الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

40 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

1527 skyl

محمد شعبان أيوب :

ارتبطت المدينة في الحضارة الإسلامية في نشأتها وتطورها بمعايير حضارية تأثّرت بتاريخ الإسلام وتطور تجربته؛ فقد أبدل الإسلام نمط الترابط والأخوة بنمط العصبيات والقبليات القديم دون نزعه تمامًا لصعوبة ذلك.

 وفي داخل المدن الجديدة كان توزيع الخِطط والإقطاعات في يد النبي r باعتباره الحاكم، وقد كان منهجه في المدينة المنورة تجميع كل قبيلة في خِطة أو منطقة خاصة بها، وتُركت حرية تقسيم الخطة للقبيلة وفقًا لظروفها وإمكاناتها في الإنشاء والتعمير، وعلى هذا الأساس سار إقطاع الخطط والمنازل في المدن الإسلامية الناشئة، ومن أمثلة ذلك مثل ما حدث في البصرة سنة 14هـ والكوفة سنة 17هـ والفسطاط سنة 21هـ والقيروان سنة 45هـ والعسكر بمصر سنة 133هـ وبغداد سنة 145هـ وسُرّ من رأى "سامراء" سنة 221هـ ـ وغير ذلك من المدن الإسلامية الأخرى، وبذلك أصبح نظام تقسيم المدينة إلى خطط تربط بين سكان كل خِطّة منها صلات مُعينة محورًا أساسيًا بين المحاور التي قامت عليها أسس تخطيط المدينة الإسلامية الناشئة[2].

ولقد روعي عند بناء المدينة الإسلامية عدة عوامل أخرى منها وجود الماء وطيب الهواء أو اعتدال المناخ، والجو الصحي، وضرورة تضمّن المدينة للسوق والمسجد الجامع والقصبة الرئيسية "الشارع العام"، فضلاً عن وجود سور يحيط بالمدينة به أبواب للدخول والخروج، فهذه أحد أهم محددات شكل المدينة الإسلامية سيرًا على ما قام به النبي r في المدينة المنورة، وما اقتضته الضرورة الزمنية، والتطور الحضاري فيما بعد.

وعن شروط اختيار المدن بصفة عامة يُشير ابن الأزرق (ت896هـ) إلى أن ما تجب مراعاته في أوضاع المدن أصلان مهمان: دفع المضار وجلب المنافع، ثم يذكر أن المضار نوعان: أرضية، ودفعها بإدارة سياج الأسوار على المدينة، ووضعها في مكان ممتنع، إما على هضبة متوعرة من الجبل، وإما باستدارة بحر أو نهر بها، حتى لا يُتوصّل إليها إلا بعد العبور على جسر أو قنطرة، فيصعبُ منالها على العدو، ويتضاعف تحصينها. والنوع الثاني من المضار سماوي، ودفعه باختيار المواضع طيبة الهواء؛ لأن ما خبث منه بركوده أو تعفّن بمجاورته مياهاً فاسدة أو منافع متعفنة أو مروجًا خبيثة يسرع المرض فيه للحيوان الكائن فيه لا محالة[4].

وأدى اللجوء لاتباع الحل المتضام في النسيج العمراني للمدينة الإسلامية لأن تكون شوراعها ضيقة متعرّجة لتفادي أشعة الشمس، وموافقة ذلك لوسائل النقل في ذلك العصر وهي الدواب والعربات اليدوية، وفي المناطق الحارة يتجه التفضيل في توجيه الشوارع من الشمال إلى الجنوب؛ لأن ذلك يُساعد في عدم تعرّض الطرق وواجهات البيوت المطلة عليها فترة طويلة للشمس، فضلاً عن اكتسابها الرياح الشمالية التي تساعد على استمرار برودتها أطول فترة ممكنة لوجود نسبة التضليل العالية في هذه الشوارع، وقد تجلت هذه الظاهرة في أروع أمثلتها في القاهرة، وسارت على هذا التخطيط مدن الصعيد وبقية المناطق الحارة في العالم الإسلامي[6].


[2] محمد عبد الستار عثمان: المدينة الإسلامية ص49.

[4] يحيى وزيري: العمارة الإسلامية والبيئة ص95. سلسلة عالم المعرفة، العدد 304 – الكويت، 2004م.

[6] يحيى وزيري: العمارة الإسلامية والبيئة ص99.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال