قصة قصيرة بقلم د.يحيى الصامولي:

- أنت جميلة وفاتنة وبارعة الأسلوب وموهوبة، إنني معجب بك للغاية، ويبدو أنك سوف تصبحين ممثلةً رائعة، لن نفرّط فيك أبداً
- شكراً لذوقك الرفيع، أفهم من ذلك أنني..

- نعم.. ولكن ذلك لا يكفي.. هناك شرط أساسي لا بد منه قبل كل شيء!
- وما هو ؟!
- لا حدود.. لا قيود.. لا حياء.. لا ضوابط (من أي نوع) بذلك تضمنين مكاناً ومكانةً بين جمهورك المنتظر
- أوكِ
- إذنْ أهنئك.. بل أهنيء مؤسستنا عليكِ، وسوف تصلك رسالة على البريد الإلكترونيّ خلال يومين
- كادتْ أن تقول: إن شاء الله!! ولكنها تذكرتْ أن المقام غير لائق للمشيئة، فأمسكت لسانها سريعاً
ثم فتحَ المدير ذراعيه في حركةٍ رومانسيةٍ كأنما ليهنئها بطريقة عمليةٍ، إذ لا تكفي تلك المجاملات اللفظية !!
تملَّكتْها برهةٌ من الحياء، وجمدتْ مكانها لثوانٍ، ولكنها تذكرتْ الشرط الأساسي، وبريق الأضواء، وما تطمح إليه من النجومية الساطعة، فأخذت قرارها وارتمت بين أحضانه لتردّ التحية، وتقبل المجاملة.

كانت لحظةً باردة؛ لأنّ في قلبها شيء من الحياء لم يزل رابضاً في أعماقها، ثمّ انتزعتْ نفسها من بين ذراعية بخفةٍ في حركةٍ تمثيليةٍ رشيقةٍ مصطنعة، وودعته وانصرفتْ
بعد يومين فتحت الإيميل لتجد هذه الرسالة:
[عفواً لقد تمّ رفض طلبك للعمل كممثلة في شركة (أضواء) للإنتاج السينمائي والتوزيع.. حظاً موفقاً]
ولأنها شركة (محترمة!) فقد حرصتْ على إبداء سبب الرفض، فكتبت سطراً واحداً:
[اليسير من الحياء لا يؤدي إلى إفسادِ مشهدٍ واحد، وإنما قد يفسد الفيلم بأكمله]
قرأتْ الرسالة، وتنهّدتْ في ارتياحٍ عميق.. ثمّ انفجرتْ في البكاء وهي تقول:
[الحمد لك يا رب.. لقد كنتُ ذاهبةً إلى الجحيم]

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"