الأربعاء، 08 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

69 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

ima252133

ليلى محمد محمد :

الكتاب كنز لا نفرط فيه، وعلينا الاهتمام به، والاحترام له، لأن فيه سر عظمة أجدادنا، لدرجة أنه أنشئت مكتبات كبرى في كل العواصم الإسلامية، مثل الإسكندرية والحكمة.. بغية حفظ الكتب. وقد شغف علماء ورجال بحب الكتب والحرص على توفيرها واقتنائها، وباتت تلازمهم حتى في أسفارهم ورحلاتهم، إذْ روى «الأصمعي» أنه لقي «إسحق الموصلي» فسأله: هل حملت معك شيئا من كتبك؟ قال: حملت ما خف، فقال له: كم؟ قال: ثمانية عشر صندوقا، فعجبت وقلت له: إذا كان هذا ما خف، فكم يكون ما ثقل؟ قال: أضعاف ذلك.

أما الصاحب بن عباد فقد فضل أن يبقى بجانب مكتبته العامرة على أن يتولى أعظم المناصب في بلاط نوح بن منصور الساماني واعتذر بأنه ليس من اليسر حملها معه لكثرتها.

ويروي صاحب كتاب «بيان العلم وفضله» عن الحسن اللؤلؤي، أنَه قال معبرًا عن حبه للكتب: لقد غبرت لي أربعون عامًا، ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري. وهذا الأمير «أسامة بن منقذ» يعبر عن حزنه على فقد كتبه: ولكن خسارتي لمكتبتي آلمتني ألما شديدًا. وقد ترك خالد بن يزيد الأموي عاشق العلم، الخلافة بعدما استلمها بثلاثة أشهر، لأنها شغلته عن كتبه.

وبلغ حب البعض للكتاب، أن فضلوه على زوجاتهم، أمثال: «ابن فاتك» و«عمر بن سهلان الساوي» و«أبو الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني» والشاعر «محمود عماد» و«الفراهيدي» و«تولستوي».. حيث يروي د.المقالح في هذا الصدد: لقد تزوج أحد عشاق الكتب، فصممت زوجته أن تقلعه عن مطالعة الكتب وعن شرائها فدخل في أحد الأيام متأبطا حزمة من الكتب الجديدة، فثارت ثائرتها، وصاحت به: لا كتب بعد اليوم. فأجابها على الفور: إذن لا زوجه بعد الآن. وقيل لزوجة «الزبير بن بكار».. وكان محبًا للكتب: هنيئا لك، إذ ليست لك ضرة. فقالت: والله لهذه الكتب أضرُّ عليَّ من عدة ضرائر.

ولنتذكر معًا قول د.زكي مبارك، راويا: إن حب الكتاب والحصول عليه كان لدى البعض يفوق حرصه على أداء فرض من فروض العقيدة، لدرجة قد علق أحمد علي المبارك على مكتبته الخاصة قصيدة، عنوانها «مكتبتي»، يقول في مطلعها:

أيا دار كتبي ويا خلوتي

وسلوة قلبي متى أضجر

وقرّة عيني ومحبوبتي

وفخري العميق إذا أفخر

وبلغ الأمر ببعضهم من شدة حبهم للكتب، وعدم قدرتهم على فراقها، أن كان شغلهم الشاغل: كيف تتم المفارقة بعد الممات، فها هو الشاعر عيسى إسكندر، يوصي بأن تصاحبه كتبه في مماته وفي قبره، في وصيته التي يقول فيها:

اجعلوا إن مت يومًا كفني

ورق الكتب وقبري المكتبة

ادفنوني وادفنوا الكتب معي

وانشروا الأوراق حول المرتبة

وآخرون.. عرفوا هذه القيمة والحب، لدرجة أنهم ما بدلوه - الكتاب- بكنوز الدنيا ولا بالتيجان، وهذا هو أبوطاهر بن أبي الصقر يقول: هذه كتبي أحب إليَّ من وزنها ذهبًا، وفي حين يقول «فينيلون»: لو وضعت كل تيجان أوروبا تحت تصرفي على أن أتخلى عن كتبي ودراساتي، لركلت التيجان، ووقفت بجوار كتبي.. والكتب هي الإرث الذي يتركه العبقري العظيم للإنسانية.

وبقي أن نضم صوتنا إلى «الزهري»، عندما قال ليونس بن يزيد: إياك وغلول الكتب؟ قال: وما غلول الكتب؟ قال: حبسها عن أهلها.

أجدادنا فضلوا الكتب على أرفع المناصب وحذروا من حبسها!

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال