الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

158 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

cairo downtown1

د.عزت القمحاوي: كبار المبدعين استخلصوا من خلالها أروع الكتابات والروايات

الخميسي: "كعكة" متعددة المذاقات تفوح بعبق التاريخ

الغيطاني: مقاهيها ومنتدياتها جواز المرور لكل مبدع

القاهرة – الوعي الشبابي:

مثلما القلب في الجسد، تلعب منطقة "وسط البلد" في العاصمة المصرية القاهرة الدور المحوري الأهم في ضخ الزخم الإعلامي والثقافي والفني، مثلما يضخ القلب الدماء في شتى عروق الجسد.. فكثيرا ما شهدت مقاهيها ومكتباتها حفلات توقيع كتب ودواوين وروايات ومجموعات قصصية، وغالبا ما تجد الصحف والقنوات الفضائية في فعالياتها الوجبة الرئيسية التي تقدمها لقرائها ومشاهديها.. كما باتت منطقة "وسط البلد" مزارا مهما للزائرين العرب والأجانب يتعرفوا من خلالها على نبض مصر.. إلى التفاصيل.

تحتشد "وسط البلد" بالمئات من الأمكنة الفريدة التي ينساب من بين جدرانها عبق التاريخ ووهج الإبداع، وزخم التجارب الإنسانية، أماكن تشم فيها الإبداع ممزوجًا برائحة الشعب، ويكاد الزائر يحصي أنفاس هذا الشعب حاضرة بين سطور مبدعيه، آلامه وأحلامه مداد لأطيافه.. أمكنة يحتضنها الشعب ويغشاها المبدعون على اختلاف ألوانهم وأفكارهم ومذاهبهم.. مثل مقهى «الفيشاوي» بحي الأزهر العريق بالقاهرة والذي يرجع تاريخه إلى العام 1797م، أي قبل ما يزيد على قرنين من الزمان، والذي اكتسب شهرته من الأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث شهد ولادة أعماله الأدبية، والتقى فيه أصدقاءه ومحبيه، لكنه أصبح الآن مزارًا للسياح العرب والأجانب.. وأيضا اختار اسم مقهى «قشتمر» عنوانا لإحدى رواياته.

أماكن أثيرة

كما تزخر بعديد من المنتديات الثقافية، منها «ريش» و«زهرة البستان»، واللتين ظهرت من داخلهما إبداعات العديد من الكُتَّاب الكبار ومن بينهم «إحسان عبدالقدوس، إبراهيم أصلان، صنع الله إبراهيم».

وهناك أيضا «ورشة الزيتون» و«أتيلييه القاهرة» وهما من الأماكن الأثيرة لدى كبار الكُتَّاب والمبدعين المصريين والعرب، والذين يعتبرون هذه الأماكن الشهيرة في قلب العاصمة المصرية جزءاً من تاريخهم ومكوِّنهم الثقافي ونافذة لإبداعاتهم.

كما يجتمعون من خلالها بشكل دائم لرؤية بعضهم البعض، ومناقشة أعمالهم الأدبية أو الإعلامية، أو يُقيمون قراءات لمنتجهم الإبداعي سواء من خلال أفكار جديدة أو نصوص مكتوبة، فضلاً على حفلات توقيع الكتب التي تجرى بشكل يومي في مكتبات "وسط البلد" الشهيرة ومن بينها "الشروق"، "مدبولي"، "نهضة مصر"، "ميم"، "المحروسة".

محفل عام

"منطقة وسط البلد هي منطقة التعبير عن فكرة المدينة والمدنية، ارتبطت بها الأطراف لأنها تعبر عن فكرة الحشد والمحفل العام لكل مجموعة كبيرة من ذوي الرأي والفكر والإبداع".. بهذه الكلمات بدأ الروائي د.عزت القمحاوي، مؤكدا أن "وسط البلد" بمثابة قلب القاهرة الذي جمع منذ القرن التاسع عشر الميلادي كل ذي وعي وثقافة وفكر، وشهدت منتدياتها ومقاهيها الشهيرة مثل "الفيشاوي"، "السكرية"، محافل يومية تبارى فيها كبار الكتاب والمبدعين واستخلصوا من خلال تفاعلهم اليومي مع المواطنين أروع الكتابات والروايات.

ونوه قمحاوي إلى الفارق بين "وسط البلد" قبل العام 1952، حيث الرأسمالية التي حافظت على مختلف الأوعية الثقافية البارزة مثل دار الأوبرا القديمة، وبين الرأسمالية المتوحشة التي ولدت في عهد الأنظمة السياسية التي تشكلت بعد ثورة يوليو 1952 والتي جارت كثيرا على القيم الثقافية خاصة منذ مطلع الألفية الثالثة.

وتابع قائلاً إن المثقفين في ظل النظام السابق هربوا من الأماكن الضخمة الراقية مثل مكتبات سوزان مبارك إلى الأماكن التي يمتزج فيها المثقف برجل الشارع، وليس أفضل من "وسط البلد" مثالا لذلك، حتى لا ينفصل المبدع عن مجتمعه، وقد تحدث الأديب الراحل طه حسين عن ذلك الأمر في كتابة "مستقبل الثقافة المصرية" باعتبار الأماكن التي يلتقي فيها المبدع بالمواطن العادي هي المستقبل، أما التي ينعزل فيها عن العالم فتشكل بداية النهاية.

ويشير القمحاوي إلى أن المثقفين سوف يعيدون صياغة منطقة "وسط البلد" بعد التغييرات الأخيرة التي شهدتها مصر بعد 25 يناير، لإعادة الروح إلى كل الفعاليات والملتقيات التي تعرضت للتجاهل خلال السنوات الأخيرة، وإظهار الوجه الجمالي للعاصمة وإزالة التشوهات التي علقت بها جراء الرأسمالية المتوحشة.

متعددة المذاقات

بينما يري الكاتب والناقد أحمد عبدالرحمن الخميسي أن منطقة وسط البلد هي "كعكة" متعددة المذاقات، لاسيما في بعدها التاريخي، حيث أنشأها الخديوي إسماعيل بعماراتها التاريخية التي يندر أن يوجد مثلها في مكان آخر أو زمن جديد.. وتتميز كل شوارعها ومقاهيها ومكتباتها ومنتدياتها بعبق تاريخي، وتعد مقاهيها الشهيرة مثل "ريش" و"أم كلثوم"، "سوق الحميدية"، من المقاهي التي تفردت باستقطاب مشاهير الإبداع والثقافة والرأي والطرب، ومن بينهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم، والأديب نجيب محفوظ، والشاعر أمل دنقل، وكذلك عبدالرحمن الأبنودي، يحيى طاهر.

وأشار أيضا إلى تميز شوارعها حتى أصبح بعضها دلالة على مجال فني بعينه، فمثلا عرف شارع عماد الدين بأنه شارع الفن والطرب وملتقى الفنانين والكتاب، كما اشتهر بتعدد مسارحه ومؤسساته الصحفية ومنها دار التحرير.

وتابع قائلاً: منطقة وسط البلد أيضاً تحظى بوجود العديد من القصور الأثرية مثل قصر العيني ودواوين الخديوي إسماعيل في شارع نوبار والتي تحولت إلى مقار لوزارات الحكومة حاليا، وفي السنوات الأخيرة عادت حالة الحراك الشبابي في منطقة وسد البلد، فبعد سنوات من التراجع منذ التسعينيات عادت كبؤرة ثقافية وتاريخية مهمة.

سجالات ومعارك

إلى ذلك، يؤكد الكاتب والروائي جمال الغيطاني ان منطقة "وسط البلد" ثرية بأصالتها، وفواحة بثقافتها، وفريدة في مبانيها، حتى أنها خير تعبير عن حال المصريين من طبقاتهم البرجوازية إلى الوسطى إلى الدنيا، فليس غريبا أن تلتقي جميع هذه الطبقات المحبة للفن والكلمة على مقهى «الفيشاوي» بحي الحسين، أو عأودد من المقاهي الأخرى بمنطقة «باب اللوق» مثل «الندوة، الحرية، الجريون، ريش» وكذلك منتديات «البستان» و«النادي اليوناني»..

ويشير إلى أنه كان دائما ما يفضل الجلوس على مقهى الفيشاوي مع الأديب الراحل نجيب محفوظ، أما الآن فقل جلوسه على المقاهي الثقافية، لكنه لم ينفصل أبدا عن منطقة وسط البلد لاسيما أن مقر دار أخبار اليوم حيث مقر عمله متاخمة لهذه المنطقة.. وأشار إلى أهمية أن يعيش المبدع بين أبناء وطنه ليستقي من خلالهم إبداعه الذي سيوجهه إليهم لاحقا، لذلك لا يحقق أي مبدع نجاحه ما لم يكن جواز مروره إلى القارئ أو المشاهد هو منطقة "وسط البلد".

أضاف أن التيارات الفكرية المختلفة والثقافية والسياسية ستظل المحور الأساسي للجالسين على مقاهي وسط البلد، مع استعراض جديد الأدب والفكر والثقافة سواء داخل مصر أو خارجها، وكثيرا ما شهدت هذه المقاهي سجالات بين الشعر العمودي والتقليدي ومعارك فكرية وفلسفية بين عباس العقاد وسلامة موسى ومحمود أمين العالم وغيرهم.. وهذا ما استمرت عليه حاليا، وأبرز هذه المعارك الثقافية ما يدور من آن إلى آخر بين مثقفين وأدباء وشعراء من بينهم علاء الأسواني الذي يجلس دائما بمقهى الندوة الثقافية بوسط البلد وبين الناقد فاروق عبدالقادر.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال