القاهرة - محمد نصر ليله:

قابلتهما فوجدتهما بوجوه غلَّفها القلق..

قلتُ لهما: ماذا بكما؟!

قالا: ننتظر نتيجة الامتحانات.

ومضيا لحال سبيلهما.

مرَّت الأيام مسرعة في كل البلدان العربية بعد نهاية الامتحانات، وانتظر الطلاب نتائجهم بفارغ الصبر، وظهرت النتيجة، ولقينا هذا وسألناه عن مجموعه في الثانوية، وذاك عن تقديره في الكلية، فإذا كان حاصلًا على درجة عليا احترموه ووقروه، من باب تكريم المتفوق والتشجيع على العلم.

وإن كان حاصلًا على درجات متدنية أو حتى صار راسباً تجدهم يوبخونه وينبذونه ولا يكادون يبتسمون في وجهه!

وهنا نتكلم عن هذا الطالب الذي رسب في امتحاناته، والذي يتحول بعد تلك المعاملة الجافة إلى واحد من نوعين من الطلاب.

أولهما: تتحطم نفسيته فيصير كارهًا للمجتمع ناقمًا عليه متمنيًا زوال الخير والنجاح منه، أو على الأقل يتحول إلى إنسان سلبي.

ثانيهما: يتفهم سبب الجفاء الذي ناله من المجتمع ويحاول أن يتخطى ذلك بمعاودة النجاح مرة أخرى.

لكنه لن ينجح في تخطي تلك العقبة إلا بمساعدة المجتمع، والتوقف عن تحميله سبب الرسوب والبدء في وضع خطة إسعاف عاجلة له لحمايته من عواقب الفشل النفسية.

ويجب على من حوله التوقف تمامًا عن السخرية منه أو التقليل من أهميته.

هذه الخطة تضعها كل أسرة حسب قدرات ابنها، بشرط أن تشتمل على خطة إسعاف دراسية عاجلة، نتركها الآن لتضع خطتها.. لنضع نحن خطتنا للناجحين.

الحمد لله نجح العديد من الطلاب، ولن نتكلم عن طلاب الجامعة هنا، ولكن عن طلاب ما قبل المرحلة الجامعية (الثانوية)

حصل كلٌ منهم على مجموع ما أيًا كان..

حتمًا أصابته الحيرة بمجرد معرفته مجموعه وتساءل: "بأي الكليات سألتحق"، ونحن هنا الآن لمساعدتك..

انظر يا صديقي: مهما كانت هذه الكلية ففيها مستقبل واعد، بشرط أن تجتهد فيها ولا تتوقف بحال من الأحوال..

ضع اهتماماتك قبل الثانوية في ورقة أمامك، ثم انظر أي الكليات تتوافق مع اهتماماتي؟

ثم ابدأ بالبحث عن من درس في هذه الكليات واسأله عن الدراسة فيها وعن المواد التي تدرسها وعن الوظائف المتاحة لخريج هذه الكلية.. إلخ

عندها فقط ستتمكن من جعل دائرة الاختيار أكثر تحديدًا.

وابدأ مع نفسك في اختياره أقرب الكليات إليك.

صلِ ركعتين بنية الاستخارة، ثم بعدهما قل "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك أنت تعلم وأنا لا أعلم إنك علام الغيوب، اللهم إن كان التحاقي بكلية كذا (وتسميها) خير لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فيسره لي واقدره لي بخير، وإن كان التحاقي بكلية كذا (وتسميها) شر لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فاصرفه عنى واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.

فبإذن الله عندها ستجد مرادك وتجد ما كنت تتمنى وستفتح لك أبواب الخير من حيث لا تدرى..

فقط استعن بالله ولا تعجز.

ولا تعجز فإن العجز عيب.. من الإنسان في وقت الشباب

وابدأ حياة الجامعة بعزيمة ولا تخشى شيئًا، فقد أصبحت حرًا سيد قرارك فيما تتعلمه.. فاقرأ ووسع مدارك علمك.. وتعلم ولا تكن مجرد حافظًا لكتاب، بل كن فاهمًا له مؤمنًا بكل ما فيه إن كان حق.

ولا تتباطأ، فإن سفينة العلم لا تنتظر أحد، واحذر من شياطين الفساد وأتباع الهوى..

وكن أنت نبراسًا للناس يهتدون بك.. ولا تكن نارًا تحرقهم.. استمتع بجامعتك، تذوق حلاوة التعليم الحر وأبشر.

واحد منهما رسب ولم يساعده مجتمعه فدمَّره

والآخر رسب فساعده مجتمعه وقوَّمه فأصبح لمجتمعه هاديًا وحاميًا

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"