دكتور / محمد عبد الناصر محمد العنتبلي

عضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية للبنين بجرجا

جامعة الأزهر الشريف

يُعد التعليم من أهم مقومات الحياة لدى الفرد والمجتمع ، فهو يقع بالمرتبة الثانية بعد الطعام والشراب والهواء ، حيث إن بناء العقول أهم من بناء الدور ، فتحصيل العلم مقدم على جمع المال ، فقد يصل الأمر إلى حد الوجوب إذا كان المرء يجهل فرائض الدين وواجباته ، وهنا لا يشك أحد بوجوب تعلم ذلك على كل مسلم ويقدم على جمع المال وغيره .

فلتعليم أهميات بالغة منها على سبيل المثال لا الحصر :

1- النمو الاقتصادي للفرد والمجتمع : يعمل التعليم على رفع المستوى المعيشي للفرد من خلال عمله ببعض الوظائف التي لا تتاح لغيره من فاقدي التعليم ، فينعكس ذلك على المجتمعات بالإيجاب .

2- حل المشكلات : يتمتع الشخص المتعلم بالقدرة على مواجهة المشكلات بحلول علمية دقيقة في أغلب الأحيان ، يرجع ذلك إلى ما اكتسبه من خبرات ومهارات مختلفة ، فالتعليم بعمل على نمو الإدراك والاستيعاب ، والتحليل والتدقيق ، والنظر إلى الموضوع من أكثر من زاويةٍ تتيح له الوصول إلى أفضل الحلول .

3-تقدم المجتمعات : لأن العلم يبني المجتمعات القوية المتماسكة ، صاحبة السيادة ، والتي تعتمد على نفسها في تعليم أبنائها للوصول إلى جيلٍ متعلمٍ مثقفٍ يسعى إلى تقدم مجتمعه اقتصادياً ، وثقافيًا ، وصناعياً ، وحضارياً .

والأمر لا يقتصر على نقل المعلومات فحسب بل يتعداها إلى أمور أخرى منها تعلم بعض الحرف والمهن التي تساعد الفرد على تحسين مستواه المعيشي ، وضمان مصدر دخل له ولأسرته ، مع عدم ترك التعليم والوقوع في فخ الأمية .

فالتعليم سلاح لكل فرد ولكل مجتمع ، فهو أساس كل سعادة للفرد وكل نماء للمجتمع .

يقول حافظ إبراهيم شاعر النيل :

العلم يرفع بيوتا لا عماد لها          والجهل يهدم بيوت العز والكرم

التعليم لا يعرف عمرًا

يستطيع الإنسان أن يتعلم ما يشاء وقت ما يشاء ، دون النظر إلى عمره، حيث إن التعلم ليس له عمر محدد، كما يستطيع الإنسان مواصلة تحصيل العلم حتى الممات ، فالتعليم لا يعرف عمرًا ، ولا ينقطع التحصيل عند مرحلة عمرية محددة .

وخير ما نحفز به أنفسنا على تحصيل العلم والمداومة عليه قول الله ـ تعالى ـ : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم .

ثم قول الناظم :

مَا الْفَخْرُ إِلاَّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ              ***         عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْـتَهْدَى أَدِلاَّءُ

وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِـنُهُ         ***      وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِـلْمِ أَعْدَاءُ

فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِشْ حَيًَّا بِهِ أَبَـدًا             ***     النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"