وصل الإسلام وسط أوروبا ووسط وشرق آسيا ووسط أفريقيا وشمالها وغربها.

وتمر الأمة بمراحل إنكسار وضعف مراحل أخرى مراحل عزة وتمكين.

ومع دخول العشر الأُوَل من ذى الحجة اتجهت أنظار معظم المسلمين إلى إحياء عبادة الله عز وجل وتجديد الإيمان فى قلوبهم، لكن كيف؟ كان الأعم الأغلب من المسلمين قد سلك مسلكًا عظيما وهو صيام الأيام التسع الأول مع الإكثار من التلبية والدعاء، رغم كون الصيام يكاد يكون العمل العبادي الوحيد الذى لا يُعلم مقدار ثوابه عند اللهِ عز وجل، وذلك كما ورد فى الحديث القدسى { كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به} وذلك لعظم أجره والإخلاص فيه.

لكن هل من عمل ثوابه أعظم؟ هل من عمل يَكاد يكون يُنسى بين الأمة؟ نعم، هناك عمل قد يصل بك إلى أعظم الدرجات والحسنات عند الله عز وجل.. نعم هذا العمل هو الذي استحقت به أمة الإسلام أن تكون خير أمة للناس ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تخيل معي حين نستذكر سويًا حديث رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم الذى رواه سهل بن سعد رضى الله عنه { فَوَ اللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ} متفق عليه وفى رواية الطبرانى عن أبى رافع (خير له مما طلعت عليه الشمس) فلك أن تتخيل عِظَم هذا الثواب وهذا الأجر غير المحدود، بل تخيل أن لو أصبح هذا الرجل عابدًا عالما داعيًا إلى الله فمل هذا يكون فى ميزان حسناتك أنت..

تقولُ لى.. أنا لستُ متعلمًا لستُ أهلًا للدعوة !!

أقول لك اسمع ما أختم به مقالى "رجل مزارع أمي لا يعرف قراءة ولا كتابة ولا يسمع عن تكنولوجا هو من إحدى قرى مصر يجلس فى المسجد لسماع درس دعوى لإمام المسجد فيقول الإمام باللهجة العامية (النبى بيقول {كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم} فينتبه الرجل الفَلَّاح ويطلب من الإمام إعادة الحديث مرة أخرى ثم يطلب إعادته لثالث مرة).. ثم يقوم المزارع من المسجد بعد الدرس لا يعلم شيئا إلا هذا الحديث حتى إذا ما كان فى الشارع رأى طفلا فناداه وقال له: (عارف النبى بيقول إيه؟ وذكر له الحديث) وظل على هذا الحال بقية عمره وحتى فاضت روحه إلى بارئها"

لم يكن يعلم من الدين إلا حديثا واحدًا وبلَّغه لكل من قابله حتى يكون ممن نفَّذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (بلغوا عنى ولو آية).. مات على ما قد عاش عليه مات وهو يدعوا إلى الله ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾

اغتنموا الأيام العشر وكونوا مثل هذا الداعية الذى مات على دعوته أو كونوا مثل دعاة الإسلام الخالد ذكرهم بأعمالهم الصالحة مثل الشيخ أحمد ديدات رحمه الله تعالى أو الدكتور عبد الرحمن السميط فاتح أفريقا او غيرهم الكثير، كونوا أسدًا للدين تحمونه من قذائف الشبهات التى تُلقى عليه كل يوم..

استعينوا بالله واصبروا وكونوا عباد الله إخوانا

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال