الخميس، 02 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

325 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

2232323

القاهرة - الوعي الشبابي :

جامع ابن طولون هو ثالث جامع أنشئ للجمعة في مصر. ويعد، بحق، من أقدم الجوامع المحتفظة بتفاصيلها المعمارية وهيكلها الأصلي العظيم. اسمه من اسم الأمير أبو العباس أحمد بن طولون، المولود في بغداد سنة 220هـ (835م)، وبعد أن فرغ ابن طولون من بناء القصر والميدان شرع في بناء هذا الجامع سنة 263هـ (876م)، واستمر العمل سائرا فيه إلى أن انتهى منه في شهر رمضان سنة 265هـ (878م).

وجامع ابن طولون من أكبر المساجد، وضع تصميمه على مثال المساجد الجامعة: صحن كبير مكشوف تحيط به أروقة ذات عقود. والمسجد الطولوني كان أول مسجد معروف ثابت التاريخ استخدمت فيه العقود المدببة المنفوخة كعنصر معماري بطريقة منتظمة، ولهذا فإن لمسجد ابن طولون «أهمية عظمى في تاريخ تطور العمارة».

وتمتاز عمارة المسجد الطولوني بأن بناءه من الآجر المكسو بالجص، وكذا جدرانه ودعاماته وعقوده، كما تمتاز باستخدام الدعامات في حمل العقود ورفع السقف، للاستغناء عن العمد، وإذا كانت جملة عدد الدعامات في المسجد مئة وستين دعامة، فإن بناءه بالعمد كان يتطلب ضعف هذا العدد منها على الأقل.

وتحيط بالجامع من جوانبه القبلية والبحرية والغربية أروقة غير مسقوفة تعرف بـ «الزيادات»، وهي من المسجد، ومثلها موجود في جامع سوسة.

وأسوار هذه الزيادات عالية تسودها البساطة، فتحت بها أبواب تقابل أبواب الجامع، تتوجها من أعلى شرفة مفرغة. كما فتحت بأسوار الجامع أبواب وشبابيك علوية بينها حنايا وطاقات مخوصة تتوجها من أعلى شرفات.

وعدد أبواب الجامع 21، يقابلها مثلها في الزيادات، وتوجد في بعض الأبواب معابر خشبية قديمة بها زخارف مورقة.

فإذا تجاوزنا سور الزيادة فمن أي باب من أبواب الجامع نصل إلى الإيوانات ، التي يتوسطها صحن كبير. وهنا تتجلى عظمة هذا الأثر الخالد الحافل بشتى الصناعات والفنون.

ويمكن القول إن دعامات هذا المسجد فريدة في تاريخ العمارة، وهي أول مثل معروف من نوعها، فهي ليست دعامات فحسب، تحل محل العمد، وإنما هي مجموعة معمارية منسقة، تشمل دعامات تحف بها أشكال أعمدة مبنية من الآجر مندمجة في أركانها، وتعلوها طاقات مفرغة. ولم تظهر مثل هذه المجموعة المعمارية في أي بناء سابق للمسجد الطولوني، فهي ابتكار في تاريخ العمارة من حق بنّاء هذا المسجد علينا أن نسجله له.

المحراب الموجود بالإيوان الشرقي، من أكبر الإيوانات وأكثرها أروقة وأخلفها زخرفا، فهو يشتمل على خمسة أروقة، ويتوسط جداره الشرقي المحراب، وبه منبر وبه تاريخ إنشاء الجامع، وتوجد به محاريب طولونية وفاطمية ومملوكية.

وبتجويف المحراب عصابة من الفسيفساء المذهبة كتب بها بالخط النسخي : «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وهذه الفسيفساء والطاقية الخشب بالمحراب ومقرنص القبة أعلاه من عمل المنصور لاجين سنة 696هـ (1296م).

دار الإمارة

على يمين منبر جامع ابن طولون باب كان يؤدي إلى دار الإمارة التي أنشأها أحمد بن طولون وأثثها بالفرش والستور، كانت مخصصة لنزوله حينما يذهب إلى صلاة الجمعة، فيجلس فيها، ويجدد وضوءه، ثم يدخل منها إلى مقصورة المسجد. وقد ذهبت هذه الدار ولم يبق منها سوى مدخلها وبه بقايا كوابيل للسقف تمثل رأس فيل بنابيه.

المنارة

أقام أحمد بن طولون منارة الجامع في الزيادة الغربية، لصق حائط الزيادة، وهي مبنية بالحجر، مقاس قاعدتها 13.65812.78 مترا، وسلمها من الخارج بأربع قلبات يصعد منه إلى سطح فسلم حلزوني نصف دائري يوصل إلى سطح آخر يرتكز عليه الجزء العلوي وهو على هيئة مبخرة، وهي المنارة الوحيدة في مصر ذات السلم الخارجي، وهي تشابه منارة سامراء، أما المنارة الحالية فلها قاعدة مرتفعة بنيت من الحجارة، وحفرت عليها في كل جانب من جوانبها الأربعة طاقة صماء مزدوجة، في وسطها عمود صغير رشيق، يرتقي عليه عقدان منفوخان على هيئة عقود المآذن الأندلسية، وترتفع هذه القاعدة أو هذا الطابق الأول من المئذنة إلى ما يزيد قليلا على واحد وعشرين مترا، ويعلوه طابق ثان مستدير يبلغ ارتفاعه تسعة أمتار، ويبلغ قطره حوالي سبعة أمتار. ويرتفع فوقه طابقان مثمنان، متراجعان، ينتهي ثانيهما بقبة صغيرة مضلعة، يبلغ ارتفاع قمتها عن سطح الأرض أربعين مترا.

وقد أعاد بناءها السلطان لاجين سنة 696هـ (1296م) على مثال ما كانت عليه من قبل، غير أنه أضاف إليها مبخرة مضلعة في قمتها، على أسلوب مباخر المآذن في العصر المملوكي. كما أنه بنى قنطرة تربط المئذنة بسطح مؤخر المسجد.

ويقال إن المنارة التي أقيمت مع المسجد في عهد ابن طولون كانت غريبة المظهر والبنيان، لأن مدرج سلمها يلتف حولها من الخارج، وقد بنيت من الحجارة، بينما بني المسجد كله من الآجر.

الترميم

في سنة 1918م أمر الملك فؤاد بتخلية جوانب الجامع وإصلاحه. وفي عهده تمت تخلية الوجهة البحرية للجامع، وفتحت أبوابها، وأصلحت أسوارها، وأزيلت الأبنية المحدثة بالزيادة القبلية. كما أخلي قسم كبير من الوجهتين الشرقية والغربية، وتم تبليط أروقة الإيوانات الغربية والبحرية والقبلية، وأصلحت الزخارف الجصية بباطن العقود، وأصلح السبيل الموجود في الزيادة القبلية، وأزيلت الأتربة من الزيادات، ومهدت هي والصحن، وأعيد بناء الرواق المشرف على الصحن من الإيوان الشرقي، كما عمل لجميع الأروقة سقف من الأسمنت المسلح برسم السقف القديم، ثم غلفت بأخشاب أدخلت فيها الأجزاء القديمة، وأعيد تركيب الإزار الكوفي فيها.

ووفقا لكتاب «المدخل إلى مساجد القاهرة ومدارسها»، فإن المسجد الطولوني تأثر بإقامة مسجدي الأزهر والحاكم فيها، وبدأ شأنه يضمحل، حتى قيل إنه «تشعث وخرب أكثره» في أيام الخليفة الفاطمي المنتصر بالله، وقد أمر هذا الخليفة بتجديد أحد الأبواب النافذة إلى المسجد من الزيادة الشمالية، وسجل تاريخ هذا التجديد في لوحة رخامية على هذا الباب، في سنة 470هـ (1077م).

وألصقت ببعض الدعامات بضعة محاريب جصية، عددها خمسة، أحدها عمل في عهد الملك الأفضل (وزير المستنصر بالله)، سنة 487هـ (1094م)، ومنها محرابان يرجعان إلى العصر الفاطمي، ورابع يبدو أنه عمل في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) وفي سنة 693هـ (1293م) عندما فر الأمير لاجين واختفى بالمسجد الطولوني، وصار يتردد بمفرده في الجامع، وهو حينئذ خراب، وأقسم إن سلمه الله من هذه المحنة ومكنه في الأرض أن يجدد عمارة هذا الجامع.

فلما كان شهر المحرم من سنة 696هـ (1296م) وجلس لاجين على سرير الملك ولقب بالملك المنصور، بر بقسمه، وصرف إليه كل ما يحتاج إليه في العمارة، وأزال كل ما كان فيه من تخريب، وبلطه، وبيضه، وأقام القبة التي تعلو المحراب، والفسقية التي تتوسط الصحن، ومحرابا من الجص في بيت الصلاة. وقد جددت في المسجد «مئذنتان» في عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون، في أوائل القرن الثامن (الرابع عشر الميلادي)، وقد هدمت هاتان المئذنتان من بعده.

المحراب

ونلاحظ أن محراب ابن طولون محراب مجوف، يحف به من كل جانب عمودان متلاصقان، وثمة محاريب أخرى صغيرة مسطحة على الجص ألصقت بالدعامات ولا تظهر على الرسم التخطيطي للمسجد.

وللمسجد أبواب فتحت في جدرانه، جملتها اثنان وأربعون بابا. وقد فتحت نوافذ في جدران المسجد الأربعة، ولم تفتح مثلها في جدران الزيادات، ويبلغ عدد هذه النوافذ 128 نافذة، يرتفع مستوى قواعدها عن أرضية بيت الصلاة والأروقة ما يقرب من ستة أمتار.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال