الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

151 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

11-12-2014 10-01-41 AM

إدريس بوحوت :

إن الحديث عن العمل الاجتماعي يرتبط أساسًا بالواقع الاجتماعي أولًا؛ ثم بالعنصر البشري المستهدف في العمل الاجتماعي ثانيًا؛ وهذا الارتباط ليس هو وليد اللحظة، أو نتيجة تنظيرات فكرية معاصرة، بقدر ما هو منهج أصيل في الثقافة الإسلامية.

ومنشأ هذا الارتباط يرجع بالأساس إلى مجموعة من العوامل، منها طبيعة الإنسان الاستخلافية، وكثرة احتياجاته وافتقاره إلى غيره لسد الخصاص والعوز الذي يشكو منه؛ ومنها تفاوت الناس في درجات الفقر والغنى؛ ومنها استحالة استقالة البشر عن بعضهم البعض وعن المساندة والمعاونة والتضامن فيما بينهم.

والعنصر البشري في العمل الاجتماعي الهادف إلى التنمية صنفان: صنف فاعل في العمل الاجتماعي، ومسهم فيه؛ وصنف منفعل به ومستفيد منه. ولا يمكن أن يتحقق وجود الصنفين وتفاعلهما؛ أخذًا وعطاءً، وتأثيرًا وتأثرًا، إلا بالفهم الجيد للتصور الإسلامي الذي ترشدنا إليه الآية الكريمة {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة} (البقرة: 30). والخلافة أو الاستخلاف من معانيها التوكيل والإنابة على أمر ما لرعايته وحفظه، ومعلوم أن الرعاية بجميع أشكالها وألوانها، سواء أكانت مادية صرفة، أو معنوية ومجردة، فإنها تندرج في جنس العمل الرسالي، والسعي السامي، والجهد الباني، بغض النظر عن شكل هذا السعي والعمل، ولا ضير أن يكون فرديًّا، أو جماعيًّا؛ كما أنه لا يضر أن يتم بشكل عفوي تلقائي، أو بشكل منتظم ومؤسساتي.

وفي كل الأحوال، فإن `فاعلية الإنسان وتفاعله مع الآخر أمر محقق لا محالة، مع المحيط، ومع البيئة، بل مع الكون كله، وبفضل هذه الفاعلية والتفاعل تتحقق التنمية والتعدية لأوجه البر والإحسان، وتتراجع الأنانية، وتُجتث مظاهر الفقر والتخلف من المجتمع، وتُنزَّه الأمةُ عن العبثية والرذيلة.

ولقد أولى الإسلام أهمية بالغة للعمل الاجتماعي، وتتجلى هذه الأهمية بالخصوص في الحث عليه والترغيب فيه، وبيان الأجر العظيم الذي يناله كل من يسعى في خدمة أخيه المسلم، وفي سيرة المصطفى  " صلى الله عليه وسلم"  نماذج حية تعكس السبق الإسلامي لتهيئة الرسول  " صلى الله عليه وسلم"  وتربيته على العمل الاجتماعي قبل أن يوحى إليه. لذلك نقرأ بشارة أمنا خديجة لرسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  في ساعة العسرة، كم تذكر ذلك كتب السيرة، لما عاد من غار حراء، تثبيتا لقلبه  " صلى الله عليه وسلم"  «فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».

ومعلوم أن صلة الرحم، والصدق في التواصل، وإكرام الضيف، ومساعدة المحتاجين والتخفيف عليهم كلها مجالات للعمل الاجتماعي، وهذا دليل واضح أيضا على أن النبي  " صلى الله عليه وسلم"  كان اجتماعيا ويسعى في قضاء حوائج الناس، كما كان أمينا على ودائع الناس، لذلك نجده عندما هاجر أمر عليًّا برد الأمانات إلى أهلها.

إن مجالات العمل الاجتماعي التي يرشدنا إليها الدين الإسلامي متعددة ومتنوعة، وما هذه البشارة السابقة الجميلة والمشرقة للجانب الاجتماعي في سيرته  " صلى الله عليه وسلم"  إلا غيض من فيض.  

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال