✍ إحسان الدبش – باحث وكاتب:

عَنْ خَارِجَـــــــةَ بْـــــــنِ زَيْـــــــدٍ، أَنَّ نَفَرًا (1)، دَخَلُوا عَلَى أَبِيهِ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ بَعْضِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كُنْتُ جَارَهُ، فَكَانَ «إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ بَعَثَ إِلَيَّ فَأَكْتُبُ الْوَحْيَ، فَكُنَّا إِذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الْآخِرَةَ ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا، فَكُلَّ هَذَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ2

من فقــــــــــــــــه هذه الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أولاً: حرص ( الناس ) أي " التابعين " بعد الصحابة رضي الله عنهم على الإتصاف بالخلق الحسن فسألوا الصحابي زيد بن ثابت والد خارجة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلموا خلقه فيقتدوا به. وهذا يدخل ضمن باب تزكية النفس، أي تربيتها على الفضائل التي قال الله عز وجل عَمّن يفعل ذلك ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ (الشمس 9). وهذا يدخل في باب تغيير ما بالنفس، الذي يغير حال الإنسان نحو الأفضل دائماً ومن ثم تغير ما بالقوم أي المجتمع الذي قال عنه سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ ( الرعد 11 ) . وقوله " الناس" أن الحريصين من السائلين لم يكن فرد واحد وإنما جمع من الناس.

ثانياً: قوله زيد " كنت جاره أكتب له الوحي " يدل على شدة قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أي ان ما كان يكتبه من القرآن الكريم أول من يطلع عليه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلما اقترب المؤمن من أصحاب الفضل ازداد فضلاً فكيف من كان قريباً من نبي الهدى صلى الله عليه وسلم . وكان له دور عظيم في الإسلام فهو الذي جمع القرآن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: يدلنا وصف زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه انه كان معهم في كل أمورهم وليس فقط في وعظه إياهم، وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم من جهة، ومن جهة أخرى في مشاركته لهم في أمور دنياهم . وهذا من هدي النبوة في تحقيق التوازن في التعايش مع الناس بين أمور الدين والدنيا.

ثالثاً: خارجــــــــــة بن زيــــــــــــــد بن ثابت الأنصاري من أبناء الصحابة

أبناء الصحابة رضي الله عنهم منهم من له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من ليس له صحبة، ولد بعد وفاة رسول الله أو كان صغيراً غير مميز. فيعتبر من التابعين. وخارجة من كبار علماء المدينة من أبناء الصحابة رضي الله عنهم . " يتبع "

1- النفر: من 3 إلى 10

2- كتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي 341. تحقيق عبده كوشك

                            

 

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"