الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

73 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

778 8

خالد العبادي - باحث في التاريخ - المغرب:

لا يزال هذا الموضوع بكرا وبحاجة إلى التناول من كل التخصصات، نظرا لقيمة الأمرين معا؛ حرية التعبير والفيس بوك، فحرية التعبير من المواضيع التي سال من أجلها مداد الأقلام بل وسالت دماء، أما بالنسبة لفضاء الفيس بوك، فهو كذلك بحر فيه الكثير مما يقال، خصوصا الدور الكبير في العديد من الأحداث.

قبل ثورة التكنولوجيا كان الحصول على المعلومة مكلفا، بل كانت الأخبار والمعلومات بمثابة سلع. يقول الخبير المعلوماتي تيرهي رانتانن: «كانت الأخبار المنقولة إلكترونيا في القرن التاسع عشر مقارنة بالأخبار في العصور السابقة سلعة ثقافية جديدة في زمانها، غير أنها اختلفت عن السلع الأخرى؛ لأنها غدت سريعا سلعة حصرية لا يمكن للجميع الاستفادة منها». هذا الأمر يبدو منطقيا نظرا لتكلفة التصوير ونقل الأخبار، لكن اليوم مع الزمن الرقمي يبدو الأمر متجاوزا جدا بسبب التغير الذي جرى، إذ أصبح بإمكان من يمتلك هاتفا ذكيا أن يوفر المعلومة وينقل الخبر لفئات عريضة.

هذا الأمر، أي قدرة المواطن على نقل الأخبار والمعلومات كيفما كانت، يدفعنا إلى القول بأننا في زمن حرية التعبير التي تعد من أبرز استحقاقات الثورة الرقمية بالإضافة إلى استحقاقات أخرى. وهنا نطرح السؤال التالي: لم تعتبر حرية التعبير من استحقاقات الزمن الرقمي؟ ألم تكن هناك حرية قبل ذلك؟

بين الأمس واليوم

يمكننا القول إنه بالمقارنة بين البارحة واليوم نجد حق حرية التعبير قد عانى من التضييق، ولنا في واقعنا الذي نعيشه دليلا كافيا، فمع ظهور صفحات التواصل الاجتماعي صرخت البشرية صرخة مدوية، وكان فضاء الفيس بوك الحاضن لها المتجسد على أرض الواقع.

اليوم؛ مع الفضاء الأزرق انتهى زمن تحكم الحكومات في الإعلام، مثال ذلك: عند استضافة ضيوف في برنامج تلفزيوني أو إذاعي، فإنه يتم الاتفاق مسبقا على نقاط بعينها، ورسم خطوط حمراء يمنع تجاوزها. لكن الأمور تجاوزت مع الزمن الرقمي وبالتالي فالحكومات اليوم وجدت نفسها أمام أمر الواقع. يقول الباحث نايچل ووربيرتن: «ظهور مفهوم صحافة المواطن في الوقت الحاضر أوضح أن أي شخص على اتصال بشبكة الإنترنت ولديه معرفة أساسية باستخدام الكمبيوتر يستطيع الوصول لجمهور عريض، دون تحكم وسطاء فيما يقوله».

إذن؛ يمكن القول بأن زمن التضليل الإعلامي قد انتهى، فاليوم لا تقدر الدول والحكومات أن تمارس التضليل الإعلامي، ولن تستطيع التضييق على حرية التعبير، إذ بإمكان المواطن اليوم أن يدون على صفحته في الفيس بوك ما يريد؛ ينتقد ويسخط على وضع ما، يوجه رسائل، يعطي موقفا، وبهذا تجد الحكومات نفسها أمام سلطة الشارع وعليها التجاوب مع حدث فرض نفسه. وغير مرة اضطرت جهات رسمية إلى الخروج ببيانات توضيحية أو إصدار أوامر للتحقيق في قضية ما.

وحرية التعبير هذه لا يمكن أن تكون بلا قيود، فأخلاقيا لا يقبل تجريح الأشخاص، أو الاستهزاء بالأديان، أو الدعوة إلى العنصرية، فمثل هذه الأمور مرفوضة، وإن كان من الصعب السيطرة ومراقبة مثل هذه الحالات، وعليه؛ فالأمر يقتضي وجود قوانين تساير عصر الزمن الرقمي، حتى وإن كانت غير فعالية، فعلى الأقل يجري التخفيض من آثار التجاوزات غير المتماشية مع روح الاحترام والأخلاق.

سمات الوسيلة الجديدة

وقد حدد الخبير «ريتشارد بوسنر» أربع سمات لهذه الوسيلة الجديدة لنشر المعلومات، يعتقد أنها ربما تزيد من مخاطر الكلام غير المسؤول؛ ومن ثم ينبغي أن تؤثر في طريقة تفكيرنا في حرية التعبير:

أولها: الجهل بالهوية؛ فالإنترنت يتيح لمستخدمي الرسائل ومنشئيها التستر خلف هوية مجهولة، وهذا يسهل كثيرا من إنتاج واستهلاك مواد زائفة وغير قانونية وخطيرة، مثل المواد الإباحية وخطاب الكراهية.

ثانيا: غياب مراقبة الجودة، فبإمكان أي شخص تقريبا نشر أي شيء على الإنترنت، ويختلف هذا كثيرا عن النشر التقليدي، حيث تغربل منظومة النشر الكثير من المعلومات غير الدقيقة والمضللة، أو تحذفها قبل طباعة كتاب أو مجلة أو جريدة، أما على الإنترنت فتنشر الادعاءات الواهية بنفس الدرجة من السهولة التي تنشر بها المقالات التي نالت حظا وافرا من البحث.في الواقع تطور نوع جديد من المواقع يطلق عليه «الشكوى» هدفها الوحيد هو التعبير عن الشحناء -عادة بصورة تشهيرية- وتنتشر الشائعات التي تكون عادة غير أكيدة أو زائفة عن المشاهير عبر المدونات، ولو ظهرت مثل هذه الآراء في صحف منشورة، لتعرض كثير منها للحظر بسبب الضغط القانوني.

ثالثا: الجمهور المحتمل الضخم؛ فالإنترنت يوفر سبل الوصول إلى ملايين القراء والمشاهدين المحتملين في جميع أنحاء العالم، ويمكن لهذا الأمر أن يزيد من حجم أي ضرر ناجم عن الكلام.

رابعا: عثور المعادين للمجتمع على أصدقاء لهم؛ فبوسع ذوي الآراء الغريبة وغير المعتادة والهدامة والخطيرة أن يعثر بعضهم على بعض بسهولة أكبر عبر الإنترنت، ففي حين كان يتعرض صاحب الآراء الغريبة في الماضي إلى العزلة الاجتماعية، أصبح في الوقت الحالي -وبفضل الاتصال عبر غرف المحادثة والمواقع الإلكترونية- لدى هؤلاء الأشخاص الشجاعة ليس للتعبير فحسب عن آرائهم، بل للتصرف على أساسها، فتعززت ثقتهم بأنفسهم من خلال عضويتهم في مجتمع يؤمن بأفكار معينة.

قرية صغيرة

هذه إذن بعض من مخاطر حرية التعبير في زمن الإنترنت بصفة عامة، فلاشك أن هناك سلبيات أخرى، ومايزال موضوع الكتابة في هذا المجال بحاجة إلى أقلام المتخصصين في مختلف الحقول المعرفية.

إن زمن الثورة التكنولوجية قد ساهم بدور فعال في جعل العالم قرية صغيرة متحدة الأركان. زمن حطم الحدود الجغرافية، ففتح بذلك الباب للتواصل والتعارف بين مختلف سكان المعمورة، وحقق للبشرية حرية في التعبير عن الآراء والمواقف وقد كان ذلك من الأمور التي تعرف تضييقا فلا يسمح إلا وفق شروط وضوابط ترسمها الجهات المعنية، ويبقى زمن الإنترنت زمن الاستحقاقات الإيجابية في الأغلب.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال